الاثنين، أغسطس 06، 2012

مريض الصرع و الصيام


مرض الصرع يصيب المريض بنوبات من التشنج والإغماء المتكرر وقد يعرض حياة صاحبه للخطر فهو من البلاء الذي نسأل الله أن يرفعه عن كل مسلم مريض به ، ولكن ينبغي التنبيه على أنه ليس كل تشنج يعتبر مرض صرع ، وهنا يسأل هذا المريض : هل يمكنني أن أصوم رمضان في ظروف مرضية كمرض الصرع؟
المخ..والصرع ..مرض أم عرض؟
وللإجابة على هذا السؤال أحب أن أوضح أن نوبات الصرع تنشأ عن تهييج أو إثارة ما يسمى بالبؤرة الصرعية والتي تثار بسبب العديد من العوامل منها نقص مستوى السكر في الدم وكذلك التوتر والانفعال والإرهاق العصبي ولاشك أن الصيام يضع الإنسان في حالة من السكينة والاطمئنان مما يؤدى إلى السيطرة على البؤرة الصرعية بالمخ خاصة عندما يقترن الأمر بقراءة القرآن لقول الله تبارك وتعالى : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ( الرعد : 28) .
و كما أنه لابد أن نوضح أن الصرع ليس نوعا واحدا وكذلك العلاج ليس نوعا واحدا من حيث عدد الجرعات وتوزيعها على مدار اليوم فمنها ما يؤخذ مرة واحدة في اليوم ومنها ما يؤخذ كل 12ساعة ومنها ما يؤخذ ثلاث مرات يوميا وهكذا.. فالمرضى الذي تمت السيطرة على البؤرة الصرعية عندهم واستجابت النوبات الصرعية عندهم تماماً للعلاج ( لا يمكن الوصول إلى هذه النتيجة إلا بعد مرور عامين كاملين من اختفاء الأعراض ) وهم أغلب المرضى عموما يمكنهم الصيام بسهولة .
أما المرضى الذين لايزالون يتعاطون علاجا للصرع فإنهم على أقسام كما يلي :
1- إذا كان المريض يتعاطى العلاج كل 24 ساعة (مرة واحدة في اليوم) فلا مانع من حيث المبدأ من الصيام ما لم تحدث أي مشاكل ومضاعفات أخرى.
2- في حالة استخدام العلاج كل 12 ساعة ( مرتين في اليوم ) فإنه يمكن الصيام أيضا حيث تؤخذ جرعة عند الإفطار وأخرى عند الإمساك .
3- إذا كان الدواء بمعدل ثلاث مرات يوميا فإن ذلك يجعل صيام المريض مستحيلاً للزوم أخذ الدواء خلال نهار رمضان ، فإن استطاع الطبيب المعالج العدول إلى المركبات بطيئة الامتصاص أو بطيئة الإفراز والتي لها فعالية لمدة تزيد على8 ساعات فبها ونعمت ، و إلا فالمريض حينئذ من المعذورين فيفطر على أن يقضي أياماً بدلاً عن التي أفطرها إن أمكنه ذلك أو يطعم عن كل يوم مسكيناً إذا لازمه ذلك المرض وصار مزمناً اللهَ نسأل أن يمن بالشفاء على كل مريض