عرفت بيئة سطح المكتب (Desktop) كفكرة، منذ ظهور أنظمة التشغيل الرسومية وذلك بدايات عام 1970عند طريق شركة زيروكس (Xerox) في جهازها (Xerox Alto) والذي كان في ذلك الوقت جهازاً للاستخدامات البحثية. غير أن هذه البيئة تطورت على يد شركة أبل بصورة تجارية لتلحقها بقية الشركات بعد ذلك.
وتدور فلسفة بيئة سطح المكتب إلى تشبيه بيئة العمل على شاشة جهاز الحاسب ببيئة العمل الحقيقية، فالمجلدات والملفات والرموز ما هي إلا استعارات لأشياء ملموسة في بيئة سطح المكتب التقليدية. وهذا التشبيه مقصود، وذلك حتى يتأقلم المستخدم مع استخدام الحاسب ويكسر حاجز الرهبة للمستخدم الجديد. غير أنه مع التطور الحاصل في تطبيقات الويب في الأعوام الماضية تحت مظلة تطبيقات ويب 2.0، بدأنا نشهد تغيرات جذرية في أنماط تعامل الناس مع هذه التطبيقات المقدمة لخدمات محددة. ففي بداية نشوء الويب كان لخدمات البريد الإلكتروني النصيب الأكبر من اهتمام متصفحي الويب، أما الآن فلم يعد الويب فقط بيئة لتخزين البريد الإلكتروني بل أيضا منصة كاملة تقدم خدمات عدة من محررات نصوص وعروض تقديمية إلى قواعد بيانات وبرامج للمؤتمرات ونظم للتشغيل. وأضحينا نسمع كلمة سطح الويب (Webtop) ينتشر بسرعة مع انتشار استخدام الانترنت عالية السرعة.
ما هو سطح الويب؟
عرفت موسوعة ويكيبيديا الانجليزية سطح الويب على أنها (نظام لدمج التطبيقات الشبكية على شبكة الانترنت في مساحة عمل على الويب. بمعنى أنه يمكن للمستخدم أن يتعامل مع سطح مكتب افتراضي على الانترنت بحيث يكون برنامج المتصفح هو المدخل لهذا النظام.)
يتميز نظام سطح الويب بعدد من الخصائص المماثلة لسطح المكتب العادي، فهو يوفر إمكانية تركيب التطبيقات وأيضا تخزين واسترجاع الملفات من سطح الويب تماما كما لو كنت تستخدم نظام ويندوز أو ماك أو لينكس.
تاريخ سطح الويب
تعود فلسفة سطح الويب لبدايات عام 1984م حينما كانت شبكة الإنترنت في بدايتها، غير أن الفكرة التطبيقية لسطح الويب قد ظهرت عام 1993م من قبل شركة سانتا كروز حينما قامت بتصميم واجهة لنظام يونكس يمكن الوصول لها عبر الإنترنت.
لماذا سطح الويب؟
يرجع السبب في التوجه الحالي لاستخدام تطبيقات سطح الويب عوضا عن تطبيقات سطح المكتب لعدد من العوامل قد يكون من أهمها ما يلي:
1- إمكانيات الوصول للملفات والمعلومات الخاصة من أي مكان وباستخدام أي جهاز حاسوبي.
2- التشاركية: وتعني إمكانية مشاركة الملفات والصور والمعلومات مع مجموعة من البشر وأيضا إمكانية تقييمها ونقدها.
3- لا تحتاج إلى تركيب. فمعظم الناس لا يحبون تركيب البرمجيات على أجهزتهم الشخصية خوفا من قيام تطبيق معين بتخريب النظام؛ ومن وجهة نظرهم أنه باستخدام التطبيقات الشبكية سيحتفظ نظامهم بثباته لمدة أطول.
ولكن مع هذه المميزات المغرية في تطبيقات سطح الويب، نجد أنه في المقابل هناك مخاطر لاستخدام تطبيقات سطح الويب منها: الأمن وأقصد به أن كل معلوماتك وملفاتك تكون على الإنترنت وبمجرد الاستيلاء على الرقم السري لحسابك في أحد تطبيقات الويب ستخسر كل شيء. النقطة الثانية وهي الأهم وهو لابد أن تكون لديك سرعة اتصال عالية بالانترنت حتى تستفيد من تطبيقات سطح الويب بكفاءة.
