الثلاثاء، أغسطس 14، 2012

خطة للتخلص من اغراء حلويات العيد


أن مفهوم طعام الأعياد لدى الغالبيّة هو ملء المعدة بكل ما لذّ وطاب من الصنوف الغذائية والإفراط في تناول الحلوى بين الوجبات. أن نسبة 76.9% الناس يزيد وزنها بمعدّل يتراوح من 5 إلى 7 أرطال خلال فترة الأعياد فقط، بسبب إسرافها في تناول الوجبات السريعة وعدم مقاومتها إغراء الحلوى والشوكولاته.
استراتيجيات الاستمتاع بوجبات العيد، بدون التخلّي عن هدف الحفاظ على الوزن.
ثمة أخطاء غذائية عدّة يقع فيها الكثيرون بعد انتهاء فترة الصوم وحلول العيد، كالإسراف في تناول بعض الأطعمة والمشروبات التي تؤدي إلى زيادة سريعة في الوزن كالشوكولاته ومعمول التمر والكعك وقوالب الحلوى والمشروبات الغازية. ويعزو خبراء التغذية في "جمعية السكري الأميركية" The American Dietetic Association زيادة الوزن في فترة الأعياد والمواسم إلى إمداد الجسم بكميّات كبيرة من السعرات الحرارية والدهون تفوق احتياجاته من الطاقة والتي يجب ألا تزيد عن 1800 سعرة حرارية للنساء و2200 للرجال، في حال الحفاظ على الوزن، بالإضافة إلى مجموعة من الأسباب الأخرى، أبرزها:
1- الإسراف في تناول شوكولاته الحليب: تحتوي الشوكولاته البيضاء على كمّ هائل من السعرات الحرارية والدهون المشبّعة. ووفقاً لتقرير صادر عن وزارة الزراعة الأميركية، لوحظ أنّ كلّ 100 جرام من شوكولاته الحليب يحتوي على 539 سعرةً حرارية و42 غراماً من الدهون المشبعة، بينما تحتوي الكمية عينها من الشوكولاته السوداء على 312 سعرة حرارية و22 جراماً من الدهون المشبعة.
2- الإكثار من تناول البسكويت والكعك: من بين العادات المتوارثة في مجتمعاتنا العربية، الإكثار من تناول أنواع عدّة من البسكويت والمعمول، وخصوصاً في وجبات الإفطار والوجبات الخفيفة خلال أيام العيد الثلاثة. وتجدر الإشارة إلى أن كل 100 جرام من البسكويت يحتوي تقريباً على 460 سعرة حرارية، بينما تحتوي القطعة الواحدة من معمول التمر على 320 سعرة حرارية، ما يجعل تناول هذه المأكولات يمثّل خطراً بالغاً على هدف إنقاص الوزن على المدى القصير.
3- اتّباع بعض العادات الغذائية الخاطئة: يميل كثيرون إلى تناول الوجبات الجاهزة والسريعة مع الأهل والأصدقاء خارج المنزل طوال أيام العيد. وطبقاً لتصنيف "هيئة الغذاء والدواء الأميركية"، تعتبر الوجبات السريعة من بين أخطر العوامل المؤدّية إلى السمنة إذ أنها تصنّف من الأطعمة عديمة القيمة الغذائية التي تحتوي على كمية كبيرة من الدهون المشبعة، وخصوصاً المهدرج منها، إلى جانب احتوائها على عدد هائل من السعرات الحرارية الفارغة التي لا تمثّل أيّة قيمة غذائية أو صحية للجسم.
يقوم العديد من الناس باتباع حمية خاصة في أيام عيد الفطر ما يسمى بحمية الحلويات في العيد وهي ان يكتفي الشخص بعدد السعرات الحرارية الناتجة عن تناول الحلويات حصرا.
