قال ابن عطاء السكندرى رضى الله عنه فى الحِكَم"من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل
قال تعالى " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (التوبة) وهذا أمر من الله بالعمل . لكن كثيراً ممن يقرأ الآية لاينتبه الى معنى رؤية الله للعمل (فسيرى) ورؤية رسوله والمؤمنون . والرؤية "شهادة" اما بصلاح العمل أو بطلانه. ولانتكلم عن العمل الذى يخالف الشريعة فهذا باطل اصلاً وإنما عن العمل الذى يوافق الشريعة . فهذا الذى قد تراه انت أو يظن من يراه أنه صالح من حيث موافقته للشريعة قد يكون باطلاً بسبب فساد نية العامل أو دخول الرياء عليه او التباسه بالنفاق والعياذ بالله. وكثير ممن يقرأ الآية السابقة قد لايتمعن فى بقيتها وهى فى قوله سبحانه وتعالى "وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون" فهو وحده عالم الغيب والشهادة وهو وحده الذى يعلم السر وأخفى وهو وحده العليم بذات الصدور . لذلك فمن الحكمة أن لاتعتمد على عملك مهما ظننته صالحاً . فالاعتماد على العمل هو الأستناد عليه والركون إليه ابتغاء أن تكون من الذين آمنوا وعملوا الصالحات فتنال به مرضاة الله فتدخل به الجنة . فماذا تفعل ايها المسكين إن كان عملك الذى تظنه صالحاً دون ذلك ؟ عليك أن تعمل بنية صالحة لنوال رضا الله وتحذر وأنت تعمل من ذرة من نفاق أو رياء ثم عليك أن تعلم وأنت فى عملك أنك إذا وفقت فى عمل صالح فإنما ذلك ليس لك منه شئ وإنما كان بتوفيق محض من الله عز وجل قال تعالى "يهدى من يشاء الى صراط مستقيم" ، وقال "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك" فكيف تعتمد على عملك ؟ إن كان عملك صالحاً فهو من الله ، فأولى بك أن تعتمد عليه هو ليزيدك من فضله ، وإن كان عملك سيئاً فهو من نفسك فكيف تركن اليه ؟ وكيف تعتمد عليه ليكون سنداً لك ؟ ويكفيك فى ذلك اشارة حبيب الله وخيرته من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح " لن يدخل احدكم الجنة بعمله" فسألوه حتى أنت يارسول الله؟ قال "حتى أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه" . هذه اشارة واضحة لأولى الألباب بأن يعتمدوا على رحمة الله وليس على أعمالهم .
فلما ذكر ابن عطاء رضى الله عنه أن من علامات الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وقوع الزلل ، نبهنا بفضل الله الى معيار دقيق نعرف به إن كنا نعتمد على اعمالنا أم على رحمة الله. فمن كان معتمداً على عمله تسرب اليأس الى نفسه سريعاً حينما يقع فى الزلل ، أى المعصية . أما من كان معتمداً على رحمة الله فيعلم أن معصيته وإن عظمت فإنه لايعظم على الله مغفرتها برحمته فيستغفر ويتوب الى الله ويقوم مسرعاً من كبوته يدعو الله عز وجل الى أن يوفقه الى ذكره وشكره وحسن عبادته موقناً فى ذلك برحمته عز وجل . قال ابن عجيبة الحسينى رضى الله عنه فى شرحه لهذه الحكمة، "قال بعض المحققين من بلغ إلى حقيقة الاسلام لم يقدر أن يفتر عن العمل ومن بلغ إلى حقيقة الإيمان لم يقدر أن يلتفت إلى العمل بسوى الله ومن بلغ إلى الحقيقة الاحسان لم يقدر أن يلتفت إلى أحد سوى الله ولا يعتمد المريد في سلوك هذه المقامات على نفسه ولا على عمله ولا على حوله وقوته وإنما يعتمد على فضل ربه وتوفيقه وهدايته وتسديده."
