السبت، يوليو 04، 2009

آثار الإنترنت السالبة على المستخدمين

آثار الإنترنت السالبة على المستخدمين
وسأتناول الموضوع بإذن الله تعالى من خلال ستة أمور كما يلي:الأمر الأول[1] المصالح الضرورية المرعية:ولارتباط موضوعنا في هذا بالمصالح، فإننا نركز على الضروريات الخمس، التي نحسب أن أهم المصالح المطلوب مراعاتها وأهم المفاسد المطلوب درؤها لا تخرج عنها، "فالضروريات هي أصل المصالح.
ومن المهم هنا بيان أهم سمات تلك المصالح التي نتحدث عنها، فهي مصالح عامة، وهذا العموم يشمل: الأحكام، والأشخاص، والأحوال، والأزمنة، والأمكنة."لفظ (إنترنت) هو اختصار لمصطلح (الشبكة الدولية). ويطلق على شبكة الإنترنت أيضاً: (شبكة الشبكات)، وكذلك (الشبكة الأم).وشبكة الإنترنت تتكون من المئات من أجهزة الكمبيوتر المرتبطة في شبكات. وتسمح شبكة الإنترنت بتداول ونقل البيانات والمعلومات من جهاز كمبيوتر إلى آخر داخل الشبكة.وتعني كلمة (NET) أي الشبكة، على أنها قالب خال (FICTIONALMARTI) أو نسيج عنكبوتي (WEP). وتمثل الشبكة البنية الأساسية للمعلومات العالمية، ويمكن الوصول إلى المعلومات مِن على شبكة الإنترنت عن طريق الدخول عبر سلسلة من البوابات التي توصل كل منها للأخرى.
تاريخ شبكة الإنترنت:"في ظل الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي سابقاً عملت وزارة الدفاع الأمريكية على إنشاء ما يعرف بـ (وكالة مشروعات البحوث المتقدمة)، وكان هدف هذه الوكالة إجراء الأبحاث في مجال الدفاع، لضمان تفوق أمريكا في مجال أبحاث الدفاع، خاصةً بعد أنْ أطلق الروس مركبتهم الفضائية "سبرتينيك" سنة 1957م.
وتمّ تجنيد جميع الإمكانات المتاحة لدى معظم الجامعات الأمريكية لربط أربع جامعات أمريكية لتسهيل عملية تبادل الأبحاث بينهم. أُطلق على هذه الشبكة اسم "أربانيت".وفي عام 1972م تَمَّ ربط معظم الجامعات الأمريكية بشبكة "أربانيت"، وتبَّنت أمريكا شبكة "أربانيت" باعتبارها شبكة بيانات دفاع.وفي عام 1983م انقسمت شركة "أربانيت" إلى جزءين: شبكة الاستخدامات العسكرية، وشبكة للاستخدامات المدنية.وفي عام 1986م قامت المؤسسة القومية للعلوم بإنشاء شبكة (NSFNET) وهي عبارة عن شبكة مكوَّنة من خمسة مراكز لأجهزة الكمبيوتر العملاقة. بعد ذلك سعت الجامعات إلى الانضمام إلى هذه الشبكة من أجل إجراء البحث العلمي وتبادل المعلومات بين الجامعات والباحثين.الخدمات التي تقدمها شبكة الإنترنت:
[1] تبادل الملفات بين المتعاملين على الشبكة:فيستطيع أي متعامل مع الشبكة أنْ ينقل إلى جهازه الشخصي الملف الذي يحتاجه من أي مكان في العالم خلال بوابة معدودة.
[2] خدمة البريد الإلكتروني:وهي عبارة عن خدمة توفرها شبكة الإنترنت، يستطيع الشخص بواسطتها أنْ يستقبل و يرسل رسائل إلكترونية إلى أي شخصٍ في العالم بشرط أنْ يكون للشخص المرسل إليه الرسالة بريد إلكتروني. وهناك مواقع على شبكة الإنترنت توفر هذه الخدمة بالمجان، ومواقع أخرى توفرها نظير مقابلٍ مالي. ولضمان سرية الرسائل يقوم الشخص بعمل كلمة مرور سرية خاصة به لا يطلّع عليها أحد. وذلك حتى لا يستطيع أحد الاطلاع على رسائله الخاصة، ويمكن معرفة أنَّ هناك رسالة على البريد الإلكتروني عند ظهور إشارة معيَّنةٍ عند فتح جهاز الكمبيوتر.
