تتغير وسائل الاتصال وتزداد مع الوقت درجة التعقيد في حماية أنفسنا من وصول المعلومات التي نضعها على الإنترنت لشخص ما لا نرغب في أن يعرفها، ففي السنوات الأخيرة تزايدت درجة الاعتماد على الشبكات الاجتماعية في التواصل، وفي المقابل لم يتعامل السواد الأعظم من الناس مع هذه الشبكات بالقدر الكافي من الحذر، ربما لجهل من يستخدم الشبكات الاجتماعية بالمخاطر التي قد تلحقهم من هذه الشبكات.
تسرب العديد من المعلومات التي لا يريد مستخدم الشبكات الاجتماعية أن تفلت منه، إلا أن طبيعة هذه المواقع تشجع الشخص على البوح بقليل من الحقيقة ربما في غالب الأحيان تكون بدون قصد، فهناك المواقع التي تساعد على تعريف الآخر بمكانك مثل (فورسكوير)، ومواقع تساعد على مشاركة الآخرين بصورك مثل (انستجرام)، ومواقع تساعد على الدردشة ومشاركة تفاصيل الحياة مثل (باث)، ناهيك عن الاستخدام المتنوع والمتعدد لأولى الشبكات الاجتماعية انتشاراً فيسبوك وتويتر، وأمام هذه الشبكات التي تقدم لمتصفح الإنترنت فرصة للبوح يصبح الصمت سحراً، والكلام يتحول إلى ثرثرة عن طريق الكتابة تفضح صاحبها وتكشف الكثير من الأسرار.
إن التواصل عبر مواقع فيسبوك ويوتيوب وتويتر وإنستجرام ولينكدإن وتمبلر الاجتماعية وتأثيرها كقنوات تواصل في تزايد مستمر، وفي خلال السنوات القليلة الماضية، رأينا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كيف تلعب شبكات التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في مد جسور التواصل بين المجتمعات؛ بيد أنه يجب ألا ننسى أنه يمكن إساءة استخدامها واستغلالها لأغراض دنيئة.
ومن هذا المنطلق يجدر بمن يستخدم الشبكات الاجتماعية أن ينتبه إلى إعدادات الخصوصية في حسابه على الشبكات الاجتماعية حتى لا يتعرض لتسرب معلومات تسيء له ولعائلته، حيث أن عدم الوعي بضبط الخصوصية في الحسابات الاجتماعية يؤدي لأن يكون المستخدم أكثر تعرضاً لهجمات الإنترنت.
ومن المهم أيضاً توعية الأبناء للمخاطر التي تأتي من الإنترنت، والتأكيد عليهم على عدم إفشاء الأسرار للأصدقاء في الشبكات الاجتماعية، وتوخي الحذر عند استخدام الإنترنت، واتباع سبل الحماية المثلى، حيث أن الأبناء وخاصة الصغار منهم قد يصعب عليهم التفريق بين تواجدهم على الإنترنت و تواجدهم في الحي أو المدرسة أو حتى داخل البيت، وهنا قد يشاركون العديد من المعلومات والصور وحتى مقاطع الفيديو مع الأصدقاء، ولكنهم لا يستشعرون أنه بإمكان الغرباء الاطلاع على ما يشاركونه من معلومات وبسهولة.
الميزة الرئيسية التي تشجع الأطفال على استخدام الإنترنت هي ممارسة اللعب، وهنا تكمل المشكلة الحقيقية حيث أن ممارسة اللعب من خلال الإنترنت له متعة كبيرة للعدد الكبير من اللاعبين الموجودين في المواقع، مما يشجع على التعارف بسهولة، وبالطبع من غير الممكن معرفة عمر اللاعب المقابل ولا جنسه لسهولة التلاعب في البيانات في الإنترنت، وقد يقع الطفل ضحية جراء الوثوق بلاعب يكبره بعشرات السنين.
وللحماية من ذلك لا تتوفر برامج مضادات كما هو موجود للفيروسات، حيث أن الحماية الوحيدة المتوفرة في هذا المجال هي التوعية، وضبط الخصوصية، وتحديد خطوط حمراء يجدر عدم تجاوزها عند البوح من خلال الإنترنت، ووضع قواعد لاستخدام الإنترنت في المنزل، بالإضافة إلى تدريب الأطفال على هذه المخاطر وطرق تحديدها، وطرق التعرف على الرسائل التي تثير الشكوك، والإجراءات المناسبة التي من المهم اتخاذها عند ظهور أي خطر.
إضافة أطفالهم كأصدقاء على هذه المواقع مما سيتيح لهم مراقبة نشاطاتهم وقائمة الأصدقاء لديهم.