‏إظهار الرسائل ذات التسميات ظواهر فى مجتمعنا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ظواهر فى مجتمعنا. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، نوفمبر 24، 2017

هوس مشاهير التواصل الاجتماعي بتقديم جهاز الايفون للمتابعين

لا يكاد يمر يوم في عالم التواصل الاجتماعي دون أن تسقط عينك على مسابقات من أحد الحسابات والجوائز بالتأكيد أجهزة آيفون. حسابات مشاهير في شبكات التواصل الاجتماعي تحولت إلى فوازير ومسابقات والغاية جهاز آيفون. حسابات في تويتر تشوه مشهد "تايملاين" لدى المتابعين بسبب الشروط التي يفرضها صاحب الحساب على متابعينه من إعادة تدوير التغريدة والتفضيل من أجل ذلك الآيفون. تفرغ الناس في الانستغرام للهث خلف تلك الحسابات التي فيها تصويت على أجمل صورة أو خلافها من أجل أن مالك الحساب عشمهم بجهاز آيفون في حال تصويتهم. في تطبيق سناب تشات فقط انشر حساب معين لمجموعة من الناس وادخل في سحب على آيفون.
حاولت جاهداً أن أدرس هذه الحالة من جانب نفسي واجتماعي واقتصادي ولكني لم أحصل على نتائج واضحة تكشف لي سر هذا الهوس. الغرابة تكمن في أن المتابعين لديهم هذا الجهاز وصاحب المسابقة لديه هذا الجهاز إذاً الحاجة ليست الدافع الأول للركض خلف هذه المسابقات. أصبحت المسألة وكأنها تنويم مغناطيسي باستخدام هذا الجهاز.
جهاز الآيفون في عرف المجتمع بدأ وكأنه عملة عالية القيمة تستخدم في المكافأة وفي التهديد وفي التحفيز وفي التنفير. الطلاب لتحفيزهم، حفزهم في حال نجاحهم بهدية جهاز آيفون. حتى التحديات بين الأصدقاء والأقارب مهما اختلف حجمها تكون على هذا الجهاز، كل المناسبات الأخرى من أعياد وأيام مهمة في تقاويمنا من ميلاد وأعياد رسمية مختلفة فقط جهز هذا الجهاز لتقديمه وسيكون مناسباً لكل المناسبات.
إحصائيات شركة أبل المصنعة لجهاز الآيفون تصل لرقم يكسر كل الأرقام السابقة في المبيعات، حيث لم تصل له الشركة أبداً في تاريخها من قبل. في الربع الأول من السنة بلغت مبيعات الآيفون 7 "وخاصة جهاز آيفون 7 بلس" ما يقارب الثمانين مليون جهاز وأصبح جهاز الآيفون الدخل الأساسي لشركة أبل أكثر من أي جهاز آخر التي تصنعه الشركة.
بعد البحث الدقيق والتأمل، لكن هذه المرة حول هوس مشاهير التواصل الاجتماعي أنفسهم في تقديم هذه الأجهزة للمتابعين والمسابقات السطحية في غالب الأحيان فقط لتوزيع هذه الأجهزة. توضح لي بأن الهدف الأساسي والغاية الوحيدة هي زيادة المتابعين "وفي أحيان ضيقة فقط مجرد الاستعراض". حيث إن كل مسابقة مهما كانت طريقتها ونوعها تزيد عدد متابعين صاحب الحساب من 700 إلى 1200 متابع. فإذا كان والدولار  يساوي 17 جنيه فالآيفون يساوي 1000 متابع! المتابع في نهاية المطاف لن يخسر أي شيء في أن يجرب حظه. وصاحب الحساب يخسر قيمة الجهاز مؤقتاً لكنها ستعود له بعد تهافت المعلنين بسبب كثرة عدد من يتابعه!