[3] إجراء المحادثات:يمكن إجراء مكالمة صوتية، وذلك باستخدام بعض الأدوات بالإضافة إلى برنامج يتيح هذه الخاصية، والاتصال بهذه الطريقة يكون أقل تكلفة عادة من الاتصال العادي.
[4] الألعاب:تحتوي شبكة الإنترنت على العديد من الألعاب، والتي يمكن أنْ يشترك فيها أشخاص من جميع أنحاء العالم.
[5] التجارة الإلكترونية:وهو ما يُعرف بالتسوق عبر الإنترنت، فيمكن للشخص أن يشتري أي سلعة معروضةعلى شبكة الإنترنت، وذلك عن طريق استخدام بطاقة الائتمان "الفيزاكارت"، ويتم ذلك عن طريق إعطاء البائع البيانات الخاصة ببطاقة الائتمان والرقم السري لها، فيقوم البائع بخصم ثمن السلعة من البطاقة.
وغالبا ما يتخوّف الأفراد عبر الإنترنت من أن يطلّع أحد على بيانات البطاقة والرقم السري فيقوم باستخدام هذه البيانات في شراء سلعة أخرى لحسابه الشخصي.
[6] استخدامات أخرى:هناك العديد من استخدامات الإنترنت، منها: التعرف على الأخبار العالمية والمحلية عن طريق الدخول إلى مواقع الشبكات العالمية الإخبارية، وكذلك تصفّح الجرائد اليومية، والمجلات، والكتب.
وكذلك يستخدم الإنترنت في تسهيل القبض على المجرمين الهاربين، والتنبّؤ بالجرائم، والبحث عن الأشخاص المفقودين.كما يستخدم الإنترنت في مشاهدة الأفلام، والاستماع للمحاضرات، والخطب، والأغاني، .. إلخ .
[3] مستخدمو الإنترنت:هم الأشخاص الذين يدخلون على أحد مواقع شبكة الإنترنت، عن طريق استخدام الوسائل الفنية اللاّزمة لذلك..، ومستخدم الإنترنت إمَّا أنْ يكون متلقيا للمعلومة من على الإنترنت، وإمّا أن يكون مرسلاً للمعلومة.هل يحتاج مستخدمو الإنترنت إلى حماية؟نعم يحتاجون إلى حماية، وهي حماية لها جانبان:
[أ] الجانب الأول: حماية لهم من أنفسهم:وذلك لأنّ مستخدم الإنترنت إمّا أنْ يتلقى معلومة من الإنترنت أو يرسل معلومة كما ذكرنا آنفا. ففي الوضع الذي يتلقى فيه المعلومة قد تثور مسؤوليته الجنائية إذا كان تحصله على هذه المعلومة قد تَم بطريق غير مشروع، فمثلا إذا كان الموقع يوفر هذه المعلومة مقابل دفع مبلغ نقدي عن طريق استخدام بطاقة الائتمان، وأراد المستخدم الحصول على هذه المعلومة بأنْ أدخل بيانات بطاقة مسروقة مثلا، فهنا يشكّل الفعل جريمة. كذلك إذا قام المستخدم بتجميع صور مُخلة بالآداب عن طريق استخدام الإنترنت، وحمّلها على جهازه، وكذلك إذا قام بنسخ مصنف أدبي أو فني محمي، فهذا الفِعل يعدّ معاقبا عليه طبقا للقوانين الجنائية.
ففي مثل هذه الحالات يحتاج مستخدم الإنترنت إلى حماية من نفسه، بأن ينهى عن مثل هذه التصرفات، ويوضح له حكم القانون والشرع في الدنيا، ثم عواقب فعله في الآخرة ليرتدع عن القيام بأي عمل يجلب عليه ضررا.
