أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدى بن النجار الأنصاري الخزرجى.
خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد المكثرين من الراوية عنه ، كان له عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة التي نورت بمقدمه المبارك صلى الله عليه وسلم عشر سنين فأتت به أمه أم سليم النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له : هذا أنس غلام يخدمك ، فقبله النبي صلى الله عليه وسلم وكناه بأبي حمزة لبقلة كان يجتنيها وكان لطعم هذه البقلة لذوعة ، ولقبه بذي الأذنين .
فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ :
" كَنَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا "
( أخرجه الترمذي - كتاب المناقب - باب مناقب لأنس بن مالك رضي الله عنه. قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جابر الجعفي عن أبى نصر 5/682 .
قال ابن الأثير : وفي حديث أنس " كَنَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا " أي كناه أبا حمزة .
قال الأزهرى : البقلة التي جناها أنس كان في طعمها لذع فسميت حمزة بفعلها يقال رمانة حامِزة أي فيها حموضة .
( النهاية في غريب الحديث 1/440 )
ممازحة النبي صلى الله عليه وسلم لأنس وخدمته له :
كان النبي صلى الله عليه وسلم لكريم خلقه وشدة عطفه وإحسانه يمازحه فكان يقول له يا ذا الأذنين تلطفاُ معه وتأنيسًا له ومراعاة لسنه .
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : رُبَّمَا قَالَ لِيَ النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا ذا الأذنين ). قَالَ أَبُو أُسَامَةَ (أحد رواة الإسناد) : يَعْنِى يُمَازِحُهُ أخرجه الترمذي - نفس الكتاب و الباب السابق - قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح 5/681 .
خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، واتصل به اتصال الخادم بالمخدوم ، ولازمه في الحضر والسفر منذ نعومة أظفاره ، واطلع على ما لم يطلع عليه كثير من الصحابة الذين لم يظفروا بشرف خدمته صلى الله عليه وسلم وهذه الصلة القريبة من الرسول صلى الله عليه وسلم أتاحت لأنس أن يتعلم من أدب النبي صلى الله عليه وسلم وخلقه ، فقلد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة عملية لأصحابه فإذا أمرهم بأمر كان أول المؤتمرين به ، وإذا نهاهم عن أمر كان أول المنتهين عنه صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى الصحابة للإسلام واقع عملي في حياته صلى الله عليه وسلم استطاعوا بتوفيق الله تعالى محاكاته في كل كبيرة وصغيرة حتى رئي للإسلام واقع عملي في حياتهم رضي الله عنهم وهذا يرجع في المقام الأول بعد فضل الله تعالى إلى القدوة العملية التي انسجمت أعماله مع أقواله وإلى شفقته صلى الله عليه وسلم وحرصه المنقطع النظير على أصحابه .
عنْ أَنَسٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَنَساً غُلاَمٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ . قَالَ : فَخَدَمْتُهُ في الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ ، فَوَاللَّهِ مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا وَلاَ لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا
( أخرجه البخاري - كتاب الوصايا - باب استخدام اليتيم في السفر والحضر إذا كان صالحًا له ونظر الأم أو زوجها لليتيم 4/13
وأخرجه البخاري - كتاب الديات - باب من استعان عبدًا أو صبيًا 9/15 .
قال الحافظ بن حجر : أبو طلحة كان زوج أم سليم والدة أنس بن مالك وأبو طلحة لم يذهب بأنس إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد رضا أم سليم وقد ورد في بعض طرق هذا الحديث أن أم سليم هي التي أحضرت أنسًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة وأما أبو طلحة فأحضره إليه لما أراد الخروج إلى غزوة خيبر - فتح الباري 5/464 )
عن أَنَسٌ رضي الله عنه قَالَ :
( خَدَمْتُ النبي صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ ، فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ . وَلاَ لِمَ صَنَعْتَ وَلاَ أَلاَّ صَنَعْتَ )
أخرجه البخاري - كتاب الأدب - باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل 8/17.
ظاهر هذا الحديث قد يفهم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان تاركًا للحبل على الغارب فلا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ولكن هذا خاص بما يتعلق بحظوظه النفسية فكان رضي الله عنه لا يغضب لنفسه بل كان يتنازل عن حظوظه النفسية فلا يعنف خادمه أو زوجته إذا قصر في أموره الخاصة، وقد بين الحافظ ابن حجر المراد منه فقال رحمه الله: ويستفاد من هذا ترك العتاب على ما فات لأن هناك مندوحة عنه باستئناف الأمر به إذا احتيج إليه وفائدة تنزيه اللسان عن الزجر والذم واستئلاف خاطر الخادم بترك معاتبته وكل ذلك في الأمور التي تتعلق بحظ الإنسان وأما الأمور اللازمة شرعا فـلا يتسامح فيها لأنها من باب الأمـر بالمعروف و النهى عن المنكر - فتح البارى 10/475 . .
