الجمعة، مايو 10، 2013

الربو

ما هو الربو؟
الربو مرض مزمن يصيب الرئتين ، ويحدث ضيقا في مجاري التنفس التي تحمل الهواء من وإلى الرئة وبالتالي يصعب التنفس ويصيب كلا الجنسين وجميع الأعمار ولكنه أكثر شيوعا بين الأطفال، ولكن أكثر من 80% من الأطفال الذين يصابون بالربو قبل سن دخول المدرسة تزول أعراض الربو لديهم قبل أو عند سن البلوغ في حال الالتزام بالأدوية، وتكون مجاري الهواء في الشخص المصاب بالربو شديدة الحساسية لعوامل معينة تسمى المهيجات triggers وعند إثارتها بهذه المهيجات تلتهب مجاري التنفس وتنتفخ ويزيد إفرازها للمخاط وتنقبض عضلاتها ويؤدي ذلك إلى إعاقة التدفق العادي للهواء وهذا ما يسمى بنوبة الربو، وتختلف أعراض نوبة الربو من شخص إلى آخر، وتتراوح ما بين خفيفة إلى حادة ، وتشمل أعراض نوبة الربو السعال ، وصفير أثناء الزفير، وصعوبة في التنفس،وانقباض في الصدر، وزيادة إفراز المخاط واتساع في فتحتي الأنف، ويمكن أن تحصل نوبات الربو في أي وقت ، فإذا شعرت بأن أعراض الربو لا تزول حتى بعد تناول العلاجات المهدئة عندئذ تكون حالة الربو لديك في ازدياد، راجع طبيبك فورا فقد تكون بحاجة إلى جرعات أكبر من العلاجات الوقائية كي تتمكن من السيطرة على الربو، ويتم تشخيص الربو عن طريق الفحص السريري، وقياس القدرة القصوى للنفخ، مع أخذ التاريخ المرضي شاملاً الأعراض وتكرارها ومسبباتها. إن الوقاية من حدوث الربو أهم خطوة في العلاج، ولذلك لا بد من معرفة كل شيء عن المرض والعوامل المثيرة له وطرق تجنبها.
وتتوفر في البيئة المدرسية الكثير من العوامل المهيجة للربووكون المدارس هي المكان الذي يمارس فيه الطلاب الجهد البدني واللعب الذي يثير نوبات الربو أيضاً، كما تنتشر في المدارس الفيروسات (الرشوحات) التي تنتقل بين الطلاب وتهيج الربو.
كما قد توجد في بعض المدارس الحشرات كالصراصير، وتوجد الفطريات في الغرف المظلمة سيئة التهوية وعالية الرطوبة، عدا عن فراء الحيوانات كالقطط والكلاب التي تكون عالقة أحياناً بملابس الطلاب الذين يقتنون هذه الحيوانات وتؤثر على زملائهم من المصابين بالربو، وقد توجد الروائح القوية النفاذة في بعض المدارس كروائح العطور والبخور والدهانات وحتى رائحة الأصباغ في بعض الحصص، والمنظفات في بعض الغرف كما تتواجد في بعض الأحيان الأشجار والنباتات والحشائش والتي تمتلئ به أفنية المدارس وساحاتها وهذه الأشجار والنباتات قد توثر على بعض الطلاب.
فماذا نفعل لكي نحمي مرضانا المصابين بالربو من الطلاب أثناء وجودهم في المدارس؟ ونحن نقيس مدى نجاح علاج الربو بقلة عدد الأيام التي يتغيب فيها الطلاب المصابين بالربو عن المدارس وبمقدرتهم على ممارسة جميع الرياضات البدنية بدون أي تحفظات أو تقييد.
إن الطلاب الذين يعانون من الربو والذين لا يلتزمون بالعلاج الصحيح ويعانون من الأعراض باستمرار هم أيضاً الذين يتغيبون عن المدارس ولا يمارسون النشاطات الرياضية كما أن تحصيلهم الأكاديمي يتأثر لذلك يحرص أطباء الحساسية والربو بشكل كبير على السيطرة التامة على الربو عند طلاب المدارس ويمكن تحقيق ذلك باتباع الأمور التالية:
1. أن يكون الطالب ملتزماً بالأدوية التي يصفها الطبيب للوقاية.
2. أن يكون لدى الطالب خطة علاجية في حالة حدوث أية انتكاسات في المدارس خاصة بعد اللعب.
3. أن يكون بإمكان الطالب استخدام البخاخات بنفسه أو من خلال طبيب أو ممرضة المدرسة مع التأكد من معرفة هؤلاء الأشخاص بالجرعة وكيفية الإستخدام.
