لا يكاد يمر يوم في عالم التواصل الاجتماعي دون أن تسقط عينك على مسابقات من أحد الحسابات والجوائز بالتأكيد أجهزة آيفون. حسابات مشاهير في شبكات التواصل الاجتماعي تحولت إلى فوازير ومسابقات والغاية جهاز آيفون. حسابات في تويتر تشوه مشهد "تايملاين" لدى المتابعين بسبب الشروط التي يفرضها صاحب الحساب على متابعينه من إعادة تدوير التغريدة والتفضيل من أجل ذلك الآيفون. تفرغ الناس في الانستغرام للهث خلف تلك الحسابات التي فيها تصويت على أجمل صورة أو خلافها من أجل أن مالك الحساب عشمهم بجهاز آيفون في حال تصويتهم. في تطبيق سناب تشات فقط انشر حساب معين لمجموعة من الناس وادخل في سحب على آيفون.
حاولت جاهداً أن أدرس هذه الحالة من جانب نفسي واجتماعي واقتصادي ولكني لم أحصل على نتائج واضحة تكشف لي سر هذا الهوس. الغرابة تكمن في أن المتابعين لديهم هذا الجهاز وصاحب المسابقة لديه هذا الجهاز إذاً الحاجة ليست الدافع الأول للركض خلف هذه المسابقات. أصبحت المسألة وكأنها تنويم مغناطيسي باستخدام هذا الجهاز.
جهاز الآيفون في عرف المجتمع بدأ وكأنه عملة عالية القيمة تستخدم في المكافأة وفي التهديد وفي التحفيز وفي التنفير. الطلاب لتحفيزهم، حفزهم في حال نجاحهم بهدية جهاز آيفون. حتى التحديات بين الأصدقاء والأقارب مهما اختلف حجمها تكون على هذا الجهاز، كل المناسبات الأخرى من أعياد وأيام مهمة في تقاويمنا من ميلاد وأعياد رسمية مختلفة فقط جهز هذا الجهاز لتقديمه وسيكون مناسباً لكل المناسبات.
إحصائيات شركة أبل المصنعة لجهاز الآيفون تصل لرقم يكسر كل الأرقام السابقة في المبيعات، حيث لم تصل له الشركة أبداً في تاريخها من قبل. في الربع الأول من السنة بلغت مبيعات الآيفون 7 "وخاصة جهاز آيفون 7 بلس" ما يقارب الثمانين مليون جهاز وأصبح جهاز الآيفون الدخل الأساسي لشركة أبل أكثر من أي جهاز آخر التي تصنعه الشركة.
بعد البحث الدقيق والتأمل، لكن هذه المرة حول هوس مشاهير التواصل الاجتماعي أنفسهم في تقديم هذه الأجهزة للمتابعين والمسابقات السطحية في غالب الأحيان فقط لتوزيع هذه الأجهزة. توضح لي بأن الهدف الأساسي والغاية الوحيدة هي زيادة المتابعين "وفي أحيان ضيقة فقط مجرد الاستعراض". حيث إن كل مسابقة مهما كانت طريقتها ونوعها تزيد عدد متابعين صاحب الحساب من 700 إلى 1200 متابع. فإذا كان والدولار يساوي 17 جنيه فالآيفون يساوي 1000 متابع! المتابع في نهاية المطاف لن يخسر أي شيء في أن يجرب حظه. وصاحب الحساب يخسر قيمة الجهاز مؤقتاً لكنها ستعود له بعد تهافت المعلنين بسبب كثرة عدد من يتابعه!
لا شك هذه التفاصيل في شبكات التواصل الاجتماعي قد تكون مزعجة للبعض وتؤثر على المحتوى المقدم بشكل عام. لكن بالتأكيد هناك فئة أو فئات مستفيدة منها وتعتبرها مصدر دخل أساسياً أو مصدر تسويق أساسياً.