الأحد، يوليو 12، 2009

اهمية صلاة الليل فى الاسلام و الطب


فضل قيام الليل قال تعالى ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً [ الإسراء]،وقال تعالى مادحاً المؤمنين: والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً [ الفرقان]،وقال سبحانه يصف قيام الليل: إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلاً [ المزمل].قال الطبري: " أشد وطأً أي أشد مواطأة بين القلب واللسان وأجمع على التلاوة ".هذا وإن للتهجد في نظر الشرع أهمية كبيرة في حياة المسلم لذا فقد حذَر رسول الله من ترك قيام الليل لمن اعتاده . فعن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله : " يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل " رواه البخاري.وأما وقت التهجد فهو الثلث الأخير من الليل، فقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة النبي بالليل؟ قالت: " كان ينام أوله ويقوم آخره فيصلي ثم يرجع إلى فراشه فإذا أذن المؤذن وثب فإن كان به حاجة اغتسل، وإلا توضأ وخرج " رواه البخاري.وعن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن النبي r قال: " إنّ الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الأخير ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ حتى يطلع الفجر " رواه البخاري ومسلم .ولكن … ألا تتعارض أهمية النوم للإنسان وضرورته له مع ما يرغب به رب العزة سبحانه وتعالى أولياءه والصالحين من عباده على قيام الليل؟يجيب الدكتور سمير الحلو على هذا التساؤل بأن الإنسان ليس جسداً فقط يعمل نهاره ثم يطلب الراحة في الليل مع ما يتخلل ذلك من طعام ولهو، بل إن له ملكات أخرى لها أثرها الكبير في نشاطه وحيويته، إنها القوة الروحية الهائلة التي تجعل منه طاقة عظيمة تخشاها طواغيت الأرض ومردة الجن وتجعل منه ولياً من أولياء الله، ثم إن دراسة علمية قامت بها الدكتورة سلوى محمد رشدي أثبتت أن المعتادين على قيام الليل يتمتعون بمستوى أداء أعلى بالنسبة لفقرات ظهورهم مقارنة مع الذين لا يقومون الليل.كما أثبتت الدراسات الطبية أن الذي ينام على وتيرة واحدة ساعات طويلة يتعرض للإصابة بأمراض القلب بنسبة عالية، ذلك أن هذا السكون الطويل يؤدي إلى تصلب الشرايين وتضيق في لمعتها لترسب الشحوم في بطانتها، وتنصح الدراسة أن يقوم النائم بعد أربع ساعات من نومه لإجراء بعض الحركات الرياضية أو المشي لربع ساعة من الزمن للحفاظ على مرونة شرايينه ووقايتها من الترسبات الدهنية وما يليها من إصابات وعائية - قلبية، وفي دعوة الإسلام أتباعه إلى قيام الليل سبق طبي رائع لوقايتهم من الإصابات المذكورة.كل هذا يعتبر من دون شك جانباً من المنافع الصحية التي أشار إليها النبي r حين قال: " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، قربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الإثم وتكفير عن السيئات ومطردة للداء عن الجسم".وإن نظرة منصفة إلى قول النبي r " ومطردة للداء عن الجسد " ومقارنتها لما أورده الأطباء اليوم من فوائد لقيام الليل للجسد تؤكد الإعجاز الطبي في هذا الحديث النبوي الشريف البليغ.
و إضافة للموضوع نقولمعجزة علمية في قيام الليل جاء في كتاب الوصفات المنزلية المجربة و أسرار الشفاء الطبيعية و هو كتاب بالانجليزية لمجموعة من المؤلفين الامريكيين – طبعة 1993 أن القيام من الفراش أثناء الليل والحركة البسيطة داخل المنزل و القيام ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة و تدليك الاطراف بالماء و التنفس بعمق له فوائد صحية عديدة..و المتأمل لهذه النصائح يجد أنها تماثل تماما حركات الوضوء و الصلاة عند قيام الليل و قد سبق النبي صلى الله عليه وسلم كل هذه الأبحاث في الإشارة المعجزة إلى قيام الليل فقال عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم و قربة إلى الله عز و جل و منهاة عن الإثم و تكفيرا للسيئات و مطردة للداء من الجسد )أخرجه الإمام أحمد في مسنده و الترمذي و البيهقي و الحاكم في المستدرك عن بلال و ابن عساكر عن ابي الدرداء و أورده الألباني في صحيح الجامع برقم4079 و عن كيفية قيام الليل بطرد الداء من الجسد فقد ثبت الآتي :يؤدي قيام الليل إلى تقليل إفراز هورمون الكورتيزولون( و هو الكورتيزون الطبيعي للجسد ) خصوصا قبل الاستيقاظ بعدة ساعات و هو ما يتوافق زمنيا مع وقت ال سحر ( الثلث الأخير من الليل ) مما يقي من الزيادة المفاجئة في مستوي سكر الدم و الذي يشكل خطورة على مرضى السكر و يقلل كذلك من الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم .و يقي من السكتة المخية و الأزمات القلبية في المرضى المعرضين لذلك .كذلك يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم في وريد العين الشبكي الذي يحدث نتيجة لبطء سريان الدم في أثناء النوم و زيادة لزوجة الدم بسبب قلة تناول السوائل أو زيادة فقدانها أو بسبب السمنة المفرطة و صعوبة التنفس مما يعوق ارتجاع الدم الوريدي من الرأس.يؤدي قيام الليل إلى تحسن و ليونة في مرضى التهاب المفاصل المختلفة سواء كانت روماتيزمية أو غيرها نتيجة الحركة الخفيفة و التدليك بالماء عند الوضوء.قيام الليل علاج ناجح لما يعرف باسم مرض الإجهاد الزمني لما يوفره قيام الليل من انتظام في الحركة ما بين الجهد البسيط و المتوسط الذي ثبتت فاعليته في علاج هذا المرضيؤدي قيام الليل إلى تخلص الجسد ( من ما يسمى بالجليسيرات الثلاثية ( نوع من الدهون التي تتراكم في الدم خصوصا بعد تناول العشاء المحتوي على نسبه عالية من الدهون التي تزيد من مخاطر الإصابة أمراض شرايين القلب التاجية بنسبة 32% في هؤلاء المرضى مقارنة بغيرهميقلل قيام الليل من خطر الوفيات بجميع الأسباب خصوصا الناتج عن السكتة القلبية والدماغية كذلك يقلل قيام الليل من مخاطر الموت المفاجئ بسبب اضطراب ضربات القلب لما يصاحبه من تنفس هواء نقي خال من ملوثات النهار و أهمها عوادم السيارات و مسببات الحساسيةقيام الليل ينشط الذاكرة و ينبه وظائف المخ الذهنية المختلفة لما فيه من قراءة و تدبر للقرآن و ذكر للأدعية و استرجاع لأذكار الصباح و المساء فيقي من أمراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والاكتئاب وغيرها وكذلك يقلل قيام الليل من شده حدوث و التخفيف من مرض طنين الأذن لأسباب غير معروفه .