4. أن تكون المدرسة جيدة التهوية نظيفة خالية من الحشرات والغبار والفطريات.
5. أن تكون المدرسة منطقة خالية من التدخين كما يجب أن تخلو من مصادر الروائح النفاذة.
6. أن يكون الطالب والمعلم والطبيب أو الطبيبة في المدرسة على علم ودراية بحالة الطالب وخطة علاجه
7. ألا يحرم الطالب من أية أنشطة بسبب الربو بل يمكن إعطاؤه العلاج قبل النشاطات ب 10 دقائق، ومن ثم يمكن أن يلعب كبقية الطلاب.
مفاهيم و تصورات خاطئة عن الربو
الربوعبارة عن اضطراب التهابي مزمن لمجاري الهواء مما يجعلها مفرطة الاستجابة عند تعرضها لعوامل محسسة أو مهيجة ينتج عنها انسداداً في القصيبات و الشعب الهوائية بسبب التضيق القصبي و زيادة الإفرازات المخاطية و زيادة الالتهاب مما يقلل من تدفق الهواء.
و تختلف شدة وأعراض الربو بين المصابين في أوقات و أماكن مختلفة، كما تعددت الأدوية تبعاً لهذه الاختلافات وظهرت التصورات والمعتقدات الخاطئة عن الربو التي قد تمنع أو تحول من الاستفادة بشكل مثالي من الأدوية بل و قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
ويعتقد البعض خطأً أن الربو مرض معد والحقيقة أن الربو ينتج من تفاعل التكوين الجيني مع الوسط البيئي المحيط بالإنسان و قد يستثار بالالتهاب الفيروسي المصيب لجهاز التنفس، كما يعتقد أن مريض الربو يجب أن يمتنع عن ممارسة الرياضة، بينما ينصح مريض الربو بممارسة الرياضة و خاصة السباحة ولكن بعد التحكم بأعراض الربو ووضع خطة علاجية بمساعدة الطبيب فبعض أبطال الرياضة العالميين مصابون بالربو، كما يعتقد ان بخاخ الكورتزون يضعف أو يهبط جهاز المناعة في حين أن بخاخ الكورتزون لا يسبب ضعف جهاز المناعة، و يتطلب هذا التأثير استخدام كميات عالية من الكورتزون عن طريق الفم لأشهر طويلة و تزول هذه الآثار بعد توقف العلاج، كما يعتقد أن بخاخ الكورتزون يسبب العقم أو عدم القدرة على الإنجاب وهو أمر غير صحيح، بل يعتقد أن بخاخ الكورتزون يسبب قصر القامة، بينما أثبتت كثير من الدراسات أن الأطفال المصابين بالربو و الذين يتعالجون ببخاخ الكورتزون تحت إشراف الطبيب يبلغون أطوال أقرانهم الراشدين، وقيل أيضا أن بخاخ الكورتزون يسبب المياه البيضاء في العين ، والحقيقة أن الماء الأبيض قد ينتج لدى مرضى الربو الذين يستخدمون الكورتزون لفترات طويلة عن طريق الفم (حبوب) بينما بخاخ الكورتزون لا يسبب الماء الأبيض، كما يعتقد أن بخاخ الربو يسبب التعود أو الأدمان، والحقيقة أنه لا تسبب هذه الأدوية التعود أو الإدمان عليها فبخاخ الربو (الكورتزون)الوقائي و موسع الشعب (الفنتولين) يساعدان على التحكم بالأعراض الناتجة عن الربو وتعتبر أفضل طرق العلاج الموصى بها من قبل الجمعيات والهيئات العالمية فهي تضع العلاج مباشرة بالرئتين لتقليل أثاره الجانبية، بل ويعتقد أن بخاخ الكورتزون خطير جداً، بينما أثبتت الدراسات أمان وفعالية بخاخ الكورتزون لسنوات طويلة تحت إشراف الطبيب و أن الأعراض الجانبية التي نادراً ما تحدث خطورتها أقل بكثير من خطورة الربو و مضاعفاته.
من ناحية أخرى يعتقد أن الربو لا يعد مرضا خطيرا و لايؤدي إلى الوفاة، والواقع أن الربو مرض مزمن متفاوت الشدة عند المريض نفسه وعند مرضى الربو و قد تستمر أزمة الربو دقائق إلى ساعات أو أيام متفاوتة و قد تكون الأزمة شديدة جداً لتؤدي إلى توقف التنفس و ربما الوفاة فيجب على المريض معرفة أعراض الربو و مسببات الأزمة الحادة لدية و تلقي العلاج المناسب لدى الطبيب لتفادي مثل هذه الأزمات، وأخيرا لكل داء دواء ويمكن معالجة الربو على نحو فعال و تحقيق سيطرة جيدة على أعراضه بإتباع نصائح و إرشادات الطبيب المختص لممارسة الحياة بشكل مثمر و طبيعي.
