الخميس، أبريل 27، 2017

بعض المظاهر الدينية التى تكون تعبيرا عن أمراض نفسية

1. الوسواس القهرى ذو الاعراض الدينية :
 مرض الوسواس القهرى مرض نفسى تسيطر فيه فكرة غير صحيحة على عقل المريض وهو يعلم أنها غير صحيحة ويحاول مقاومتها ولكنه لا يستطيع ويصيبه ذلك بالتوتر والاكتئاب .وقد يكون الوسواس القهرى عبارة عن أفكار قهرية فقط وقد يكون أفكار قهرية تصاحبها أفعال قهرية .وللوسواس القهرى أنواع متعدده من حيث مضمون الوسواس ولكن ماسنشرحه هو الوسواس القهرى ذو الاعراض الدينية بصوره وأشكاله المختلفة حتى يتسنى للمرضى وأهلهم التعرف عليه لطلب العلاج :
 أ- وسواس الطهارة والوضوء :
 وهو أشهر أنواع الوسواس الدينى حيث يطيل المريض فى مدة الوضوء أو مدة الاغتسال فربما دخل المريض ليتوضأ لصلاة المغرب فيخرج بعد صلاة العشاء تحت دعوى اسباغ الوضوء وهو فى الحقيقة يكرر الوضوء عدة مرات لفكرة مسيطرة عليه أن الماء لم يصل جيدا الى الاعضاء المختلفة يتكرر الامر مع أخرين فى الاغتسال ..... فيكرر غسل الاعضاء المختلفة خاصة الاعضاء التناسلية ويزداد الامر سوء عند بعض الاناث بعد الدورة الشهرية حيث يفرطون فى غسلها تصورا لوجود دم غير واضح أو افرازات لم يصل لها ماء الاغتسال . وهناك أيضا من يكرر الوضوء لاحساسه بخروج الريح ( الغازات ) بشكل متكرر سواء قبل الصلاة أو أثنائها فهو يتوضأ مرة واحدة بشكل طبيعى ولكنه يكرر لتصوره تكرار الحدث . وهناك من يطيل فى الاستنجاء ( غسل الدبر بعد قضاء الحاجة ) وربما امتد تواجده داخل دورة المياة لدرجة تؤدى الى أزمة لشركائه فى السكن لطول الفترة التى يقضيها فى دورة المياه .وهناك الشعور بنزول الافرازات عند الفتيات والذى يؤدى بهم لتكرار الاغتسال والوضوء والحقيقة أن الفهم الصحيح لما يستحق الاغتسال عند المرأة وما يستحق الوضوء هو البداية السليمة للعلاج فالفتاة والمرأة تحتاج للاغتسال عند الوصول للذروة ونزول ما يسمى بماء المرأة وعدا ذلك فان ماينزل من افرازات أثناء الاثارة لا يستوجب الاغتسال بل يجزىء فيه غسل المهبل بالماء ثم الوضوء للصلاة وإفرازات الاثارة فقط هى ما يستحق ذلك أما غيرها فهى إفرازات عادية عند بعض الفتيات . ويقابل ذلك عند الاولاد والذكور الشعور بنزول منى أو الاحتلام أثناء النوم أو خروج المذى ومعه يكرر النظر الى ملابسه الداخلية أو يكرر الاغتسال دون سبب حقيقى.
  ب- وسواس سب الذات الالهية أو الرسول :
 وهو شعور الفرد بأنه يسب الله أو الرسول أو يقول كلمات الكفر مما يجعله يشعر بالتوتر الشديد ويظل يكرر فى بعض الاحيان شهادة ألا إله إلا الله على اعتبار أنه بذلك يدخل الاسلام من جديد بعد كفره وربما ذهب البعض الى الاغتسال ثم قراءة الشهادة كصورة من صور الدخول فى الاسلام وهذا الشخص بالطبع مريض وإسلامه لم يمس ولم يكفر بالطبع وهذه الافكار هى وساوس قهرية نتيجة لتغير فى كيمياء المخ تحتاج الى العلاج الدوائى والنفسى السلوكى والمعرفى .
ت- وسواس أسئلة التشكيك فى العقيدة وهنا تطرأ على ذهن الشخص المريض أسئلة لا متناهية حول الله ووجوده وطبيعته ومن خلقه وعن حقيقة كون الاسلام هو الدين الحق وأسئلة حول الانبياء والملائكة واليوم الاخر ..... والمريض يحاول الاجابة على الاسئلة من خلال قراءة كتب العقيدة أو سؤال المشايخ حول هذه القضايا متخيلا أنها مشكلة عقائدية ستحل بالحصول على الاجابات الصحيحة وهو لا يدرى أنه كلما حصل على إجابات زادت الاسئلة وتشعبت وإنتقلت الى نقاط جديدة
 ج- وسواس النية وهو يتكرر مع كل العبادات:
 بدء من الوضوء ومرورا بالدخول فى الصلاة والصيام ..... فتأتيه الفكرة أن نيته لم تنعقد بصورة صحيحة ويظل واقفا أمام ماء الوضوء أوفى بداية الصلاة فى حالة معاناة شديدة تمنعه من بداية الوضوء أو بداية الصلاة لانه يشعر أن وضؤه سيبطل أو صلاته لان نيته لم تنعقد بصورة سليمة .