قال تعالى " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (التوبة) وهذا أمر من الله بالعمل . لكن كثيراً ممن يقرأ الآية لاينتبه الى معنى رؤية الله للعمل (فسيرى) ورؤية رسوله والمؤمنون . والرؤية "شهادة" اما بصلاح العمل أو بطلانه. ولانتكلم عن العمل الذى يخالف الشريعة فهذا باطل اصلاً وإنما عن العمل الذى يوافق الشريعة . فهذا الذى قد تراه انت أو يظن من يراه أنه صالح من حيث موافقته للشريعة قد يكون باطلاً بسبب فساد نية العامل أو دخول الرياء عليه او التباسه بالنفاق والعياذ بالله. وكثير ممن يقرأ الآية السابقة قد لايتمعن فى بقيتها وهى فى قوله سبحانه وتعالى "وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون" فهو وحده عالم الغيب والشهادة وهو وحده الذى يعلم السر وأخفى وهو وحده العليم بذات الصدور . لذلك فمن الحكمة أن لاتعتمد على عملك مهما ظننته صالحاً . فالاعتماد على العمل هو الأستناد عليه والركون إليه ابتغاء أن تكون من الذين آمنوا وعملوا الصالحات فتنال به مرضاة الله فتدخل به الجنة . فماذا تفعل ايها المسكين إن كان عملك الذى تظنه صالحاً دون ذلك ؟ عليك أن تعمل بنية صالحة لنوال رضا الله وتحذر وأنت تعمل من ذرة من نفاق أو رياء ثم عليك أن تعلم وأنت فى عملك أنك إذا وفقت فى عمل صالح فإنما ذلك ليس لك منه شئ وإنما كان بتوفيق محض من الله عز وجل قال تعالى "يهدى من يشاء الى صراط مستقيم" ، وقال "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك" فكيف تعتمد على عملك ؟ إن كان عملك صالحاً فهو من الله ، فأولى بك أن تعتمد عليه هو ليزيدك من فضله ، وإن كان عملك سيئاً فهو من نفسك فكيف تركن اليه ؟ وكيف تعتمد عليه ليكون سنداً لك ؟ ويكفيك فى ذلك اشارة حبيب الله وخيرته من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح " لن يدخل احدكم الجنة بعمله" فسألوه حتى أنت يارسول الله؟ قال "حتى أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه" . هذه اشارة واضحة لأولى الألباب بأن يعتمدوا على رحمة الله وليس على أعمالهم .
فلما ذكر ابن عطاء رضى الله عنه أن من علامات الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وقوع الزلل ، نبهنا بفضل الله الى معيار دقيق نعرف به إن كنا نعتمد على اعمالنا أم على رحمة الله. فمن كان معتمداً على عمله تسرب اليأس الى نفسه سريعاً حينما يقع فى الزلل ، أى المعصية . أما من كان معتمداً على رحمة الله فيعلم أن معصيته وإن عظمت فإنه لايعظم على الله مغفرتها برحمته فيستغفر ويتوب الى الله ويقوم مسرعاً من كبوته يدعو الله عز وجل الى أن يوفقه الى ذكره وشكره وحسن عبادته موقناً فى ذلك برحمته عز وجل . قال ابن عجيبة الحسينى رضى الله عنه فى شرحه لهذه الحكمة، "قال بعض المحققين من بلغ إلى حقيقة الاسلام لم يقدر أن يفتر عن العمل ومن بلغ إلى حقيقة الإيمان لم يقدر أن يلتفت إلى العمل بسوى الله ومن بلغ إلى الحقيقة الاحسان لم يقدر أن يلتفت إلى أحد سوى الله ولا يعتمد المريد في سلوك هذه المقامات على نفسه ولا على عمله ولا على حوله وقوته وإنما يعتمد على فضل ربه وتوفيقه وهدايته وتسديده."