"الأجهزة التي يمكن ارتداؤها" Wearable Technology وإنترنت الأشياء Internet of Things. وتعرف الأولى بأنها تكامل مبهر بين التقنية والأشياء التي يرتديها المستخدمون. أما الثانية فهي عبارة عن تبادل التقنيات من حولنا للبيانات من دون تدخل بشري. وتبذل شركات التقنية جهوداً كبيرة لدمج هاتين التقنيتين وطرح منتجات مبتكرة ومفيدة للاستخدامات اليومية. وتشمل هذه التقنيات قطاعات مختلفة، مثل الرعاية الصحية والسيارات وغيرها.
ولهذا فقد طورت شركة "إنتل" تقنية مستشعرات يمكن ارتداؤها لتسجيل تحركات مرضى الشلل الرعاشي المعروف ب"مرض باركنسون" الذي يتسبب بخلل ضمن اضطرابات النظام الحركي للإنسان. الأمر الثوري في هذه التقنية هو أن المستشعرات لن تتصل بأي جهاز متخصص، بل ستنقل البيانات إلى الإنترنت (أكثر من 200 معلومة في الثانية الواحدة) لتصل إلى أجهزة خادمة متخصصة مرتبطة ببرمجيات متقدمة تقوم بتحليل الملايين من تلك البيانات في ثوان قليلة، الأمر الذي سيقدم قدرات حسابية غير مسبوقة للباحثين عن علاج لهذا المرض ويحتاجون إلى البيانات بشكل دائم عوضاً عن تلك البيانات التي يتم جمعها خلال زيارة المرضى للعيادات، بالإضافة إلى حصولهم على الحلول البرمجية المتقدمة لدراسة تلك البيانات.
وطورت تقنية "كيرفيو" كاميرات رقمية ذكية يمكن وضعها في غرف المرضى في المستشفيات، من شأنها مراقبة المرضى بشكل مستمر وإصدار الأوامر إلى الأجهزة المختلفة في الغرفة لمساعدة المرضى وقت الحاجة، مثل التواصل مع السرير لإخراج ألواح إضافية موجودة أسفل السرير إلى الجانب لحماية المريض من السقوط. ومن الممكن وصل هذه الكاميرات بأجهزة المراقبة في مراكز المراقبة الخاصة بالممرضين، وحتى ربطها بالهواتف النقالة للأطباء في الحالات الخطرة، لترسل لهم تنبيهات مستمرة حول حالة المريض. ومن الممكن للطاقم الطبي تسريع أداء الموظفين، مثل مراقبة سرعة استجابة الممرضين لطلبات المرضى. ويمكن استخدام هذه التقنية كذلك لمتابعة الأهل لأطفالهم الخدج الذين يحتاجون إلى البقاء في المستشفى. وتستخدم هذه التقنية حالياً في العديد من المستشفيات الأمريكية لرفع جودة العلاج وخفض التكاليف في الوقت نفسه.
ولربط الأجهزة ببعضها، فمن الضروري استخدام تقنيات لاسلكية تستهلك طاقة منخفضة. ولذا فقد أطلقت مؤخرا وحدة "مودم" خاصة تتصل بشبكات الجيل الثالث، لا تزيد مساحتها عن حجم قطعة نقدية معدنية صغيرة، وتقدم اتصالاً ذا جودة عالية، علماً بأن تكلفة هذه الوحدة منخفضة، الأمر الذي سيسمح للعديد من المنتجات المبتكرة بالانتشار بسرعة بين المستخدمين.
ومن الممكن استخدام سماعة "جارفيس" الذكية لسؤالها عن المواد المتوفرة في متجر ما. وستتصل تلك السماعة بالمتجر (باستخدام الإنترنت) لتتأكد من وجود تلك المواد عوضاً عن القيادة إلى المتجر. ومن الممكن للمستخدم تحريك رأسه للإيماء إلى السماعة برغبته بالشراء، لترسل السماعة تلك المعلومات إلى المتجر الإلكتروني الذي يستطيع جمع ما يرغب به المستخدم والدفع إلكترونياً، ليحمل المستخدم تلك المقتنيات بمجرد وصوله إلى المتجر، مع إمكانية اختيار إرسال تلك المقتنيات إلى منزله من خلال ميزة التوصيل إلى المنازل، وبكل سهولة. ويمكن استخدام هذه الوظيفة في المطاعم وللحجز في الفنادق وشركات الطيران وغيرها. وتفتح هذه السماعة آفاقاً جديدة للاستخدام، من بينها خفض الحوادث المرورية التي يتسبب بها استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة.
وستستطيع التقنيات الموجودة في رفوف المتاجر التواصل من تلقاء نفسها مع ساعة المستخدم الصحية للتعرف على ما إذا كان لديه حساسية تجاه مكون ما، وإيقاف عمل الإنارة فوق البضائع التي تحتوي على تلك المكونات، مما يسهل عملية شراء البضائع ويجعلها أكثر أماناً بالنسبة لمرضى الحساسية والمصابين بأمراض السكر وضغط الدم، وغيرها.