[ب] الجانب الثاني: حماية لهم من غيرهم:أي أن مستخدمي الإنترنت قد يقوم الواحد منهم بإرسال معلومة فيها ضرر بالآخرين مثل: عبارة فيها قذف أو سب في حق شخصٍ ما، أو التحريض على عملٍ ممنوع، أو نشر شائعات كاذبة، أو تشويه سمعة شخصٍ ما، أو تزوير معلومات أو صور عنه، أو إرسال صور فاضحة مثلا.وقد حدث في مصر أنّ شخصاً ادعى كذبا وجود سفّاح في مدينة نصر مما تسبب في إثارة الرعب بين سكان المدينة!وكذلك مهندس مصري أقام موقعا على الإنترنت يحرَّض فيه الأفراد على ممارسة الشذوذ الجنسي، وتم القبض عليه وقدم للمحاكمة.
ففي مثل هذه الحالات يحتاج مستخدمو الإنترنت إلى حماية مما يمكن أن يرِد عليهم ـرغما عنهم من مستخدمين آخرين.الأمر الثانى:آثار الإنترنت على الدّينأولا : المراد بحفظ الدّين :والمراد بذلك: "حفظ الدين على أصوله المستقرة وقواعده المحددة، وذلك بإيضاح الحجج والرد على البدع والشبهات، ليكون الدين محروسامن خلل، والأُمّة ممنوعة من زلل.
ثانيا: آثار الإنترنت على الدّين:زعزعة العقائد وإحداث الاضطرابات فيها:وذلك من خلال بعض المواقع التي تركّز على بث الشبهات حول الدّين، والتشكيك في الثوابت والمسلَّمات كأصول الإيمان، وأركان الإسلام، والواجبات، والمحرمات.
وكذلك إحداث خلخلة في تصورات الناس عن الخالق، والكون، والحياة، وعلاقة الإنسان بكل ذلك، ومفهوم الدِّين.
الإساءة إلى الدّين:عن طريق السخرية والاستهزاء، والسَّب، والطعن في القرآن الكريم، والحط من مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونسبة النواقص والقبائح إلى الدّين.
الترويج للعقائد والأفكار الباطلة:مثل الفكر الإلحادي أو الوجودي، وإظهار العقائد الباطلة بصورة برّاقة جذّابة كأسلوب لدعوة الناس إليها.توجد آثار إيجابية، فمن تلك الآثار:التعريف بالدّين:حيث إنّ كثيرا من النّاس كانوا محرومين من القراءة أو السماع عن الإسلام، بسبب التعتيم الذي تفرضه دولهم على الإسلام، بل والتضليل الذي تمارسه كثير من الدول أو الجهات المعادية للإسلام، فأتاح الإنترنت فرصا كبيرة لأولئك للاطلاع على الحقائق من خلال المواقع الإسلامية.نشر الوعي بين المسلمين:أثر الإنترنت كثياً في هذا الجانب، ولذا لا نستغرب إذا وجدنا أنّ المواقع الإسلامية تشهد إقبالا كبيراً من قبل مستخدمي الإنترنت، فهم بين قارئ ومشارك برأي، ومستفتٍعن قضية أو مسألة.الرد على الشبهات المثارة ضد الإسلام والمسلمين:وذلك بكشف تلك الشبهات، ثم دحضها بالأدلة والبراهين القاطعة. وهذا ما تقوم به بعض المواقع المفيدة.ثالثاً: كيفية حماية هذه المصلحة الضرورية:تقوية الوازع الديني لدى الناس:
ويكون ذلك ببث المواد الدينية والتربوية، بصورة مكثفة عبر أجهزة الإعلام ومؤسسات التربية.
وينتظر أن يؤدي ذلك إلى تكوين ثقافة قوية تشكل واقياً مناسبا من الانحرافات في الفكر والسلوك.تنبيه الأسر إلى القيام بدورها في توعية وتربية أبنائها دينيا،مع أهمية وجود القدوة الحسنة لهم من الكبار. ثم التوعية بالإنترنت ما له وما عليه، والتحفيز على الاتجاه نحو النافع المفيد من المواقع واجتناب الضار منها، على أن تكون هناك رقابة حكيمة من أولياء الأمور، تتابع تصرفات الأبناء وسلوكياتهم وتمضية أوقات فراغهم، وأصحابهم. مع أهمية تحديد برامج أو مواقع تحوز على الاهتمام المشترك بين الآباء والأبناء ليشتركوا في الدخول إليها، ويمكن أن تشكّل لديهم ثقافة مشتركة مهمة تحول دون الدخول إلى مواقع أخرى.قيام المفكرين والعلماء بالتعاون مع أصحاب المال من الأخيار بإنشاء مواقع إسلامية متكاملة في شتى مجالات الحياة والمعرفة الإنسانية، تستفيد من كل التجارب السابقة، وتكون لها هيئات استشارية من أهل العلم، والتجربة، والدعوة.