 د- وسواس التأكيد على ألفاظ التكبير والدعاء
 وهنا يشعر المريض أنه لم يقل الكلمة بالشكل المطلوب فهو عندما يكبر للصلاة مثلا يكرر التكبير لانه ليس متيقنا أنه قد كبر بالفعل وهكذا عند قراءة الفاتحه / أو سور القرأن ويمتد عند البعض عند قراءة الاذكار فهو يضغط على الحروف والكلمات ويبرزها ويوضحها شعورا منه بانه بغير ذلك لا تصبح الاذكار مقبولة ... وقد يصل الامر ببعضهم فى الانواع السابقة من الوسواس الى وقف الصلاة لما يشعرونه من جهد ومعاناة فى الدخول للصلاة أو قراءة القرأن أو الاذكار .
  ه- وسواس تحويل الدعاء والقران الى سب:
  وهو يشبه وسواس سب الذات الالهية ولكنه مرتبط بقراءة القران أو الاذكار حيث يتحول كل مرور على اسم الجلالة الى سب أو كل دعوة للخير أو عمل المعروف الى كفر وبالطبع يضيق المريض فى هذه الحالة من قراءة القران أو سماعه ويتجنبه قراءة وسماعا لما يسببه هذا السب المرتبط بقراءة القران وسماعه من توتر وإضطراب
 2. قلق الموت أو الخوف من الموت :
 ربما يصنفه البعض كجزء مما يسمى بطيف الوسواس ولكنه يختلف عن الوسواس القهرى فى الدرجة ففى هذه الحالة يرتبط الامر بحدوث حالة وفاة لاحد الاقرباء وحضور اللحظات الاخيرة فى حياة هذا الشخص أو معرفة تفاصيل المرض الذى إرتبط بحدوث الوفاة فيبدأ المريض فى حالة قلق وخوف من الموت فالبعض يقلق من لحظة خروج الروح والبعض يقلق مما سيترتب على الموت من نتائج فتجد الام تفكر فى أطفالها وكيف سيعيشون بعد وفاتها ومن سيرعاهم والبعض يتوقف عن ممارسة أنشطته العادية إنتظارا للموت والاخر يفسر كل حدث عادى على أنه نذير بقرب الموت فهو أن حضر حفلة فهى أخر الحفلات وإن رأى زميلا لم يراه منذ زمن فلآنه لن يراه بعد ذلك والبعض يفكر فى ذنوبه وأخطائه ويكثر من الصلاة والعبادات وقد يتفرغ لها تماما إستعداد للموت
  وكلما أكل أو شرب أو جاءه خبر مفرح أو نظر لآولاده أو حقق نجاحا فى العمل شعر أنه لا قيمة لذلك فالموت قادم وقد يحدد بعضهم موعدا لحدوث هذا الموت ومن التأثيرات الجديدة لحدوث هذا الخوف سماع الاشرطة المسجلة التى تتحدث عن عذاب القبر أو اللحظات الاخيرة للموت بصورة مكثفة فى التركيز على النذير والتخويف أو ما أسميه بالخطاب غير المتوازن الذى يركز على الخوف بدون أن يتوزان الامر بالرجاء فى رحمة الله والفيصل فى الخوف الطبيعى أو القلق العادى من الموت هو أننا كبشر طبيعيون نتعايش مع فكرة الموت وحتى إذا قلقنا فيكون ذلك قلقا إنتاجيا يحفز على العمل والاستعداد بالعمل الصالح ولا يعطل الانسان عن ممارسة أنشطته الطبيعية أو علاقاته الاجتماعية أو نظرته وتخطيطه للمستقبل فمع حضور فكرة الموت فى أذهاننا فهذا لا يمنعنا من ممارسة حياتنا الطبيعية وحتى إذا تذكرنا الموت كما وجهنا الرسول لذكر هادم اللذات فهذا يكون فى اطار كبح الطموحات الزائدة والارتباط المفرط بالدنيا وتجد ذكر الموت ذو أثر إيجابى على حياة الناس
  فالقلق الطبيعى يكون حافزا لاعمار الارض  للعمل قبل أن يداهمنا الموت ...... للاستعداد الايجابى وليس بالهروب السلبى أو التوقف عن الانشطة أو التفكير فى المستقبل ...... إذن فالخوف المرضى من الموت أو قلق الموت المرضى لا يعبر عن نقص فى إيمان الشخص ولكنه نتيجة للتعرض لضغط نفسى يحدث تغير فى كيمياء المخ تجعل الشخص مريضا بهذا النوع من القلق ويحتاج للعلاج النفسى والدوائى .
