الجمعة، يوليو 01، 2016

الصيام و المعده

يؤكد جميع الأطباء اليوم أن الصوم ضرورة حيوية لكل إنسان حتى ولو كان يبدو صحيح الجسم. يدخل الإنسان إلى جسمه في فترة حياته من الماء الذي يشربه فقط أكثر من مئتي كيلوجرام من المعادن والمواد السامة، كما يستنشق عدة كيلوجرامات من المواد السامة والملوثة مثل أكاسيد الكربون والرصاص والكبريت. ولا يزل هذه السموم المتراكمة خلال حياة الإنسان بشكل فعال إلا بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب. ولذا فشهر رمضان بحق يعتبر شهر إجازة للجهاز الهضمي. ولكن ومن المؤسف حقاً أن يتخم الكثير منا نفسه عند الإفطار بشتى فنون الطعام والشراب، فيحوِّل سعادة المعدة والأمعاء إلى تخمة وعناء. وكما أن الصيام مفيد في مجمله إلا أن هناك فئام من الناس المرضى، لا يتوجب عليهم الصيام حتماً لمظنة ومخافة أن يؤثر الصيام عليهم سلبا بل ويساهم الصوم على تفاقم حالتهم المرضية. ومن هؤلاء المرضى من به علة في جهازه الهضمي سأسرد عليكم أهم أمراض الجهاز الهضمي ذات العلاقة بالصيام في الأسطر القليلة القادمة.
1- عسر الهضم: كلمة شائعة لعددٍ من الأعراض التي تلي تناولنا للطعام، وتشمل آلام البطن وكثرة غازات البطن المزعجة والتجشؤ والغثيان، مع وجود إحساس بعدم الارتياح في أعلى البطن، وخاصة بعد تناول وجبة كبيرة، أو بعد تناولها بسرعة، أو بعد تناول طعام غني بالدسم أو البهارات. وكثيراً ما تتحسن الأعراض بصيام رمضان، في حالة عدم وجود قرحة حادة في المعدة أو الإثني عشر، أو التهاب في المريء أو بسبب عضوي آخر، وشريطة تجنب الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار وعند السحور.
2- ارتخاء فم المعدة (أو فتق المعدة وعضلة الحجاب الحاجز): أكثر من يعاني من هذه العارضة هم البدناء، وخاصة عند النساء ممن هنَّ في أواسط العمر، ومعظم المصابين بفتق المعدة لا يشكو من أية أعراض، ولكن قد يشكو البعض من حرقة وحموضة في المعدة، وخاصة عند امتلائها أو الانحناء إلى الأمام أو الاستلقاء، حيث يعود جزء من محتويات المعدة إلى المريء. فينبغي على البدناء أن يسعوا جاهدين لإنقاص وزنهم، فهو خير علاج لحالتهم، وأنصحهم بتناول وجبات صغيرة عند الإفطار والسحور، مع تناول الأدوية بانتظام وتخفيف الدسم، والتوقف عن التدخين، وترك فترة 4 ساعات بين وجبة الطعام والنوم.
3- عمليات قطع المعدة وعمليات تكميم المعدة: هناك بعض المرضى الذين أجريت لهم عملية قطع أو استئصال جزء من المعدة بسبب قرحة في المعدة مثلاً، أو تكميم المعدة كحل للسمنة التي يعانون منها. هؤلاء المرضى يحتاجون إلى تناول وجبات صغيرة من الطعام وبطريقة منتظمة، وغالباً لا يستطيعون الصيام.
4- قرحة المعدة والاثني عشر: عادةً ما يشكو المصاب بالقرحة الحادة من آلام في المعدة عند الجوع، أو ألم يوقظه من النوم، بينما يخف ألم قرحة الاثني عشر بتناول الطعام، ولكن كثيراً ما يعود له الألم بعد عدة ساعات. ينبغي على مريض القرحة المصاب بإحدى الحالات التالية تجنب الصيام والإفطار: القرحة الحادة: وذلك حين يشكو المريض من أعراض القرحة. كالألم عند الجوع، أو ألم يوقظه من النوم. وفي حال حدوث انتكاسة حادة في القرحة المزمنة: ينطبق في تلك الحالة ما ينطبق على القرحة الحادة. وكذلك الأمر عند الذين تستمر عندهم أعراض القرحة رغم تناول العلاج بانتظام.
5- أورام الجهاز الهضمي (المعدة والقولون والمستقيم): عادة يفضل عمل التدخل الجراحي لمن ثبت أنه مصاب بورم في بطنه في أيام الفطر وكثير من المرضى والأطباء لا يحبذ أن يُجري أي تدخل جراحي في أيام الشهر الفضيل ما لم يكن مضطراً لذلك كأن يكون هناك انسداد مثلاً أو أن التدخل الجراحي مرتبط ببرنامج علاجي قبله وبعده أو أن يكون المريض قد انتهى من العلاج الكيماوي والإشعاعي كما هو الأمر في حالة سرطان المستقيم ويكون أمر ووقت العملية مصادفاً وموافقاً ليوم من أيام الشهر الفضيل، ففي هذه الحالة لا أرى حرجاً من المضي في إجراء العملية لهؤلاء المرضى، مع العلم أنهم لن يستطيعوا صيام رمضان جله أو كله.

الصيام و امراض المعده

عندما يأكل الواحد منا طعامًا، فإن الأكل ينتقل من الفم للمريء بعد مضغه، والمريء عبارة عن الأنبوب الطويل الواصل بين الفم والمعدة، وحتى يتم ذلك الانتقال، ترتخي عضلات المريء لتسمح بمرور الطعام من خلاله والوصول إلى المعدة، وما أن يصل الطعام للمعدة حتى تنقبض عضلات المريء مرة أخرى، وتنغلق فتحة الفؤاد الواقعة في أسفل المريء، وبهذا لا يعود الطعام إلى المريء، تقوم بعدها المعدة بإفراز كميات كبيرة من الأحماض مثل حمض الكلور التي تساعد على هضم الطعام ثم تقوم بنقله إلى الأمعاء الدقيقة، ولكن ولسوء الحظ، يحدث في بعض الأحيان أن يعاني البعض من تصاعد أحماض المعدة إلى المريء فتحدث حرقة المعدة، ذلك الشعور بالألم خلف الصدر أو عند منطقة المريء وسببها أن العضلات في أعلى المعدة تكون مرتخية في الوقت الذي يجب أن تكون فيه مغلقة باحكام مما يتسبب في صعود أحماض المعدة للمريء، الذي يؤدي بدوره إلى التهابات حادة فيه، وتسمى طبيًا بالارتجاع المريئي وهي تحدث لخمسين في المئة من سكان أميركا بين الحين والآخر ولكنها تعتبر حالة مرضية تستدعي مراجعة الطبيب والبدء في العلاج إذا حدثت وتكررت مرتين في الأسبوع الواحد.

إن صيام رمضان مفيد لمرضى الارتجاع المريئي، لأن رجوع حامض المعدة إلى المريء يزداد مع امتلاء المعدة، ونستطيع أن ننصح المرضى هنا بأن لا يأكلوا بكميات كبيرة أثناء الفطور وإنما أن يبدأوا الأكل بشرب السوائل ثم يأكلوا بعدها بكميات معقولة وعلى دفعات، وينصح كذلك أن لا يناموا بعد الأكل مباشرة لأنه يزيد من احتمالية الارتجاع المريئي.
للصائمين الذين يعانون من الارتجاع المريئي علاجات عدة، ولكن قبل العلاجات هناك بعض المأكولات التي يجب تجنبها في رمضان وقد وجدت الدراسات أنها تساعد من تخفيف حرقة المعدة إذا امتنع عن تناولها مثل الشوكلاته والتوابل بشكل عام، كما ينصح بممارسة الرياضة وتخفيف الوزن الذي أثبت فعالية كبيرة في تخفيف الأعراض وترك التدخين.
أما العلاجات فيمكن حصرها في قسمين: الأول هي مضادات الحموضة الموضعية المباشرة والثاني هي مثبطات إفراز أحماض المعدة، حيث ان مثبطات الأحماض تقوم بتقليل إفراز الجملة الحمضية في المعدة فتقلل أعراض الارتجاع المريئي بشكل واضح وفعال.
فالقسم الأول تحتوي أدويته على مواد قلوية على الأغلب تعادل الأحماض بالتفاعل معها وتعطي شعورًا مريحًا فوريًا وهي أنواع كثيرة مثل حليب المغنسيوم ويتم تناولها في رمضان في حال الشعور بحرقة المعدة أثناء فترة الافطار.
أما القسم الثاني مثل مضادات الهيستامين كالرانيتدين فتعطى مرتين في اليوم في غير رمضان، مرة صباحًا ومرة مساءً أما في رمضان فيتم تناولها بعد الفطور وبعد السحور، وإن كنت تتناولها مرة واحدة يوميًا قبل رمضان فيفضل تناولها بعد الفطور مرة واحدة فقط.
أما مضادات مضخة البروتون وهي أحد أشهر أدوية حرقة المعدة مثل الاومبرازول والبانتوبرازول والايزومبرازول فتعطى بالعادة مرة واحدة يوميًا في الصباح بالأوقات العادية أما في رمضان فيجب تناولها قبل الفطور أو معه.

