شبكة الإنترنت لم تعد حصراً على أحد، أصبح الجميع يستهلك الإنترنت لذا تضاعفت فرصة حصول الأخطار وخاصة على صغار السن، ويعود ذلك بسبب أن خدمة الإنترنت أصبحت متاحة في المنزل بسرعات عالية، ومن خلال أجهزة متنوعة ومختلفة بدءاً من أجهزة الهواتف إلى التلفزيونات وأجهزة الألعاب.
ومع سهولة الحصول على الإنترنت في جميل الأجهزة أصبح دخول الأطفال ومشاركتهم في الشبكات الاجتماعية مسألة حتمية، مما قد يتسبب في انتهاك خصوصية المنزل بشكل عام والأطفال بشكل خاص، كون هذه الفئة غير قادرة على تمييز درجة الخطر أو الحفاظ على نوعية المعلومة أو الصورة التي يتم وضعها في الإنترنت.
وهنا يصبح من المهم لأولياء الأمور مراقبة أبنائهم ومحاولة الحفاظ على خصوصيتهم، وتعليمهم كيفية المحافظة عليها، وذلك من خلال معرفة الشبكات الاجتماعية المفضلة للأبناء من خلال سؤالهم عن ذلك، ومحاولة مصاحبتهم في هذه الشبكات بدون التأثير عليهم، حيث انه في أغلب الأحيان يهرب الأبناء من تحكم الآباء بالمشاركة في الشبكات الاجتماعية، والتذمر من سلطة الآباء، ووجود أولياء الأمور بشكل غير عقلاني في الشبكات التي يستخدمها أبناءهم من الممكن أن يؤثر سلباً على الأبناء، لذا يجب الحرص على أن يؤثر التواجد من أولياء الأمور على أريحية الأبناء في استخدام هذه الشبكات.
ومن الممكن أن تكون المراقبة عن بعد أحد أهم الأساليب التي لا تؤثر على نفسيات الأبناء، وذكاء أولياء الأمور في اختيار الأسلوب الأمثل للمحافظة على أبنائهم أمر مهم، ولكن ترك الأبناء بدون مراقبة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تعود على أولياء الأمور قبل الأبناء سلباً.
التربية أيضاً لابد أن تكون من خلال الشبكات الاجتماعية إذ يصبح بإمكان أولياء الأمور مراقبة أبنائهم والتنبيه عليهم في حالة مشاركتهم بشكل غير لائق.
أيضاً يجب على أولياء الأمور مساعدة أبنائهم على كتابة ملف تعريف بهم أو ما يسمى (بايو) عبر الشبكات الاجتماعية، بحيث تكون لا تثير فضول بعض ضعاف النفوس في الشبكات الاجتماعية والذين يحاولون استغلال الأطفال بشكل سيء، خاصة أن الكثير من الصداقات تأتي بعد قراءة التعريف الشخصي بالمشارك في الشبكات الاجتماعية.
وأيضاً يجب على أولياء الأمور الحرص على توفير طرق ووسائل في المنزل لحجب المواقع السيئة، والمنشورات التي لا تليق بسن أطفالهم، وذلك من خلال حضر مثل تلك المواقع من أجهزة المودم الموجودة في المنزل، وتوفير اشتراكات بما يسمى الإنترنت الأمنة.
ولا تكفي الرقابة فقط في الحفاظ على الأبناء، ولكن يجب توعية الأبناء على الاستخدام الأمثل للشبكات الاجتماعية، وأيضاً توعيتهم في طريقة معرفة الأصدقاء المناسبين، وتعريفهم على طرق التأكد من هوية الشخص الذي يرغب في تكوين صداقة معه في الشبكات الاجتماعية، وأيضاً توعيتهم بالصور المناسبة التي من الممكن رفعها على الشبكات الاجتماعية، وأيضاً المواضيع التي لا يسبب المشاركة فيها أي مشاكل للأبناء.
المتابعة أيضاً هي عنصر مهم للحفاظ على الأطفال عند استخدام الشبكات الاجتماعية، إذا لا تكفي التوعية فقط، بل المتابعة المستمرة تصبح ضرورة ملحة، والتنبيه على الأبناء عند ملاحظة أي أمور قد تسبب لهم مشاكل أو تخترق خصوصية المنزل، أو تؤدي إلى استغلالهم.
وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال قد تعرفوا على التقنية منذ أوقات مبكرة في حياتهم، حتى أصبحوا لا يستغنون عنها، وهم يتفوقون على آبائهم وأمهاتهم في طريقة استخدام التقنية ومعرفة الجديد منها، لذا أساليب المنع والإقصاء لن تجدي نفعاً معهم، والحرص على مصاحبتهم والتعلم منهم لما يتقنونه من التقنية هو من أهم الأمور التي يجب على أولياء الأمور اتخاذها، فهذا من شأنه المحافظة عليهم أولاً، وثانياً التعرف على أسلوب تفكيرهم في استخدام الشبكات الاجتماعية.