الأربعاء، مايو 21، 2014

الأنظمة المدمجة Embedded systems

 
كم مرةٍ وقفتَ أمام الغسالة أو التلفزيون لتتأملهما طويلًا، وتتساءل: يا تُرى، كيف تستجيب إلي ضغطة الزر بهذه الطريقة؟ إن الأمر أكبر من القواعد البسيطة للكهربية، إنه معقد لدرجة أن تطور تلك الآلية في العمل أنتج لنا أجهزة التليفون المحمول الحالية التي لم تعد تفارق يد بشريِّ على الأرض.
إذًا، ما هو هذا الشيء الذي يحرّك كل هذه الأشياء؟ إنه (كمبيوتر). هل تتوقع أن بداخل كل تلك الأجهزة كمبيوتر؟! نعم، لكنه كمبيوتر خاص يختلف عن الكمبيوتر الذي تستخدمه الآن...، لأنه وجد لوظيفة محددة.
يتم استخدام البرمجة لجعل آلة ما تقوم بهذه الوظيفة، حيث يوضع بها نظام خاص لمعالجة البيانات.
وهذه الأنظمة تُسمى الأنظمة المدمجة أو المضمنة، ولها من اسمها نصيبٌ فأنت لا تراها ولا تتعامل معها كما تتعامل مع الأنظمة في الكمبيوتر بل إنها تكاد تكون مختفية تقوم بعملها المحدد، هي لا تُشترى ولا تُصمم لذاتها بل هي مطمورة داخل المنتج الذي صنعت من أجله، فيكون الهدف من شراء المنتج هو المنتج نفسه لا النظام المدمج الذي يحتويه وقد يكون المنتج لا تربطه بالإلكترونيات علاقة مثل النظم المتطورة للتحكم في الفرامل في السيارات مثلًا.
إذًا مما تتكون هذه الأنظمة؟
إنها مثل الحواسيب التي تعرفها، تتكون من جزأين أساسيّين هما: وحدة التشغيل (Hardware)، و البرنامج المشغل (Software)، وتلك البرامج لا تتم كتابتها على شاشة كما في الحواسب العادية بل تتم كتابتها على الدوائر الإلكترونية مباشرةً. وقد يخلق هذا صعوبةً في التطوير، لأنه يتطلب معرفة دقيقة وكاملة ليس فقط بالـ(Software) بل بالـ(Hardware) أيضًا على حد سواء .
لكنه مع ذلك من أكثر المجالات التي تتيح للفرد أن يطلق العنان لملكته الإبداعية فالسوق يتطلب تطورًا كبيرًا بشكل يومي تقريبًا. فإذا نظرنا لتاريخ الأنظمة المدمجة نجد أن مجال استخدمها اتسع بشكل مطرد فأصبح 95% من الشرائح الإلكترونية المُنتجَة الآن تستخدم لتطبيقات الأنظمة المدمجة، فالأنظمة المدمجة تستطيع أن تلبي طلبات السوق لأنها مصممة لأجله في المقام الأول، فهي تضمن أن تقوم بالوظائف المحددة بدقة وسرعة وتوفر في التكاليف أيضًا، فالموقف الآن في صالحها حيث ينطلق منها العالم إلى تطوير السيارات والطيارات ومحطات السكك الحديدية والإلكترونيات الاستهلاكية.
لذا يمكننا أن نقول أن الأنظمة المدمجة هي حصان سباق عالمي رابح!