كيفية تعديل الجدول الدوائي لهم بما يتناسب مع ساعات الإمساك والإفطار

 
أثبتت عدة دراسات أن معدل تغيير جدول أخذ الدواء لدى المسلمين في شهر رمضان بدون استشارة يتراوح ما بين 58% إلى 64%، والذي قد يشير إلى وعي البعض بضرورة التغيير، بينما قد يكون مقلقاً إن لم يكن التغيير واعياً بشكل كاف لتفادي مضاره. على سبيل المثال، تم نشر إحدى المقالات عن حالة نزول شديد للبوتاسيوم وتسببه في زيادة تأثير دواء الديجوكسين عند أخذه مع مدر البول من مجموعة الثايازايد، لينتج ضرراً على عضلة القلب عند امرأة خمسينية احتاجت على إثرها التنويم في المستشفى والعلاج الفوري، كما يوجد في دراسة مسحية ورقابية على 127 من مرضى الصرع، ربطت زيادة حدوث نوبات التشنجات والصرع عند 27 من هؤلاء الذين لم يتناولوا الجرعات كاملة أثناء رمضان بالطريقة المفروضة، كل هذه الدراسات تشير إلى قلة وعي المريض وعدم أخذه للنصائح الضرورية من المختصين لما يتناسب مع حالته الصحية.
قد يكون لطريقة أخذ الدواء أثراً على مفعولها وتحكماً بعملية إبطال الصيام من عدمه، فهناك مجموعة من العلاجات التي قد تمت مناقشتها والإفتاء بعدم كسرها للصيام في حال استخدامها، مثل: قطرات العين والأذن، وكل ما يمكن امتصاصه عن طريق الجلد مثل الكريمات والمراهم الموضعية (ماعدا لصقات النيكوتين فهي مفطرة)، الغسولات والتحاميل والأجهزة المهبلية، الإبر في الطبقة العليا من الجلد، والإبر العضلية أو التي يتم حقنها في المفاصل والإبر الوريدية (ما عدا تلك التي تحتوي على تغذية وريدية)، استنشاق بخار الأكسجين، حبوب النايتروجليسرين التي توضع تحت اللسان لعلاج آلام الذبحات الصدرية الحادة، غسولات وبخاخات الفم (مع التأكد بعدم وصول أياً منها إلى الجهاز الهضمي الداخلي).
وتبعا لساعات الإفطار، فإنه يوجد على الأغلب طريقتان يتم اعتمادهما من قبل المريض في رمضان، إما بطريقة أخذ جميع الأدوية سوياً مرة واحدة في اليوم وهي الأنسب لهؤلاء الذين تستلزم علاجاتهم أخذها مرة واحدة باليوم، أو أخذها عدة مرات في اليوم.
إن فعالية وسمِّية الأدوية قد تختلف بناء على وقت أخذها بما يتماشى مع إيقاعات الساعة البيولوجية للمواد الكيميائية والفسيولوجية داخل أجسامنا، والدراسات في هذا الجانب محدودة، إلا أنها تمت على بعض المجموعات من الأدوية، في إحدى الدراسات على دواء الفالبرويك أسيد المستخدم لعلاج الصرع، ثبت تغيير طبيعته الحركية فقلّت درجة امتصاصه الساعة الثامنة مساء وقلّت نسبة إخراجه الساعة الخامسة فجراً بتغير النمط الحياتي الذي أثّر على الساعة البيولوجية، كذلك هو الحال مع دواء الديجوكسين الذي يحتاج إلى مدة أقل في الصباح ليصل إلى النسبة الفعالة المطلوبة بالدم مقارنة بالمساء، أما مجمل الدراسات التي تمت على أدوية الضغط فأشارت إلى عدم تأثرها بتغيير النمط اليومي في حال كانت تؤخذ مرة باليوم، ومثل ذلك هو الحال مع مميع الدم الذي يستخدم لمنع التجلطات (دواء الوارفارين)، فلم يوجد أي فارق في نسبة الحماية من الجلطات بين الصائمين وغير الصائمين، أما دواء البربرانولول وُجِدَ ذو امتصاص سريع في الصباح مقارنة بأخذه مساء.
بطبيعة الحال، إن تنظيم الأدوية التي تعطى أكثر من مرة باليوم في أيام الصيام لن يكون بدقة تنظيمها في غير أيام الصيام مما يستلزم في بعض الحالات الصحية عدم الصيام، بالنسبة للأدوية التي تعطى مرتين باليوم، فيمكن تنظيمها بحيث تكون وقت الفطور ومباشرة قبل السحور، ويتواجد من بعض الأدوية تركيبات لديها نفس المادة الفعالة ولكنها بطيئة الامتصاص وطويلة المفعول بحيث تكفي لتغطية اليوم كاملا منها (ديلتيازيم، فيراباميل)، ويوجد أدوية أخرى لها بدائل بحيث تكون المادة الفعالة مختلفة قليلا، إلا أنها من نفس عائلة الدواء الأساسي وتعطي نفس المفعول لمدة أطول مثل: نابروكسن والبيروكسيكام كبدائل للأيبوبروفين عند مرضى آلام المفاصل المزمنة.
وبشكل عام، إن تعارضات الدواء مع الطعام قد تتسبب في تغيير نسبة الدواء في الدم ومدة وجوده بكمية فعالة، وتعتمد درجة التعارض على عوامل مختلفة منها طبيعة الطعام وتركيبة الدواء، ومنها المدة الزمنية بين الدواء ووجبة الطعام، كل هذه العوامل قد تحدث بشكل أكبر عند الصائمين، لذلك يجب الوضع بعين الاعتبار اختيار الوقت المناسب لتناول الأدوية التي يكون امتصاصها في أفضل حالاته على معدة فارغة مثل: (ريفامبين، فيوروزيمايد، إيريثرومايسين، الثايروكسين و الديجوكسين). كما أنه قد تزداد في شهر رمضان عادة شرب الحوامض والشاي والقهوة مما يزيد من إفراز المادة الحامضية في المعدة والذي قد يقلل من امتصاص بعض الأدوية مثل (المضادات الحيوية والمنومات ومضادات الهيستامين وبعض أدوية الصرع مثل الكاربامازيبين)، بالإضافة إلى ذلك، فإن أحد الأدوية المشهورة بتأثره بكمية الكاربوهايدرات في الطعام هو ال (فينيتوين) والذي قد يزيد تواجدا في الدم إن كان من نوع التركيبة الحرة، وقد ينقص تواجداً إن كان من التركيبة الطويلة المفعول.
إن الاستخدام الخاطئ أو التغيير اللاواعي لجدول الأدوية أثناء رمضان قد يؤدي إلى عدم استقرار صحي وربما تدهورٍ في الحالة الصحية لا قدر الله، فاستشارة ذوي الخبرة والسؤال هو الحل الأمثل لترتيب وتنظيم جدول العلاجات في رمضان، ويبقى تحديد إمكانية الصوم من عدمه قراراً للطبيب المعالج بناء على رؤيته للحالة الصحية.

