السحابة الإلكترونية انتشر مفهومها على أنها مخصصة لحفظ البيانات واسترجعها في أي وقت تشاء، وأيضاً حفظ الملفات كبيرة الحجم لأن من شأنها المساعدة في عدم فقدان البيانات، وسهولة الحصول عليها من أي مكان، والآن بدأ مفهوم الحوسبة السحابية يتغير بشكل أكبر ليشمل مجالات جديدة كان آخرها الألعاب الإلكترونية.
تتطلب هذه الألعاب في العادة وجود أجهزة ذات مواصفات تقنية عالية من أجل الحصول على تجربة لعب مميزة، إذ تمتاز بضرورة وجود معالجات قوية للمحافظة على سرعة التنقل في اللعب، ومعالجات رسومية بدقة عالية من أجل الحصول على جودة صور عالية .
وتكمن فكرة الألعاب السحابية في عدم الحاجة إلى أجهزة ذات مواصفات عالية من قبل المستخدم، حيث يستطيع تجربة اللعب من خلال أي نوع من الأجهزة سواءً كان هاتفا محمولا أو ذكيا أو حاسوبا شخصيا أو لوحيا، وتقوم أغلب الشركات التي تقدم هذه الخدمات في توفير أعداد كبيرة من خوادم الانترنت عالية الأداء، تقوم هذه الخوادم بتشغيل الألعاب، وينحصر دور جهاز المستخدم في عرض شاشة اللعب فقط وإتاحة إمكانية إرسال أوامر اللعب إلى الأجهزة الخادمة.
وتبقى سرعة الإنترنت هي العامل الرئيسي والمهم لمثل هذه الألعاب إذ يتطلب العمل على الألعاب السحابية وجود اتصال بالإنترنت عالي السرعة، حتى لا يكون اللعب محاولة عبثية للاستمتاع ومسببا رئيسيا للملل، ولا يستفيد المستخدم من الميزة التفاعلية للألعاب.
وتكمن الميزة الأساسية للألعاب السحابية في أن المستخدم لا يحتاج إلى شراء أجهزة باهظة الثمن لممارسة اللعب، إذ تكفي أجهزة محدودة المواصفات لأداء المهمة، وأيضاً من الممكن ممارسة اللعب عن طريق الأجهزة الذكية الحديثة مثل التلفزيونات وغيرها، وأيضاً تتحمل الشركة المشغلة للألعاب مسئولية تحديث الإصدارات المختلفة للألعاب، وتوفير مساحات التخزين المناسبة، وحفظ تقدم المستخدم في اللعب لكي يستطيع الدخول من أي مكان في العالم أو من أي جهاز وممارسة اللعب من ذات المكان الذي توقف فيه.
وتتيح الألعاب السحابية ميزة اللعب الجماعي بين عدداً من المستفيدين من الممكن أن يكونوا أصدقاء أو لا تربطهم علاقة، وهذا يتيح تجربة جديدة وممتعة، ويتيح للاعب فرصة اختيار من سيلعب معه، أو تكوين فرق خاصة تشترك في ذات الميول والأهواء.
هذه المميزات تواجه بالعديد من التحديات كعدم وجود وسائل مختلفة حالياً لإصدار الأوامر للألعاب وخصوصاً إذا كان اللعب يمارس عن طريق الهواتف النقالة، وهذا يؤدي إلى صعوبة في طريقة التعامل مع اللعبة، وأيضاً المسافة بين اللاعب والخادم الذي عليه اللعبة من شأنه أن يؤدي إلى تأخير زمن الوصول للحركة التالية في اللعبة.
الألعاب السحابية بدأت في الاستحواذ على نسبة من استخدام الإنترنت، يدعم ذلك زيادة سرعات الإنترنت لأنها هي العامل الرئيسي والمهم في نجاح عملية اللعب، ويبقى السؤال الأهم والأبرز وهو ما مصير أجهزة اللعب المختلفة الموجودة حالياً في السوق؟، فانتشار مثل هذه الألعاب من شأنه أن يوقف مبيعات هذه الأجهزة، خصوصاً وأن مفهوم اللعب الرقمي تغير كثيراً في السنوات الأخيرة، فبعد اللعب ببساطة من خلال الإنترنت جاءت الألعاب من خلال الهواتف المحمولة الذكية واستقطعت نسبة من سوق الألعاب، والآن تأتي الألعاب السحابية بمفاهيمها المختلفة وخصائصها المتطورة