أنواع تطبيقات سطح المكتب
هناك الكثير من المراجعات لتطبيقات سطح الويب على الإنترنت، وآخر تلك المراجعات وأحدثها مقالة طرحها موقع ماشبل (mashable) المتخصص بتطبيقات ويب 2.0.تناولت المقالة أكثر من 45تطبيق لسطح الويب، وقد صنفتها إلى أربعة أنواع هي:
1) نظام تشغيل الويب المستضاف عن بعد
ويقصد بها أن المستخدم عند التسجيل في مواقع نظم تشغيل الويب، سيحصل على سطح مكتب افتراضي يشغر مساحته كل المتصفح بحيث يشعر المستخدم كأنه على نظام تشغيل آخر. من أمثلة هذه المواقع موقع (eyeos.info) وموقع (youos.com).
2) نظام تشغيل الويب المحلي
في هذا النوع من التطبيقات يقوم المستخدم بتركيب برنامج مفتوح المصدر لتشغيل نظام تشغيل ويب على جهازه. وتساعد مثل هذه البرنامج على إمكانية تشغيل تطبيقات الويب المختلفة داخلها كما أنها تمنح إمكانية المشاركة عبر الشبكة. من أمثلتها نظام (eyeos.com) ونظام (Virtual-OS).
3) تطبيقات سطح المكتب عن بعد
وهي شبيهه تماماً بفكرة نظام تشغيل الويب ولكن هذه المرة بخصائص محددة. فالمواقع الموفرة لمثل هذه الخدمات تزود المستخدم بسطح مكتب افتراضي يحتوي على تطبيقات تجارية مثل برامج الأوفس وأدوبي وغيرها لتحاكي محتويات سطح مكتبك تماماً.
هذه المواقع قد تكون تجارية مثل خدمة (nivio.com) التي تحاكي سطح مكتب ويندوز أو مجانية مثل خدمة (desktopondemand.com/) والتي تحاكي سطح مكتب لينكس.
4) التطبيقات المكتبية والرسومية
توفر العديد من المواقع المصنفة كتطبيقات ويب 2.0عددا لا محدود من الخدمات المشابهة للبرامج التقليدية على أجهزة الحاسب الشخصية من هذه التطبيقات تطبيقات شبيهة بتطبيقات مايكروسوفت أوفيس من محرر نصوص وعروض تقديمية وجداول إلكترونية وتقويم وغيرها. وأشهر شركة تقدم مثل هذه الخدمات هي شركة قوقل بخدماتها المختلفة.
أما بالنسبة للتطبيقات الرسومية فهناك شركات وليدة وأخرى معروفة دخلت مضمار توفير تطبيقات لتحرير الصور والرسوم على الويب وقد تكون من أشهرها شركة أدوبي.
سطح المكتب أم سطح الويب؟
بعد قراءة سريعة لخدمات وتطبيقات سطح الويب، قد يتساءل البعض أيهما أفضل: سطح الويب أم سطح المكتب؟ وفي الحقيقة الإجابة على هكذا تساؤل جداً محير!! غير أنه لو فكر الشخص ملياً في حسنات وعيوب كل خدمة من الخدمات لوجد أن الوسيطة في الاستخدام هي المطلب.
فهناك أشياء يمكن تعهيدها لخدمات الويب لعمومية فائدتها مثلا في حالة الاستخدامات التعليمية والبحثية. وهناك أشياء لا يمكن أن تتجاوز حدود سطح المكتب لسريتها وخصوصيتها، عندها نحتفظ بها داخل أجهزتنا. فالأمر أولا وآخرً يعود للمستفيد من هذه التطبيقات وتحديده لدرجة الخصوصية.
المراجع
بيئة سطح المكتب: موسوعة ويكيبيديا
http://en.wikipedia.org/wiki/Desktop_metaphor
سطح الويب: موسوعة ويكيبيديا
http://en.wikipedia.org/wiki/Web_desktop
أكثر من 45نظام لتشغيل الويب من موقع ماشبل
http://mashable.com/2007/08/22/web-os/
hend@alriyadh-np.com