صوموا تصحوا

يعتبر شهر الصيام فرصة لمراجعة الفوائد الصحية للصوم المتقطع أو الصوم الإسلامي بمعنى الصوم بالليل والإفطار في النهار. حيث اهتم الطب الحديث بالتأثيرات الصحية للصوم وظهر اصطلاح طبي جديد يعرف بالصوم العلاجي والذي أصبح ممارسة صحية في الغرب.
فقد أصبح الصوم العلاجي وإزالة السموم، طريقة علاجية معروفة يتداوى بها الكثير من المرضى. وأنشئت لذلك مراكز متخصصة في مختلف دول العالم وخاصة في ألمانيا. ويسافر الكثير من العرب وخاصة من منطقة الخليج لمنتجعات صحية في ألمانيا للعلاج بالصيام وتنقيص السعرات الحرارية المتناولة.
وخلال عملي البحثي عن تأثيرات الصوم على النوم والتغيرات الهرمونية والالتهابية، وجدت أول توثيق لمسمى الصيام العلاجي نشر عام 1908 في بحث بعنوان «الصيام لعلاج المرض» للباحثة ليندا هازارد.
الصيام في الحضارات المختلفة
وقد مارس الناس الصوم منذ قدم التاريخ فالصوم يوجد في عدد كبير من الثقافات والأديان وإن كانت تفاصيل الصيام تختلف بين الثقافات المختلفة. ومرت البشرية بمجاعات عديدة، نقص فيها تناول الطعام ومع ذلك تعايش الإنسان مع فترات المجاعة بشكل جيد. ويمارس بعض الناس الحمية الغذائية وتقليل كميات الأكل المتناولة بحثا عن الصحة.
لذلك يعتقد الكثير من الباحثين أن جسم الإنسان مخلوق بطريقة يستطيع معها تحمل المجاعات أكثر من قدرته على تحمل الإفراط في تناول الطعام. ولعل هذا يفسر زيادة الأمراض وظهور الكثير من الأمراض الجديدة التي تصاحب الإفراط في الطعام في الأزمنة القريبة، وقد لاحظ الناس على مر التاريخ أن للصوم فوائد صحية مختلفة. فقد صح عن سيد الخلق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت على الآدمي نفسه، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس» أخرجه الثلاثة والحاكم وصححه. وقال العلامة ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم: وهذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها. وقيل في الحكم «المعدة بيت الداء». وقد أطرى الحكماء في اليونان القديمة فضائل الصيام، فقد استخدم هيبوقراط الصوم في علاج الأمراض المزمنة والحادة.
الأبحاث العلمية التي تدعم التأثيرات
الصحية الحميدة للصوم
أ‌- تأثيرات الصوم المتقطع على حيوانات التجارب:
وبسبب التأثيرات الصحية للصوم، ظهر في الغرب ما يعرف بالصوم العلاجي المعدل، وهو باختصار تقليل في السعرات الحرارية المتناولة إلى حوالي 800 سعر حراري لعدة أيام مع شرب 2-3 ليترات من السوائل يوميا وبعد ذلك إدخال تدريجي لنظام غذائي محدد تحت إشراف طبي.
والصوم الإسلامي في رمضان هو نوع مميز من الصيام يعرف علميا بالصوم المتقطع لأن الـ 24 ساعة تقسم تقريبا بين الصوم والإفطار. وهو يختلف عن الصوم التجريبي الذي يمارس في بعض الأبحاث التي تدرس تأثير الصوم على الصحة اختلافا كبيرا، فالصائم في رمضان يمتنع عن الأكل والشرب في ساعات النهار فقط، ويتغير نظام أكله بشكل مفاجئ من النهار إلى الليل فتزداد عمليات الأيض والحرق الحراري خلال الليل، كما أن صوم رمضان يمتد لمدة شهر مما قد ينتج عنه نوع من التأقلم مع نظام الصوم. وقد تنبه العلماء منذ مدة طويلة لفوائد الصوم المتقطع. فهناك الكثير من الأبحاث التي درست فوائد الصوم المتقطع على حيوانات التجارب وحديثاً بدأنا وبدأ غيرنا من الباحثين في دراسة التأثيرات الصحية للصوم المتقطع على الإنسان. وسأستعرض باختصار بعض الفوائد التي أظهرتها التجارب التي درست تأثير الصوم المتقطع على حيوانات التجارب. فقد بينت الدراسات أن تطبيق الصوم المتقطع على الفئران قلل من مستوى ضغط الدم وسرعة دقات القلب وتقلب دقات القلب وهو مقياس طبي يعكس صحة القلب. كذلك أظهرت التجارب أن قدرة الأعصاب المركزية في الدماغ على مقاومة السموم الخارجية وعوامل الأكسدة ومن ثم التحلل كانت أعلى عند الفئران التي طبق عليها نظام الصوم المتقطع. وأظهرت تجارب أخرى على الفئران والقرود أن الصوم المتقطع يزيد من حساسية الجسم للأنسولين. كما بينت دراسة قام بها المركز الوطني للشيخوخة بالولايات المتحدة أن الصوم المتقطع وتقليل السعرات الحرارية المستهلكة زاد من عمر القرود التي طبق عليها نظام الصوم المتقطع مقارنة بالقرود التي تناولت الطعام متى شاءت.
ويعتقد الباحثون أن الصوم المتقطع وتقليل السعرات الحرارية المستهلكة يسبب نوعا من الإجهاد الخفيف على خلايا الجهاز العصبي والدماغ والقلب والجهاز الدوري، والتي بدورها تستجيب لهذا الإجهاد المعتدل من خلال تعزيز قدرتها على مقاومة إجهاد أشد. فعلى سبيل المثال، أظهرت تجارب أخرى أن أدمغة الفئران التي طبق عليها نظام الصوم المتقطع كانت أكثر مقاومة للتسمم الناتج عن عوامل الأكسدة والسموم الناتجة عن عمليات الأيض والتمثيل الضوئي والسموم الخارجية.
ب‌- تأثير الصيام في رمضان:
أما بالنسبة للصوم في رمضان فإن الأبحاث ما زالت محدودة والنتائج متفاوتة بين دراسات إيجابية واخرى سلبية لم تظهر فوائد واضحة. والسبب في ذلك في رأيي يعود إلى أن نظام الصوم في حيوانات التجارب يختلف عن نمط الصوم والحياة في رمضان. ففي حين يصاحب الصوم المتقطع عند الحيوانات نقص في السعرات الحرارية المستهلكة خلال الـ 24 ساعة، وكذلك انتظام في نظام النوم والاستيقاظ والنشاط الحركي الجسدي، نجد أن الصوم خلال رمضان يصاحبه عادة إفراط في الأكل وتناول السعرات الحرارية بكميات كبيرة جداً في الليل ونقص في التمارين والنشاط الجسدي وتغير كبير في نمط النوم حيث يسود السهر ليلا والنوم نهارا، مما قد يعاكس التأثيرات الحميدة للصوم المتقطع.