كثيراً ما يعتقد المرضى بأن حساسية الصدر والربو مرضان مختلفان في حين أنهما نفس المرض وإن اختلفت التسمية فالربو هو نفسه حساسية الصدر. أما حساسية الجسم فهي تحدث عندما يتفاعل النظام المناعي في الجسم بشكل مفرط مع مهيج خارجي. مثل غبار الطلع ولسعة حشرة وبعض النباتات، أو مواد داخلية. مثل المواد الكيميائية والأغذية وهي أحد العوامل المسببة للربو وتحدث عند بعض الأشخاص نتيجة لتعرضهم لمسببات الحساسية مع وجود استعداد خلقي لديهم وتختلف أعراض هذه الحساسية باختلاف الجزء المصاب فمثلا، حساسية الأنف تؤدي إلى انسداده أوزيادة في إفرازاته أو إلى عطاس متكرر، وحساسية العينين ينتج عنها حرقة أو إحمرار العينين وزيادة إفرازاتهما، وحساسية الشعب الهوائية ينتج عنها الربو.
كما لوحظ أن هناك زيادة كبيرة في حالات الربو خلال المطر بسبب تغيرات جوية وتغيرات في مستوى حبوب اللقاح في الجو وتغيرات في مستوى ملوثات الجو. فالتغيرات الجوية التي وجد أنها تؤثر على أعراض الربو شملت انخفاضا سريعا في درجات الحرارة، أو تغيرا سريعا في درجة رطوبة الجو وتغيرا سريعا في الضغط الجوي وهو ما يصاحب عادة العواصف الرعدية. أما بالنسبة لمستوى حبوب اللقاح في الجو، فقد وجد ازدياد كبير في تركيزها في الجو ولأن بعض حبوب اللقاح صغيرة جدا في الحجم وقد تصل للرئة فإن استنشاق كمية كبيرة منها في وقت قصير قد يسبب أعراض الحساسية الصدرية الحادة. كما أن الأمطار قد تزيد من نسبة بذيرات الفطريات في الجو خلال وبعد هطول الأمطار مما قد يزيد من نسب التحسس. وقد تزيد أعراض الربو نتيجة لانتشار ملوثات الجو خلال الأمطار مثل ثنائي أكسيد الكبريت والأوزون.
وكثيرا ما تتساءل النساء خصوصا عن علاقة الربو مع الميك اب وكريمات البشرة والعطور، والحقيقة أن استخدام العطور. والميك اب وكريمات البشرة لا تسبب الحساسية إلا إذا كان الشخص لديه حساسية معينة من أحد المكونات لانها تحتوي على مواد كيميائية قد تسبب الحساسية. كما أن العطور والبخور والروائح النفاذة قد تزيد من شدة الحساسية أو الربو.
يزيد من احتمال الإصابة بالربو وجود تاريخ عائلي بها، والأشخاص الذين يعانون من الحساسية معرضون أكثر للإصابة بالربو.
لذلك من المهم تسجيل كل الأعراض التي ظهرت على المريض لمعرفة العوامل المثيرة لنوبات الربو وهي تلك التي يصاب المريض بنوبة ربو بعد التعرض إليها. وذلك لمن صنف كمريض ربو، ومن اهمها:
* ريش أو شعر الحيوانات،عث الغبار(يوجد أيضا في السجاد ومكيفات النوافذ التي لا تنظف دوريا)غبار الطلع.
* المثيرات في الهواء: كدخان التبغ من السجائر أو السيجار أو الغليون أو النارجيلة (الشيشة)، دخان الشوي بالفحم، رائحة الطلاء والوقود، الملوثات مثل عوادم السيارات ومداخن المصانع.
* الهواء البارد والجاف والرطوبة العالية أو التغيرات المفاجئة بالطقس.
* الالتهابات الفيروسية مثل الزكام/الرشح، الأنفلونزا. التهابات الحلق والجيوب الأنفية والتي تعتبر من المهيجات الشائعة للربو لدى الأطفال.
* التمارين الرياضية العنيفة فهي تهيج نوبة الربو عند المعرضين للإصابة مثل الجري لمسافات طويلة وكرة القدم.
