أن تكبر محاطًا بالتكنولوجيا الحديثة من كل جانب يجعله أمرًا سهلًا أن تصبح من أساسيات حياتك وأن تتمكن من التعرف عليها والتعامل معها، أما التعرف عليها كأمر جديد وطارئ على حياتك بعد سن الأربعين فهنا تكمن المشكلة فحين تقوم مواجهة الجيل القديم مع التكنولوجيا الحديثة ينتج الصراع ولذلك من الجيد دائمًا أن تتبع مجموعة من النصائح حينما تتعامل مع التكنولوجيا الحديثة لكي تتمكن من مواكبة الأجيال الجديدة.
النصيحة الأولى
المشاكل الصحية والجسمانية قد تصبح عائق في طريق الأجيال القديمة حينما يحاولون تعلم التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، هذه نقطة من النقاط شديدة الوضوح لكن غالبًا ما يتم التغاضي عنها أو إهمالها حينما نحاول مساعدة الجيل القديم مع التكنولوجيا الحديثة ليتمكنوا من إتقان فن التعامل معها، فإن مع الكبر تصبح ذاكرة المرء أضعف ويقل الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة طويلة المدى وبالتالي نجد الكثير من الأسئلة المتكررة حول أمور سهلة بل وقد تكون بدائية بالنسبة لنا مثل الفرق بين الزر المتحكم في مستوى الصوت والزر المسئول عن إغلاق الهاتف وبالتالي ينصح دائمًا بتدوين جميع المعلومات في البدء مهما كانت تبدو بدائية أو بسيطة وذلك حتي يتم التعود عليها.
النصيحة الثانية
نعلم جيدًا بعض المهارات التي تمكننا من التحكم في أي جهاز حديث، مثل ضبط الإضاءة ومستوى الصوت، تغيير الألوان ومدى سطوعها وحتى خاصية قص ونسخ الكلمات والقطع الإملائية المختلفة وكلها خصائص قد تبدو سهلة وأساسية وتساعدنا كثيرًا حين نتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، ولكن تلك الخصائص تساعدنا فقط لأننا نعلم كيف نصل إليها وكيف نقوم بضبطها والتحكم بها على عكس الأجيال الكبيرة التي قد ترغب في ضبط حجم الكلمات مثلًا لراحة الأعين حين القراء ولكنها لا تعلم كيف تقوم بذلك وكيف تصل للوحة التحكم، وبالتالي فالقواعد البدائية هي القواعد الأساسية والأهم دائمًا وأبدًا يجب الاهتمام بها وإيصالها بالشكل الذي يترسخ في الأذهان من أجل مساعدة الجيل القديم مع التكنولوجيا الحديثة .
النصيحة الثالثة
الشاشات ذات خاصية اللمس هم دائمًا الأفضل، حيث أن التجارب أثبتت أن كبار السن يتعاملون مع شاشات اللمس أفض بكثير من التعامل مع الفأرة وأجهزة الحاسب الآلي التقليدية، حيث أن الأسلاك دائمًا ما تزعج هذا الجيل لأنها توحي بالتعقيد كما أن الموازنة بين الزر الأيمن والزر الأيسر للفأرة كثيرًا ما قد يكون محيرًا كذلك. وبالتالي فإن شاشات اللمس هي الأفضل، ولكن كما أن لكل شيء مميزات وعيوب فهناك بعض العيوب التي يواجهها الجيل القديم مع التكنولوجيا الحديثة حين يقوم بالتعامل مع شاشات اللمس فمثلا، استخدام أكثر من إصبع على الشاشة في نفس الوقت مما يؤدي إلى عطل الجهاز أو عدم استجابتها وكذلك السرعة الشديدة في استجابة الأجهزة الحديثة قد تمثل عائقًا في بعض الأحوال أمام الوصول للغرض المرجو.
النصيحة الرابعة
التكنولوجيا الحديثة لها مفاهيمها ومفرداتها الخاصة التي يصعب على بعض الناس فك رموزها مثل كلمة محرك البحث مثلًا، كما أن معظم المواقع والبرامج تكون باللغة الإنجليزية وبالتالي هناك نصيحة يتبعها بعض الناس في بداية تعرفهم على التكنولوجيا الحديثة ألا وهي الاعتماد على الرموز بدلًا من الكلمات وبالتالي يختفي جانب كبير من التعقيدات مما يسهل على هذا الجيل تعلم التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، فبدلا من التعامل مع معاني كلمات مثل التحميل، القص وغيرها سوف تجد أن التعامل مع الرموز والأرقام مثل رمز المقص مثلا هو الأسهل حتي يندمج الجيل القديم مع التكنولوجيا الحديثة .