لا شك هذه التفاصيل في شبكات التواصل الاجتماعي قد تكون مزعجة للبعض وتؤثر على المحتوى المقدم بشكل عام. لكن بالتأكيد هناك فئة أو فئات مستفيدة منها وتعتبرها مصدر دخل أساسياً أو مصدر تسويق أساسياً.

الثلاثاء، أغسطس 23، 2016

نصفية الحسابات الشخصيه عبر مواقع التواصل الاجتماعى

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها (تويتر، فيسبوك، واتساب) ساحة تنتقل إليها المنازعات وتصفية الحسابات الشخصية بين الناس، ولم يعد غريباً أن نرى الشتائم والعبارات المسيئة والقذف متداولة بينهم وبمختلف الفئات العمرية دون خوف من الله أو مراعاة لصلة القرابة أو الزمالة، لدرجة بتنا فيه نشعر أن الوضع أصبح اعتيادياً رغم صدور نظام الجرائم المعلوماتية والتى تجرم هذه الأفعال لحفظ حقوق الناس وصيانة أعراضهم، وتعاقب من يثبت قيامها بمثل هذه الأفعال بأنه لن يفلت من العقاب، ولكن في بعض الحالات لم يستطع هذا النظام أن يكون بمثابة السياج الحديدي الذي يمنع الناس من تجاوزاتهم تجاه الآخرين.
إن ما نُشاهده من استغلال بعض ضعاف النفوس للتقنية وأدواتها في الإساءة إلى الآخرين يتطلب وجود أنظمة لمكافحة ومعاقبة مرتكبي الجرائم المعلوماتية في معظم دول العالم، وكذلك زيادة الوعي بمخاطر التقنية وأهمية حماية المعلومات والأجهزة والبرامج من الاختراق، إضافةً إلى أهمية أن تكون حماية الخصوصية من الشخص نفسه، من خلال معرفة طبيعة الجريمة المعلوماتية وعقوبتها.
 لا شك أن وسائل ارتكاب الجرائم تختلف باختلاف طبيعة العصر، مثل استخدام التقنية والبرمجيات الحديثة في أنظمة الحاسب الآلي والاتصالات والتواصل الاجتماعي بطرق مختلفة بقصد السب والقذف والتشهير، وهذا النوع من الجرائم يسمى بالجرائم المعلوماتية التي تعتبر نوعاً من التعدي أو الامتناع عن عمل يمكن أن يلحق الضرر بمكونات وشبكات الحاسب ووسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي والحقوق المادية والمعنوية المحفوظة لكل شخص طبيعي أو على سبيل المثال، الدخول غير المشروع لتهديد شخص أو ابتزازه، لحمله على القيام بفعل أو الامتناع عنه، ولو كان القيام بهذا الفعل أو الامتناع عنه مشروعاً، وكذلك الدخول غير المشروع إلى موقع إلكتروني، أو الدخول إلى موقع إلكتروني لتغيير تصاميم هذا الموقع، أو إتلافه، أو تعديله، أو شغل عنوانه، إضافةً إلى المساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتفالمحموله المزودة بالكاميرا، أو ما في حكمها، والتشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم، إلى جانب إنشاء مواقع لمنظمات إرهابية على الشبكة المعلوماتية، والدخول إلى مواقع إلكترونية وأجهزة الحاسب الآلي للحصول على بيانات تمس الأمن والاقتصاد الوطني.