تأثير الصيام على المزاج والتركيز
سنلخص فيما يلي نتائج الأبحاث التي درست تأثير الصوم بمختلف أنواعه (المتقطع والتجريبي المتواصل وليست مقصورة على الصوم الإسلامي في شهر رمضان) على اضطرابات المزاج وهو مقصد جديد لم تتعرض له الأبحاث بإسهاب ولكن النتائج الأولية تدل على أن الصوم قد يكون له أثر إيجابي على تحسين المزاج واضطراباته.
تأثير الصيام على التركيز
من المعلوم أن الصيام التجريبي يزيد من التركيز وهذا مثبت علميا في أكثر من بحث. ولكن في رمضان يربط الكثير من الناس بين الصوم وزيادة النعاس. ولكن الأبحاث التي أجريناها أظهرت أن زيادة النعاس في رمضان هو بسبب تغير نمط الحياة مثل السهر الليلي وزيادة التعرض للضوء الساطع ليلا والإفراط في تناول الطعام ليلا ونقص عدد ساعات النوم وليس بسبب الصيام.
في دراسة أجريناها في المركز الجامعي لطب وابحاث النوم بجامعة الملك سعود ونشرت في مجلة Brain Funct Behay (أغسطس 2013) خضع عدد من المتطوعين الأصحاء لعدد من اختبارات التركيز مثل سرعة ردة الفعل، واختبار جونز للتركيز وسرعة وميض (رمش) العين(وهو أحد اختبارات الموضوعية لقياس زيادة النعاس من دون نوم) قبل الصيام ومن ثم طلب منهم الصيام لمدة أسبوع في شعبان خارج رمضان (حتى نسيطر على التغيرات في نمط الحياة التي تصاحب رمضان) وأعيدت كل القياسات، وبعد ذلك صاموا رمضان وأعيدت القياسات خلال صيام رمضان. وخلال جميع مراحل البحث، حصل المتطوعون على نفس ساعات النوم ونفس الغذاء ونفس كمية السعرات الحرارية ونفس كمية التعرض للضوء. وأظهرت النتائج أن الصيام لا يقلل من التركيز أو سرعة ردة الفعل ولا يسبب النعاس.
وهناك نظريات عدة لزيادة التركيز خلال الصوم سنتعرض لإحداها في هذه العجالة. حيث يعتقد أن أحد أسباب زيادة اليقظة والتركيز هو زيادة إفراز مادة الأوريكسين. وتعتبر مادة الأوريكسين إحدى النواقل العصبية المهمة التي تفرز من مركز في المخ يعرف «بالمركز التحت المهادي». وهي مادة مهمة لتوازن النوم واليقظة. كما أنها تزيد إفراز الكثير من النواقل العصبية التي تزيد اليقظة في المخ. وقد أظهرت الأبحاث أن الصوم يزيد من إفراز مادة الأوريكسين في المخ.
تأثير الصيام على تخفيف الألم وتحسن المزاج
يؤثر الصوم على بعض النواقل العصبية في المخ. فقد أظهرت الدراسات التي أجريت على فئران التجارب أن الصوم التجريبي يزيد من مستوى التريبتوفان والسيروتونين في المخ وهما ناقلان عصبيان مهمان، ويعتقد الباحثون أن زيادتهما قد تكون سببا لنقص الشعور بألم صداع الشقيقة مع الصيام. وفي دراسة استكشافية أجريت عام 2006 أجريت على 55 شخصا حصلوا على غذاء يحتوي300 سعر حراري يوميا لمدة ثمانية أيام، وجد الباحثون تحسنا كبيرا في مزاج المشاركين بعد خمسة ايام من الصيام. كما أظهرت بعض الدراسات تحسنا في النوم مع الصيام التجريبي. ويعتقد أن الصيام يزيد إفراز مادة الإندورفين وهي بيبتايد أفيوني يعمل كناقل عصبي في الدماغ. حيث وجدت الأبحاث زيادة في هذه المادة بعد 5-10 أيام من الصيام التجريبي عند الإنسان. ووجدت دراسة زيادة كبيرة في هذه المواد الأفيونية في مخ فئران التجارب تصل إلى خمسة اضعاف بعد24-48 ساعة من الصيام. وهذا الناقل العصبي يخفف الشعور بالألم ويحسن المزاج. كما وجدت أكثر من دراسة أن الصوم المتقطع مثل صيام رمضان يزيد من إفراز مادة في الدماغ تعرف بالعامل العصبي المشتق من الدماغ (BDNF) والتي لها وظائف عدة منها التحكم في مادة السيروتونين وتحسين القدرات الذهنية وزيادة مقاومة الدماغ للهرم والتقدم في العمر. كما يعتقد أن زيادة مادة الكيتون في الجسم الناتجة عن استهلاك دهون الجسم كمصدر للطاقة قد تكون أحد أسباب نقص الألم وتحسن المزاج خلال الصوم التجريبي.
تأثير الصيام على الاكتئاب
وجد الكثير من الباحثين أن الصيام يزيد اليقظة وشعور الشخص بالراحة والنشوة. وأظهرت نتائج الدراسات الأولية أن الصوم قد يحسن النفسية ويقلل من الاكتئاب. فقد أظهرت دراسة أجريت على52 شخصا مصابا بألم مزمن أن الصيام التجريبي حسَّن كثيرا من أعراض الاكتئاب والتوتر عند80% من المشاركين. وفي دراسة قام بها باحثون خلال شهر رمضان على 25 صائماً مصابين باضطراب ثنائي القطب وكانوا على عقار الثاليوم، أن الصيام حسن كثيرا من أعراض الاكتئاب والهوس عند مجموعة الدراسة بدون أي تغير في مستوى دواء الثاليوم في الدم.
الأبحاث السابقة تظهر فرضيات جديدة لفوائد كبيرة للصيام لم تدرس بشكل جيد خلال صيام شهر رمضان وهي تفتح آفاقا جديدة للباحثين لدراسة هذه التغيرات خلال شهر رمضان.
وفي الختام، تظهر الأبحاث أن الحصول على الفوائد الصحية للصيام يجب أن تكون مقرونة بتناول غذاء صحي متوازن في الليل وعدم الإفراط في تناول الطعام غير الصحي عالي السعرات، وكذلك وجوب الحصول على نوم جيد والاستمرار في ممارسة الرياضة حتى تتخلص أجسامهم من السموم وتستفيد من الجانب الصحي للصوم.