النصيحة الخامسة
التكنولوجيا الحديثة وأجهزة الحاسب الآلي هي الباب الأوسع الذي ينطلق منه الفرد على عالم الأنترنت وبالتالي مواقع العالم الافتراضي حيث تتخالط الثقافات المختلفة لنجد أن جيل نشأ على هذا التنوع بين الثقافات هو أكثر تقبلًا للرأي الآخر أما جيل قد تصادم فجأة بهذا الزخم من الآراء والثقافات قد تحدث له صدمة بسبب صعوبة تقبله لكم الآراء والثقافات المختلفة، فنجد ثقافة مثل الثقافة العربية يقوم فيها الرجل بدفع المهر للمرأة وقت الزواج، ولكن على صعيد آخر هناك ثقافة مثل الثقافة الهندية حيث تقوم المرأة وأهلها بدفع المهر للرجل وقت الزواج، تتشارك تلك الثقافات على الأنترنت من خلال التكنولوجيا الحديثة ، لنجد أنه ليس من السهل على الرجل والمرأة الشرقية تقبل ذلك الاختلاف وبالتالي كلما كانوا متحضرين نفسيًا لمستوى الاختلاف الثقافي الذي قد يواجهوه كلما كان تقبلهم للأمر أسهل وأسرع.
ومستوى آخر من الاختلاف الثقافي أننا قد نجد في الجيل القديم ثقافة الدفع مقابل الخدمة، وبالتالي يتم التعامل وفقًا لتلك الثقافة أي أنك تريد أن تقرأ مقالة ما؟ عليك الدفع مقابل ذلك. هل تريد تحميل نسخة من كتاب ما؟ عليك الدفع أيضًا لذلك، وبالتالي حينما يكتشفون أن معظم التطبيقات، المقالات، المعلومات وحتى بعض الكتب والخدمات يتم توفيرها بشكل مجاني من خلال مواقع مثل الفيسبوك وتويتر والبيبيسي ومحركات بحث مثل محرك جوجل التعليمي يكون كأمر لطيف وأيضًا تشجيعي لهم كي يكتشفوا عالم التكنولوجيا الحديثة بشكل أعمق حيث أن الاستفادة العملية الواضحة التي تنتج من تعامل الجيل القديم مع التكنولوجيا الحديثة في العمل والتعلم.
النصيحة السادسة
العالم الافتراضي هو بالفعل عالم كامل متكامل موازيًا لعالمنا الواقعي، وبالتالي يتم مشاركة الكثير من المعلومات الشخصية مثل معلومات عن الوظيفة والحالة الاجتماعية والاسم الحقيقي كامل كما أنه أيضًا أصبحت كثير من عمليات الدفع والشراء والتجارة وحتى إقامة المشاريع الشخصية تتم عبر المواقع المختلفة مما يتطلب تسجيل معلومات عن حسابك البنكي، وهذا يكون أمر مريب للغاية خاصة للجيل القديم خوفًا من مشاركة تلك المعلومات المهمة وكذلك خوفًا من التعرض للنصب أو السرقة. وبالتالي فإنه لأمر هام أن يتم الشرح لهم عن الأمن والأمان خلال التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، يجب أن يتعلموا كيفية إنشاء كلمات مرور خاصة بهم خلال تعاملهم مع الأجهزة التكنولوجيا المختلفة ومن خلال حساباتهم كذلك، كما يجب أن يعلموا أن هناك جهات حكومية ومنظمات غير حكومية كذلك تهتم بمراقبة الإنترنت لكي يشعروا بالأمان خلال التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وأيضا حين يتعامل الجيل القديم مع التكنولوجيا الحديثة يجب أن يتعلم التعرف على بعض الطرق التي يقوم بها المخترقين من الوصول لمعلوماتهم الشخصية مع تجنب زيارة المواقع المجهولة والتي تطلب منك كلمات المرور لحساباتك الشخصية والبنكية.
النصيحة السابعة
عمر البطارية! أليس هذا كابوسًا يطارد جيل العشرينات، أن الهاتف قد يغلق في أية لحظة وأنك بعدها ستنفصل عن العالم الافتراضي، وبالتالي لن تستطيع التواصل مع أصدقاؤك حتى أن هذا الكابوس قد أدى إلى ظهور أجهزة الشحن المحمولة كما أن ذلك الهوس وصل ببعض الناس أنهم لا يتحركون إلا وهم يمتلكون أدوات لشحن الهاتف والحاسب النقال، وإن كان هذا قد وصل بنا حد الهوس فإنه كذلك يمثل أمرًا مهمًا بالنسبة إلى تعامل الجيل القديم مع التكنولوجيا الحديثة ، فهم مثلنا تمامًا فيما يتعلق بهذا الأمر حيث يخشون من عمر البطارية القصير الذي قد يؤدي إلى إغلاق الهاتف مثلًا وبالتالي يفقدون القدرة على الاطمئنان على عائلاتهم وأطفالهم، وعلى صعيد آخر أيضًا يفقدون القدرة على مواصلة أعمالهم ومتابعة ما يجري به، ولذلك يجب دائمًا الاهتمام بعمر البطارية كي لا يتسرب لديهم القلق أو التوتر حين يتعاملون مع التكنولوجيا الحديثة فبإمكانك ترك الهاتف طوال مدة الليل في الشاحن .