  3. الاحساس بالذنب كأحد أعراض الاكتئاب :
 يقسم الله عز وجل فى القران الكريم بالنفس اللوامة وبالتالى فان ثقافة لوم النفس أو محاسبة النفس هى أحد مكونات الشخصية التى يتم إمتداحها لكونها تحاسب نفسها قبل أن تحاسب ..... ولذا فان الشعور بالذنب كأخد أعراض الاكتئاب الهامة خاصة إذا كان لهذا الشعور جذرا دينيا بمعنى أن يكون سبب الشعور بالذنب هو الاحساس بالتقصير فى العبادات أو فى حقوق الله ..... هو من الاعراض التى تختلط على كثير من المرضى وتؤدى الى زيادة معاناتهم فهو يرى أن عجزه عن أداء الصلاة أو عدم رغبته فى أدائها أو القيام بالنوافل التى اعتاد على القيام بها علامة على غضب الله عز وجل عليه فهو لم يخسر الدنيا فقط باحساسه بالعجز عن أداء أنشطته الدنيوية بل هو أيضا سيخسر الاخرة بسوء علاقته بالله فيزداد شعوره بالذنب فيزداد شعوره بالاكتئاب ويزداد عجزه بصوره عامة وعن أداء الواجبات الدينية بصورة خاصة وهكذا يستمر دورانه فى الدائرة المغلقة
 أنك بسبب الاكتئاب تفقد أداءك لكافة مهامك الحياتية فأنت لا ترغب فى الذهاب الى العمل أو الدراسة وأنت لا تقوم بواجباتك الاجتماعية نحو أهلك أو زملائك وأنت تفقد الشعور بأى طعم للحياة ..... وبالتالى فان عجزك عن أداء أنشطتك الدينية هو جزء من فقدانك لكل نشاطك ..... وبالتالى فلا داعى لتخصيص الانشطة الدينية بشعور خاص بالذنب .... لانك عندما تشفى من الاكتئاب وتستعيد قدرتك على أداء الانشطة المختلفة سيكون من ضمنها قدرتك على معاودة أنشطتك الدينية فستعود رغبتك للصلاة وغيرها من العبادة وقدرتك على أدائها
   النقطة الثانية التى تجعل الاحساس بالذنب أسوا عند المتدينين هى فكرة أن المتدين لا يمرض نفسيا واعتبار الشعور بالاكتئاب نوع من ضعف الايمان فيزداد الاحساس بالذنب سوء ولا ندرى من أين أتته فكرة أن المتدين لا يمرض بالمرض النفسى خاصة مع اكتشاف أن تغيرات فى كيمياء المخ تكون هى السبب فى الامراض النفسية وهى تغيرات تحدث لكل البشر على إختلاف أجناسهم وأديانهم مثل مرض السكرى حيث لا يوجد سبب يجعله يصيب المتدينين أو غير المتدينين فهو مرض متعلق بنقص الانسولين وبالتالى فالجميع يصاب به ويكون دور التدين فى العلاج المعرفى حيث يكون المتدين أكثر قبولا لتغيير أفكاره ويكون الرضا بقضاء الله والاستعانة بالله أحد الروافد الهامة . وتكون حرمة الانتحار من منطلق دينى مثلا أحد العوامل الهامة فى أحجام كثير من المكتئبين الذين لديهم أفكار إنتحارية فى الاقدام على الانتحار
 أى أننا يجب أن نفرق بين الدين كعامل مساعد فى العلاج وبين فكرة أن المرض النفسى سببه ضعف فى الايمان .... لان المحيطين بالمريض النفسى يزيدون الضغط عليه عندما يتحدثون معه على أساس أن أعراضه سببها ضعف الايمان ويدعونه الى المزيد من التقرب الى الله فى وقت هو فاقد للرغبة وللقدرة على ذلك بسبب مرضه وليس بسبب ضعف ايمانه وعندما يجد كل من حوله يجمعون على ذلك ..... يزداد شعوره بالذنب وتزداد أعراضه سؤء ولذا تجد أن الكثير من المكتئبين تكون أول جملهم عند الحضور للطبيب النفسى ...... هى لا أدرى ماذا حدث لى بالرغم أننى أصلى وأصوم وأقرأ القران وكأنه يدفع عن نفسه تهمة ضعف الايمان التى يتهمه بها كل من حوله
  4- الهوس الدينى :الاضطراب الوجدانى ثنائى القطبية:
  مرض نفسى يتميز بدخول المريض فى نوبات دورية من الاكتئاب والهوس ..... وتتميز نوبة الهوس بنشاط زائد للمريض سواء بكثرة حركة المريض وكثرة كلامه وانبساط مزاجه وقلة نومه واحساسه بالقدرة على فعل أشياء كثيرة فى نفس الوقت .
