إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أسماء السبعة عشر منافقاً في المدينة، الذين أُمر ألا يصلي على أحد منهم مات أبداً ولا يقم على قبره. ولكن هل فضح أمرهم؟ هل أخبرهم؟ هل قال لهم إنكم من أهل النار، هل قال للناس هؤلاء هم، أبداً، ما أعلم أسماء السبعة عشر إلا لكاتم سره حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، فلما تولى عمر بن الخطاب إمارة المؤمنين ذهب أول ما ذهب لحذيفة ويستحلفه بالله، يا حذيفة أستحلفك بالله هل سمّاني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يعني هل ذكر لك الرسول أن عمر بن الخطاب من ضمن السبعة عشر منافقا! يبكي حذيفة ويتعجب ويقول: إذا كان عمر الذي مات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض، يخاف على نفسه أن يكون منافقاً فكيف بحال حذيفة؟! فيبكي حذيفة، رضي الله عنه، ويقول: لست منهم، ولا أزكي بعدك أحداً أبداً.
هكذا ازدادت خشيتهم لله سبحانه وتعالى، لكننا نحن مع قليل العمل نرجو كثير الثواب. ولذلك المؤمن يزرع ويخشى الكساد والمنافق يقلع ويرجو الحصاد، يقول عز وجل: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) (المؤمنون:60).
فأنت، أخ الإسلام، حاذر من أن توزع جنةً أو ناراً، لأن هذا التألي على الله، وهذا من أسوأ الآفات التي يبتلى بها عبد مؤمن.يعني يُسيء إلى هذا ويغتاب هذا وينم في حق هذا ويسفك دم هذا، ثم إذا قلت له أين النهاية يا عبد الله يقول الجنة إن شاء الله، الرحمة بإذن الله، سبحان الله! وكأنه للأسف الشديد نسي أن الله سبحانه وتعالى هو المطلع الوحيد على مآل العباد وخواتيم الأعمال. أخوة الإسلام: حقيقة الأمر أن الإنسان لا يتعدى حدوده، لا بد أن يعرف أنه بشرٌ لا يعرف ما في غد، لا يعرف كيف تكون نهايات الناس، كيف تكون نهايته هو، وليكل علم الغيب للذي يعلمه، سبحانه وتعالى.يعني كان الصحابة كلما عادوا من غزوة كان مسحة حزنٍ تظهر عليهم، فلما يسألهم النبي صلى الله عليه وسلم، يقولون له ما ظفرنا بخالد بن الوليد، ما قتلنا عمرو بن العاص، ما ظفرنا بعكرمة بن أبي جهل، ما ظفرنا بأبي سفيان بن حرب. فلما استبانت الأمور بعد ذلك ودخل هؤلاء جميعاً إلى الإسلام، وجاءوا الواحد تلو الأخر وهم الذين كانوا قواداً عظاماً في الإسلام نصروا دين الله ونشروا دين الله في أرجاء المعمورة. أيقن الصحابة أن الغيب لا يعلمه إلا الله وهم كانوا موقنين، لكن ازدادوا يقينا وازداد علمهم علماً، أن الذي يعرف الخواتيم إنما هو رب العباد سبحانه وتعالى.
فاللهم أحسن خاتمتنا في الأمور كلها يا رب العالمين، اجعل اللهم خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم أن نلقاك.
هكذا ازدادت خشيتهم لله سبحانه وتعالى، لكننا نحن مع قليل العمل نرجو كثير الثواب. ولذلك المؤمن يزرع ويخشى الكساد والمنافق يقلع ويرجو الحصاد، يقول عز وجل: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) (المؤمنون:60).
فأنت، أخ الإسلام، حاذر من أن توزع جنةً أو ناراً، لأن هذا التألي على الله، وهذا من أسوأ الآفات التي يبتلى بها عبد مؤمن.يعني يُسيء إلى هذا ويغتاب هذا وينم في حق هذا ويسفك دم هذا، ثم إذا قلت له أين النهاية يا عبد الله يقول الجنة إن شاء الله، الرحمة بإذن الله، سبحان الله! وكأنه للأسف الشديد نسي أن الله سبحانه وتعالى هو المطلع الوحيد على مآل العباد وخواتيم الأعمال. أخوة الإسلام: حقيقة الأمر أن الإنسان لا يتعدى حدوده، لا بد أن يعرف أنه بشرٌ لا يعرف ما في غد، لا يعرف كيف تكون نهايات الناس، كيف تكون نهايته هو، وليكل علم الغيب للذي يعلمه، سبحانه وتعالى.يعني كان الصحابة كلما عادوا من غزوة كان مسحة حزنٍ تظهر عليهم، فلما يسألهم النبي صلى الله عليه وسلم، يقولون له ما ظفرنا بخالد بن الوليد، ما قتلنا عمرو بن العاص، ما ظفرنا بعكرمة بن أبي جهل، ما ظفرنا بأبي سفيان بن حرب. فلما استبانت الأمور بعد ذلك ودخل هؤلاء جميعاً إلى الإسلام، وجاءوا الواحد تلو الأخر وهم الذين كانوا قواداً عظاماً في الإسلام نصروا دين الله ونشروا دين الله في أرجاء المعمورة. أيقن الصحابة أن الغيب لا يعلمه إلا الله وهم كانوا موقنين، لكن ازدادوا يقينا وازداد علمهم علماً، أن الذي يعرف الخواتيم إنما هو رب العباد سبحانه وتعالى.
فاللهم أحسن خاتمتنا في الأمور كلها يا رب العالمين، اجعل اللهم خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم أن نلقاك.