النصيحة الثامنة
التكنولوجيا الحديثة في تطور وتغير دائم فاليوم تلك الشركة العالمية تطلق جهازًا ما وبعد ما لا يزيد عن ستة أشهر تقوم نفس الشركة بإطلاق نسخة مطورة عن ذاك الجهاز الذي أنتجته سابقًا حتي يصبح ذاك الآخر قديمًا وغير مواكب للعصر ويقل اهتمام الناس به، وبالرغم من أن هذا التحديث المستمر يصبح بمثابة الهوس والاهتمام بالنسبة للأجيال الصغيرة التي تقوم بمتابعة كل جديد والتعلم عنه بسهولة إلا أن لها تأثير معاكس تمامًا مع الأجيال الأكبر سنًا، فلن أدفع أموالًا في شيء سوف يصبح قديمًا بعد ستة أشهر أو حتى أقل. حيث أن اهتمام الأجيال القديمة بمطاردة التكنولوجيا الحديثة قليل جدًا ففي النهاية حين يتعامل الجيل القديم مع التكنولوجيا الحديثة يصبح المهم هو أن يؤدي الجهاز عمله فقط سواء كان إجراء اتصال أو كتابة قصيدة وفي الواقع هذا هو الآمر الهام وبالتالي مزاحمة أفكارهم بمطاردة التكنولوجيا الحديثة لا تجدي نفعًا وتصيبهم بالملل من تعلمها نظرًا لشعورهم بأن كل ذلك المجهود سوف يصبح هباءً منثورًا بعد عدة أشهر.
النصيحة التاسعة
لما اختلط الجيل القديم مع التكنولوجيا الحديثة وجد أنهم لا يرغبون في السؤال، لا يريدون طلب المساعدة وإظهار عجزهن عن فعل أمر ما خاصة أمام الأصغر سنًا، فيمكنك أن تتخيل ردة فعلك إن طلب منك أحدهم أت تجلس لمدة ساعة كي تستمع إلى محاضرة يديرها طفل يبلغ عمره الثلاث سنوات فهل سوف تقدر على تقبل الأمر والتعامل معه بكل أريحية كأنه أمر معتاد بالنسبة لك؟!، وبالتالي فيجب عليك أن تبادر دائمًا في عرض المساعدة بل وعليك أن تحاول توقع الأسئلة التي قد تطرح ومن ثم تسبق بالإجابة عنها، حيث أنه بمرور الأمر سوف يعتاد الجيل الكبير على ذلك ويصبح طلب المساعدة أمر معتاد ومحبب بالنسبة لهم حيث أنه في النهاية سوف يصب في مصلحتهم ويؤدي إلى تطورهم ويمكنهم من متابعة أعمالهم، بل لمتابعة أخبار العالم من حولهم كذلك كما أن المبادرة في تقديم المساعدة دائما ما تلطف الأجواء وتمحي أي فروق.
النصيحة العاشرة
اختلاف الأذواق لا يفسد للود قضية، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أنه حين نأتي للتكنولوجيا الحديثة قد نجد اختلاف واضح وجلي للأذواق بين الأجيال الكبيرة والأجيال الحديثة فإنه في نفس الوقت الذي يتسابق فيه الأجيال الصغيرة من أجل اقتناء الهواتف الذكية الأحدث على الإطلاق نجد أن الأكبر سنًا يكونون شديدي الاهتمام لأجهزة مثل التابلتلت والألواح الإلكترونية، ويعود ذلك لكبر حجمها فتصبح مريحة للأعين ويسهل القراءة منها عن قرب.
إذا قرر الجيل القديم البدء في الاندماج مع التكنولوجيا الحديثة هناك بعض الأمور التي يجب الاستباق في فعلها. أولا، قم بعمل بريد إلكتروني خاص بك بعمل حساب على الياهوو أو موقع جوجل فهم أشهر المواقع التي تمكنك من عمل بريد إلكتروني شخصي والذي بدوره سوف يساعدك على التعامل الرسمي مع الشركات والأفراد خاصة فيما يتعلق بالعمل والمجلات التجارية كذلك، ويأتي في المرتبة الثانية مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر وتلك مواقع يتم استخدامها للتعامل العائلي وغير الرسمي مع الأصدقاء والأقارب.
ثانيا، احفظ العناوين الإلكترونية لأهم المواقع الإخبارية التي سوف تمكنك من متابعة أخبار العالم من حولك لأنه حين يتعامل الجيل القديم مع التكنولوجيا الحديثة ، فإن الأخبار العامة والأحداث السياسية تكون ذات اهتمام كبير لهم.
ثالثا، الأمان هو الأهم دائما وبالتالي ننصح بعمل كلمات مرور للأجهزة المتنقلة مثل الهاتف واللوح الإلكتروني، وذلك على صعيد آخر يعطيك الوقت لحماية معلوماتك الشخصية لفترة عندما تتم سرقة الجهاز مثلا، ومن أجل الحصول على كلمات مرور قوية قم باستخدام العلامات والأرقام والحروف بأحجام مختلفة، وقم باختيار كلمة غير اسمك أو الكلمات المتوقعة والمعروفة عنك للعامة، في بعض الأحيان استخدام اسم الكتاب أو المشروب المفضل لديك تكون اختيارات جيدة. والآن فقد قمت بكل الخطوات الأساسية وسوف يصبح انطلاقك في باقي الأمور ممهدا.