 أن لجوء بعض الأشخاص إلى هذه النوعية من الجرائم يرجع إلى اعتقادهم بصعوبة اكتشافهم والإفلات من العقوبة، في حين أن الجريمة المعلوماتية تخضع في وسائل إثباتها إلى طرق أخرى بخلاف الجريمة التقليدية إذ إن وجود الجريمة الإلكترونية يتطلب وجود بيئة رقمية واتصال بعالم الانترنت، وبالتالي فإن إثباتها يتطلب استخدام أجهزة تقنية عالية لمعرفة طريقة حدوث وكيفية ارتكاب الجريمة ونسبتها إلى الشخص الذي قام بالتعدي على حقوق الآخرين بإحدى الطرق المنصوص عليها نظاماً،  أن هذا النوع من الجرائم قد يصعب في بعض الحالات اكتشافها أو العجز عن إثباتها كونها جريمة متعدية الحدود وتتم في أكثر من دولة، ولكنها بالمقابل متى ثبت ارتكاب الجاني للجريمة عن طريق عنوان جهاز الاتصال أو الأدلة والقرائن المرتبطة بها، ففي هذه الحالة يصعب الإفلات من العقوبة، أن من يرتكب جريمة التشهير في الإنترنت غالباً ما يفتقد للوازع الديني والأخلاقي، وأن ازدهار الحضارة البشرية، وانتشار التقدم التقني ساعد في تسهيل الأمور الحياتية في العصر الحديث، ومن الطبيعي أن تكون هناك بعض المخاطر، المتعلقة بإساءة استخدام الحاسب الآلي والشبكة العنكبوتية ووسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، مما استدعى وجود أنظمة لمكافحة ومعاقبة مرتكبي الجرائم المعلوماتية في معظم دول العالم،  أن مسؤولية حماية الخصوصية تبدأ من الشخص نفسه، من خلال معرفة طبيعة الجريمة المعلوماتية وعقوبتها، وزيادة الوعي بمخاطر التقنية وأهمية حماية المعلومات والأجهزة والبرامج من الاختراق.
بصمة رقمية
 إن التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة بالطريقة المثلى والسليمة تعمل على تعزيز أواصر العلاقات بين كافة فئات المجتمع وتسهل التواصل والتبادل المعرفي بينهم،  أن الاستخدام السيئ لهذه الوسائط مثل الشتم والقذف يترتب عليه مخاطر وتبعات اجتماعية تحمل في طياتها سلبية كبيرة، إضافة إلى الملاحقة القانونية التي قد تضع من يقوم بالاستخدام السيئ تحت طائلة المساءلة القانونية، أن الجهل بالقانون لا يخلي المسؤولية من العقاب،  أن لانتشار هذه الظاهرة في المجتمع أسباب متعددة أهمها تدني الوعي المعلوماتي وانتشار الأُمية الرقمية، اً أن زيادة الوعي المعلوماتي هو أحد أهداف الخطة الخمسية الثانية للاتصالات وتقنية المعلومات، مشيراً إلى أن هناك اعتقاداً سائداً بأن استخدام المعرفات المجهولة أو الوهمية تمنع المساءلة القانونية وهذا الأمر غير صحيح، فالتقنيات الحديثة لديها المقدرة على تتبع حسابات التواصل الاجتماعي ومعرفة من يديرها بسهولة، كما أن البعض يغفل عن حقيقة أن جميع ما ينشر عن طريقه سوف يشكل مستقبلاً ما يعرف بالبصمة الرقمية للشخص والتي لا يمكن التخلص منها ومن تبعاتها،  أن دور التعليم ووسائل الإعلام مهم في التوعية بالتنظيمات والتشريعات والسياسات الخاصة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي العام.
 نظراً لحداثة استخدام هذة التقنية فإنها تعطي للكثير اعتقاداً أن بإمكانهم المشاركة في كل المحادثات الاجتماعية بطريقة تحفظ تماماً خصوصيتهم وتمنع اظهار شخصياتهم الحقيقية، وهذا طبعاً أبعد ما يكون عن الحقيقة، فرغم سن العديد من الأنظمة التي تردع المشهرين والذين يريدون استخدام قنوات التواصل لهدف الاضرار بالآخرين فإن هذا الشعور غير الصحيح بإمكانية التخفي قد اطلق العنان لقصار النظر الذين يعتقدون أنهم بعيدون عن طائلة القانون وطائلة المساءلة لأنهم فقط يستخدمون الفضاء وأنه لا يمكن الوصول إليهم،أن زيادة عدد مستخدمي الانترنت أدى إلى توفر مساحات ومواقع وقنوات هائلة لطرح مسائل جديدة لم يكن من السهولة طرحها تحت مساحة الضوء في مجتمع تعود على مستوى معين من الخصوصية وبدأ يكتشف أن هذة الخصوصية غير موجودة إطلاقاً في الفضاء الافتراضي، موضحاً أننا بدأنا نرى تصرفات لم يسبق لنا التعرض لها كأفراد ومجتمع سابق بل كما أتوقع أن تزداد حدتها نظراً لسهولة الفائقة التي تتيح للشباب وغيرهم من المشاركة بالرأي في أي موضوع يتم طرحه في هذا الفضاء بلا ضوابط.