التعريف بالمواقع الإسلاميةالتي يمكن أن تساعد في تحصين الناس ضد الشبهات المثارة على الدين.
وكذلك المواقع الأخرى المفيدة في الثقافة العامة.النظر في إمكانية وضع ميثاق شرف يوقّع عليه كل أصحاب المواقع المهتمة بشأن الأديان والثقافات والأفكار المتداولة، يتضمن احترام الآخر وعدم الإساءة.
النظر في إمكانية وضع قوانين صارمة تنظم شأن المواقع، والدخول إليها والآثار المترتبة على الدين سلبا.الأمر الثالث:آثار الإنترنت على النّفسالمراد بها النفس الإنسانية، وهي ذات الإنسان، وهي مقصودة بذاتها في الإيجاد والتكوين، وفي الحفظ والرعاية.آثار الإنترنت على النفوس:التهديد بالقتل:وذلك كثير، وهو يؤثر في زعزعة النّفوس واضطرابها.
ويحدث في أرقى المجتمعات، حيث أدانت إحدى المحاكم الفرنسية أحد الجناة، لأنه بعث برسالة تهديد بالقتل عن طريق البريد الإلكتروني إلى أحد رجال السياسه.القتل:فمثلاً وقعت جريمة من رجلٍ كانت زوجته موضوعة تحت جهاز الـ Monitoring، ودخل عن طريق شبكة الإنترنت إلى شبكة المعلومات الخاصة بالمستشفى، وقام بتغيير المعلومات الطبية لزوجته المريضة، وغيّر الجرعات الخاصة بها، وقامت الممرضة بتنفيذ التعليمات الخاصة بالأدوية دون علمٍ بما حدث الأمر الذي تسبّب في قتل المريضة.تبسيط وتهوين عملية إزهاق النُّفوس، وتنبيه الناس إلى كيفية القتل وتفادي يد القانون.وكذلك تشجيع الانتحار لا سيما بوساطة بعض الجماعات المنحرفة ذات العقائد الضالة.ثالاً: حماية المستخدمين من آثار الإنترنت على نفوسهم:عدم إعطاء معلومات عن مكان السكن أو عن الساكنين، وعدم الرد على أي رسائل إلكترونية مجهولة المصدر، وتوجيه أفراد الأسرة ولا سيما الأطفال ـ إلى عدم إخفاء أي معلومة أو رسالة غريبة تسلموها، وعدم مقابلة أشخاص تم التعرف عليهم عن طريق الإنترنت. وكذلك التحذير من بعض المواقع التي تشجع على صنع بعض الأشياء الخطرة، مثل ما يظهر على بعض المواقع من توضيح لكيفية صنع القنابل.كما لا بدّ من السعي لإيجاد السبل الكفيلة بحماية المواقع من الذين يتسللون إليها ويقومون بأعمال ضارة قد تتسبب في إزهاق الأرواح. وهؤلاء يعرفون بـ (قراصنة الإنترنت).
لأمر الرابع:آثار الإنترنت على العقلأولاً: المراد بحفظ العقل:والمحافظة على العقل هي المحافظة عليه من أن تناله آفة تجعل صاحبه عبئا على المجتمع، ومصدر شر وأذى فيه، وأنها تثمر ثمرات كثيرة منها:العقل يتأثر بما يشاهد أو يسمع أو يقرأ. والإنترنت فيه كل تلك الأمور الثلاثة. وقد أثبت الواقع أنّ عقول مستخدمي الإنترنت تتأثر بالآتي:تدمير عقول بعض المستخدمين:عن طريق المخدرات التي يتم الترويج لها عن طريق الإنترنت، حيث يتم "تحديد طريقة تسليم المادة المخدرة وطريقة دفع المبلغ، وغالباً ما يكون الدفع عن طريق بطاقات الائتمان، وغالبا ما تكون المواد المخدِّرة من المواد المخلقة التي يتم لصقها على الجبهة أو على المعصم، ويعمل مفعولها عن طريق امتصاص الجلد لها، وغالبا ما ترسل هذه المواد عن طريق البريد السريع الدولي.