رائحة فم الصائم

إن تفريش الأسنان وتعهد الفم بالنظافة شيء مهم للشخص قبل ابتداء فترة الصيام، لأن البكتيريا تنشط وتتكاثر بأعداد مضاعفة كلما ازداد جفاف الفم، حيث تقل عملية الغسل التلقائية لأنسجة الفم الداخلية واللسان والأسنان، والتي يقوم بها اللعاب نتيجة إفراز الغدد اللعابية، ويقل هذا الدور بشكل كبير أثناء الصيام لإنعدام شرب الماء لذلك يجب الحرص على تفريش الأسنان قبل فترة الصوم استعدادا ليوم طويل من الجفاف، لكن يشكو الغالبية من الناس من رائحة الفم الكريهة اثناء فترة الصوم، وهنا تجدر الإشارة إلى أن جفاف الفم أثناء الصيام هو عنصر ثانوي لانبعاث رائحة الفم غير المحببة، ومن المؤكد أن من يشكو من هذا الأمر إن لديه أسباباً أخرى فهي من تتسبب في إصدار تلك الرائحة الكريهة وأولها هو تراكم طبقة البلاك بمكوناتها (مواد لزجة وأعداد هائلة من البكتيريا) وتراكم البلاك يكون نتيجة إما الإهمال أو الجهل بطريقة تنظيف الفم والأسنان الصحيحة، فأغلب الناس يخفق في الوصول إلى المناطق العنقية للأسنان حيث تلتقي الأسنان مع اللثة، وأيضا مناطق ما بين الأسنان بسبب عدم الاهتمام باستعمال الخيط السني، وسطح اللسان، وأسطح الأسنان الداخلية نظراً لصعوبة الوصول إليها بسبب التركيب التشريحي للأسنان وزوايا الفم، كما أن تراكم الجير ووجود تسوسات عميقة في الأسنان أو التهابات في اللثة جميعها مجتمعة أو منفردة تلعب الدور الرئيسي الأول في انبعاث رائحة الفم الكريهة، وهناك اسباب اخرى سيتم طرحها لاحقا في هذا المقال.
ولتفريش الأسنان بطريقة صحيحة على الشخص أن يبدأ بوضع الفرشاة أفقياً مائلة نحو اللثة بزاوية 45 درجة تقريباً، ثم يقوم بتطبيق الحركات الدائرية المتداخلة لتنظيف منطقة كل سنين معاً، وتتوالى الدوائر المتصلة تباعاً دون رفع الفرشاة عن الأسنان ليتم التأكد من تغطية جميع أسطح الأسنان واللثة التابعة لها، وهذا يكون لأسطح الأسنان الخارجية أما الأسطح الداخلية للأسنان، فيلزم لتنظيفها بدقة مراعاة ثلاث نقاط أساسية أولها فتح الفم بأقل درجة ممكنة حيث إن فتح الفم بشكل كبير يجعل الأنسجة الرخوة كعضلات الخد واللسان تنشد مما يقلل فرصة الحركة لفرشاة الأسنان، ثانياً يجب التخلص من معجون الأسنان الزائد والمتراكم في الفم أولاً بأول وذلك لمنع الشعور بالغثيان، وبالتالي صعوبة القيام بعملية تفريش الأسنان بالشكل المطلوب، ثالثاً يساعد كثيراً إحناء الرأس للأمام قليلاً، حيث أن العادة المتبعة غالباً هي رفع الرأس للأعلى بغية التمكن من رؤية أسطح الأضراس الخلفية من الداخل في المرآة أثناء القيام بعملية تفريش الأسنان، وذلك يؤدي بالتالي إلى رجوع معجون الأسنان والسوائل المتراكمة في الفم إلى مؤخرة الحلق مما يشعر بالغثيان بشدة، ويوثر على جودة عملية تفريش الأسنان للأضراس الخلفية من الداخل، ويزداد هذا الأمر صعوبة عندما نتحدث عن الأسطح الداخلية للأضراس الخلفية السفلية، حيث إن وجود اللسان ومقاومته لفرشاة الأسنان يزيد من عدد العوائق السالفة الذكر، لذا يجب مراعاة ذلك، والأفضل تحريك الفرشاة بطريقة أمامية خلفية لكي تتناغم مع حركة اللسان، بحيث نتمكن من اتمام عملية تفريش الأضراس الخلفية السفلى من الداخل بكل سهولة واريحية دون استثارة ردة فعل اللسان سلباً، أما الأسنان الأمامية من الداخل فيلزمنا الإمساك بالفرشاة بطريقة عمودية وتحريكها طلوعاً ونزولاً، ومن المهم معرفة أن أعداداً هائلة من البكتيريا اللاهوائية (streptococcus) والتي تعيش في غياب الأوكسجين هي المتسببة في التهابات الفم وتسوس الأسنان بدرجة عظمى، لذا فهي تتواجد بكثافة في المناطق الضيقة وخصوصا بين الأسنان وعليه كان لزاما استعمال الخيط السني بهدف التخلص منها وازالتها بشكل دوري، وإذا لم يلتزم الشخص باستعمال الخيط بانتظام فإن عليه مواجهة الكثير من تسوسات الأسنان والتهابات اللثة وتكوّن الجيوب اللثوية في المناطق البين سنية.
وقد يلجأ الكثير من الناس للاستعمال العشوائي لغسولات الفم لتحسين رائحته، وتلك فكرة خاطئة حيث إنها تعطي شعورا مؤقتا بتغيير رائحة الفم لكنها لا تنهيها ولا تعالج المصدر المسبب لها، بل على العكس إنها قد تزيد من تطور المسبب الرئيسي لرائحة الفم الكريهة بسبب الشعور الوهمي الذي تعطيه للشخص بأن الرائحة تحسنت كلما رغب في ذلك، وهناك بالطبع أسباب أخرى صحية لإنبعاث رائحة كريهة للفم، منها التهاب الجيوب الأنفية، والتهابات المعدة، وحالات ارتفاع السكر الحادة، لكن يجب التأكد أولا من خلو منطقة الفم من المشاكل المسببة ويأتي بعد ذلك البحث في الأسباب المحتملة المذكورة وينصح لتحسين رائحة الفم اثناء الصيام بتعهد سطح اللسان بالتنظيف بالفرشاة لإزالة طبقة البلاك كلما تكونت مع كل وضوء وليس هناك حاجة لاستخدام معجون الأسنان لهذا الغرض، على العكس فقد يسبب تفريش اللسان بفرشاة فيها معجون أسنان إلى الشعور بالغثيان، وبالتالي ردة فعل ارتباكية من اللسان وصعوبة في الوصول إلى سطح اللسان بشكل صحيح وتنظيفه كما هو مطلوب، وإن عدم استعمال المعجون أثناء الصيام يريح الكثيرين، ممن لا يحبذون المبالغة في تنظيف الفم بالمعجون لأسباب فقهية ومن الطبيعي أن تناول الأطعمة القوية المذاق والغنية بالتوابل أو تناول البصل والثوم والقهوة وما شابه أو التدخين بالذات في فترة السحور يترك أثراً ورائحة حتى بعد تنظيف الأسنان لذا ننصح بمضغ عروق من البقدونس أو شرب منقوع القرفة أو القرنفل أو الزنجبيل قبل الإمساك لتحسين رائحة الفم، وأخيرا ننصح بتفريش الأسنان من مرتين إلى ثلاث مرات يومياً تبعا لبرنامجنا المعتاد في الأيام العادية للعناية بالفم والأسنان.