 أن الحل يكمن أولاً في المزيد والمزيد من التوعية بطبيعة هذه التقنية، وأن دور التوعية يقع على المدارس والجامعات في المقام الأول وكذلك الأسرة بآداب ومحاذير وعواقب استخدام وسائل التواصل، أيضاً وسائل الإعلام تلعب أهم الأدوار في نشر التوعية وإلقاء الضوء على العقوبات التي طالت مسيئي استخدام هذة التقنية وبمرتكبي الجرائم الالكترونية بأنواعها من احتيال وقذف وتشهير بالغافلين من الناس وأن يد القانون ستطالهم لا محالة رغم غلالة الخصوصية الزائفة التي يوحي بها الفضاء الافتراضي، لا يزال بعض المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي يقدمون أنفسهم ويطرحون أفكارهم من خلال استخدام الأسماء المستعارة، وبالمقابل نجد أن البعض الآخر يرفض التعامل معهم لأنهم "مجهولون" ولا يكشفون عن حقيقة أسمائهم أو تفاصيلهم الشخصية، من هنا قد يستخدم الاسم المستعار إما لشعور الشخص بالحاجة إلى الحرية في الطرح دون أن يعرفه أحد، وإما أن يُستَخدم كقناع للفوضى والعبث والنيل من الآخرين لأغراض شخصية أو لقناعات فكرية وتحزبية، ويأتي من هذا انتشار الشتائم الناتجة عن التعصب وضدية الرأي، وفي كل الحالات يمكن اعتبار أن الفرد يشعر بالتجرد من المسؤولية تجاه ما يفعل.
 لقد بدأت هذه الظاهرة منذ زمن ولا تزال باقية إلاّ أنها تضاءلت نسبياً بين المستخدمين بعد أن أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي نقطة التقاء بين الثقافات المختلفة وفرصة لبناء العلاقات الإنسانية، وهذا يعني أن الوعي أصبح مطلباً، فمن الملاحظ أن بعض الفتيات والشبان يضعون تفاصيلهم الشخصية ومناطق إقامتهم ويكتبون بأسمائهم الحقيقية باعتبار أن كل حساب شخصي يعتبر إعلاماً للفرد عن نفسه، إضافةً إلى أنهم يسجلون حضورهم في أحداث التغير الثقافي والاجتماعي ويقدمون أنفسهم وأفكارهم للوعي كمثقفين، وذلك نتيجة للتفاعل الحضاري الذي سخرته مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفةً أنه لا ننسى أن استخدام المواقع الافتراضية لدى الأكثرية يعتبر من إحدى وسائل التسلية والترفيه وهدر الوقت، ولكن المستخدمين بالمقابل يتطلعون لتتبع الأحداث والتفاعل معها والتعليق عليها من خلال الوسم الذي يتشاركون فيه لطرح قضية ما وإبداء الرأي حولها، وهنا تلعب التعددية الثقافية دورها في نبذ المتأخرين ووصفهم بالتخلف، مبينةً أن الثقافة الجديدة بدأت تتشكل وتظهر في قالب من المرونة والتقبل للآخر الأمر الذي من شأنه التخفيف من حدة الصدام، نتيجة للتسليم بواقع الفكر الحديث الذي يثبت وجوده في كل قضية وحدث، وهذا بعد التنافر الفكري الشديد الذي طال الحراك الثقافي على المستوى المحلي وعلى مستوى المجتمعات الأخرى في فترة الربيع العربي وما بعده، مُشددةً على أهمية فرض العقوبات والأهم من ذلك تفعيلها لأنها تساهم في الردع ومن شأنها المساعدة في تنظيم السلوك والتعاملات لدى المستخدمين، فيشعر المستخدم أنه مقيد بقيود أخلاقية على عكس اعتقاده أن وسائل التواصل فضاء حر فوضوي بلا قيود.