  وفى أحيان يأخذ هذا الهوس صورة دينيه فتكون بداية النوبة على شكل زيادة مفرطة فى العبادات فيمكث المريض يصلى طوال الليل..... أو يقرأ القرأن لساعات طويلة وقد تلبس المريضة أثناء النوبة النقاب وقد يطلق المريض لحيته ويلبس القميص القصير ويتحدث كلام كثير بالقرأن والاحاديث مع شعور بالعظمة فيتحدث عن كرامات تحدث له أو فتوحات فى فهم القرأن وتفسيره وقد يصعد بعضهم الى المواصلات ليدعو الناس فيتحدث فيما يتصوره الناس دينا وهو يتحدث بكلام غير مترابط أو تتطاير أفكاره ويقفز من فكرة الى فكره وقد يخرج أحدهم مسافرا الى شيخه ليحضر مولد أحد الاولياء أو ينخرط فى جلسات للذكر الجماعى ليدخل فى حالة من الانفعال الشديد نتيجة اندماجه فى الذكر وربما يشعر أنه صاحب رسالة ومطلوب منه تبليغها أو يشعر أن هناك أسرارا خاصة قد تفتحت أمامه والاخطر فى الالتباس على التمييز ما يسمى بحالة الهوس الخفيف حيث يستطيع المريض مع وجود هذه الافكار الدينية أن يقوم بعمله ويتفاعل مع الناس بما لا يجعله مكشوفا بالنسبة لهم وخاصة فى بدايات المرض حيث يبدو الامر حالة من التدين والالتزام التى قد تحدث لاى شخص عادى خاصة وأن هؤلاء الاشخاص قبل المرض يكونوا غير متدينين
 ويصبح السؤال الصعب هنا هو كيف نفرق بين المظاهر الدينية العادية وبين مظاهر الهوس الدينى؟
تكمن صعوبة السؤال فى أنه فى ظل انتشار ما أسميه بالتدين العشوائى القائم على التمسك بالمظهر دون الجوهر وبالطقوس دون الاثار الحقيقية للتدين على سلوك البشر ومع شيوع الخطاب الدينى العشوائى أيضا الذى يكرس هذه الحالة فى المجتمع .... فان التفرقة بين الحالة المرضية العقلية والحالة المرضية الاجتماعية يكاد يكون مستحيلا لانى فى الحقيقة أن مظاهر التدين العشوائى تمثل مرضا إجتماعية ربما يكون أخطر من المرض العقلى فى أثاره على الفرد والمجتمع .... من المفترض أن هذه الاعراض تكون خارج السياق الطبيعى
  والطبيعى هنا هو مالا يعطل وظيفة الفرد العملية والاجتماعية ..... فهناك إتفاق عام على أن تدين الانسان يكون قوة دافعة له فى حياته فغاية وجود الانسان هو اعمار الارض وبالتالى فان كل ما يعطل وظيفة الانسان يكون مرضا يحتاج للعلاج سواء نفسيا أو إجتماعيا
  هكذا بكل وضوح وحسم وبدون مواربة أو مجاملة
  5- الاعراض الذهانية ذات الصبغة الدينية :
  والمقصود هنا هو الاعراض الايجابية الذهانية مثل الضلالات والهلاوس ..... والضلالة هى اعتقاد أو فكرة يؤمن بها صاحبها تماما ولكنها غير مقبولة عند من هم فى مثل سنه أو تعليمه أو بيئته والهلاوس هو إدراك بأحد الحواس دون وجود مؤثر ويغلب وجود الضلالات والهلاوس مع مرض الفصام ولكنها قد تصاحب الاضطراب الوجدانى فى بعض الاحيان . وأشهر الضلالات الدينية هى ضلالات العظمة حيث يعتقد أحدهم أنه المهدى المنتظر وأنه قد جاء لانقاذ العالم وأنه صاحب رسالة ومعجزات ومن كثرة انتشار هذه الضلالة   من المرضى  يدعون أنهم المهدى المنتظر 
 وقد يتواكب ذلك مع هلاوس سمعية ( أصوات يسمعونها ) تبشرهم بهذه الرسالة أو تأمرهم بأفعال معينة وقد يعتقد البعض الاخر من المرض أنه ' الله ' ويعتقد البعض أنه النبى صلى الله عليه وسلم والبعض الاخر يرى أنه المسيح وقد يرى بعضهم الملائكة فيما نسميه الهلاوس البصرية وقد يرى بعضهم الجن والشياطين بصورة مجسمة أو على هيئة صور على الحائط وفى الغالب يواكب ذلك ضلالات الاضطهاد من قبل من يرفضون رسالتهم فهناك من يحيك لهم المؤامرات للقضاء على رسالتهم وقد تكون المخابرات الامريكية والاسرائيلية على علم بخطورتهم فيشعرون بالمراقبة والمتابعة من قبل هذه الاجهزة وقد يدركون الامور بشكل يتوافق مع ضلالاتهم فيرون فى القرأن اشارات تدل على رسالتهم وعلى التبشير بهم وقد يتصورون أن هناك إشارات فى برامج التليفزيون أو إيماءات لتوصيل رسائل معينة منهم أو اليهم وكل ذلك من منطلقات دينية 