شهد أنس رضي الله عنه بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يذكر في البدريين لأنه لم يكن في سن من يقاتل وإنما خرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم لخدمته . كما كان ممن بايع تحت الشجرة .
قال الإمام الذهبي : فصحب أنس نبيه صلى الله عليه وسلم أتم الصحبة ، ولازمه أكمل الملازمة منذ هاجر ، وإلى أن مات ، وغزا معه غير مرة ، وبايع تحت الشجرة ( سير أعلام النبلاء 3/397 ) .
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأنس واستجابة الله تعالى له :
ولما جاءت أم سليم بأنس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه قالت أم سليم للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ادع الله لأنس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة " ، وفي رواية : " اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه " .
فقال أنس : فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدى مائة وخمسة وعشرين وإن أرضى لتثمر في السنة مرتين ( الإصابة في تمييز الصحابة 1/72 ) .
عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خَادِمُكَ أَنَسٌ ادْعُ اللَّهَ لَهُ فَقَالَ : « اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ » ( أخرجه مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه - صحيح مسلم بشرح النووى 16/40 )
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : "دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا وَمَا هُوَ إِلاَّ أَنَا وَأُمِّي وَأُمُّ حَرَامٍ خَالَتِي فَقَالَتْ أُمِّي : يَا رَسُولَ اللَّهِ خُوَيْدِمُكَ ادْعُ اللَّهَ لَهُ - قَالَ - فَدَعَا لِي بِكُلِّ خَيْرٍ وَكَانَ فِي آخِرِ مَا دَعَا لِي بِهِ أَنْ قَالَ : « اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ" ( أخرجه مسلم - نفس الكتاب و الباب السابق ) .
وفى رواية عند مسلم في نفس الكتاب والباب السابق : عَن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَتْ أُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ صَوْتَهُ فَقَالَتْ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أُنَيْسٌ . فَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَ دَعَوَاتٍ قَدْ رَأَيْتُ مِنْهَا اثْنَتَيْنِ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَرْجُو الثَّالِثَةَ فِي الآخِرَةِ ( أخرجه مسلم - نفس الكتاب و الباب السابق )
عَنْ أَبِي خَلْدَةَ قَالَ : قُلْتُ لأَبِى الْعَالِيَةِ : سَمِعَ أَنَسٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : خَدَمَهُ عَشْرَ سِنِينَ وَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ لَهُ بُسْتَانٌ يَحْمِلُ فِي السَّنَةِ الْفَاكِهَةَ مَرَّتَيْنِ وَكَانَ فِيهَا رَيْحَانٌ يَجِدُ مِنْهُ رِيحَ الْمِسْكِ ( أخرجه الترمذي - كتاب المناقب - باب مناقب لأنس بن مالك رضي الله عنهما - قال الترمذي : هذا حديث (حسن) 5/683 ) .
كان أنس كتوما لأسرار النبي صلى الله عليه وسلم حتى وهو صغير وهذا من آثار القدوة العملية وشفقة المربى على من يربيهم أن أحبوه صلى الله عليه وسلم حبًا شديدًا حملهم هذا الحب على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في كل كبيرة وصغيرة والتعلم من أدبه وخلقه والمحافظة عليه صلى الله عليه وسلم وافتدائه بالنفس والولد والمال والمحافظة على أسراره فربى منهم رجالاً وإن لم يبلغوا مبلغ الرجال ، وهذا أنس رضي الله عنه كان ينظر إلى نفسه وهو حدث صغير السن نظرة الرجل الكبير الذي يقدر المسئولية حق قدرها .
عن ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ - قَالَ - فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي فَلَمَّا جِئْتُ قَالَتْ : مَا حَبَسَكَ ؟ قُلْتُ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَةٍ . قَالَتْ : مَا حَاجَتُهُ ؟ قُلْتُ : إِنَّهَا سِرٌّ . قَالَتْ : لاَ تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَداً . قَالَ أَنَسٌ : وَاللَّهِ لَوْ حَدَّثْتُ بِهِ أَحَداً لَحَدَّثْتُكَ يَا ثَابِتُ " ( أخرجه مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه - صحيح مسلم بشرح النووى 16/41 .)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : أَسَرَّ إِلَىَّ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِرًّا فَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ أَحَداً بَعْدُ . وَلَقَدْ سَأَلَتْنِي عَنْهُ أُمُّ سُلَيْمٍ فَمَا أَخْبَرْتُهَا بِهِ " ( أخرجه مسلم - نفس الكتاب و الباب السابق )
فانظر كيف كان أنس ينظر إلى نفسه وهو حدث صغير نظرته إلى نفسه بعد أن صار شيخًا كبيرًا ، وكيف احتفظ بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن مات . إن ذلك ليرجع في المقام الأول إلى صحة المنهج الذي رُبى عليه الصحابة وإلى صدق المربى صلى الله عليه وسلم وحرصه المنقطع النظير على من يربيهم إلى أن تمكن حبه من قلوبهم هذا التمكن الذي لا يوصف .