وعادة ما ينصح بالرياضة القصيرة المتقطعة تحت إشراف مختص والتي تساعد على الشفاء لانها مفيدة جدا لتقوية عضلة القلب والشرايين وعضلات الرئة والجهاز التنفسي. بينما تعد السباحة أقل رياضة تهيج الربو لأن السباحة تكون في جو دافئ ورطب وهي بيئة مناسبة لمرضى الربو حيث انها تساعد على تنظيم حركة التنفس وتقوي عضلات الصدر وتحسن من سعة الرئتين على المدى الطويل ولا تؤدى إلى جفاف الأغشية المخاطية ولذا ينصح بالبدء برياضة السباحة في مرضى الربو منذ الطفولة المبكرة ثم التدرج في الرياضات الأخرى. ومما هو جدير بالذكر أنه لا توجد رياضة ممنوعة على مريض الحساسية الصدرية تماماً. ولكن فى حالة حدوث نوبة ربو حادة أو عدوى فيروسية أو ميكروبية بالجهاز التنفسى يجب إيقاف التمرينات الرياضية وأخذ الراحة الكافية حتى لا يزيد الامر سوءاً. ويفضل تناول الجرعة الوقائية (علاج الربو) قبل البدء بالتمارين لتوسعة الشعب الهوائية وتقليل الجهد على الرئتين.
في حالة حدوث أجواء الغبار ماالذي يجب على المريض فعله؟
* ينصح مرضى الربو أو المصابين بالأمراض الصدرية بعدم التعرض للغبار أثناء هبوب العواصف الرملية والبقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة.
* أهمية لبس الكمامات الطبية الوقائية أو استخدام فوطة أو شاش مبلل أثناء هبوب العواصف الرملية إذا كان الفرد خارج المبنى أو عند الضرورة، مع التنبيه على ضرورة استبدال تلك الكمامات باستمرار عند الخروج من المنزل أثناء موجة الغبار.
* ضرورة إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المباني والمنازل. إضافة إلى أهمية تنظيف المنازل بشكل جيد من آثار الغبار وخاصة غرف النوم والأغطية والفرش.
* ومتابعة أخبار النشرات الجوية.
* اذا كنت في السيارة اغلق نوافذ السيارة أثناء القيادة واستخدم مكيف الهواء لتنقية الهواء أو المرشح.
* ارتدِ النظارة لحماية عينيك من الحبوب والتراب.
* يوجد في جميع المكيفات مرشحات تمنع الأتربة وغيرها. ومع زيادة الغبار تنسد المسام الموجودة في المرشحات وتقل فعاليتها، لذلك ننصح بالتنظيف الدوري لها.
ما هي فعالية ادوية البخاخ مع نوبات الربو؟
* أشهر أدوية السيطرة على المرض طويلة المفعول هي الستيرويدات التي تؤخذ عن طريق الاستنشاق الهوائي (بخاخ) (Inhaled corticosteroids). وتعمل عن طريق تقليل الالتهاب في مجاري الهواء وجعلها اقل حساسية للمثيرات الموجودة بالهواء.
* حتى مع استخدام أدوية السيطرة طويلة المفعول قد تحدث أعراض نوبة وتزداد فجأة. لذلك سوف تحتاج لنوع آخر من الأدوية (البخاخ) للسيطرة السريعة على نوبة الربو. وأشهر هذه الأدوية هي محفزات البيتا 2 القصيرة والسريعة المفعول (أو موسعات القصبات) مثل دواء السالبيوتامول، البخاخ الأزرق (أو الاسم التجاري له الفنتولين). هذه البخاخات المنقذة تعمل عن طريق جعل العضلات المشدودة حول مجاري الهواء تبدأ بالاسترخاء مما يؤدي إلى استعادة جريان الهواء للرئتين. ومعظم نوبات الربو تستجيب إلى هذا النوع من الأدوية مما يلغي الحاجة لزيارة المستشفى.
* معظم أدوية الربو تعطى عن طريق الاستنشاق.
* لوحظ أن نصف المصابين بالربو والحساسية لا يستخدمون أدوات الاستنشاق بطريقة صحيحة لذا اطلب من الطاقم الطبي تعليمك كيفية استخدامها.
* لا تسبب الأدوية أو البخاخات إطلاقا أي تعود أو إدمان لدى المصابين بمرض الربو. وعلى العكس من ذلك فإن البخاخات تعتبر أفضل طرق العلاج الموصى بها.
* إن معظم الأدوية المستخدمة في علاج الربو يمكن استخدامها أثناء الحمل فهي مأمونة وليس لها أي تأثير في صحة الجنين. ولكن أثناء الحمل يجب أخذ الأدوية حسب إرشادات الطبيب ولا داعي للتخوف من أعراضها الجانبية أو تأثيرها في الجنين، علما أن أخطار نوبات الربو هي أكثر ضررًا على صحة الجنين وصحة الحامل من أي ضرر لهذه الأدوية.