  وقد لا يكون أحدهم يصلى أو يصوم أو ربما لم يستحم منذ شهور وهو يدعى هذه الرسالة أو هذه الصلة بالله . ربما يكون هذا النوع من الاضطراب أسهل فى تمييزه ولكن نقطة الالتباس هنا أن البعض يعزى هذه الاعراض الى مس الجن أو العفاريت خاصة إذا كان الامر مصحوبا بالهلاوس السمعية حيث يصبح مؤكدا لدى العامة أن هذه الاصوات هى صوت الجان أو أن ادعاء الشخص بكونه الاله أو النبى هو مس من الشيطان وذلك ناتج عن الجهل الشديد بالاعراض الذهانية وغياب الثقافة النفسية الصحيحة حيث أن هذه الاعراض يتم علاجها بمضادات الذهان وهى أعراض موجودة عند كل مرضى الذهان فى كل أنحاء العالم ..... ولكنه الهروب من وصمة المرض العقلى وإنكار لاصابة الاخ / أو الابن بالمرض يكون بالذهاب الى عالم الغيب للبحث عن تفسير لهذه الاعراض المرضية
  6.. العدوانية ضد دين أخر أو الانتماء الى دين أخر :
  قد يأخذ شكل الضلالات الذهانية صورة عدائية ضد دين أخر أو أتباعه وأيضا صورة الرغبة فى الانتماء الى دين أخر
  ونتيجة لحظورة هذا النوع لما يترتب عليه من ردود أفعال لدى العامة الذين يجهلون طيبعة هذا المرض أفردنا لهذا النوع من الاعراض الدينية مبحث خاص ...... ويمثل حادث الاعتداء على كنائس الاسكندرية نموذجا لهذا النوع الذى نذكره حيث تكونت ضلالات عدائية عند هذا المريض ضد المسيحين وقرر التحرك ضدهم بناء على أوامر الهلاوس السمعية التى يتلقاها وإضطراب الادراك عنده لدرجة تصور كل حدث يمر به فى هذا اليوم وهو يحمل السكاكين متوجها الى الكنائس لا يقاع عدوانه هو نوع من السيطرة لدى من يوجهونه من أجل القيام بمهمته المقدسة  
 وليس معنى هذا القاء اللوم فى كل الاحداث الطائفية على المرضى العقليين ولكن إخترت هذا المثال لان المريض كان أحد المرضى   فى المستشفى قبل الحادث بوقت قصيرفكان لديه ضلالات وهلاوس وليس للامر أى أبعاد سياسية أو طائفية وإن علم الجمهور العادى بامكانية وجود هذه الحالة المرضية كان من الممكن أن يهدىء الخواطر ويجنب الوقوع فى الاحداث المؤسفة التى كادت تتحول الى مأساة والصورة الثانية هى وقوع المريض تحت تأثير ضلالى بأنه ليس مسلما ويريد أن يعتنق المسيحية ويذهب الى الكنائس لحضور القداس أو العكس أن يذهب المسيحى لاعلان اسلامه ويرفض إنتمائه لابويه واعتبار وجود أبوين مسلمين له تم خطفه منهم ..... وفى أحد الحالات جاء أحدهم معلنا أنه يهودى وغير اسمه الى أحد الاسماء اليهودية وحاول دخول أحد المعابد اليهودية وتم القاء القبض عليه ليكتشفوا بعد التحقيق معه أنه يهذى بكلمات غير مفهومة فتم تحويلة الى المستشفى لتقيم حالته
  وهذا أيضا لا يحدث كثيرا وهو التوجه الى أهل الاختصاص فيتحول الامر الى قضية طائفية يتصور منها كل طرف أن هناك من يحاول ادخال الطرف المريض فى دين أخر ويصل الامر ببعضهم الى تزوير وثائق متصورا أنه يساعد هذا المريض فى دخول الدين الجديد وتجد هيئات حقوقية تتدخل وتتحدث عن حرية العقيدة والقصة تحتاج الى تخصص لمعرفة الحقيقة وإثباتها وعندها أيضا سنجد من يشكك على أساس السمعة السيئة فى أستخدام المرض العقلى للهروب من المسئولية الجنائية فى كثير من القضايا والاحداث التى هزت الرأى العام وكانت تحتاج الى الشفافية والنزاهة بدلا من الصاق التهمة بالمرض العقلى .
