الخميس، مايو 21، 2009

إرتفاع الدهون الثلاثيه يزيد جلطات القلب

أولا: إن الدهون الثلاثية مركبات عضوية دهنية يصنَع جزء منها في الجسم ويمتص الجزء الآخر من الطعام ويحتفظ بها لإنتاج الطاقة وهي قد تكون في مجرى الدم جاهزة لإنتاج الطاقة في الخلايا (نسبة قليلة) وما زاد عن حاجة الجسم فيخزنه على شكل شحوم موزعة في مناطق الجسم المختلفة تستدعي عند الحاجة إليها (الغالبية العظمى) وان زادت عن مستواها المقبول فهي قد تتسبب في مشاكل عضويه كثيرة ومن ضمنها المساهمة في انسداد شرايين القلب.
والدهون الثلاثية قد تزيد وتنقص في نفس المريض حسب نوعية الأكل المستهلك مثل السكريات والدهون الحيوانية وقد لوحظ أنها ترتفع في من لديهم زيادة في الوزن أو عدم الاستمرار على التمارين اليومية أو التدخين أو بعض الأمراض الوراثية أو تناول الكحول أو بعض الادويه مثل أدوية حبوب منع الحمل وبعض أدوية الايدز وبعض أدوية علاج سرطان الثدي أو نقص إفراز الغدة الدرقية أو بعض أمراض الكبد والكلى والسكري وأخيرا الوراثة بنقص معين في الإنزيمات التي تتعامل مع هذه الدهون. وهناك نقطة هامة يجب توضيحها وهي أن الكلسترول والدهون الثلاثية كل منهما عامل مستقل للاصابة بأمراض شرايين القلب فالدهون الثلاثية هي ثلاثة أحماض دهنية مرتبطة بجلسرين تستخدم لإنتاج الطاقة في خلايا الجسم أما الكلسترول فهو مركب يشبه مركب الكحول إلى حد ما وإن كان اكثر تعقيدا منه وهو مهم لبناء الخلايا في الجسم وبالذات الجهاز العصبي وبعض الهرمونات والعصارة الصفراء.
ويشترك الكلسترول والدهون الثلاثية في عدم ذوبانهما في الدم وعدم وجود طريقة طبيعية لإخراج الزائد عن حاجة الجسم سواء من الجهاز البولي أو الهضمي وكذلك كلاهما يتسبب في زيادة جلطات القلب والرأس وأمراض أخرى إذا زاد عن المستوى الطبيعي في الجسم لفترة طويلة من الزمن وأخيرا كلاهما الكلسترول والدهون الثلاثية يحتاج لناقل يسمى البروتين الدهني (lipoprotein) من والى الكبد والأمعاء والانسجه الأخرى. ومن هذه البروتينات الدهنية مايسمى البروتين الدهني الثقيل الحميد HDL وهو ينقل الكلسترول من جدار الشرايين إلى الكبد ويعتبر نقصه في الدم من الأسباب القوية لسدد الشرايين بالكلسترول ومنها البروتين الدهني الخفيف الضار LDL وهو ينقل الكلسترول من الكبد إلى جدران الشرايين وارتفاعه يساهم في انسداد الشرايين بالكلسترول (تبسيطا للمفهوم).
ثانيا: إن ارتفاع الدهون الثلاثية يزيد جلطات القلب والوفيات المفاجئة بنسبة 4إلى 6مرات، والجلطات الدماغية 2إلى 3مرات.
ثالثا: انه يمكن علاج المرضى المصابين بارتفاع الدهون الثلاثية بنظام غذائى والتمارين الرياضية وإنقاص الوزن للمصابين بالسمنة وأخيرا باستخدام الادوية ومن الملاحظ أن مجرد حدوث نقص بسيط في الوزن من الممكن أن يحدث تغيرا كبيرا في مستوى هذه الدهون في الجسم ويوازي في بعض الأحيان تأثير الادوية على الدهون الثلاثية ويجب التنويه على أن المأكولات البحرية وزيت السمك خصوصا يساعد على خفض الدهون الثلاثية وبالذات إذا كان تناوله منتظما.
رابعاا: كمقارنة بين خطورة ارتفاع الدهون الثلاثية وخطورة ارتفاع الكلسترول فان درجة خطورة ارتفاع الدهون الثلاثية على شرايين القلب اقل من خطر ارتفاع الكلسترول السيئ وهو بالتالي اقل خطورة من نقص الكلسترول الحميد (أي أن نقص الكلسترول الحميد يعتبر اخطر من سابقية) ولكن تظل المسألة نسبية وتتعلق بعوامل متعددة تحد من استخدام هذا المفهوم على إطلاقه.
خامسا: حسب الدراسات الحديثة فان ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم حتى بعد الوجبات (أي من دون صوم قبل إجراء التحليل) يعتبر علامة خطر يجب التوقف عندها ومناقشتها مع الطبيب.
سادساا: ليس كل المصابين بالسمنة لديهم ارتفاع في الدهون الثلاثية ولكن العلاقة بين زيادة الوزن وارتفاع الدهون الثلاثية تعتبر علاقة وثيقة. وخصوصا من كان محيط جدار البطن لديهم أكثر من 102سم في الرجال و88سم في النساء .
سابعاا: الارتفاع الشديد في الدهون الثلاثية أكثر من 800ملجرام/ مل من الممكن أن يسبب التهاب البنكرياس الحاد أو سدد احد شرايين الشبكية في العين. وفي الغالب تجد عند فحص هؤلاء المرضى أن هذه الدهون مترسبة في الجلد حول العينين والركبتين والظهر ومن العلامات المميزة بعد سحب الدم من هؤلاء المرضى أن تتكون فوق عينة الدم طبقه بيضاء بسبب تجمع الدهون الثلاثية.
ثامناا: هناك علاقة وثيقة بين ارتفاع الدهون الثلاثية ومرض السكري وكذلك بمدى قابلية الاصابه بمرض السكري مستقبلا.
تاسعاا: إن المستوى الطبيعي للدهون الثلاثية هو اقل من 1.7ملمول/لتر وهو مايعادل اقل من 150ملجرام/لتر ويجب أن يقاس في جميع من هم فوق العشرين سنة ثم كل خمس سنوات بعد ذلك في الأصحاء وأما المرضى مما ذكر أعلاه فيجب متابعتهم عن قرب حتى يتم التحكم في مستوى الدهون الثلاثية وذلك بعد إتباع الخطة العلاجية المتفق عليها بين المريض وطبيبه.