شروط صيام مريض الكلى و المسالك البوليه

مع إطلالة كل رمضان يتساءل كثير من المرضى فيما إذا كانوا يستطيعون الصوم أم لا، وفيما إذا كان صيام رمضان يزيد في مرضهم أو يفاقم من أعراضهم.
أسئلة كثيرة تتردد على خواطر المرضى وأقربائهم، والبعض يقع فريسة الأوهام، أو يفتيه غير عالم متخصص فيصوم أو يفطر، دون الرجوع إلى طبيب أخصائي مسلم يقوّم حالته، ويعطيه النصيحة والإرشاد.
في الجانب الاخر، كثير من المرضى من يريد الصيام، وهو لا يقوى عليه، أو قد يكون في صيامه عبء على مرضه، أو تفاقم في أعراضه.
ومن اهم الاسئلة التي تطرح في مثل هذا الوقت من كل عام هو هل يمكن لمريض الكلى او المسالك البولية أن يصوم خاصة وأن فترة الصوم لهذا العام تتجاوز 16 ساعة في وقت تصل فيه درجة الحرارة وقت الصيام الى 50 درجة مئوية؟
والإجابة على هذا السؤال تختلف بحسب نوع المريض وطبيعة المرض. فكما هو معلوم فإن أمراض الكلى ليست مرضا واحدا وإنما هي أمراض متعددة وحتى الاعتلال الواحد ليس على درجة واحدة من الشدة إنما تتفاوت درجة حدته من حالة إلى أخرى.
وحتى تتضح الصورة اشير هنا الى الية عمل الكلية الأساسية والتي تتعلق بتنظيم كمية المياه والأملاح الموجودة داخل الجسم، كما تعمل على ضبط درجة الحمضية والقلوية في الدم، وتعمل كمرشح يبقي على المواد النافعة كالجلوكوز والبروتينات وتتخلص من المواد غير المرغوبة مثل البولينا، وحمض البوليك، والكرياتينين كما تقوم الكلية بافراز بعض الهرمونات التي لها علاقة بتنظيم ضغط الدم.
ومن أهم العوامل التي تتداخل مع تأثير رمضان على الكلى:
  • درجة حرارة الجو في رمضان حيث ان مجيء شهر رمضان الكريم في فصل الصيف يرتبط بالتعرض للجفاف بشكل اكبر مما يؤدي إلى آثار أكثر وضوحًا على وظائف الكلى.
  • الأمراض المزمنة: الأشخاص المصابون بمشكلات الكلى تكون نسبة كبيرة منهم من مرضى السكر، وهذا يؤدي إلى وجود تأثير مزدوج للصيام على المريض.
  • الحالة الصحية العامة: وجود مشكلات صحية عامة مثل سوء التغذية أو البدانة أو تدهور الحالة النفسية يعتبر من العوامل المؤثرة بشدة على صحة الجسم أيضًا.
  • استقرار الحالة: استقرار مريض الكلى يتوقف على انتظامه على تناول الدواء بجرعات صحيحة مع حدوث تحسن وثبات في نتائج وظائف الكلى.
وعند الحديث عن تأثير الصيام على الكلى والجهاز البولي يمكن تقسيم المرضى الى عدة مجموعات رئيسية:
فهناك مرضى القصور او الفشل الكلوي، وهناك مرضى التهابات الكلى والمثانة البولية، وهناك مرضى حصيات المسالك البولية.
وكقاعدة عامة لا بد لمريض الكلى من استشارة الطبيب المختص قبل الشروع في الصوم وذلك لتنظيم جرعات الدواء الموصوفة له ومعرفة إذا لم تكن هناك خطورة تحول دون أدائه فريضة الصوم.
مرضى القصور او الفشل الكلوي وهم على أنواع:
المجموعة الأولي: مرضى القصور الكلوي المزمن.
المجموعة الثانية: مرضى الغسيل الكلوي.
المجموعة الثالثة: مرضى زراعة الكلى.
  • بالنسبة للمجموعة الأولى، مرضى القصور الكلوي المزمن:
فقد يتسبب الصوم - نتيجة لنقص السوائل والأملاح - في تدهور حالة القصور المزمن خصوصاً في حالات التهابات الكلى المزمنة، والتكيس الكلوي، وهو ماقد يؤدي الى جفاف واختلال في وظائف الكلى والجسم.
ولذلك من الضرورة بمكان لمريض القصور الكلوي ان يقوم بمراجعة الطبيب المتابع لحالته لأخذ النصيحة الطبية حسب حالته المرضية قبل الشروع في صوم رمضان.
وهنا اذكر بالتحذيرات الأساسية لمرضى القصور الكلوي في رمضان وهي علامات الخطورة التي تدل على الحاجة لمراجعة طبية عاجلة لاحتمالية وجود مشكلة طارئة، وتشمل هذه العلامات:
انتفاخاً وتورماً في الجسم أو الوجه.
صعوبة في التنفس.
الدوخة.
فقدان او انخفاض الشهية بشكل ملحوظ.
الإحساس باضطراب درجة الوعي.
  • أما بالنسبة للمجموعة الثانية وهم مرضى الغسيل الكلوي:
فيمكنهم الصوم من الناحية الطبية، طالما كانت القيم الأساسية تحت السيطرة على أن يفطروا في الأيام التي يتلقون فيها جلسات الغسيل، إذا كانت هذه الجلسات تقع في أثناء النهار، حيث إن عملية الغسيل يصاحبها إعطاء محاليل عن طريق الوريد مما يفسد الصيام.
وأورد هنا فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة بشأن غسيل الكلى: (إن غسيل الكلى عبارة عن إخراج دم المريض إلى آلة ‏(‏كلية صناعية‏)‏ تتولى تنقيته ثم إعادته إلى الجسم بعد ذلك، وأنه يتم إضافة بعض المواد الكيماوية والغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم‏.‏ وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء والوقوف على حقيقة الغسيل الكلوي بواسطة أهل الخبرة أفتت اللجنة بأن الغسيل المذكور للكلى يفسد الصيام).
  • المجموعة الثالثة وهم المرضى الذين أجريت لهم عملية زراعة الكلى:
فيمكن لمريض زراعة الكلى أن يصوم بعد مرور عام من زراعة الكلى له إذا كان الجسم قد توافق مع الكلية المزروعة بشكل جيد، وعليه فإن المريض يمكنه تناول مثبطات المناعة اللازمة مثل عقار السيكلوسبورين الذي يؤخذ عادة كل 12 ساعة، بعد الإفطار وعند السحور مع ضرورة المتابعة اللصيقة مع الطبيب المعالج. أما بالنسبة لمرضى زراعة الكلى الذين لم تستقر حالتهم، فقد يؤدي الصيام إلى تأثيرات ضارة على الكلى المزروعة والجسم، لذلك يجب مراجعة الطبيب المعالج لهم قبل الشروع في صوم رمضان لتقرير مبدأ الصيام من عدمه.
مرضى التهابات الكلى والمسالك البولية:
بالنسبة لالتهابات الكلى والمثانة فغالبا لا يحتاج المريض إلى الإفطار في حالة عدم وجود قصور في وظائف الكلية وهذا يكون من خلال تشخيص الأطباء المختصين وينصح المريض من هذه الفئة بالاكثار من السوائل بعد الافطار الى وقت السحور لتعويض الجفاف الحاصل وقت الصيام كما قد يوصف للبعض مضاد حيوي وقائي في حال كون الالتهابات متكررة.
مرضى حصيات الكلى والحالب والمثانة البولية:
يختلف الوضع العام لمرضى الحصيات وفقًا لمجيء شهر رمضان في الشتاء أو الصيف؛ فمشكلتهم الأساسية ليست مع الصيام في حد ذاته، ولكن المشكلة مع التعرض للجفاف الشديد خلال صيام الصيف.
ويمكن أن يتعامل مرضى حصيات الكلى مع الصيام بأمان من خلال اتباع الإرشادات التالية:
1 – تجنب التعرض لشمس النهار لفترات طويلة.
2 – الانتظام على أدوية تفتيت الحصاة.
3 – تقليل الملح في الطعام.
4 – تعويض السوائل المفقودة جيدًا في فترة ما بعد الإفطار.
5 – تجنب بعض الأكلات التي قد تساهم في زيادة تكون الحصيات لاحتوائها على الأوكسالات مثل:
  • البنجر
  • السبانخ
  • الفراولة
  • المكسرات
  • الشوكولاته
  • الشاي والقهوة
  • نخالة القمح
6 – ضبط كميات فيتامين سي في طعامك حسب الحاجة فقط؛ لأن زيادته تؤدي لزيادة نسبة الأوكسالات.
7 – الحرص على تناول كميات كافية من الكالسيوم لأنه يرتبط بالأوكسالات في الجهاز الهضمي مما يمنع امتصاصها في الدم وبالتالي وصولها للكلى.
8 – ضبط كميات البروتين حسب الحاجة دون إسراف.
وفي النهاية يخضع اقرار القدرة على الصيام من الناحية الطبية لمشورة الطبيب المسلم الأمين الحاذق فهو الذي يقرر صلاحية مريضه للصوم أولا.