   7.. الشخصيات المضطربة : إن الشخصيات المضطربة تمثل مشكلة كبيرة داخل اطار الاضطرابات النفسية من حيث تشخيصها وكيفية التعامل معها وبالتالى فانها أيضا تسبب معاناة للمجتمع المحيط بها فما بالك إذا إصطبغت بعض هذه الشخصيات بالصورة الدينية أو احتمت وراء الدين أو استغلت الدين فاننا سنكون بصدد تركيبة معقدة ذات أبعاد يصعب التعامل معها وسنعرض لبعض الشخصيات المضطربة فى صورتها المتدنية :- 
  1 الشخصية السيكوباتية ( الشخصية ضد المجتمع )
 اننا هنا بصدد النوع الثانى من هذه الشخصية وهى الشخصية السيكوباتية الابداعية أو أصحاب الياقات البيضاء كما يطلقون عليهم ..... الذين يظهرون فى المجتمع فى أماكن مرموقة وحساسة بل وقد يبدون من حماة النظام والقانون ولكنهم يستغلون القانون من أجل مصالحهم الخاصة أنهم الفاسدون الكبار الذين يسرقون الملايين والمليارات ..... فى النسخة الدينية منهم تجدهم يظهرون التقوى والورع والتمسك بالدين ولكنهم يستغلون الدين أسوأ استغلال فى تحقيق مأربهم حتى قيل فى كيفية إستغلالهم للدين ' أنك إذا فقدت حافظة نقودك ووجدها شخص عادى فتوقع أنها ستعود إليك أما إذا وجدها أحد هؤلاء السيكوباتين المتدينين فسيجد ألف تفسير دينى من القرأن والسنة يبيح لنفسه الاستيلاء على حافظة النقود ' إن هذا المثل يجسد بشكل واضح هذا الاستغلال الفج من أدعياء التدين للدين لتحقيق مآربهم وأغراضهم اذن اذا رأينا من يستغل الدين أو ينتقل من موقف الى موقف أو يستغل حاجات الناس ..... فليس العيب فى الدين ولكن العيب فى الشخصية المضطربة السيكوباتية ..... أى أن المتدينين يجب أن يفتشوا فيما بينهم عن هذه الشخصيات ولا يتعاملوا مع الامور بسذاجة على اعتبار أن المتدينين من عجينة غير البشر ..... انهم بشر بكل اخطاء البشر وخطاياهم ولذا فان سيدنا عمر بن الخطاب وهو يتحدث عن هذه الشخصية يقول ' لست بالخب ولكن الخب لا يخدعنى ' فلسنا شخصيات سيكوباتية ولكن الشخصيات السيكوباتية لا تخدعنا حتى ولو تدثرت برداء الدين ..... إنهم الاخطر من السيكوباتيين أنفسهم لان سلطان الدين أقوى على النفوس من أى سلطان . لذا يمكنهم خداع الناس بسهولة مع صعوبة اكتشافهم .
 
  2 الشخصية الوسواسية ( الحدية ) :-
  إنه الشخص الذى يطبق القواعد بشكل حدى فهو يتصور امكانية التعامل مع البشر بالمسطرة وهذه القواعد التى يحكم بها على البشر ليست قواعد عامة متفق عليها بل هى رؤيته هو للامور التى يريد أن يعممها على الجميع ومن هنا يأتى عدم تكيفه مع من حوله أو مع المجتمع فهو يحاسب الجميع وفق قواعده ورؤيته ..... تصبح المشكلة أكثر خطورة لو كانت هذه القواعد دينية أى يستمدها من فهمه الحدى للنصوص ونسبة كبيرة من هؤلاء يكونوا ظاهريين أى يتعاملون مع ظاهر النص دون روحه أو حتى مضمونه وهم بذلك يضفون جانبا شرعيا على رفضهم للاخرين فتجدهم يتعاملون مع الخلاف بصورةمتطرفه ... مثلما لايرى الوسواسى إلا الابيض والاسود فان الوسواسى المتدين لا يعرف إلا الحلال والحرام والحق والباطل وتتحول كل خلافاته الفكرية حتى فى الفروع الى خلافات عقائديةلا تحتمل إلا الكفر أو الايمان
 8 الحب فى الله والشذوذ :-
   ربما يكون لى بحث كامل فى مسألة الشذوذ الجنسى وسوء استخدام مصطلح الحب فى الله فى هذا المضمار ولكن حتى يكون هذا المبحث كاملا فلا مانع من التعرض للمسألة بتلخيص لعلاقتها بما نحن بصدده
