ما هي أسباب بول الفراش عند البالغين؟
اسباب هذه المشكلة عند البالغين متعددة ويوجد كذلك عند نسبة كبيرة منهم اعراض بولية حتى في فترة الاستيقاظ مما يعني وجود اضطراب وخلل في عمل الجهاز البولي عند هؤلاء. احد اسباب هذه المشكلة هي الوراثة، فقد بينت احدى الدراسات ان احتمالية تبليل الفراش عند الطفل تصل الى 77% اذا كان الأب والأم يعانيان من هذه المشكلة عند الصغر وتصل الى 40% اذا كانت المشكلة عند احدهما فقط وهذه الارقام تنطبق الى سن البلوغ.
والسبب الاخر والشائع هو نقص في افراز الهرمون المضاد للتبول ADH والذي عادة يفرز من الدماغ بكميات عالية اثناء النوم تساعد على تقليل انتاج البول من الكليتين اثناء النوم مما يساعد المرء على نوم ساعات الليل دون الحاجة للاستيقاظ للتبول. وتوجد كذلك عدة اسباب اخرى للنوع الاول من هذه المشكلة كما ظهر في دراسة قام بها الدكتور "يونغ" وزملاؤه في الجامعة الصينية في هونغ كونغ على 18رجلاً و 29امرأة مصابين بها تراوحت أعمارهم بين 16و 43 سنة وبناء على الفحوصات والتحاليل الكاملة التي شملت تخطيط سرعة جريان البول واعصاب المثانة والصمام الخارجي الكترونياً وتصوير الجهاز البولي بالأشعة الصوتية أن حوالي 79% من هؤلاء المرضى كانوا يعانون من سلس بولي معتدل أو شديد أي انه يحصل في أكثر من 3 ليال اسبوعياً أو بطريقة مستديمة ليلياً وأن حوالي 38% منهم يشتكون من أعراض بولية أثناء النهار أيضاً. وتبين أن حوالي 93% منهم مصابون بالمثانة العصبية نتيجة انسداد وظيفي في الاحليل أو عنق المثانة بسبب آفة وظيفية في البول أو خلل التنسيق بين المثانة والصمام الخارجي أو عضلات الحوض بنسبة 73% علاوة على ذلك فقد أظهرت تلك الدراسة انسداداً في الإحليل عند رجلين ونقص في سعة المثانة (أقل من 300ميلي ليتر) في 53% من تلك الحالات. وقد اثبتت تلك الدراسة وغيرها من الدراسات العالمية اختلاف أسباب ومزايا تلك الحالة عند الأطفال والبالغين.
ومن الاسباب الاخرى للنوع الثاني المذكور اعلاه وجود مرض السكري ، التهابات وحصيات المسالك البولية، الافراط في شرب الشاي والقهوة ، كما توجد بعض الادوية المرتبطة بحصول التبول الليلي اللاارادي مثل الادوية المنومة وبعض الادوية النفسية، كما ان هذه المشكلة قد توجد عند نسبة من المرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس اثناء النوم Obstructive sleep apnea.
وخلاصة القول ان النوع الاول من التبول الليلي اللاارادي عند البالغين قد تكون اسبابه محدودة ولايحتاج لإجراء المزيد من الفحوصات قبل البدء بالعلاج لكن النوع الثاني وهو الذي يحدث بعد فترة انقطاع قد تدوم لسنوات يحتاج لإجراء المزيد من الاختبارات والفحوصات لانه قد يكون عارضا لسبب اخطر منه.