توصيات لممريض السكر فى رمضان

تحدث الكثير من الأطباء المتخصصين في مجال مرض السكري وعلاجه عن أهمية تحضير مريض السكري لصيام شهر رمضان المبارك ذلك التحضير النفسي والطبي الغذائي والعلاجي على حد سواء، وأيضا الاهتمام بكيفية ضبط جرعات الدواء سواء العلاج بالإنسولين أوالعلاج بالأدوية. وتبقى هذه التوصيات التي يدلي بها الأطباء المتخصصون اجتهادات شخصية وتوصيات عامة لابد من تطبيقها والعمل على تكييفها بشكل فردي على كل مريض سكري بمفرده. والجميل في الأمر الآن أن هذه الاجتهادات وهذه التوصيات أصبحت تحت مظلة الاتحاد العالمي لمرض السكري الذي قام بنشر كتيب خاص بصيام شهر رمضان لمرضى السكري يعتبر مرجعا مهما في هذا الأمر. وهذا الكتيب مخصص للأطباء عامة الذين يقومون برعاية مرضى السكري والذين كانوا يودون أن يكون لديهم مرتكز يرجعون إليه ويرتكزون عليه لعلاج ومتابعة مرضى السكري أثناء رمضان. ويبدو أن القائمين على هذا الكتيب لن يقفوا عند هذا الحد بل سيقوم البعض منهم بترجمة توصيات خاصة باللغة العربية أو باللغات الأخرى لمساعدة مرضى السكري على إتمام صيامهم. إن نشر مثل هذا الكتيب ومثل هذه التوصيات بلا شك ستعود بالنفع على الأطباء العامين وأطباء الأسرة وأطباء العائلة وهم الذين يتابعون السواد الأعظم من مرضى السكري. فمن الملاحظ أن مرضى السكري لا يتابعون لدى أطباء السكر المتخصصين لأن أعداد هؤلاء الأطباء مازالت محدودة، ولكن يتابعون لدى أطباء الرعاية الصحية الأولية. ولذا كان هذا الكتيب موجها لهم. وفي هذه العجالة سنتطرق لبعض هذه التوصيات المنشورة في هذا الكتيب وسنشير في نهاية المقالة عن الرابط لهذه التوصيات وإن كانت باللغة الإنجليزية.
لماذا نحن بحاجة إلى توصيات واضحة لمرضى السكري الراغبين بالصيام؟:
بلا شك أن مرضى السكري بنوعية الاول والثاني بحاجة إلى رعاية خاصة تبدأ قبل الشروع بالصيام وقبل حلول شهر رمضان. إن حجم مرضى السكري المسلمين ليس بالعدد الهين، فقد بلغ عدد مرضى السكري الذين صاموا شهر رمضان العام المنصرم وهو عام 2015 ميلادية بلغ أكثر من 415 مليون مريض سكري مسلم في مختلف أنحاء العالم ويتوقع المختصون أن هذا العدد سيزيد بأكثر من النصف في عام 2040 ميلادية والتساؤل المطروح كم من هؤلاء المرضى الصائمين وجدوا الرعاية المرجوة وكم منهم بسبب فقدان التوصيات الواضحة تعرضوا لمشاكل ارتفاع السكر أو انخفاضه أو التعرض لحموضة الدم ودخول المستشفيات أو زيارة دور الاسعاف. هذه المعلومات جميعها مجهول أو البعض منها معلوم بصفة جزئية أو صفة فردية مرتكزة على مركز صحي معين أو مستشفى معين. ولذا كانت الأهمية لوجود توصيات عامة يمكن الرجوع إليها. وحسب الدراسات الواردة في هذا الصدد أوضحت أن معظم مرضى السكري بنسبة تصل إلى أكثر من 90 في المائة صاموا شهر رمضان بصفة كاملة أو بصفة جزئية. حيث إن الدراسات أوضحت أن أكثر من 40 في المائة مرضى السكري النوع الأول صاموا أكثر من نصف شهر رمضان وأن أكثر من 70 في المائة من مرضى السكري النوع الثاني صاموا أكثر من نصف شهر رمضان.
لماذا تتغير فسيولجية
جسم الإنسان في رمضان؟
هناك عوامل عديدة تغير فسيولوجية جسم الإنسان أثناء الصيام وأهمها تغير مواعيد النوم والاستيقاظ ومواعيد ونوعيات الطعام إضافة إلى الامتناع عن تناول السوائل والتي قد تشكل التحدي الأكبر لمريض السكري المعرض أصلا للجفاف بسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم. إن تغير مواعيد النوم تؤثر سلبا على مستوى بعض الهرمونات وقد يكون أهمها هرمون الكورتيزون وأيضا هرمون النمو وكلاهما يؤثر على مستوى السكر في الدم واللذان قد يختلان نتيجة اضطراب النوم واضطراب مواعيده. إن كل هذه المؤثرات والمتغيرات تؤثر على الشخص السليم فما بال الشخص المصاب بمرض السكري. كما أننا لم نتطرق إلى نوعية الطعام في شهر رمضان والذي يحوي الكثير من السكريات البسيطة سريعة الامتصاص. كما أن المشكلة لا تقتصر على وقت النوم وتغييره ولكن المشكلة تمتد إلى تقسيم النوم وتقسيم أوقاته. فهناك نوم ما بعد تناول الطعام ونوم طبيعي، فمريض السكري كغيره ينام بعد تناول طعام الإفطار وكذلك ينام بعد تناول طعام السحور. وعادة ما يكون النوم مضرا بعد الأكل مباشرة. وقد دلت بعض الدراسات أن مقدار الشهية للطعام يرتفع بشكل كبير لدى الإنسان الصائم مما يؤدي به إلى تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة الإفطار. قد يؤثر ذلك بشكل محدود على الشخص السليم ولكن يؤثر بشكل كبير على مريض السكري والذي لا يتحمل جسمه استقبال كميات كبيرة من السكريات في آن وحد نتيجة خلل الإنسولين أو خلل فعاليته مما يصيبه بالخمول والتعب بعد تناول الطعام. هذه الشهية المفرطة للطعام تكون لدى المرضى الصائمين نتيجة ارتفاع هرمون اللبتين وهو الهرمون المسؤول عن الشهية وتنظيمها. وبلا شك يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن التي بدورها تضعف مستقبلات الإنسولين وتضعف حساسيتها.
أما بالنسبة لانخفاض السكر، فمن الدراسات الجميلة هي تلك الدراسة التي أوضحت أن مستوى السكر قد ينخفض لدى مريض السكر غير المنتظم والذي لم يراجع طبيبه المسؤول عن ضبط جرعات العلاج. إن هذا الانخفاض في مستوى سكر الدم أثناء فترة الصيام يكون أشد في حالة عدم تناول طعام السحور ويكون مستوى السكر مرتفعا في حالة ما بعد الافطار. قد اتضح هذا الأمر بصورة أكثر تفهما بعد استخدام أجهزة تحليل السكر المستمر والتي أجريت على عدد من مرضى السكري النوع الأول والنوع الثاني أيضا. وبالرغم من أن الدراسات التي شملت عددا محدودا من مرضى السكري النوع الأول ومرضى السكري النوع الثاني أوضحت أن معدل السكر التراكمي لا يختلف كثيرا في فترة شهر رمضان وما بعد أو ما قبل شهر رمضان، إلا أن الحيطة واجبة والحذر كذلك. ويجب التنويه على مسألة الجفاف خاصة في فصل الصيف الحار فهناك دراسة سعودية أضحت زيادة في حالات الجفاف والتي أثرت سلبا على العين لدى مرضى السكري.
مخاطر الصيام المتوقعة
لدى مريض السكري
تشتمل مخاطر الصيام التي قد يواجهها مريض السكري أربعة مخاطر رئيسية وهي نقص السكر وزيادة السكر والجفاف وحموضة الدم. هذه هي المخاطر المعروفة والمرتبطة بمرض السكري سواء النوع الأول أو النوع الثاني وإن كانت حموضة الدم أقل حدوثا في مرض السكري النوع الثاني. ومن الدراسات التي ضمها موقع الاتحاد العالمي لمرض السكري أن نسبة حدوث انخفاض السكر زادت بنسبة أربعة مرات ونسبة حدوث ارتفاع السكر زادت بنسبة ثلاث مرات تقريبا ونسبة حدوث نقص السكر الشديد الذي يصاحبه تشنج أو غيبوبة زاد بنسبة سبع مرات وعدد حالات زيادة مستوى السكر الشديدة زادت بنسبة خمس مرات. وهذه النسب قابلة للزيادة في حالات خاصة، فهي تعتمد على عمر المريض، فالمريض صغير السن أو المريض كبير السن أكثر خطرا من غيره من المرضى. وتعتمد أيضا كذلك على الحالة النفسية للمريض، فالمريض الذي يشكو من أمراض نفسية أكثر تعرضا للمخاطر المذكورة سابقا. وأيضا المريض الذي يشكو من مشاكل الاكتئاب والتوتر أكثر عرضة أيضا . وأيضا الحالة الأسرية والعائلية مثلا. فالمريض الذي لديه من يسانده في العائلة وخاصة مريض السكري صغير السن يكون أقل عرضة للمضاعفات المذكورة سواء في شهر رمضان أو في غيره. كما أن المضاعفات التي تصيب مريض السكري تجعله أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات مرض السكري الحادة أثناء الصيام في شهر رمضان المبارك.
وقد ذكر المختصون أن هناك عوامل محددة تجعل مريض السكري على خطر كبير عند صيام شهر رمضان وهي كالتالي: نقص سكر الدم الشديد خلال الثلاثة أشهر الماضية قبل الصيام، حدوث حموضة الدم خلال الثلاثة أشهر السابقة لشهر رمضان، الاصابة بالغيبوبة بسبب زيادة مستوى سكر الدم قبل دخول شهر رمضان، مرض السكري غير المتحكم به، معدل السكر التراكمي المرتفع وغير المتحكم به، حدوث انخفاضات لمستوى سكر الدم متكررة قبل دخول رمضان. سكر الحمل وخاصة في الأشهر الأخيرة منه وأيضا مرضى السكري الذين على غسيل للكلى والمصابين بالفشل الكلوي. هذه الحالات السابقة تجعل مريض السكري على خطر كبير وتسمى مرحلة الخطر الأولى لمريض السكري وقد يطلب من مريض السكري عدم الصوم نتيجة هذه المشاكل والخوف من خطرها على المريض. وتكمن المشكلة أن مرضى السكري يصرون على الصيام بالرغم من خطورة الصيام.

