الجمعة، أبريل 13، 2012

الحساسيه فى فصل الربيع عند الأطفال

يُنْظر إلى الربيع على أنه وقت النمو والتجديد حيث يشهد ميلاد حياة جديدة لكل من النبات والحيوان. فتتفتح الزهور وتتطاير حبوب اللقاح التي تعلق في طبقات الجو القريبة من سطح الارض مؤدية الى ظهور العديد من امراض التحسس عند بعض الاطفال .
الجسم يحتوى على خلايا مناعية تتأثر بحبوب اللقاح لينتج عنها الهيستامين وهو مادة كيميائية تساعد على تسرب السوائل للأنسجة مما يؤدى إلى تورم تلك الانسجة ، إفرازات في الأنف، واحمرار العين مترافقا مع كثرة الدمع والرغبة في حك العين.
 امراض الاطفال المتعلقة بهذه الفترة من السنة وهي الفترة الانتقالية من فصل الشتاء الى فصل الصيف .
يمكننا تقسيم تلك الامراض المتعلقة بفصل الربيع الى ثلاثة اقسام حسب العضو المصاب :
أولا : حساسية الانف ، احمرار العين والرمد الربيعي
ثانيا : الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي السفلي وحساسية الصدر
ثالثا : بعض الأمراض الفيروسية المتعلقة بالجلد مثل الحصبة والجديري المائي والنكاف
أولا : حساسية الأنف والعينين
تعد من الامراض الاكثر شيوعا في فصل الربيع عند البالغين والاطفال خصوصا من لديه الاستعداد التحسسي لذرات الغبار وحبوب اللقاح حيث ينتج عن ذلك التهاب الاغشية المبطنة للانف والجهاز التنفسي العلوي ، الاذنين ، الحلق ، العينين حيث تظهر الاعراض على شكل :
- احتقان الأنف
- سيلان
- حكة في الأنف ، الاذن والحنجرة
- كثرة العطس
- حكة واحمرار العينين
يلجأ العديد من المرضى المصابين الى استخدام الادوية المضادة للاحتقان والتي لاتخلو من تفاعلات جانبية ضارة لذا ينصح بعدم استعمالها خاصة للاطفال الاقل من عمر سنتين . يستعاض عن ذلك ببعض المحاليل الملحية او بعض مركبات الكورتيزون المستنشقة او الموضعية حسب حالة الطفل المريض وعمره .
تبقى الوقاية السبيل الامثل للحفاظ على الطفل سليما معافى بإذن الله سبحانه وتعالى وتكمن سبل الوقاية بما يلي :
- محاولة تجنب ما يسبب أو يثير أعراض الحساسية كالغبار ، الطلع وعدم تربية الحيوانات الأليفة في المنزل إذا كان أحد الأفراد يعاني من الحساسية.
- محاولة ارتداء الكمامة الطبية على الأنف والفم ، في فصل الربيع أثناء الخروج من المنزل.
- عدم فتح نوافذ السيارة في حالة وجود الاطفال داخلها خاصة عند التجول بالقرب من مناطق زراعية
- عدم فتح الشبابيك في هذه الفترة للتخفيف من دخول حبوب الطلع ، وتهوية المنزل عندما تكون كمية حبوب اللقاح هي الأدنى، في منتصف الصباح وفي وقت مبكر من المساء.
- الاستحمام دائما عند العودة للمنزل .
- محاولة البقاء في الأماكن المغلقة قدر الإمكان خلال تلك الفترة من السنة للتخفيف من التعرض لحبوب اللقاح .
- استخدام المحلول الملحي في الاستنشاق يخفف من الأعراض البسيطة.
- استخدام بعض قطرات العين الي تحوي محاليل متعادلة تعمل على غسل العين ووقايتها من الجفاف .
ثانيا : الأمراض المتعلقة بحساسية الصدر
ذرات الغبار وحبوب اللقاح قد تعمل كمهيج قوي لنوبات الربو والتي تظهر بسبب تضيق الشعب الهوائية لعدة اسباب منها :
- تقلص في جدران الشعب الهوائية
- وجود افرازات تعمل على انسداد جزئي للشعيبات
- تورم الانسجة المبطنة لجدران الشعب الهوائية
بطبيعة الحال فان اتخاذ سبل الوقاية كفيل بإذن الله بتجنيب المصاب مضاعفات أزمات الربو .
