موضوع القرصنة المعلوماتية او فيروس المعلوماتية الذي اصبح كالوباء لاتعرف له حدود اصبح ظاهرة دولية.. اذ في السنوات الماضية أصيبت الاجهزة الآلية للكيان الصهيوني وفي العديد من المؤسسات العسكرية والمدنية والعلمية بعدوى فيروس المعلوماتية والذي اكتشف صدفة بسبب خطأ بسيط ارتكبه واضع البرنامج الغريب ولولا هذا الخطأ لاستمر وباء هذا الفيروس بالانتشار ليشل ويربك عمل اعداد كبيرة من الاجهزة الالكترونية الصهيونية
الظهور الاول وبعد الكيان الصهيوني جاء دور الولايات المتحدة الامريكية التي اعلنت بدورها ظهوراول وباء للمعلوماتية في كاليفورنيا.. ففي عام 1984عترف الطالب فريد امام مؤتمر وطني خاص بأمن الالكترونيات كيف انه وضع برنامجا قادرا على اختراق العديد من برامج الكمبيوترات وينتشر في الاجهزة الالكترونية بكافة انواعها ليولد ألف عملية وعملية جديدة غير موجودة اصلا في برامج الحاسبات وقد اكد فريد سهولة هذه العملية ونجاحها اذ لم تستغرق منه ومن رفاقه غير القليل من الوقت والجهد
خطورة القرصنة ومنذ ذلك الحين والجهات المعنية في الولايات المتحدة الامريكية وفي العديد من بلدان العالم المتقدمة تدرس بجدية خطورة القرصنة المعلوماتية وتبحث في ايجاد المزيد من الاسلحة الجديدة التي تود استخدامها في حربها الدفاعية والأمنية ضد فيروس المعلوماتية وقد اظهرت دراسات بعض الخبراء في امريكا ان باستطاعة شخض محترف واحد ان يشل حركة مطار بكامله خلال 31دقيقة والتسبب في احداث كوارث لمجرد نجاحه في ادخال فيروس المعلوماتية على عدة خطوط مبرمجة ليدمر بعدها نظام السيطرة على الملاحة الجوية ومن التخريبات ايضا في الولايات المتحدة الامريكيه عندما انتشر وباء المعلوماتية في كمبيوترات مؤسسة ادارة الضرائب وكذالك في الحاسبات الالية التابعة لاحدى المؤسسات الطبية في سان فرانسيسكو اذ اختفى فجأة العديد من استمارات المرضى في هذه المؤسسة ليكتشف مسؤولها بعد ذلك بأن اجهزتهم الالكترونية كانت ضحية الاصابة بفيروس المعلوماتية والتي نقلها اليهم شخص كان همه التسلية والسخرية من ثغرات الضعف في الاجهزة الالكترونية لهذه المؤسسة وغيرها ورغم ان الخبراء المختصين سارعوا الى وضع برنامج دفاعي طهروا به الاجهزة الالكترونية التابعة لهذه المؤسسة الصحية من فيروس المعلوماتية حال تسلمهم بلاغ الاصابة بهذا الفيروس ولكن أستمرت الشكوك تراود هؤلاء المختصين وكذلك المؤسسات الاخرى المعنية خوفا من انتقال العدوى الى اجهزهتهم الالكترونية خاصة تلك التي ترتبط بشبكة اتصال مع المؤسسة آنفة الذكر.. وقد تعاظمت مخاوف الجهات المعنية بعد اكتشاف المزيد من حالات الاصابة بهذا الفيروس وبأنه يتوجب عليهم اتخاذ جانب الحذر والتيقظ. كما اخطر ايضا العديد من المؤسسات الامريكية المسؤولة عن تشغيل انظمة المترو وكذلك مؤسسات تجهيز السكان بالغاز والكهرباء وتنظيم حركة المواصلات ويبدو ان وباء المعلوماتية اخذ في الانتشار دون توقف الى ان وصل الى فرنسا فأصيبت به احدى المؤسسات المسؤولة عن وضع برامج المعلوماتية والمعروف باسم (لورسيل) والتي سرعان ما اتخذت الاجراءات الامنية اللازمة ليس فقط لوضع برنامج مضاد للبرنامج الدخيل بل لايجاد برامج امنية قادرة على تدمير أي انظمة ومعلومات دخيلة
مختلف الاشكال ولكن تبقى هناك صعوبة امام المسؤولين المتخصصين بحماية امن الاجهزة الالكترونية وهي ان هذا الفيروس يتخذ مختلف الاشكال وينتشر بسرعه ليدمر البرامج الالكترونية المطلوبة وفي الوقت المحدد لهذا يشبه ب القنبلة الموقوتة التي تنفجر في موعدها المحدد ولخطورة ظاهرة القرصنة المعلوماتية التي باتت مصدر قلق في جميع دول العالم المتقدمة الذي يخشى على انظمته الالكترونية من عدوى فيروس المعلوماتية الذي لم تعد آثاره تشكل خطرا على المؤسسات العسكرية او المدنية فحسب بل قد تعرض مصير امة بكاملها الى الدمار المؤكد واصبح هذا محور اهتمام المؤتمرات العالمية لأمن المعلومات وكيفية ايجاد الوسائل الامنية الرادعة لوقف انتشار هذه الفيروسات مع التفريق مابين القرصنة المعلوماتية التي ليس لها هم سوى تأكيد مهارتها في ايجاد افضل البرامج وكشف ثغرات الضعف في الانظمة الاخرى وبين الجريمة المعلوماتية التي يخطط واضعو برامجها لاقتحام انظمة الاجهزة الالكترونية للبنوك والمؤسسات العلمية والعسكرية لغرض التجسس او الحصول على المال وسرقة المعلومات وغيرها.