ولكن، هل هذه الحمية ناجحة، صحية أم فاشلة؟
يفيد موقع مجتمعي بأن اتباع هذه الحمية لا يحقق أية نتيجة في خسارة الوزن، لأن الجسم يكون قد اعتاد على الصيام أثناء النهار فيخزن الكمية الإضافية من الدهون أو السكريات من حلويات العيد، مما يسبب خطورة على الصحة لدى تناول كمية كبيرة من الحلويات. إذ ينتج عن ذلك اضطراب في نسبة «الغلوكوز» بالدم وتصلب الشرايين وارتفاع في ضغط الدم نتيجة العبء الكبير الذي تمثله هذه الدهون والسكريات المعقّدة على المعدة والمرارة والكبد والبنكرياس، ولما يتطلبه هضمها إلى كميات وافرة من العصارات والخمائر الهاضمة بكميات أكثر من الأطعمة الأخرى.
كما ان هذه الحلويات لا تحتوي على احتياجات الجسم الغذائية كافة، فقد تكون قليلة البروتينات أو الفيتامينات ما يجعل الجسم في حالة جوع مستمر ليعوض النقص الذي أصابه أثناء الصيام في رمضان.
4- الإفراط في تناول المواد الغذائية المحتوية على السكر المكرّر: ممّا لا شك فيه أن الإفراط في تناول السكريات البسيطة (الكعك والآيس كريم والحلويات الشرقية) يتسبّب في ارتفاع مفاجئ وكبير في معدّل الغلوكوز في الدم، محدثاً زيادة في إفراز الأنسولين (الهرمون الذي يقوم البنكرياس بإفرازه وفقاً لكمية الغلوكوز في الدم). هذه الزيادة في إفراز الأنسولين تؤدي إلى سرعة في تخزين السعرات الحرارية الزائدة، على هيئة دهون موضعية حول البطن وفي الذراعين والوركين والأرداف.
5- احتفاظ الجسم بالسعرات الحرارية: يتّفق خبراء التغذية على أنه خلال فترة الصوم، ينخفض معدّل الأيض الغذائي وتزيد قدرة الجسم على تخزين السعرات الحرارية المكتسبة من الغذاء وعدم التفريط فيها بسهولة، نتيجة انقطاع الطعام والشراب عنه وبقائه في حالة من المجاعة والحرمان لفترات طويلة. ومعلوم أن الجسم يحتاج من 14 إلى 28 يوماً بعد الصوم للعودة إلى معدّله الطبيعي في الاستقلاب وتحرير الطاقة. وبناءً عليه، ينصح الباحثون بضرورة تخطيط الوجبات وحساب السعرات الحرارية لتلافي حدوث أية زيادة غير مرغوب فيها في الوزن، علماً أن كل غرام من "الكربوهيدرات" يمدّ الجسم بـ 4 سعرات حرارية.
استراتيجيات خاصّة بالعيد
يؤكد المتخصّصون بالأنماط المعيشية أهمية الاستمتاع بالوقت أثناء فترة الأعياد قدر المستطاع، من خلال أداء بعض الأنشطة الترفيهية أو الذهاب للتنزّه خارج المنزل. وهذه الأخيرة وسيلة فعّالة في صرف انتباه المخ عن الانشغال بملء المعدة بالطعام. وفي هذا الإطار، يعدّد خبراء التغذية في المركز الطبي لجامعة بتسبرغ الأميركية مجموعة من الاستراتيجيات الخاصّة بالمواسم والأعياد لتفادي حدوث أية زيادة غير متوقّعة في الوزن، أبرزها:
- البدء بعادات صحية جديدة: يقترح الخبراء عدم الالتزام بتناول الحلوى والشوكولاته في المناسبات والولائم الاجتماعية والاكتفاء بكميّات قليلة للغاية منها، بالإضافة إلى استبدالها بأطعمة صحيّة (الفاكهة أو كوب من الزبادي المحلّى بالعسل). وتساعد هذه العادة الجديدة في العيد على ضبط الشهيّة تجاه تناول الحلويات، وبالتالي التحكّم في الوزن. وفي هذا الإطار، تشير دراسة صادرة حديثاً عن مركز التحكّم والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة الأميركية إلى أن تناول كميات إضافيّة من "الكربوهيدرات" البسيطة خلال فترة الأعياد يؤدي في غالبية الحالات إلى حدوث خلل وظيفي في معدّل سكر الدم، بسبب حدوث ارتفاع مفاجئ في غلوكوز الدم، يليه انخفاض سريع ومباشر لمادة السكر في الدم، ما يزيد من حاجة الجسم إلى تناول المزيد من الحلويات، وبالتالي إضافة أرطال إلى الوزن.
