أين يقف الضمير العالمي من الاساءة إلى الرموز الدينية لا سيما الاساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
وهل يمكننا القول بأن إصدار الفليم في هذا التوقيت يحمل دلالة مزدوجة تتمثل في تأجيج مشاعر المسلمين وإذكاء العنف في ذكرى أحداث 11 من سبتمبر، وهل نقول إن الفليم الذي تم تسريب 14 دقيقة منه في مثل هذا التوقيت يهدف إلى التأثير في اختيار الناخب الأمريكي لرئيسة القادم؟!
كل ما ذكر لايهم، المهم كيف نتصرف في مثل هذه الظروف، كيف نعزز من قيم العقل في مواجهة المتطرفين الذين أنتجوا الفليم والذي نجح منتجوه في إثارة حفيظة المسلمين وتأجيج العنف، وتسبب ذلك في مصرع السفير الأمريكي في بنغازي.
إن إنتاج مثل هذا الفيلم لم يكن الأول من حيث الاساءة للنبي محمد صلى الله وعليه وسلم بل هي حصاد لعدد سابق من الاساءات والتي أصبح المتطرفون يعون جيداً ردة الفعل أنها ستتسبب في موجة غضب في أوساط المسلمين ومع ذلك آلية تعاملنا مع مثل هذه الممارسات لم تتغير من حيث التفاعل العاطفي، وهو ما يتطلب بالضرورة المواجهة العقلانية المتمثلة في إنتاج فيلم مضاد بعدة لغات يوضح قيم التسامح والمبادئ والقيم التي دعا لها النبي محمد صلى الله وعليه وسلم وأهمية تلك القيم في الارتقاء بإنسان العالم وازدهاره وتعزيز قيم التقدم.. كل ذلك لن يتحقق إلا بمعرفة الآخر كيف يفكر- كما عرفوا كيف نفكر - وتوظيف مثل هذه الممارسات اللامسؤولة في تعزيز نفوذنا عالمياً، وعلى مستوى المجتمعات كذلك من خلال استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي لاسيما اليوتيوب والتويتر لما لهما من تأثير نوعي، وإعداد سياسات تحريرية فاعلة تساهم في تعريف الآخر المختلف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
إن المطلوب الآن حشد الجهود لإصدار تشريع يجرّم المساس بالأنبياء فمثل هذه الصفاقات لايمكن إدراجها تحت حرية الرأي بل هي إساءات تضع العالم تحت تصرف صناع الكراهية والتطرف إن لم نحسن التفكير بشجاعة والمواجهة بعقل وانفتاح على الآخر حتى نقلل من فرص المتطرفين في أن يجدوا لهم موطئ قدم على خارطة صناعة القرار، فماذا نحن فاعلون؟