إلهاء العقول وإشغالها بكثرة التقليب في مواقع الإنترنت غير المفيدة:مما يؤدي إلى ظهور ما يشبه التبلد واللا مبالاة عند بعض المستخدمين، ولا سيما أولئك الذين يركّزون على مشاهدة الأفلام، مما لا يدفع العقل إلى التفكير ومن ثم يؤدي إلى خموله.
الاعتداء على الإنتاج الذهني أو الفكري للآخرين:وهو ما يعرف ببراءات الاختراع، وحقوق المؤلفين، والملكية الفكرية. ويكون الاعتداء بالآتي:• نشر مصنّف بطريقة غير التي عينها مؤلفه لنشره.
• استغلال المصنف ماليا بدون وجه حق.
• إدخال تعديل أو تحوير على مصنف ليس هو مؤلفه أو ترجمته إلى لغةٍ أخرى بدون إذن المؤلف.
• إدخال مصنف منشور في الخارج إلى داخل البلد بقصد استغلاله بدون إذن المؤلف.
• تقليد مصنّف واستغلاله.وينطبق ذلك كله على برامج الحاسوب والإنترنت.
ثالثا: حماية عقول مستخدمي الإنترنت من آثاره السلبية:لا يمكن أن يتم توفير الحماية إلاَّ بعد دراسة كافة الآثار المترتبة على استخدام الإنترنت على عقول المستخدمين، وكذلك معرفة الدوافع التي لدى كثير من المستخدمين للإقبال على الدخول إلى بعض المواقع والتأثّر بها. ومن هنا فإننا نرى أنَّ توفير البديل المناسب من المواقع التي تبني العقول وتنشطها هو خطوة مهمة من خطوات الحماية.
وكذلك توفير الحصانة لهذه العقول عن طريق توجيهها لما يصلحها وفق المنهج الرباني الذي أمر بتقليب النظر والفكر في آيات الله تعالى المنظورة في هذا الكون.
الأمر الخامس:آثار الإنترنت على النسلقامت بعض الشركات بدراسة عدد زوار صفحات الدعارة والإباحية في الإنترنت، فوجدت إحدى الشركات أن بعض هذه الصفحات يزورها عشرون ألف زائر يوميا، وأكثر من مائتي صفحة مشابهة تستقبل 1400 زائر يوميا؛ ولذلك صرّحت وزارة العدل الأمريكية قائلة: لم يسبق في فترة من تاريخ وسائل الإعلام في أمريكا أنْ تفشّى مثل هذا العدد الهائل من مواد الدّعارة، أمام هذه الكثرة من الأطفال، في هذه الكثرة من البيوت. كما تفيد الإحصائيات بأنّ 63% من المراهقين الذين يرتادون صفحات وصور الدعارة لا يدري أولياء أمورهم بطبيعة ما يتصفحونه على الإنترنت. علما بأن الدراسات تفيد أنّ أكثر مستخدمي المواد الإباحية تتراوح أعمارهم ما بين 12 - 17 سنة.
أولا: المراد بحفظ النسل:المحافظة على النوع الإنساني، بحيث يكون كل مولود يتربى بين أبوين، ويكون له كالئ يحميه، وإنّ ذلك اقتضى تنظيم الزواج واقتضى منع الاعتداء على الحياة الزوجية، واقتضى منع العلاقات غير الشرعية أيّا كان نوعها، وعلى أي صفة كانت، بل اقتضى منع قذف البريئات والبرآء بالزنا، فإنَّ كل هذا اعتداء على الأمانة الإنسانية التي أودعها الله تعالى جسم المرأة والرجل ليكون منها التناسل والتوالد الذي يمنع فناء الجنس البشري ويجعله يعيش عيشة هنيئة سهلة، فيكثر النسل ويقوى، ولا يكون ذلك إلاّ بالعلاقة الشرعية وحدهاثانيا: آثار الإنترنت على النسل:وتتمثل تلك الآثار في الآتي:الترويج والتحريض لممارسة الفاحشة
• مع الكبار أو الصغار، ويتم ذلك عن طريق نشر الصور الفاضحة والأفلام.وأدى ذلك ويؤدي إلى انتشار الفساد الأخلاقي والشذوذ الجنسي، بما يؤدي بدوره إلى انتشار الأمراض الفتاكة والتحلل.الاستغلال الجنسي للأطفال
• عن طريق نشر الصور الجنسية لهم عبر الإنترنت.
