جرت العادة على وصف المرأة بالرجولة عندما تحسن التصرف فى موقف من المواقف التى تعودها الناس أن لا تصدر إلا من الرجال .. يقولون : فلانة وقفت وقفة رجال .. و أحيانا توصف بأنها بمائة رجل من فرط الأعجاب بها فى حين تسلب صفة الرجولة من بعض الرجال عندما يقفون وقفة لا تليق بالرجال ..!! عندما تخلى بعض الرجال و فروا أمام العدو فى معركة أحد وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم فى ثبات وحده .. جاءت امرأة من المسلمين لتأخذ دور الرجولة فى موقف يجب أن تتجلى فيه فأخذت سيفا من يد أحد الفارين و وقفت وقفة رجل مع رسول الله صلى الله عليه و سلمو الجراح تتفجر دما من جسدها و لا تبالى لما اصابها حتى انقذت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يقول :من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟و إذا كان الرسول صلى الله عليم و سلم قد لعن المتشبهات من النساء بالرجال فإنه بارك مواقف الرجولة من بعض نساء المؤمنين كأمثال أم عمارة و ذلك فى ميادين الحق و القتال و نصرة الدين الرجولة .. إنها صفة يحبها الله و رسوله لكل الناس رجالا كانوا أم نساء رجل .. رجل .. رجل .. كلمة لا تقال إلا لصفوة البشر كلمة .. حين تسمعها لا تستطيع إلا أن تقرنها بتحمل المسؤولية و الثبات على الحق و الوفاء بالعهد و مع ذلك .. تاه معناها و أختلطت مفهومها الحقيقى عند الكثير من الناس العجب كل العجب أن يرى أحدهم أن الرجولة ما هى إلا تحرر فكرى و مادي يكسر بهما كل القيود .. حرية تكفل له فعل أي شئ و كل شئ فى أى وقت و فى أى مكان و منهم من يرى ان الرجولة هيمنة و سيطرة و زعامة و فرض رأى و هناك من يراها قوة و شجاعة و فتوة و صوت جهوري سواء فى الحق أو فى الباطل و لان ..تعددت المفاهيم الخاطئة للرجولة و تاه معناها فى هذا الزمان و لان بالرجولة ترفع أقوام و تذل و تدخل الأمم التاريخ و لان الرجولة .. غاية كل الأباء لأبنائهم و حلم يراوض كل فتاة تبتغيه فى زوج المستقبل عندما تهتز القيم و يعم الفجور و يموت الحياء و تنعدم المروءة و يستبد الهوى لا تسأل أين الرجــال .. ؟عندما ترى الرقعاء المخنثين فى كل مكان لا تسأل أين الرجــال .. ؟عندما تعول النساء البيوت في وجود الرجال لا تسأل أين الرجــال .. ؟عندما ترى المقاهى و النوادى مرتع للكسالى الخاملين لا تسأل أين الرجــال .. ؟عندما تتمايل الكاسيات العاريا فى الطرقات و على الشواطئ و فى الاسواق لا تسأل أين الرجــال .. ؟.. سنبحر إلى دنيا الرجال كما وصفها الحق تبارك و تعالى فى كتابه العزيز و عن معنى الرجولة و قيمتها و مقوماتها و كيفية الوصول إليها إليكم هذه المقطتفات و ........ حتى لا يضيع معنى الرجولة كل رجل ذكر و ليس كل ذكر رجل الرجولة صفة تجلت فى مواقف عديدة ذكرها الحق تبارك و تعالى فى كتابه الكريم صفة اقترنت بكل المواطن المحببة لله و رسوله اقترنت بنصرة الحق و الثبات عليه ..اقترنت بالنبوة و الصبر و التضحية لاعلاء لا إله إلا الله اقترنت بإعمار بيوت الله و الإسراع إلى الصفوف الأولى اقترنت بالقيادة و القوامة . الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ الرجال قوامون قوامون على مصالح الاسرة بالرعاية و التربية و الانفاق مهام عظيمة تحتاج إلى الرجال فقالها الحق صريحة الرجال قوامون القوامة .. ما هى إلا نوع من التكليف خصة الحق تبارك و تعالى بفئة معينة من البشر لها طبيعة خاصة قادرة على تحمل المسؤلية و التحكم فى مجريات الأمور بالصورة التى تضمن سعادة الأسرة و ضبط موازين الأمور بقيادة حكيمة رشيدة هكذا دائما الرجال كما وصفهم الحق تبارك و تعالى دائما فى كل مواقف التحمل و الثبات و القيادة هكذا دائما الرجال للذكر مثل حظ الأنثيين وإذا تحدثنا عن مفهوم الرجولة و الرجال و الذي لا نقصد به التمييز بين الذكر و الأنثى و إنما نريد به التمييز بين الرجل و الذكر
