يواجه العديد من الآباء وأولياء الأمور مشكلة كبيرة في متابعة أبنائهم ،خاصة عند استعمالهم لأجهزة الكمبيوتر، في ظل تنوع الإصدارات الجديدة من مختلف أنواع التقنية الحديثة من جوال وآي باد وغيرها من الأجهزة التي زاحمت الحياة، وأضحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا جميعاً، ومن الصعب جداً الفكاك منها، ومع خدمتها الكبيرة للبشرية، إلا أنها أرهقت عقول أبنائنا وبناتنا، وأتعبت الأهالي،حيث أصبح الأطفال يتفوقون على الكبار في التعامل مع هذه التقنية، بمهارة عالية، فلا مجال ولا حدود للتعامل إلا بصعوبة بالغة، ولا تجد بيتاً إلا يعاني من الإفراط في استخدام الأبناء للتقنية.
لا أحد ضد التقنية لكننا ضد الإفراط والتفريط الذي ينعكس مرضاً مع الأسف الشديد، والمجالس واللقاءات العائلية خير شاهد على ما نذكر، وهذا لا يخفى على أحد، ويقول أحد الأخبار المنشورة: ظهرت تطبيقات جديدة يمكنها مساعدة الآباء الذين تتراوح أعمار أبنائهم بين عامين و13 عاماً على مراقبة استخدام الصغار للإنترنت والتحكم فيه، ويسمح التطبيق الذي أعدته إحدى الشركات للآباء بالتحكم في التطبيقات والمواقع التي يستخدمها أبناؤهم والأشخاص الذين يتصلون بهم أو يبعثون لهم رسائل نصية، وفي وقت سابق، أصدرت شركة (ن ن)المتخصصة في برمجيات المراقبة متصفحاً جديداً للأجهزة التي تنتجها شركة آبل وتعمل بنظام تشغيل (إي أو أس) لتصفية محتوى الانترنت ومنع المحتوى غير الأخلاقي، ويمكن لنسخة (ن ن) المخصصة لنظام التشغيل اندرويد التحكم في التطبيقات التي يمكن أن يستخدمها الطفل، وللآباء الذين تتراوح أعمار أولادهم بين عامين وثمانية أعوام وفرت شركة (بلايرفيك)،تطبيقاً مجانياً مع متصفح انترنت محكم يسمح فقط بتصفح المحتوى الملائم للأطفال بما في ذلك لقطات الفيديو التعليمية والألعاب التفاعلية والكتب.
لذا الأمر ليس مقصوراً على مجتمعنا فقط، بل تشاركنا جميع المجتمعات، والتطور السريع والهائل في هذا المجال لا يجعل الوالدين قادرين على متابعة الأبناء، وهم يحملون الإنترنت في جيوبهم، من خلال الهاتف المحمول، الذي جعل كل طفل في جيبه إنترنت، هذا يحتاج لجهود ووعي من البيت والمدرسة ،لأن الأمر يزداد ويتطور بشكل لافت.
نحن بحاجة لتعليم الأبناء، من (أطفال ومراهقين )التعامل الأمثل مع التقنية، في ظل وجود رقابة وحظر بعض البرامج السيئة التي يمكن أن يتسللوا إليها دون علمنا، ويمكن أن تتطور وسائل التعليم في المدارس ليحل الحاسب بشكل كبير في التعليم، وبذلك ينشغلون في البحث العلمي المفيد من خلال برامج محددة، ويحل الحاسب محل كمية الكتب الكبيرة التي يحملونها.