عندما يُحرَم الجسمُ من الطعام، فإنَّه يحاول التعويضَ عن ذلك عن طريق حرق الدهون، وهو ما قد يؤدِّي إلى خسارة الوزن
يشكل الجلوكوز في الحالة العادية المصدرَ الأساسي للطاقة في الجسم البشري، حيث يجري تخزينُه في الكبد والعضلات. وخلال الصيام يجري استخدامُ هذا المخزون أولاً لتزويد الجسم بالطاقة. وعندما ينضب هذا الرصيدُ من الجلوكوز تصبح الدهونُ المصدرَ البديل للطاقة في الجسم
عندما تطول فترةُ الصيام وتمتدُّ إلى أيَّام أو أسابيع، فإنَّ الجسمَ يبدأ باستهلاك البروتين للحصول على الطاقة عندها تبدأ العضلات بالضمور. ولكن من المستبعد تماماً أن يصلَ الشخصُ إلى تلك المرحلة خلال صومه في رمضان، لأنَّ ذلك الصيام ينكسر يومياً. وبما أنَّ الصيامَ يستمرُّ من الفجر وحتَّى غروب الشمس، لذلك يجري تعويضُ الطاقة من خلال وجبة السحور والإفطار. يؤمِّن ذلك الانتقالَ السَّلِس من استهلاك الجلوكوز إلى استهلاك الدهون كمصدر للطاقة، ويمنع انحلالَ العضلات للحصول على البروتين
استهلاكَ الدهون كمصدر للطاقة يساعد على تخفيف الوزن، كما أنَّه يحافظ على العضلات، ويخفض من مستويات الكوليسترول. بالإضافة إلى ذلك، يساعد تخفيفُ الوزن على تحكُّم أفضل بالدَّاء السكري وخفض ضغط الدم
من فوائد الصيام أيضاً، عمليةُ إزالة السمية، حيث تتحلَّل أيَّةُ سموم جرى تخزينُها في دهون الجسم، وتجري إزالتُها من الجسم
بعدَ بضعة أيَّام من الصيام، تزداد مستوياتُ مادَّة الإندروفين في الدم، ممَّا يؤدي إلى جعل الشخص متنبِّهاً، ومنحه شعوراً عاماً بالصحَّة النفسية
من الضروري تناولُ وجبات متوازنة من الطعام والشراب خلال فترات الإفطار، وللكلى دورٌ بارز جداً في تنظيم سوائل وأملاح الجسم، مثل الصوديوم والبوتاسيوم، والتي من المحتمَل فقدانُها من الجسم خلال عمليَّة التعرُّق
يجب أن تحتوي الوجباتُ على كمِّيات كافية من الطعام الغني بالطاقة، مثل السكَّريات والدهون، وذلك لمنع انحلال العضلات
يشير أنصارُ الطبِّ البديل (الشعبي) في كتاباتهم إلى قدرة الصوم على تخليص الجسم من الخلايا المريضة والهَرِمة والميتة، مُعطِياً بذلك للخلايا الجديدة والشابَّة فرصةً أكبر للتمدُّد والنشاط وإصلاح ما تلف من الأنسجة والخلايا؛ بل يذهب بعضهم إلى القول إنَّ ذلك يقلِّل من نسبة الإصابة بالسرطان. ومن الكلام المتداول في هذا قول أحدهم: الصومُ أداةٌ يمكن أن تعيدَ الشباب والحيوية إلى الخلايا والأنسجة المختلفة في البدن
كيف يتم تجديد الخلايا في الجسم؟
ترميمُ النُّسُج وتَجديدها مصطلحٌ في تجديد الخلايا، يُقصَد منه القدرة التي جعلها الله الخالق سبحانه وتعالى في الجسم لإيجاد خلايا جديدة محلَّ الخلايا القديمة التالفة والميتة. والتجديدُ نوعان
1) التجديد التلقائي المستمر
حيث إنَّ بعضَ خلايا الجسم في تجدُّدٍ مستمرٍّ حتَّى في الأحوال الطبيعية، كالجلد الذي تتغيَّر خلاياه بالكامل بشكلٍ دوري، وكريَّات الدم الحمراء التي تتجدَّد كلَّ 3 أشهر، والكريَّات البيض التي يعيش بعضُها من 100 إلى 300 يوم، وبعضها يعيش سنوات
2) التجديد في حالات الجروح والإصابات والالتهابات
وهو تَجديدٌ في حالة الطوارئ عندما يُصاب الجسمُ بجُرح أو إصابة، أو عندما يحصل التهابٌ في منطقة ما من الجسم. وينجم عن الالتهاب في العادة ضحايا من الطرفين، يقوم الجسمُ بتجميع مخلَّفات المعركة من الخلايا القتيلة والأنسجة التالفة على هيئة صديد
وتكتشف الخلايا المجاورة للخلايا التالفة الأمرَ، فيُلهمها الباري عزَّ وجل أن تتكاثرَ، وتنقسم بسرعة لتلدَ خلايا جديدة محلَّ أخواتها اللاتي قضين نحبهن
لكن ليس كلُّ خلايا الجسم قابلة للتجديد، فخلايا المخِّ والأعصاب والعضلات لا تتجدَّد إلاَّ في حالاتٍ معيَّنة وبالحدود الدُّنيا، ولهذا إذا حصلت إصابةٌ أو التهاب في هذه الخلايا، فإنَّ الذي يقوم بالتعويض خلايا أخرى عادةً اسمها الأرومات الليفية Fibroblast cells، حيث تقوم بإنتاج مادَّة بروتينية تحل محلَّ الخلايا التالفة، وهي الندبة Scar التي تراها أحياناً على الجلد بعدَ الإصابات
