تساهم برامج المحادثة في تشكيل الرأي العام هناك رسائل وملفات تتداول على نطاق واسع. القليل من المفيد والكثير من الشائعات والأقاويل. أصبحت بعض وسائل الدردشة أداة لضرب الخصوم وترويج الشائعات عنهم. اللغة الطائفية تصاعدت عبر هذه البرامج، كما أن الشائعات عن تعيينات أو عن وفيات، أو عن تهاوي صحة الشخص الفلاني، كانت متصدّرة لهذه الرسائل التي تأتي للناس عبر "البلاك بيري ماسنجر"، أو "الواتس اب"، وسواها من برامج المحادثة الشهيرة التي أصبحت بكف كل فرد من أبناء المجتمع. ولأن الرسائل مجانية من دون تكلفة يسهل على اليد إطلاق أي رسالة تأتي عبر النسخ واللصق من دون أي تثبّت أو مناقشة أو استفسار!
ربما قصرت وسائل الإعلام التقليدية في أداء أدوارها، مما أتاح لهذه الوسائل التي تستفيد من السرعة في وصول رسائلها لأيدي المستخدمين، الانتشار، وملء الأدوار التي لم يقم بها الإعلام التقليدي، لكن ذلك لا يبرر الأخطاء، والأخبار الكاذبة، والتحريض!
هذه البرامج يمكن أن تستخدم بشكل إيجابي، لتكون الدردشة مفيدة علمياً أو عملياً، وأضرب على سبيل المثال بالاستثمار الإيجابي لبرنامج "الواتس اب" برامج تقنية الهواتف الذكية من خلال عقد حلقات نقاش تربوية خاصة بالمشرفين التربويين، حيث تمكَّن الراغبون في خوض التجربة من إدراج برنامج "الواتس آب" على أجهزتهم،المناقشات من خلال هذه البرامج أو التوعية بآليات استخدامها بعيدا عن ترويج الشائعات ونشر التهم والخرافات والخزعبلات تجعل الاستخدام لأي برنامج هو استخدام مثمر. علماً أن "الواتس اب" يستخدم بشكل غير مهذّب أحياناً، ذلك أن أي إنسان لديه رقمك بإمكانه أن يرسل لك رسالة، ومن دون أن يطلعك على اسمه، أو قبل أن يستأذنك بأن يرسل لك. فتتكدس الرسائل ويحدث الإزعاج، وهذا شكل من أشكال الاستخدام الساذج لهذا البرنامج.
بإمكان المدارس أن تقوم بالكثير، وأرى أنه وبدلاً من الأنشطة المكلفة ماديا ووقتياً يمكن الإفادة من ثورة التقنية بأن تمد العقول بالمفيد من القول والفهم وبالجديد من الأفكار.
الواتس اب، وما شابهه من البرامج، نعمة ونقمة، مثله مثل أي منتج، وأظن أننا لو تجاوزنا "الدخول المتطفل"، على الناس من خلاله، ومن ثم أوقفنا نشر الشائعات المغرضة والخالية من المصادر والروابط سنكون قد تجاوزنا مشكلتين سببهما هذا البرنامج منذ بدء استخدامه على نطاق واسع.