الثلاثاء، يونيو 01، 2010

ظاهرة الملل . . . أسبابها وعلاجها

نجد في وقتنا الحاضر الكثير من الناس يشكو من الملل... فنرى الفتاة أو الشاب لتوهم عادو من فسحة في الخارج ومع ذلك ما ان يدخلو المنزل حتى يتعالى الصياح أف ملل ...!
ونجد الاسلام قد راعى هذا الجانب الضعيف من جوانب نفسية الانسان, راعى كون الانسان يمل :
دخل النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال: ما هذا الحبل . قالوا : هذا حبل لزينب ، فإذا فترت تعلقت . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا، حلوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد.
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1150، خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فهذا من اسباب توفير الراحة الجسمية والنفسية التي من شأنها تجديد العزم وتقوية النفس على الإقبال على الطاعات برغبة وحب ورضى.
ونلاحظ ان الملل المحذور منه في الاحاديث هو الناتج عن كثرة العبادة والافراط والغلو فيها دون أن يتخللها فترات راحة وترويح.
أما الملل اليوم:- فلم يعد ينشأ عن كثرة العبادة وإنما عن أسباب اخرى.
أسباب الملل:
أولا: عدم وضوح الهدف من الحياة.
ثانيا: طول الأمل.فلو تذكر الانسان سبب وجوده في هذه الدنيا وهو عبادة الله ... وفكر ولو للحظة واحدة انه قد يفارق هذه الحياه بعد يوم او ساعه أو دقيقه ... لزال الملل وتلاشى ... وعرف ان ليس لديه وقت للملل ... بل للعمل .فانفض عنك غبار الملل ودع وسوسة الشيطان فليس امامك وقت طويل لتضيعه ... اغتنم ساعات حياتك القليله الباقيه وصحح مافات ... فطول الامل هو مدخل الشيطان ومن اساليبه في محاربة الانسان وصده عن سبيل الله.
قال صلى الله عليه وسلم "لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين: في حب الدنيا, وطول الأمل"
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6420
فمن خلاصة حكم المحدث: [صحيح]قصر امله في الدنيا لا يمل ... لأنه سيكون منشغلا بما ينفعه ويرفعه بعد هذه الدنيا القصيره ... فلا فراغ لمن بادر بالعمل تلو العمل.
أما مجرد الأمل الذي لا يشغل عن الاخره فليس فيه شيئ بل لولا الامل ماشرع احد في عمل.فالمطلوب منه ما يعين على عمارة الارض في حدود مرضاة الله.
أعماركم تمضي بسوف وربما لاتغنمون سوى عسى ولعلما
همّ المسوف كالمتـعلق بالسـما أيـامكم تـمضي عجـالا إنـما
اعماركم سفرا من الاسفار