الجمعة، سبتمبر 04، 2009

رمضان فرصة لترك التدخين

الدخان معصية للمولى عز وجل اجمع عليها كل العلماء دون استثناء ولهذا الإجماع أسباب منها: إن الدخان يفسد صحة الجسم وهو أمر حرمه الإسلام لقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) وقوله عز وجل: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين). والدخان من الخبائث التي حرمها الإسلام لقوله تعالى (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث).
والدخان يضر من حولك من أخوانك واهلك وأولادك وهذا أمر حرمه الإسلام لقوله عز وجل (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً)، ولقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار).
والدخان سبب لتبذير وتلف مال الشخص المدخن وأسرته وهو أمر نهى عنه الإسلام لقوله تعالى: (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).
كثير من المدخنين يرون أن تركهم للدخان من الأمور الصعبة فهم قد أصبحوا مدمنين عليه ولا يمكن تركه، وهذا الاعتقاد خاطئ تماما ولو كان صحيحا لكنا رأينا الصائمين من المدخنين في نهار رمضان مثل المجانين يهلوسون ويصرخون أو لما استطاعوا أن يمارسوا حياتهم اليومية الاعتيادية، ولكن طبعا هذا لا يحصل أبدا رغم إن فترة الصيام تمتد لأكثر من عشر ساعات، فهذا دليل على أن الإنسان يستطيع بإذن الله وداع هذه الآفة الخبيثة وان يزف لأعضائه وخاصة رئتيه ولأهله خبر توقفه عن التدخين لتزداد الفرحة مع أفراح رمضان.
الطريقة الفعالة والناجحة للتوقف عن الدخان الرغبة والقناعة وقوة الإرادة هي أهم مكونات علاج مدمن التدخين، ثم تأتي أمور أخرى هي فقط من باب تقوية تلك الإرادة، مثل عرض صور ومشاهد فيديو لمرضى سبب لهم التدخين سرطانات الحنجرة والرئتين وسبب لهم العديد من المضاعفات والأمراض، ثم يتم بعد ذلك عرض نصائح تعين المدخن على ترك التدخين مثل الإكثار من السوائل والفواكه وإشغال الوقت بأمور مثل الرياضة أو مشاهدة البرامج التلفزيونية أو القراءة أو الجلوس أمام الحاسب الآلي أو الخروج مع الأصدقاء للنزهة وتبادل الحديث بشرط ألا يكون هؤلاء الأصدقاء من المدخنين. شهر رمضان علاج مجاني للأعراض الانسحابية قد يسمع المدخن عن وجود لصقات أو عقاقير أو أجهزة تعين المدخن على ترك التدخين، فهذا صحيح، ولكن لا تعينه تلك العقاقير واللصقات والأجهزة بأن توجد عنده الرغبة والإرادة والتي هي أهم مكونات الإقلاع عن التدخين، وإنما دورها فقط في مساعدة بعض المدخنين على التغلب على بعض الأعراض التي قد يعاني منها بسبب توقفه عن التدخين الذي عود جسمه عليه طوال سنوات عديدة، وهي أعراض ليست بخطيرة أو صعبة ولا تظهر عند كل المدخنين لذلك يتم إعطاء المدخنين مثل هذه العلاجات.
لكن في شهر رمضان الأمر يختلف تماما فمكوث المدخنين بكل شجاعة لساعات طويلة بدون تدخين لدليل على إن الإنسان بكل ما أعطاه الله من عقل وقوة إرادة قد استطاع التغلب على إدمان التدخين.
إذا هذه دعوة أخوية من القلب لأخواننا المدخنين بأن يقلعوا فورا عن التدخين مرضاة لله وحبا لأولادهم وذويهم وحرصا على صحتهم وألا يكونوا سلعة لشركات التبغ التي قال احد ملاكها إننا نستهدف الشباب حتى نضمن سنوات طويلة من استهلاكه لمنتجاتنا قبل أن يصيبه سرطان الرئة ويموت.
ما هي الفوائد المباشرة للتوقف عن التدخين (على المدى القريب)؟
بعد التوقف مباشرة عن التدخين يقوم جهاز الدوران بالتحسن والتخلص من أول أكسيد الكربون العالق به. كذلك فإن معدل ضربات القلب وضغط الدم يعودان إلى حالتهما الطبيعية بعد أن كانا مرتفعين نسبيا وخلال أيام تتحسن حاستا الشم والتذوق بعد أن كانتا ضعيفتين بسبب التدخين.
ما هي الفوائد الناتجة على المدى البعيد؟ الأشخاص الذين يتوقفون عن التدخين يعيشون أطول عمرا من أقرانهم الذين لا يزالون يدخنون فبعد تركهم للتدخين تصبح فرصتهم في الحياة كغيرهم من غير المدخنين وبعد 10 سنوات من الانقطاع فان فرصة الوفاة بسرطان الرئة تقل بنسبة 30- 50% للمدخنين السابقين مقارنة بمن لا يزالون مدمنين على الدخان. كذلك يتم التغلب على أمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.