ولشدة حبه رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وشدة تعلقه به ما حال الموت بينه وبين رؤية حبيبه وأستاذه بل كان يراه في النوم وهذا من آثار الحب الصادق .
قال المثنى بن سعيد : سمعت أنس بن مالك يقول : ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي ، ثم يبكى
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/20 ـ سير أعلام النبلاء 3/403.
ولقد حمل حب أنس رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم وهذه ثمرة الحب الحقيقي لا يجد صاحبها بدًا من اتباع من أحبه ومحاكاته في كل كبيرة وصغيرة .
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : ما رأيت أحد أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم يعنى أنس بن مالك أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/20-21
تبرك أنس بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم:
لقد حمل حب أنس للنبي صلى الله عليه وسلم وتعلقه به على التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم.
قال ثابت البناني : قال لي أنس بن مالك : هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني ، قال : فوضعتها تحت لسانه فدفن وهي تحت لسانه الإصابة في تمييز الصحابة 1/71.
قال الإمام الذهبي : أنس بن مالك بن النضر الإمام ، المفتى ، المقرئ ، المحدث ، راوية الإسلام ، خادم رسـول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرابته من النساء ، وتلميذه ، وتبعه ، وآخر أصحابه موتاً . روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم علمًا جمًا وعن أبى بكر وعمر وعثمان ومعاذ وأسيد بن الحضير وأبى طلحة وأمه أم سليم بنت ملحان وخالته أم حرام وزوجها عبادة بن الصامت وأبى ذر ومالك بن صعصعة وأبى هريرة وغيرهم .
روى عن أنس خلق عظيم منهم الحسن وابن سيرين و الشعبي وعمر بن عبد العزيز وثابت البناني والزهري وغيرهم كثير .
روى أنس ألفين ومائتين وستاً وثمانين حديثاً ، اتفق البخاري ومسلم على تخريج مائة وثمانين حديثاً ، وانفرد البخاري بثمانين حديثاً ومسلم بتسعين حديثا - خرج له الأئمة الستة .
أسباب إكثار أنس بن مالك رضي الله عنه من الرواية:
نستطيع حصر أسباب إكثار أنس بن مالك رضي الله عنه من الرواية في النقاط الآتية :
1 – أسلم أنس رضي الله عنه صغيرًا ، فكان له عند مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة عشر سنين ، فأتت به أمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعرضته خادمًا عليه فقبله ، والإنسان في هذا السن يتميز بصفاء الذهن وقلة الشواغل ، وهذا هو سن الحفظ والتحصيل .
2 – ملازمة أنس رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم واتصاله به اتصال الخادم بالمخدوم جعله يطلع على كثير مما لم يطلع عليه غيره ، ويحفظ عنه الكثير .
3 – تعدد مصادر التحمل بالنسبة لأنس رضي الله عنه ، فكما تحمل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحمله عن كبار الصحابة ، فروى عن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاذ وأسيد بن الحضير وأبي ذر وغيرهم رضي الله عنهم.
4 – كثرة تلاميذ أنس بن مالك رضي الله عنه ، فلقد عاش أنس بن مالك رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ثمانين سنة ، وتكاثر عليه طلاب العلم حتى ذكر صاحب " تهذيب الكمال " نحو مائتي نفس من الرواة عن أنس ، وبقي أصحابه الثقات إلى ما بعد الخمسين ومائة ، وقام تلاميذ أنس رضي الله عنه بتبليغ ما سمعوه من أنس رضي الله عنه ، فكثر حديث أنس رضي الله عنه لذلك .
5 – تأخر وفاة أنس بن مالك رضي الله عنه ، فلقد توفي أنس رضي الله عنه في سنة ثلاث وتسعين ، فكان آخر الصحابة موتًا بالبصرة ، فعاش بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ثمانين عامًا ، وفي هذه الفترة الزمنية احتاج الناس إلى ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لابد من تبليغ ما سمع .
قال الحافظ الذهبي : ثبت مولد أنس قبل عام الهجرة بعشر سنين .
قال الحافظ بن حجر : كانت إقامة أنس بعد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثم شهد الفتوح ثم قطن البصرة ومات بها وكان آخر الصحابة موتاً بالبصرة سنة اثنتين وقيل ثلاث وتسعين وقد جاوز المائة.
راجع ترجمة أنس بن مالك في : الطبقات الكبرى لابن سعد 7/17-26 الاستيعاب في معرفة الأصحاب بهامش الإصابة 1/71-72 سير أعلام النبلاء 3/395-406 الإصابة في تمييز الصحابة 1/71-72 - تقريب التهذيب ص 154 .