تقوم فكرة تطبيق whozcalling و truecaller بكل بساطة على مشاركة معلومات دليل الهاتف للجميع، بحيث يتم سحب جميع معلومات الدليل من هاتفك الذكي بعد تحميل التطبيق وفي كل لحظة يتصل بك شخص تعرفه أو لا تعرفه يقوم بإظهار إسمه الموجود في قاعدة البيانات الخاصة بسيرفر التطبيق، ومع انتشار هذا التطبيق؛ فإنك لن تسأل أحداً عن رقمه الذي يتصل عليك منه، لأن اسمه سيظهر لك تلقائياً، وبالتأكيد؛ فإن هذه تعتبر خدمة يحتاجها الكثيرون، وهي خدمة مغرية في الوقت نفسه تحفِّز على تحميل مثل هذا التطبيق، وهي السبب الحقيقي وراء انتشاره والحديث عنه بين مستخدمي الهواتف الذكية، ومع ما يعتبره البعض من عصف هذا التطبيق بالخصوصية؛ فإن البعض الآخر قد ينظر لها على أنها تحد من الإزعاجات التي تصل من الأرقام العشوائية.
وتظهر لنا مشكلة كبيرة تتمثل في انتهاك هذا التطبيق للخصوصية؛ حيث إن عدم تحميلك للتطبيق لا يعني أن معلوماتك ستكون بمنأى عن قاعدة البيانات المذكورة، بل إنه من المحتمل أن يقوم شخص يعرفك قام بتحميله وشارك دليل الهاتف الخاص به والذي يحوي على اسمك بدون أخذ الموافقة منك. والأمر جد خطير؛ خاصةً عندما يتعلق بأسماء الأمهات والأخوات والقريبات، والتي ستكون ضمن هذه البيانات، وهو ما يُعتبر انتهاكاً كبيراً للخصوصية، كما أن هناك أسماء خاصة لبعض الأشخاص يتم تداولها بين أصدقائهم كبعض الألقاب على سبيل المثال، والتي سيراها بفضل هذا التطبيق زملاؤهم في العمل أو رؤساؤهم،وهي في الأساس معلومات شخصية لا يرغبون في انتشارها، وما يزيد الطين بلة؛ أن تطبيق truecaller يتيح الاستعلام عن الأرقام ويظهر بياناتها للجميع وهذا بالضبط ما يقدمه التطبيق number book والذي يتيح لك إدخال أي رقم هاتف ويظهر لك أسمه أو تضع اسم شخص وسيظهر لك رقمه هاتفه وبالطبع جميع هذه المعلومات تعتمد على الأرقام والأسماء التي تم مشاركتها عن طريق كل من يحمل التطبيق وبالتأكيد سيكون هناك نسبة خطأ لكنها تعتبر بسيطة.
وهناك نقطة أخرى هامةقد تجعلنا نفكر وهي أن هذا التطبيق لا يجني أرباحاً واضحة ويمكن تحميله مجانا، ولا يضع إعلانات على واجهته، وهذا يعني الكثير من الأمور، ومن أهمها أن هذه البيانات تعدّ كنزاً معلوماتياً للتسويق، قد تدفع فيه الشركات مبالغ طائلةلأنها محدثه بإسم الشخص ورقمه ونوع جهازه ومكانه بالضبط وبقائمة أصدقائه، وبغض النظر عن أهدافهم الرئيسة من وراء ذلك كله؛ فإنه يجب علينا الحد من استخدام مثل هذه التطبيقات، ولعل المسؤولية الأكبر هنا تقع على شركات الأجهزة الذكية التي أتاحت تلك التطبيقات مع علمها بخطورتها وانتهاكها للخصوصية، إلا أن فطنتنا و وعينا بما يدور حولنا يبقى هو الخط الدفاعي الأول لدينا حين تعجز شركات التقنية والتسويق عن احترام خصوصيتنا.