صفة الذكورة تطلق غالبا فى الأمور الدنيوية .. عند الميلاد و عند توزيع الميراث و ما شابه ذلك كما وضح فى الأية السابقة التى تتحدث عن الميراث فقال الحق تبارك و تعالى للذكر و لم يقل للرجل .. هناك فرق بين الذكورة و الرجولة كم عاش ذكور على وجه الأرض و ماتوا و لم يعرفوا للرجولة طريق فالذكورة تصنيف و حظ من رب العالمين يبدأ منذ الميلاد ..أما الرجولة صفة مكتسبة تصنعها التربية و مواقف الحياة
صفة الرجولة لا تذكر إلا عندما نتحدث عن : القوامة النبوة الامامة الولاية الجهاد الشهادة تحمل المسؤولية صدق العهد الثبات على الحق التضحية المروءة الشهامة الفتوة علو الهمة حسن الخلق كمال العقل اغاثة الملهوف إنها صفة تلازم المخلصين.. الذين وقفوا مواقف البطولة بصدق و عزيمة إنها تلازم صفة الصبر الصبر على العبادات الصبر على الطاعات الصبر على المحن و الابتلائات كما إنها صفة تلازم الأوفياء و تتمم صفة الوفاء الوفاء بالعهد مع الله الوفاء بالعهد مع الناس الوفاء بالعهد مع النفس الرجولة .. هى صفة لأعلى مراتب الكمال و الرشد و النضج .. صفة لتمام العقل و نضج الفكرو الثبات فى مواطن الحق
و فى رحلتنا الى دنيا الرجال و من أجل صحوة تنقلنا من دنيا الذكور إلى دنيا الرجال رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله وصف الحق تبارك و تعالى عمار بيوت الله بأنهم رجال فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ رجال ....... و أى رجال رجال ترفعوا عن المال فى مواطن الصلاة و ذكر الله رجال ترفعوا عن البخل فى مواطن العطاء و البذل و الجود رجال ترفعوا عن اللهو فى مواطن الجد قلبوبهم تنبض بحب الله و ذكرهقلوبهم تخشى تقلب القلوب قلوبهم لا تعرف للنفاق طريق قلوب ترجوا رحمته و تبتغى رضاه نفوس طاهرة فى الظاهر و الباطن فيهم قال الحق تبارك و تعالى عندما تحدث عن مسجد ضرار الذى أسسه المنافقون بمشورة من اليهود و نهى نبيه عن الإقامة فيه
وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَاللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ
رجال يحبون أن يتطهروا رجال جنتهم و منتداهم بيوت الله رجال الصفوف الأولى لكل صلاة رجال ......... أين هم الآن ؟
أين هم من طال حنين بيوت الله إلى صلاتهم و ركوعهم و سجودهم و تسبيحهم ؟أين أنتم أيها الرجال ؟؟ رجل نصح قومه فى حياته .... و بعد مماته وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ إنه حبيب النجار الذى وصفه الحق تبارك و تعالى فى سورة يس بالرجولةجاء يعدو من أبعد أطراف المدينة .. يسرع فى مشيه قال ابن كثير :إن أهل القرية هموا بقتل رسلهم ، فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى لينصرهم من قومه إنه حبيب النجار الذى كان يعمل الحرير ، و كان كثير الصدقة ، يتصدق بنصف كسبه و قال القرطبى :كان حبيب النجار مجذوما و منزله عند أقصى أبواب المدينة ، و كان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة يدعوهم لعلهم يرحمونه و يكشفون ضره ، فما استجابوا له ، فلما أبصر الرسل و دعوه إلى الله قال : هل من أية ؟ قالوا : نعم نحن ندعو ربنا القادر فيفرج عنك ما بك ! فقال : إن هذا لعجيب ، إنى أدعو هذه الآلهة سبعين سنة لتفرج عنىفلم تستطع فكيف يفرجه ربكم فى غداة واحدة ؟ قالوا : نعم ربنا على ما يشاء قدير ، و هذه لا تنفع و لا تضر فآمن و دعوا الله فكشف ما به ، فلما هم القوم بقتل الرسل قال :
يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21)وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ (23)إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (24) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قال المفسرون :لما قال لهم ذلك و نصحهم و أعلن إيمانه ، و ثبوا عليه وثبة رجل واحد فوطئوه بأقدامهم فقتلوه ، و لم يكن له أحد يمنع عنه أذاهم قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)
فلما دخل الجنة و نال جزاء صبره و رجولته و ثباته على الدعوة إلى الله ، تمنى أن يعلم قومه بحاله و سبب غفران ذنبه و أكرامه بنعيم الجنة قال ابن عباس :نصح قومه فى حياته ، و نصحهم بعد مماته حبيب النجار مثال حقيقى للرجولة استحق أن ينال شرف ذكر جهاده فى القرآن الكريم استحق شهادة من فوق سبع سماوات من الحق تبارك و تعالى رجل أبت رجولته كتمان النصيحة و غمط الحق رجل دعا لنصرة لا إله إلا الله حتى لو قتل من أجلها نصح قومه حيا للهو مات شهيدا للهو فى الجنة .. تمنى لو يعود فتستمر دعوته لله هكذا علمنا أن الرجولة ثبات على الحق أو الموت من أجله
هكذا يكون الرجالن
موذج آخر من الرجال مؤمن آل فرعون
وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ
موقف آخر للرجولة سرده الله تعالى علينا فى تسع آيات كاملة من سورة غافركان هذا الرجل ابن عم فرعون و كان قبطيا يخفى إيمانه فلما سمع قول الجبار متوعدا موسى بالقتل نصحهم بقوله : أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ
إنه رجل واجه فرعون و سلطانه ، و كفر بربوبيته على الملأ من قومه قال الحق جليا بلا خوف و لا تردد .. كذب فرعون و أعلن إيمان ملأ قلبه و كيانه
الرجولة إذن .. ليست بالانطواء على النفس و لكنها بالمواجهة و انكار الذات
إنها فى نصرة الحق و اتباعه رجال النصيحة لله و التضحية من أجل الله رجال لا يخشون الحق و لو أوذوا فى سبيله أين أمثال هذا الرجل الآن ؟
صفة الذكورة تطلق غالبا فى الأمور الدنيوية .. عند الميلاد و عند توزيع الميراث و ما شابه ذلك كما وضح فى الأية السابقة التى تتحدث عن الميراث فقال الحق تبارك و تعالى للذكر و لم يقل للرجل .. هناك فرق بين الذكورة و الرجولة كم عاش ذكور على وجه الأرض و ماتوا و لم يعرفوا للرجولة طريق فالذكورة تصنيف و حظ من رب العالمين يبدأ منذ الميلاد ..أما الرجولة صفة مكتسبة تصنعها التربية و مواقف الحياة
صفة الرجولة لا تذكر إلا عندما نتحدث عن : القوامة النبوة الامامة الولاية الجهاد الشهادة تحمل المسؤولية صدق العهد الثبات على الحق التضحية المروءة الشهامة الفتوة علو الهمة حسن الخلق كمال العقل اغاثة الملهوف إنها صفة تلازم المخلصين.. الذين وقفوا مواقف البطولة بصدق و عزيمة إنها تلازم صفة الصبر الصبر على العبادات الصبر على الطاعات الصبر على المحن و الابتلائات كما إنها صفة تلازم الأوفياء و تتمم صفة الوفاء الوفاء بالعهد مع الله الوفاء بالعهد مع الناس الوفاء بالعهد مع النفس الرجولة .. هى صفة لأعلى مراتب الكمال و الرشد و النضج .. صفة لتمام العقل و نضج الفكرو الثبات فى مواطن الحق
و فى رحلتنا الى دنيا الرجال و من أجل صحوة تنقلنا من دنيا الذكور إلى دنيا الرجال رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله وصف الحق تبارك و تعالى عمار بيوت الله بأنهم رجال فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ رجال ....... و أى رجال رجال ترفعوا عن المال فى مواطن الصلاة و ذكر الله رجال ترفعوا عن البخل فى مواطن العطاء و البذل و الجود رجال ترفعوا عن اللهو فى مواطن الجد قلبوبهم تنبض بحب الله و ذكرهقلوبهم تخشى تقلب القلوب قلوبهم لا تعرف للنفاق طريق قلوب ترجوا رحمته و تبتغى رضاه نفوس طاهرة فى الظاهر و الباطن فيهم قال الحق تبارك و تعالى عندما تحدث عن مسجد ضرار الذى أسسه المنافقون بمشورة من اليهود و نهى نبيه عن الإقامة فيه
وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَاللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ
رجال يحبون أن يتطهروا رجال جنتهم و منتداهم بيوت الله رجال الصفوف الأولى لكل صلاة رجال ......... أين هم الآن ؟
أين هم من طال حنين بيوت الله إلى صلاتهم و ركوعهم و سجودهم و تسبيحهم ؟أين أنتم أيها الرجال ؟؟ رجل نصح قومه فى حياته .... و بعد مماته وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ إنه حبيب النجار الذى وصفه الحق تبارك و تعالى فى سورة يس بالرجولةجاء يعدو من أبعد أطراف المدينة .. يسرع فى مشيه قال ابن كثير :إن أهل القرية هموا بقتل رسلهم ، فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى لينصرهم من قومه إنه حبيب النجار الذى كان يعمل الحرير ، و كان كثير الصدقة ، يتصدق بنصف كسبه و قال القرطبى :كان حبيب النجار مجذوما و منزله عند أقصى أبواب المدينة ، و كان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة يدعوهم لعلهم يرحمونه و يكشفون ضره ، فما استجابوا له ، فلما أبصر الرسل و دعوه إلى الله قال : هل من أية ؟ قالوا : نعم نحن ندعو ربنا القادر فيفرج عنك ما بك ! فقال : إن هذا لعجيب ، إنى أدعو هذه الآلهة سبعين سنة لتفرج عنىفلم تستطع فكيف يفرجه ربكم فى غداة واحدة ؟ قالوا : نعم ربنا على ما يشاء قدير ، و هذه لا تنفع و لا تضر فآمن و دعوا الله فكشف ما به ، فلما هم القوم بقتل الرسل قال :
يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21)وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ (23)إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (24) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قال المفسرون :لما قال لهم ذلك و نصحهم و أعلن إيمانه ، و ثبوا عليه وثبة رجل واحد فوطئوه بأقدامهم فقتلوه ، و لم يكن له أحد يمنع عنه أذاهم قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)
فلما دخل الجنة و نال جزاء صبره و رجولته و ثباته على الدعوة إلى الله ، تمنى أن يعلم قومه بحاله و سبب غفران ذنبه و أكرامه بنعيم الجنة قال ابن عباس :نصح قومه فى حياته ، و نصحهم بعد مماته حبيب النجار مثال حقيقى للرجولة استحق أن ينال شرف ذكر جهاده فى القرآن الكريم استحق شهادة من فوق سبع سماوات من الحق تبارك و تعالى رجل أبت رجولته كتمان النصيحة و غمط الحق رجل دعا لنصرة لا إله إلا الله حتى لو قتل من أجلها نصح قومه حيا للهو مات شهيدا للهو فى الجنة .. تمنى لو يعود فتستمر دعوته لله هكذا علمنا أن الرجولة ثبات على الحق أو الموت من أجله
هكذا يكون الرجالن
موذج آخر من الرجال مؤمن آل فرعون
وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ
موقف آخر للرجولة سرده الله تعالى علينا فى تسع آيات كاملة من سورة غافركان هذا الرجل ابن عم فرعون و كان قبطيا يخفى إيمانه فلما سمع قول الجبار متوعدا موسى بالقتل نصحهم بقوله : أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ
إنه رجل واجه فرعون و سلطانه ، و كفر بربوبيته على الملأ من قومه قال الحق جليا بلا خوف و لا تردد .. كذب فرعون و أعلن إيمان ملأ قلبه و كيانه
الرجولة إذن .. ليست بالانطواء على النفس و لكنها بالمواجهة و انكار الذات
إنها فى نصرة الحق و اتباعه رجال النصيحة لله و التضحية من أجل الله رجال لا يخشون الحق و لو أوذوا فى سبيله أين أمثال هذا الرجل الآن ؟