وكذلك ذرات الغبار
في حالة الاصابة فان الادوية المستنشقة والموسعة للشعب الهوائية هي الخيار الاول في المعالجة . في حين قد تحتاج الحالات الاشد خطورة الى مركبات الكورتيزون التي قد يستدعي استعمالها فترات اطول كجرعات وقائية .
ثالثا : الامراض الفيروسية والجلدية المتعلقة بفصل الربيع
تعتبر الحصبة ، التهاب الغدة النكافية "أبوكعب" ، والجديري المائي من الامراض المرتبطة بهذا التوقيت من السنة . وهنا نلقي الضوء بشيء من التفصيل على احدها وهو مرض "العنقز"
معظم الاطفال الذين يتعرضون لجدري الماء تظهر عليهم اعراض متوسطة قد تختفي دون حدوث أي مضاعفات ولكن يبقى القلة قد يتطور لديهم المرض في حدوث مضاعفات حادة في الرئتين او الدماغ .
تظهر علامات جدري الماء بعد اسبوعين الى 3 اسابيع بعد التعرض للفيروس المسبب "" VZV وهي فترة حضانة المرض الذي تظهر اعراضه على شكل :
طفح مع حكة في البداية قد تبدو الحبوب على الجلد مثل لدغ الحشرات الصغيرة، فقاعات صغيرة مليئة بسائل تتحول فيما بعد الى بثور مفتوحة ومتقشرة وقد يحدث ذلك الطفح في جدري الماء في ثلاث مراحل.
أولا حبوب حمراء اللون تتحول إلى حويصلات مملوءة بالسائل يتلوها ظهور حويصلات تعلوها القشرة ومن الممكن أن تحدث المراحل الثلاث جميعها في توقيت واحد في انحاء الجسم بحيث تجد مثلا الجسم مليئا بحويصلات مائية وبثور متقشرة في الوقت ذاته.
هناك بعض الاعراض الاخرى والتي قد تصاحب او تسبق ظهور الطفح الجلدي مثل:
الحمى ، ألم في البطن أو فقدان للشهية ، صداع خفيف ، الشعور العام بالقلق وعدم الراحة ، كحة جافة ، صداع.
ينتشر الطفح في الجسم ككل وخاصة في الوجه وفروة الرأس والصدر والظهر... عادة تظهر هذه الاعراض بشكل غير حاد في الاطفال الذين لايعانون من امراض مزمنة.
العلاجات والأدوية
جديري الماء لا يحتاج عادة إلى العلاج الطبي. ولكن قد توصف أحد مضادات الهيستامين او الدهانات لتخفيف الحكة.
إذا كان الطفل في المجموعة عالية الخطورة قد تفيد بعض المضادات الفيروسية مثل acyclovir او Zovirax وقد يحتاج المريض بعض الادوية في الوريد مثل الغلوبيولين المناعي (IGIV).
هذه الأدوية تقلل من شدة المرض خاصة عندما تعطى في غضون 24ساعة بعد ظهور الطفح وفي بعض الحالات .
قد يحتاج الطفل الى بعض المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات الرئوية وعلاج التهاب الدماغ مشاركة مع المضادات الفيروسية.
يجب ملاحظة عدم اعطاء الاطفال أي ادوية تحتوي على الاسبيرين في مثل تلك الحالات وذلك للحيطة من ظهور "متلازمة راي".
الوقاية
يعتبر اللقاح هو أفضل طريقة لمنع الاصابة بجدري الماء. حيث يقدر أن اللقاح يوفر حماية كاملة من الفيروس لنحو 90في المئة من الأطفال الصغار الذين يحصلون عليه وعندما لا يوفر اللقاح حماية كاملة فانه يقلل بدرجة كبيرة من شدة المرض. يعطى اللقاح بجرعتين الاولى عند عمر سنة والثانية عند سن دخول المدرسة . يصاحب المرض حكة شديدة لذا من المفضل قص اظافر الطفل للحفاظ على نظافته .
كما ينصح بعدم ذهاب الطفل للمدرسة حتى جفاف اخر البثور الجلدية لمنع انتشار المرض .