بما استدعى عقد مؤتمر دولي عام 1999م بباريس، ومؤتمر آخر في نفس العام لمكافحة هذا الاستغلال بتوعية الناس وتحريم هذه الممارسات.
الترويج لبعض الممارسات الشاذة
• تجاه الكائن البشري بما يؤدي إلى التلاعب بتكوينه وخلقته التي خلقه الله تعالى عليها، وإلى اختلاط الأنساب وتشويه الإنسان… وذلك عبر ما يُعْرَف بالاستنساخ وغيره.
ثالثاً: كيفية حماية النّسل من آثار الإنترنت:ويتم ذلك بالآتي:بث الوعي بين كافة قطاعات المجتمع
• بآثار الاستخدام غير المشروع للإنترنت في نشر الفاحشة والتحريض على الفساد.تكثيف التربية الإيمانية
• التي تعصم أصحابها عن الإقدام على مثل هذه الأفعال، أو التجاوب معها والتأثر بها.تجريم كافة صور المعاملات التي تجري على الصور الجنسية
• عبر الإنترنت، سواء عن طريق إنتاجها، أو توزيعها، أو استيرادها، أو حيازتها، أو تخزينها، داخل جهاز الحاسوب، أو التعامل فيها بأي طريقة من الطرق.إيجاد صور وأساليب مناسبة للرقابة• بداية من الدولة ومؤسساتها، وانتهاء بالأُسر والأفراد بما يمنع أو على الأقل يحد من الاعتداء على النسل من خلال شبكات المعلومات.
الأمر السادس:آثار الإنترنت على المالالمال ـكما يقولون عصب الحياة، بل هو في المنظور القرآن إحدى زينتيْ الحياة الدنيا: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } (الكهف/46)، ومن ثَمَّ أُبيح التعامل في كل ما من شأنه تنمية المال للاستفادة منه، ولكن بالوسائل المشروعة: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ }(البقرة/188).
وَنُهِيَ عن وضع المال في أيدي من لا يُحسن رعايته: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً } (النساء/5).
كل تلك التوجيهات ـ وغيرها كثير ـ فيها إشعار بأهمية المال وقيمته، والتنبيه لكل ما يمكن أنْ يكون مؤثراً فيه بالإيجاب أو السلب.أولاً: المراد بحفظ المال:شرع الإسلام لإيجاد المال وتحصيله؛ السعي في مناكب الأرض والكسب المشروع وإحياء الموات، والاصطياد في البر والبحر، واستخراج كنوز الأرض، وشرع الإسلام في سبيل الانتفاع بالمال المعاملات الشرعية التي تكفل الحصول عليه وتوفيره للمسلم، والتبادل به، كالبيوع، والهبة، والشركات، والإجارة، وسائر العقود المالية.
أصبح للإنترنت آثار واضحة على المال، وذلك من خلال التعامل التجاري بيعا وشراء، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت، ويتم ذلك بأنْ يتخذ فرد أو مؤسسة موقعا على الشبكة العالمية World Wide Web للإعلان عن السلع التي يقوم بإنتاجها، وذلك لتسويقها ولإبرام العقود مع المستهلكين.. ثم تسلُّم البضاعة بوساطة المستهلك إما بالطرق الإلكترونية عن طريق الإنترنت، إذا كانت من البرامج، أو الصور، أو الصحف الإلكترونية، أو الخدمات، كالاستشارات القانونية أو الطبية، أو يتم تسلُّمها فيما بعد إذا كانت ذات طبيعة مادية.
وعادة ما يتم تبادل من خلال موقع الإنترنت Web Site والصفحة Web page التي تمثله ـبيانات تتعلق بمنتج أو موزع السلعة والعميل، وهي عادة البيانات الخاصة باسمه، وعنوانه، ورقم بطاقة الائتمان المستخدمة في السداد، وطريقة تسليم السلعة أو الخدمة، لإتمام إجراءات التعاقد.وصار في إمكان الناس الآن شراء وبيع أي منقول أو عقار أو تلق أو تقديم خدمة عن طريق الإنترنت دون أن يتطلب ذلك وجود أطراف العقد ماديا في ذات المكان أو الدولة أو وجود محل العقد في ذات مكان أحد المتعاقدين، أو أنْ تكون طريقة سداد ثمن المبيع نقدا أو بذات مكان وجود أطراف العقد.