كيف يجري التخلُّصُ من الخلايا الميتة والمريضة والهرمة والسرطانية؟
لقد جعل اللهُ تعالى في الجسم نظاماً بديعاً مُحكَماً غايةَ الإحكام، يقوم بصيانة دورية مستمرَّة لخلايا الجسم، بواسطة كريَّات الدم البيضاء، التي لا يعطيها قدرَها إلاَّ من عرف حقيقةَ الدور الذي تقوم به من أجلنا
لقد جعل اللهُ تعالى في الجسم نظاماً بديعاً مُحكَماً غايةَ الإحكام، يقوم بصيانة دورية مستمرَّة لخلايا الجسم، بواسطة كريَّات الدم البيضاء، التي لا يعطيها قدرَها إلاَّ من عرف حقيقةَ الدور الذي تقوم به من أجلنا
فحيثما وَجدت هذه الخلايا نسيجاً قد تلف، أو أصابته جرثومة، أو تضرَّر من إصابة أو جرح، أو مات أو هرم وشاخ، أو ما هو أخطر من ذلك بأن بدأ يتمرَّد وتظهر عليه بوادر التسرطن والتحوُّل إلى خلايا سرطانية، فإنَّ هذه الخلايا البيضاء تقوم مباشرة بتدميره
كيف يصوم الشخصُ بشكلٍ آمنٍ في أثناء شهر رمضان؟
يُمكن أن يُؤدِّي الإسرافُ في تناوُل الطعام في أثناء الفترة الممتدَّة بين المغرب والفجر إلى بعض الزيادة في الوزن؛ ولذلك من المهمِّ أن يضبطَ الصائمُ شهيَّتَه للطعام، وينظر إلى الأمر على أنَّه فرصةٌ جيِّدة للحفاظ على وزن صحِّي للجسم
النِّظام الغذائيّ المتوازن
ينطوي صيامُ شهر رمضان على تناول وجبتين على الأقلّ في اليوم، أي وجبة السحور ووجبة الإفطار. ولكن، يجب أن يكونَ الواردُ من الطعام بسيطًا، ولا يختلف بشكلٍ كبيرٍ عن النظام الغذائيّ المألوف للشخص، كما ينبغي أن يحتوي على طعامٍ من مختلف الأنواع، مثل ما يلي
الفاكهة والخضار
الخبز والحبوب والبطاطا
اللحم والسمك أو بدائل عنهما
الحليب ومُنتجات الألبان
قليل من الأطعمة التي تحتوي على دهونٍ وسكَّر
الكربوهيدرات أو السكَّريات المعقَّدة هي أنواع من الطعام تُساعِد على إنتاج الطاقة ببطءٍ في أثناء ساعات الصيام الطويلة، وهي تُوجد في الشعير والقمح والشوفان والدُّخن والبَقوليات والعدَس ودقيق القمح الكامل ورزّ البسمتي.
كما يجري هضمُ الطعام الغنيّ بالألياف ببطءٍ، وهو ينطوي على النّخالة والحبوب والقمح الكامل والبذور والبطاطا مع قشورها والخضار مثل الفاصولياء الخضراء ومعظم أنواع الفاكهة تقريبًا، مثل المشمش والإجاص المجفَّف والتين
ينبغي تجنُّبُ الطعام الذي يحرقه الجسمُ بسرعة، ويكون هضمُه صعبًا، ويحتوي على كربوهيدرات مُكرَّرة (السكَّر والدَّقيق الأبيض)، بالإضافة إلى الطعام الدهنيّ (مثل الكعك والبسكويت والشوكولاتة والحلويات).
كما ينبغي تجنُّبُ المشروبات التي تحتوي على الكافيين أيضًا، مثل الشاي والقهوة والكولا، فالكافيين مُدرُّ للبول ويُحرِّض على نقص سريعٍ للماء عن طريق التبوُّل
الأطعمة الصحِّية
يجب أن تكونَ وجبةُ السحور صحيَّةً، وتُزوِّد الجسم بما يحتاج إليه من الطاقة لعدَّة ساعات، ولذلك ينبغي أن تكونَ خفيفةً، وتحتوي على طعام بطيء الهضم مثل الخبز الأسمر والسلطة والحبوب، خُصوصًا الشوفان، بحيث يُنتج الجسمُ الطاقةَ بشكلٍ متواصلٍ
من المهمِّ أن يشربَ الصائمُ بعضَ السوائل التي تحتوي على الفيتامينات، مثل عصير الفاكهة أو الفاكهة نفسها
من الشائع تناوُلُ بضع حبَّات تمرٍ عندَ الإفطار، وهي من سُنن النبي محمدّ صلى الله عليه وسلَّم. كما يُعدُّ التمرُ مصدرًا مُباشرًا للطاقة مثله مثل عصير الفاكهة. ينبغي البَدءُ بالإفطار عن طريق تناول الكثير من الماء من أجل التعويض عن السوائل والتقليلِ من فُرص الإفراط في الطعام
الأطعمة التي ينبغي التقليل منها أو تجنُّبها
الأطعمة المقليَّة قَلياً شديدًا، مثل السمبوسة والفطائر المقليَّة
الطعام الغنيّ بالسكَّر والدهون، مثل الحلويات بمختلف أنواعها
الطعام المطبوخ الذي يحتوي على الكثير من الدهون