الإنترنت وسيلة اخترعت في الأساس لتسهيل تناقل البيانات بين البشر، والحصول على المعلومات بسرعة وسهولة وبدون تدخل طرف آخر، أو وجود أي طرف يعيق الوصول لهذه المعلومة، ومع تزايد الاعتماد عليها ظهرت الرغبة الكامنة لدى البشر في معرفة المعلومة التي لدى الطرف الآخر، فكان علم التجسس على المعلومة، والذي حاول في البشر ومن ثم الحكومات في الحصول على إجابة لسؤال واحد "ما هي المعلومة التي تبثها على الإنترنت؟"، وتطورت لتصبح رغبة في معرفة هوية مرسل أو متلقي المعلومة.
ولا يكون مستغربا إذا عرفنا أن حركة مرور البيانات عبر الإنترنت مصدرها غير بشري، ولكن أن تكون هذه الحركة عالية جداً فهذا هو المستغرب، ففي دراسة حديثة أوضحت أن أكثر من نصف حركة مرور البينات عبر مواقع الإنترنت خلال عام 2013 مصدرها غير بشري.
وأشارت الدراسة إلى أن 38.5% من مجمل حركة مرور البيانات عبر الإنترنت مصدرها بشري فقط، وهذه نسبة ضعيفة جداً، وكانت الدراسة التي نفذتها شركة انكابسيوليت قد كشفت أن 61.5% من الحركة مصدرها غير بشري مرتفعاً عن العام الماضي حيث كانت 51%، واستخلصت نتائج الدراسة بعد تحليل بيانات 1.45 مليار زيارة على 20 ألف موقع إلكتروني في 249 دولة.
وجاء توزيع هذه النسبة على العناصر غير البشرية حيث شكلة حركة عناكب البحث والبرامج الآلية ما نسبة 31% من إجمالي حركة مرور البيانات غير البشرية، بينما النسبة المتبقية وهي 30.5% فكان مصدرها برمجيات خبيثة.
وتتنوع البرمجيات الخبيثة ما بين فيروسات وبرامج قرصنة وبرامج للتنصت على الاتصالات وغيرها، مما يؤكد تحول التوجه في الإنترنت من الحصول على المعلومات إلى معرفة مصدر المعلومة أو المعلومات السرية التي يمتلكها الطرف الآخر، أو هوية الطرف الآخر.
وكانت نسبة حركة مرور برمجيات القرصنة عبر الإنترنت تصل إلى 4.5% من إجمالي حركة مرور البيانات غير البشرية، بينما 5% في هذه الحركة كانت من نصيب برامج نسخ وإعادة نشر المحتوى والبرامج التي تجمع عناوين البريد الإلكتروني من مواقع الإنترنت.
وظهرت على السطح برمجيات جديدة تحاول تقليد الهيئة البشرية وإيهام المواقع أن من يرغب الدخول لها هو بشر، وشكلت هذه البرامج ما نسبته 20.5% من حركة مرور البيانات عبر الإنترنت، مشكلة زيادة عن عام 2012 مقدارها 8%.
هذا، وارتفعت نسبة استخدام البرمجيات التي تحاول اتخاذ هيئة بشرية عند الدخول إلى المواقع الإلكترونية، والتي أطلقت عليها الدراسة لقب “البرمجيات المقلدة للشخصية” (Impersonators)، حيث كانت تلك البرمجيات تمثل 20.5 بالمئة من حركة المرور غير البشرية، وبزيادة قدرها 8 بالمئة عن 2012.