 - فمسألة بدايات الشذوذ الجنسى بمعنى الميل لنفسى الجنسى تبدأ بعلاقة وطيدة غير طبيعية بين طرفين من نفس الجنس تستخدم فيها عبارات الحب والغيرة التى لا يصح إستخدامها إلا بين طرفين من جنسين مختلفين فى علاقة حب ، فى الظروف العادية تأخذ عنوان الصداقة ويحتمى أصحابها أو أطرافها تحت عنوان الصداقة فان الامر بين المتدينين يكون أشد التباسا حيث يستخدم معنى ' الحب فى الله ' فى تبرير هذه العلاقة الملتبسة فنجد قرب شديد فى العلاقة بين شابين أو فتاتين مع أحضان وقبلات وكلمات حبيبى وحبيبتى والتصاق جسدى متواصل تحت هذا العنوان ...... مع غياب للحدود الشرعية فى السلام باليد ..... فالسلام دائما بالاحضان والقبلات وعدم مراعاة النوم فى غطاء منفصل فى الاعتكافات ...... فالزحام مبرر للالتصاق أو غياب الغطاء المستقل أو إظهار الحب بمناسبة أو من غير مناسبة بين المشرف على الاشبال أو طلاب الثانوي من خلال التربيت على الاكتاف أو مسك الايدى أو التعبير عن المشاعر بصورة مبالغة فيها 
  يبدو الامر بريئا وعلى مستوى الكلمات واللفتات ...... ثم يتحرك الشيطان ...... شيطان الشهوة والرغبة حثيثا وبدون التفات للاطراف مما يحدث ..... فيكون الحديث فى البداية عن شعور بالراحة عندما أقترب من فلان أو عندما أحتضن فلانة أختى فى الله ثم نبيت سويا ملتزمين بعضنا البعض طوال الليل وتتحرك أيدينا على أجسامنا فى تواطؤ على الصمت ثم يتحول الامر الى عادة ثم الى مصارحة فى تبادل الامر ...... وليصاحب هذا الامر فى بعض الاحيان عدم رغبة فى الجنس الاخر يترجم الى عدم رغبة فى النظر للجنس الاخر فيتصور الشخص نفسه ممن يغضون أبصارهم ويأتى ليتحدث إليك عن نعمة غض البصر التى أنعم الله بها عليه فهو قد إستطاع السيطرة على نفسه بحيث لم يعد يعانى من عدم القدرة على غض بصره أو غض بصرها والحقيقة أنه قد تحولت رغبته نحو نفس جنسه فلم يعد قادرا على الشعور بالجنس الاخر أو الاتصال به وهذه كارثة وليست نعمة كما يتصور أو كما يوهم نفسه .وحتى تكتمل الصورة فان البعض مع شذوذه وميله الجنسى لنفس الجنس قد يكون لديه أيضا ميلا للجنس الاخر مما نسميه ثنائى الميل
  ولكن الخطورة كما أوضحنا ونلخص فى النهاية أن يتدثر ذلك باسم الحب فى الله أو القدرة على غض البصر فى غير موقعها ومكانها حتى يتنبه الشباب أنفسهم والشابات وحتى يتنبه المربون والاباء والامهات وحتى يوضع الامر فى نصابه الصحيح ' راجع مقال ' نحو علاقات إجتماعية سوية ..... فك الاشتباك بين الزمالة والصداقة والحب ' راجع كتاب ' الشذوذ الجنسى له علاج ' راجع كتاب ' التربية الجنسية
 9 القلق والرهاب نتيجة للخطاب الدينى غير المتوازن - :-
  هناك خطاب دينى شائع اليوم يقوم على الترهيب دون الرجاء وليته يقوم بالترهيب الانسانى الطبيعى كما قام به الخطاب القرانى أو الخطاب النبوى من خلال الاحاديث الشريفة ..... ولكنه يقوم على قصص أمنا الغولة ...... وهى صورة من الخطاب شاعت فى عصور الانحطاط الثقافى حيث شاعت القصص المختلقة ووصل الامر الى إعتمادها رغم كذبها فيما سمى مكارم الاخلاق وأعتقد أنها سقطة تاريخية فى الخطاب الدينى الاسلامى الذى كان يرفض أى صورة من صور الادعاء جعلت الرسول الكريم يقف يوم وفاه ابنه ابراهيم وقد تزامن معه كسوف الشمس فشاع بين الناس أن الشمس قد كسفت حزنا على ابراهيم ...... فوقف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم رغم حزنه وألمه على فراق ابنه خطيبا فى الناس لتصحيح المفاهيم ووضع الامور فى نصابها ولم يقل فليعتقد الناس ما يعتقدون فهذا سيلقى فى نفوسهم الهيبة والحب للرسول ولاهله بل أعلن بكل وضوح أن الشمس والقمر آيتين من أيات الله لا يكسفا أو يخسفا لموت أحد وسن الرسول صلاة الكسوف لهذه المناسبة تأكيدا على أننا بصدد ظاهرة كونية تستحق الخشوع بصدق بدون تخويف أو رعب إذن فالرسول الكريم لم يفعلها ...... لم يلجأ الى القصص الكاذبة أو المرعبة من أجل تخويف الناس وترويعهم فهو لم يأت لاجبار الناس على تقوى الله بارهابهم