إلاَّ أنّ هناك آثاراً سالبة على أموال المستخدمين، يمكن تلخيصها في:الاعتداء على بيانات المستهلك الخاصة،والتي ترتبط بحياته الخاصة أو التي تتعلق بتعاملاته المصرفية وأرقام بطاقة الائتمان.
الاعتداء بالنصب والسرقة أو خيانة الأمانة أو الغش عن طريق التجارة الإلكترونيةللحصول على البضائع والسلع والخدمات،حيث يقوم الجاني بتحويل كل أو جزء من أرصدة الغير أو فوائدها إلى حسابه الخاص، ويتم ذلك عن طريق إدخال بيانات غير صحيحة ومغلوطة إلى جهاز الكمبيوتر.إتلاف البرامج والمعلومات المعالجة آلياإمّا بمحوها نهائيا أو تدميرها،أو بتشويه أو إعاقة تدفقها بحيث تقل كفاءتها، ويكون باستخدام أسلوب القنبلة المنطقية أو إدخال فيروس للبرنامج، أو سكب أحماض أو مواد كيميائية أو ملتهبة على الجهاز تؤدي إلى إتلاف البرامج والمعلومات.
التشجيع على السرقة، والنصب، والاحتيال، والغشببيان أساليبها والترويج لذلك.
ثالثاً: حماية المال من آثار الإنترنت السالبة:قامت لجنة الأمم المتحدة للقانون التجاري الدولي بوضع مشروع لقانون موحّد للتجارة الإلكترونية، كما قام الاتحاد الأوربي بوضع مشروع مشابه، وصدرت مجموعة من التوصيات عن البرلمان والمجلس الأوربي. كما صدرت عدة قوانين للتجارة الإلكترونية في دولٍ مختلفة، حيث صدر قانون التجارة الإلكترونية بسنغافورة في عام1998م، وصدر عام 2001م قانون التجارة الإلكترونية في جمهورية أيرلندا، وتمت الموافقة مؤخراً في دوقية لوكسمبورج على قانون التجارة الإلكترونية.
وفي مصر تم تشكيل لجنة للتجارة الإلكترونية، وقد تم إعداد مشروع أولي عرض على الجهات المعنية لإبداء الرأي فيه.
أن الحماية المرجو تحقيقها تنطلق من كون تلك الأساليب المذكورة في التعامل مع المال من خلال الإنترنت تشكّل اعتداءات على إحدى الضروريات الخمس الواجب رعايتها، وهي اعتداءات ظهرت بصور وأشكال جديدة متطورة، تستدعي صياغة تشريعات وقوانين تنص على تجريم أعمال محددة مثل:
• صنع أو حيازة أو الحصول على نظام أو برنامج لإعداد إليكتروني دون موافقة صاحب الشأن.
• تزوير أو تقليد محرر أو توقيع إلكتروني أو شهادة اعتماد توقيع إلكتروني . أو استعمال محرّر أو توقيع إلكتروني… مع العلم بعدم صحته.
• استخدام نظام أو برنامج للحيلولة دون إتمام المعاملات التجارية بالوسائل الإلكترونية، وذلك بالتعديل فيها أو محو بياناتها أو إفسادها أو تدميرها أو بتعطيل أنظمتها.
فالمخالفات المذكورة هي أهم صور للاعتداء على المال من خلال الإنترنت، وهي أصناف من الغش أو السرقة أو الغصب أو الإفساد.
ولذا فإنه يشرع سن القوانين والتشريعات التي تضبط وتنظم التعامل المالي عبر الإنترنت، وتضع العقوبات المناسبة على المخالفات، وكل الترتيبات المتعلقة بالإجراءات الاحترازية، وسد الثغرات، وتتم الاستفادة من كل التجارب السابقة في هذا الإطار، مع مراعاة عدم تعارض شيء منها مع أحكام الشريعة الإسلامية.