بفضل وسائل الإعلام الحديث ووسائل التواصل الاجتماعي تويتر وأشقاؤه أصبحت مهنة الصحافة مهنة مشاعة للجميع، يمارسونها بكل الطرق والوسائل، فتويتر أتاح للمواطن أن يكتب الأخبار ويعبر عن آرائه دون الحاجة إلى أن يمر مقاله أو خبره على عشرات الرقباء بدءا من المدقق اللغوي في الصحيفة وانتهاء برئيس التحرير، وتحررت الصحافة من القيود جميعها، وأصبح المواطن هو الصحفي وهو الرقيب وهو رئيس التحرير الذي يجيز ويمنع.
إلا أن ثمة قيدا بقى عالقا.. بل وزادت أهميته.. وهو قيد المسؤولية الشخصية للمواطن الذي صار يمارس مهنة الصحافة عبر تويتر وأشقائه آخذا على عاتقه مسؤولية الأخبار والقضايا التي يطرحها، صدقها ودقتها وحقيقتها.. وهو ما جعل عدد من المغردين في تويتر يتميزون في تغريداتهم ويحضون بمتابعة كبيرة من قبل الجمهور، قد يصل متابعوهم إلى عشرات الآلاف، حتى وإن لم يكونوا يمارسون الصحافة من قبل.. وصار الجمهور لديه حرية في اختيار من يريد أن يقرأ دون أن تفرض عليه الصحيفة كتابا محددين.. لقد حرر تويتر الصحافة من كافة القيود.. إنه عالم فريد صار بين يديك، تمارس فيه التعبير بكل سهولة ويسر!!
وبالرغم من كل جماليات وسائل الاتصال الحديث وايجابياتها، إلا أن هناك استغلالات خاطئة ومشينة لهذه الوسائل، وهناك تعمد من البعض في سوء الاستخدام، لكنها ظاهرة منطقية وموجودة في كل الأدوات والوسائل بما فيها الصحافة التقليدية التي كانت تحتوي أيضا على ظواهر سلبية استغلت هذه المهنة بسوء.
إن الهجرة الجماعية للجمهور باتجاه وسائل الاتصال الحديث بعيدا عن الصحافة التقليدية، تعطينا مؤشرا أن المواطنين ملوا من الطرح التقليدي ووجدوا في تويتر البديل الناجح عن كل سنوات سيطرة تلك الصحف على مصدر الأخبار والآراء.