الثلاثاء، يونيو 07، 2016

الصيام و امراض المناعه

المناعة هي قدرة الجسم على التصدي لمسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والخلايا السرطانية وسمومها، والقضاء عليها ومنعها من إلحاق الأذى بأعضائه وخلاياه.
تمثل قدرة جهاز المناعة على معرفة مكونات الجسم الذاتية وتفريقها عن الخلايا والأجسام الغريبة أساس وظيفة الجهاز المناعي، فإذا لم يكن الأخير قادرا على معرفة الأجسام الدخيلة قاد ذلك إلى غزوها الجسم، أما إذا لم يستطع التمييز بين الخلايا الذاتية والغريبة فإنه سيهاجم خلايا الجسم، مما يؤدي إلى حدوث أمراض معينة مثل السكري من النوع الأول.
يصاب الإنسان بهذه الأمراض عادة عندما يبدأ نظامه المناعي بمهاجمة أعضاء الجسم نفسه، وذلك نتيجة فشل الجهاز المناعي لجسم الكائن الحي بالتعرف على الأعضاء والأجزاء الداخلية الخاصة به، بحيث لا يستطيع معرفة البصمة الوراثية الخاصة بخلايا الجسم فيتعامل معها كأنها غريبة عنه ويبدأ بمهاجمتها باستخدام خلايا المناعة والأجسام المناعية.
يسبب هذا الهجوم أضرارا شديدة بالجسم قد تتركز في مكان واحد أو عضو واحد مثل التهاب الغدة الدرقية الناجم عن المناعة الذاتية، أو قد يهاجم جهاز المناعة مجموعة من الأعضاء فيسبب مرضا أو مجموعة من الأمراض.
كما قد يتعرف جهاز المناعة إلى أجسام غريبة ولكنها ليست مؤذية (مثل الفول السوداني) ويؤدي ذلك إلى ردة فعل تسمى "الحساسية" التي قد تكون مهددة للحياة.
يقسم الجهاز المناعي إلى قسمين:
المناعة الفطرية: وهي الموجودة في الجسم بطبيعته، وتشمل:
الجلد الذي يشكل حاجزا أمام دخول الجراثيم للجسم.
الأغشية المخاطية.
العرق الذي يحتوي على مواد تقاوم الجراثيم.
لعاب الفم الذي يحتوي على أجسام مضادة.
خلايا البلعمة التي تقوم بالتهام البكتيريا والقضاء عليها.
السايتوكاينيز التي تساعد خلايا ووظائف جهاز المناعة الأخرى.
النظام المكمل الذي يهاجم جدار الخلية الغازية ويؤدي إلى تحليله.
حامضية المعدة، وتقتل البكتيريا التي تصل إلى القناة الهضمية.
المناعة التكيفية: وهي التي تتغير نتيجة التعرض لمسببات الأمراض أو الحصول على الأجسام المضادة من الأم، وهي تتكيف وتتعلم وبذلك تصبح أكثر فعالية في مكافحة مسببات المرض، إذ تتذكرها لتكون جاهزة للقضاء عليها إذا صادفتها مرة أخرى، وتشمل:
الخلايا البائية، وتقوم بإفراز الأجسام المضادة.
الخلايا التائية، وهي التي يهاجمها فيروس "الإيدز".
الأجسام المضادة التي تتعرف إلى مولدات الضد "الأنتيجين"، وترتبط بها لتسهل القضاء عليها من قبل خلايا الجهاز المناعي الأخرى.
يتكون جهاز المناعة من ذراع مضادات وذراع خلوية، تظهر المضادات التي يشبه شكلها شكل الحرف Y - وهي تتركز على الغزاة الاغراب وتنقض عليها بفتحة الحرف Y. اما الذراع الخلوية، في المقابل، فتتكون من خلايا لمفاوية (Lymphocytes) - خلايا الجهاز المناعي - التي تهاجم الغزاة بنفسها.
تنجم امراض المناعة الذاتية عن فشل جهاز المناعة، الذي بدلا من ان يهاجم الغزاة الاغراب، تقوم مضاداته المناعية، او اللمفاوية، بمهاجمة الانسجة الداخلية في الجسم.
تقسم المناعة التكيفية إلى قسمين: طبيعية، أي ليست نتيجة لتدخل طبي مقصود، وتكون إما سلبية مثل المناعة التي تعطيها الأم لطفلها نتيجة انتقال الأجسام المضادة إليه عبر المشيمة، أو نشطة تحدث نتيجة إصابة الجسم بالعدوى.
أما القسم الثاني من المناعة التكيفية فهو الصناعية، وتحدث نتيجة تدخل طبي مقصود، وتكون إما سلبية بسبب نقل الأجسام المضادة مباشرة إلى الشخص المريض، أو نشطة نتيجة خضوع الشخص للتطعيم.
نقص المناعة: وفيه تحدث مشكلة في أحد مكونات جهاز المناعة مثل الخلايا التائية كما في مرض الإيدز، أو خلايا البلعمة أو النظام المكمل، وقد يكون ناجما عن مجموعة من الأسباب تشمل:
*خللا وراثيا جينيا.
بعض العلاجات مثل العلاج الكيميائي.
السرطان.
التقدم في العمر.
الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".
تؤدي أمراض نقص المناعة إلى:
زيادة قابلية الجسم للعدوى.
الحاجة إلى استخدم مضادات حيوية قوية لعلاج الالتهابات.
الأمراض التي تكون بسيطة للإنسان العادي تكون ذات تأثير حاد وربما وخيم على الذي يعاني نقصا في المناعة.
ازدياد معدلات السرطان، إذ إن جهاز المناعة هو الذي يتعرف إلى الخلايا السرطانية حال نشوئها والقضاء عليها، ولذلك فإن تراجعه يؤدي إلى زيادة مخاطر الأورام الخبيثة.
أمراض المناعة الذاتية: وهنا يتعرف جهاز المناعة إلى خلايا الجسم بوصفها العدو ويهاجمها، ومن الأمثلة عليها:
داء السكري من النوع الأول، حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا "بيتا" المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس ويدمرها، مما يؤدي للإصابة بالسكري.
التهاب المفاصل الروماتويدي، وفيه يستهدف جهاز المناعة المفاصل.ىمرض أديسون، حيث يهاجم جهاز المناعة قشرة الغدة الكظرية المسؤولة عن إفراز العديد من الهرمونات مثل الكورتيزول.
تنجم امراض المناعة الذاتية عن تداخل عدة عوامل واجتماعها، سوية، لدى الانسان المريض. من هذه العوامل: الميل الوراثي، ضعف/ خلل معين في الجهاز المناعي، منظومة هرمونية، وخاصة الهرمونات الجنسية لدى النساء، واخيرا العوامل البيئية. هذه الاخيرة تشمل: الادوية، المواد الكيماوية، الفيروسات، الجراثيم، التغذية والتوتر النفسي.
تميل امراض المناعة الذاتية الى الظهور لدى عائلات معينة، اذ ثمة حالات كثيرة يمكن فيها ملاحظة ظهور امراض مناعة ذاتية مختلفة لدى ابناء العائلة الواحدة.
أمراض الحساسية: وفيها يتعرف جهاز المناعة إلى جسم خارجي غير مضر أو مؤذٍ (مثل الفول السوداني أو وبر الحيوانات) ويهاجمه، ويترافق ذلك مع ردة فعل تتفاوت شدتها وقد تصل إلى ردة فعل تحسسية شديدة قد تؤدي لوفاة الشخص.
حول هذا الموضوع، أظهرت دراسة حديثة أن الصوم وتقليل السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم لفترات معينة من الوقت يمكن أن يساعدا على محاربة أعراض أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء والتصلب العصبي المتعدد وغيرها من الأعراض.
أجريت الدراسة بشكل مبدئي على الفئران قبل متابعة التجارب بشكل محدود على البشر، وتبين أن تناول وجبات تحتوي على كميات محدودة من السعرات الحرارية يساعد أيضا في الحد من أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد.
يقول رئيس فريق البحث من جامعة ساوث كاليفورنيا الأميركية فالتر لونجو "عند تناول وجبات وفق نظام معين يشبه الصوم يتم إفراز مادة الكورتيزون في الجسم التي تبدأ بمقاومة خلايا المناعة الذاتية، وهذه العملية يمكن أن تؤدي إلى تكون خلايا جديدة سليمة".
ويعتمد النظام الغذائي الذي توصل إليه لونجو وفريقه على الحد من استهلاك السعرات الحرارية بواقع النصف على مدار ثلاثة أيام من كل أسبوع. وأثبتت النتائج الأولية لهذه التجربة -سواء بالنسبة للفئران أو البشر- أن هذا النظام الغذائي يمكن أن يقلل بعض الأعراض الناجمة عن أمراض المناعة الذاتية.
من جهته، أفاد الموقع الإلكتروني "ساينس أليرت" المعني بالأبحاث العلمية بأن الفريق البحثي أجرى العديد من التجارب على الصوم، وتوصل إلى أن تناول وجبات ذات سعرات حرارية محدودة يساعد على تقليل الدهون ويقلل من ظهور آثار الشيخوخة والعديد من الأمراض لدى الإنسان.

تطبيقات تقيس قوة إشارة الإنترنت

اثنان من التطبيقات المجانية المستخدمة وهما "نت سبوت" و "إيكاهاو هيت مابر"، تتيح لأجهزة الكمبيوتر المحمولة تحديد المناطق التي لا تصل إليها إشارة الإنترنت اللاسلكي (واي فاي) بالقوة المطلوبة في المنزل وتوثيقها. كما تعمل هذه التطبيقات أيضا في المكاتب والمقاهي والمطارات وأي مكان توجد فيه خدمة واي فاي.
ويمكن لمستخدمي أجهزة كمبيوتر ماك استخدام تطبيق "نت سبوت" للحصول على خريطة بأماكن وجود إشارة واي فاي، في حين يمكن لمستخدمي ويندوز استخدام تطبيق "إيكاهاو هيت مابر" للحصول على هذه الخريطة.
تقيس هذه التطبيقات قوة إشارة الإنترنت في حجرات متنوعة وعرض النتائج على صورة خريطة كودية ملونة، حيث يمثل اللون الأخضر الإشارة القوية واللون الأحمر الإشارة الضعيفة.
هذان البرنامجان موجودان مجانا في إصدار أساسي ويمكنهما المساعدة في تحسين أداء شبكة الإنترنت اللاسلكي وتحديد المكان المناسب لوضع جهاز التوجيه (الراوتر) في المنزل لضمان أفضل تغطية للإنترنت اللاسلكي في مختلف أنحاء المنزل، مع اكتشاف تسرب الإشارة وفصل تعارض القنوات وحل مشكلة تعارضها.

الجمعة، يونيو 03، 2016

اشعة الشمس

نعيش هذه الأيام أيام الصيف والتي يزيد فيها التعرض لأشعة الشمس بشكل كبير وقد ارتبط التعرض لأشعة الشمس لأوقات كبيرة بحدوث الشيخوخة المبكرة التجاعيد (wrinkles) وقد يزيد التحذير من قبل بعض المتخصصين إن لزيادة التعرض لأشعة الشمس علاقة بحدوث سرطان الجلد(cancer) هذا التحذير جعل المنتجين لواقي الشمس(sunscreen) يعمدون الى زيادة إنتاج هذه المنتجات وتوصي استخدامها بشكل كبير للحد من هذه المخاطر. السؤال الذي يطرح نفسه علينا كمستهلكين أو تجار أو معنيين بالاهتمام بصحة المجتمع هل هذه المواد التي تستخدم لحماية الجلد من أشعة الشمس مجدية وهل هي آمنة وهل ما يقال عنها صحيح وهل جميع المنتجات تقوم بنفس العمل!!! في الواقع ان جمعيات الحماية من السرطان قد تكون احدى المشجعات لاستخدام واقيات الشمس اعتقادا منهم أنها سوف تحمي من سرطان الجلد ولكن يجب على القائمين على هذه الحميات أو من يقوم بالترويج للوفيات من الشمس الحرص على توضيح أنواعها وجودتها لأنها قد تكون مسببة لبعض الأمراض الخطيرة.
أنواع الأشعة فوق البنفسجية التي تتواجد في اشعة الشمس نوعان حسب طول الموجة وهي اما UVA أو UVB هي الاشعة الجيدة والتي تعمل على تنشيط فيتامين "د" المتواجد تحت الجلد اما النوع الآخر من الأشعة السينية حيث يقوم باختراق الجلد الى العمق وبالتالي تنتج بعض التلف لأغشية الخلايا عن طريق تنشيط الجذور الحرة(FREE RADICALS) والتي قد يكون لها تأثير كبير في حدوث الامراض المختلفة ومنها السرطان والسكري لا قدر الله وللأسف الشديد ان الاشعة السينية(UVA) تكون متوفرة خلال ساعات اليوم الكامل خلال العام كاملا اما الاشعة المفيدة(UVB) فهي للأسف قليلة في أول وآخر النهار ولذلك فإن الأشخاص الذين يستعملون منتجات واقية عن الشمس غير الجيدة سوف لن تساهم فى الحد من الاشعة الخطيرة والمضرة.