- التخطيط المسبق: تقضي هذه الاستراتيجية بتخطيط الوجبة بشكل مسبق. ومن هذا المنطلق، يرى الخبراء أن إعداد لائحة مسبقة بمكوّنات الوجبات الرئيسة، خلال فترة العيد، تعدّ طريقة مثالية لضبط الوزن في الإطار المحدّد له، وذلك من خلال حساب السعرات الحرارية للوجبات المخطّط لتناولها والالتزام بها، مع الإشارة إلى وجوب أن تكون نوعية الغذاء المختارة صحية ومفيدة.
- تخيّل المحتويات: تعمل هذه الاستراتيجية على تصوّر محتويات الوجبات التي سيتم تناولها خلال فترة العيد، سواء داخل أو خارج المنزل، ما يساعد على الاستمرارية في الالتزام ببرنامج إنقاص الوزن في ظلّ وجود الإغراءات المختلفة للطعام.
- الاستمتاع بالوقت: من بين المفاهيم الغذائية الخاطئة في فترة العيد ملء المعدة بكل صنوف الطعام، وخصوصاً من الحلويات. لذا، يرى الخبراء أن استراتيجية الاستمتاع بالوقت من خلال أداء بعض الأنشطة الاجتماعية أو الترفيهية أو الرياضية يساعد على تجنّب تناول الطعام الزائد عن الحاجة، كما يعتبر البعد عن ملء الطبق عن آخره بالطعام إحدى الطرق الفعّالة للتحكّم في الكميات المتناولة من الطعام، بدون الحاجة إلى حساب السعرات الحرارية
- صنف الطعام المفضّل: يقترح خبراء التغذية بوضع الصنف المفضّل من الطعام ضمن لوائح الوجبات المخطّط تناولها في العيد، إذ تعمل هذه الطريقة على زيادة الإحساس بالرضا والاستمتاع بمظاهر العيد، شريطة عدم الإسراف في تناول المزيد من الطعام المفضل. كما يحذّرون من الاحتفاظ بفضلات الطعام في المنزل، تجنباً لتناول المزيد منها لاحقاً.
حلول للتخلّص من إغراء الحلوى في العيد
مما لا شكّ فيه أن الحلوى والشوكولاته تحتلّ مكانة كبيرة في موسم الأعياد، وفي هذا الخصوص يفترح خبراء التغذية في "جمعية الصحة العامة الأميركية"American Public Health Association (APHA) مجموعة من الحلول التي تساعد في التخلّص من إغراء الحلويات في العيد، أبرزها:
1- احتفلي بالعيد بدون الحاجة إلى تناول المزيد من السكر، وذلك من خلال تنويع الاختيارات من صنوف الحلويات المختلفة، شريطة التقليل من الكميات المشتراة من كل نوع منها. وتساعد هذه الطريقة في تقليل مقدار الحلوى المتناولة إلى النصف تقريباً.
2- احرصي على تناول الحلوى الخالية من الدسم، إذ تحتوي بعض أنواعها على 20 سعرة حرارية فقط، في حين أن قالب الشوكولاته يحتوي على 285 سعرة حرارية و21 جراماً من الدهون تقريباً.
3- تناولي الكثير من الماء بعد الحلوى، ما يزيد من معدّل استقلابها ويخلّص الجسم من السعرات الحرارية المكتسبة منها ويقلّل من تأثيرها الضار في الدم.
4- لا تتناولي الحلوى قبل النوم مباشرة، إذ يصعب التخلّص من السعرات الحرارية المكتسبة منها أثناء النوم، وبالتالي يقوم الجسم بتخزينها على شكل دهون موضعية تحت الجلد. وبناءً عليه، ينصح الخبراء بتناول كميات ضيئلة من الحلوى أو الشوكولاته بعد وجبة الإفطار والغذاء، ما يتيح الفرصة لتجنّب تراكمها على شكل دهون أو أنسجة شحمية.
5- توقفي عن استخدام السمن النباتي (المارجرين) عند إعدادك لحلوى العيد، فمقدار ملعقة صغيرة منه يمدّ الجسم بـ54 سعرة حرارية.