 وأحاديث النبى الكريم فى وصف مشاهد يوم القيامة أو مايحدث فى القبر إذا قسناها لمجموع أحاديثه فسنجدها تمثل نسبة طبيعية ولم تقتصر أحاديثه كما يفعل البعض الناس على ذكر الموت والقبر ويوم القيامة ...... بل ان أحاديثه عن تعمير الكون وعلى الالتزام بحسن المعاملة مع الناس لان هذا ما جاء الدين من أجله هى الغالبة ..... لذا فان عدم التوزان فى الخطاب الدينى السائد وغلبة التخويف والترهيب وغلبة رواية القصص الكاذبة المخيفة أوجد حالة مرضية من القلق الذى أصبح يصيب المتدينين مع نوبات من الرهاب وقد يتطور الامر الى حالة من الوسواس القهرى سواء على مستوى الافكار أو الافعال .إن أحدهم وقد جاءنى فى المركز يشكو القلق ونوبات الرهاب لاول مرة فى حياته رغم تجاوزه الستين ..... إلا أنه بعد بلوغه سن المعاش رأى أن يحسن علاقته بالله وتصور ذلك فى مزيد من القراءات والاشرطة الدينية التى أصابته بالقلق والرعب رغم كونه متدينا طوال عمره ولكن حالة التوتر التى يبثها هذا الخطاب مقروء ومسموعا جعلته فى حالة عدم إطمئنان مرضى .. لم يفلح معها إلا طمأنته أنه كان بخير ومازال بخير دون هذا الفزع والقلق ..... أذكر هذه الحالة تعبيرا عن الظاهرة حتى نتبه لخطورتها وندرس كيفية التعامل معها
  10_ النقاب كعرض لمرض الخوف الاجتماعى :
 إن عدم القدرة على مواجهة الناس والتعامل معهم وعدم القدرة على إبداء الرأى فى وسط مجموعة من الناس والاحساس بالحرج والتوتر عند التواجد فى المواقف الاجتماعية كالحفلات أو المطاعم كلها من مظاهر ما نسميه الخوف الاجتماعى ....... بعض الفتيات لجأن الى النقاب كحل هروبى من هذه المعاناة لان الفكرة المسيطرة على البعض ممن يعانين من هذا المرض هو أن المشكلة فى تعبيرات وجوههن أو فى طريقة كلامهن أو إحساسهن أن الجميع ينظر إليهن بينما يتحدثون أو يبدون أرائهن لذا كان الحل عند هؤلاء الفتيات هو الاحتماء بالنقاب والاختفاء خلفه وبذلك يحلون المشكلة من وجهة نظرهن وبالتالى تصبح الفتاة أكثر قدرة على مواجهة المجتمعات فهى إما تتحدث ولا يرى أحد تعبيرات وجها أو طريقة كلامها أو تنسحب ولا يرى يلاحظ أحد انسحابها لانها بالنقاب تعلن غيابها الذى لا يتساءل أحد عن سببه حيث يبدو النقاب سببا مفسرا فى ذاته لمن يبحث عن تفسير ..... ولذا فان إجابة الكثيرات ممن لديهن الشجاعة للاعتراف بالحقيقة عند سؤالهن عن سبب النقاب هو كلمة أنه يريحنى أو أنا مرتاحة كده وفى صورة أخرى قد يكون صورة للانسحاب الاجتماعى عند العجز عن مجاراة المجتمع وهى درجة قد لا تصل الى الخوف الاجتماعى المرضى ولكنها تشبهه فى عدم القدرة على المواجهة لاسباب إقتصادية أو شكلية ( مظهرية ) فمع العجز الاقتصادى عن مواجهة متطلبات المنافسة المظهرية سواء على مستوى الملابس أو المكياج أو الاكسسوار يكون النقاب هو الحل مع حماية شرعية أيضا تختفى وراءها الاسباب الحقيقية دون أن يجرؤ أحد على الافصاح أو التساؤل عنها 
  والجدير بالذكر أن الخوف الاجتماعى ليس هو السبب الوحيد لاتخاذ النقاب حماية منه بل إن الاحتماء من ضلالات الاشارة مثلما حدث مع أحد حالات الفصام الزورانى والتى امتنعت عن المرور فى معظم الشوارع المحيطة بها لان كل الناس وأصحاب المحال والورش الموجودة فى هذه الشوارع يشيرون اليها ويتغامزون ويتحدثون عنها ومع تحسن الحالة مع العلاج الدوائى حيث أصبحت الضلالات أقل رسوخا وقابلة للحوار حولها ..... لجأت المريضة الى النقاب وعندما سألتها عن الامر ذكرت أنها وجدت فى ذلك حلا لانه بهذه الطريقة لم يتعرف عليها الناس فى الشارع وبالتالى عادت للمرور بحرية فى كل الاماكن والشوارع التى كانت تخشاها فى السابق مقتنعه أن هذا هو سبب شعورها بتحسن حالتها وبقدرتها على مواجهة