الاثنين، أغسطس 15، 2016

تناقض السلوكيات

من يشاهد تفاعل أبناء هذا المجتمع مع كل دعوات الخير والمساعدة مع كثير من إخوانهم وقريب جداً من حب المساعدة لكل إخوانه المحتاجين للمساعدة والعون في ظل هذه الطبيعة الاجتماعية المثالية .. وفي ظل هذه الصور المثالية  الجميلة التي يتحلى بها أبناء المجتمع  في كل الأوقات والمواقع .. وفي ظل مثل هذه الخصال الحميدة بين كافة أبنائه .. في ظل ذلك كله يتساءل المرء لماذا تغيّب او تشوّه مثل هذه الصفات وتلك المواقف وهذه المزايا من "فئة "من أبناء المجتمع في حالات أخرى ؟! وتحضر خلافها مواقف عكسية ومتناقضة تماماً لها ؟!
ففي كثير من الشوارع وعند الإشارات المرورية وفي المتنزهات نشاهد بعض التصرفات وبعض السلوكيات غير الحضارية تتمثل في صورها مخالفات صريحة للأنظمة المرورية او السلوكية او الأدبية او البيئية وغيرها من صور التصرفات السلبية الفوضوية !!
وفي أروقة كثير من الدوائر الحكومية وخاصة المكاتب الخدمية نشاهد ونرى ونسمع بعض التصرفات والسلوكيات من خلال المماطلة في إنجاز المعاملات، ومن خلال التسويف في المواعيد .. ومن خلال التأخير في الحضور أو عدم الالتزام بوقت العمل أو سوء التعامل مع المراجعين بأي صورة وبأي أسلوب كان..
يضاف إلى ذلك ما يحدث في بعض الدوائر الحكومية الرسمية حيث هناك صور مؤلمة ومزعجة من معاناة إطالة المواعيد وضعف في الانجاز، وتأخير البت في مصير العديد من المعاملات بسبب الروتين أو بسبب التسيب الإداري أو بسبب غياب الرقيب الصارم !!
مثل هذه السلبيات التي نراها تتكرر في الشوارع وعند الإشارات المرورية تمثل تناقضات واضحة وصارخة لكل تلك المواقف الايجابية .. حينها تتزاحم في نظر المرء والمشاهد العديد من التساؤلات المحيرة لماذا أصلًا تحدث مثل هذه التناقضات ؟ لماذا هذه الفوارق فيما بين المواقف الاجتماعية الجماعية، وبين تلك التعاملات والسلوكيات الفردية ؟
لماذا لا يسري الشعور الجماعي على التصرف والسلوك الفردي في العمل وفي الشارع وفي الميادين العامة ؟!
لماذا أفرز المجتمع مثل هذه التناقضات الواضحة التي قدمت لنا سلوكيات متباينة ما بين فعل الخير وتقديم العون والمساعدة، وما بين كثير من صور رفض الالتزام بالأنظمة في الشوارع وعند الإشارات وفي المكاتب ؟!
لماذا هذا التباين الكبير والواضح مابين السلوك الديني والسلوك الدنيوي على المستوى الفردي؟! هل ذلك بسبب غياب العقوبات الصارمة، او بسبب ضعف هيبة الأنظمة الصارمة المنظمة للسلوك في الشوارع وفي المكاتب ؟!
لماذا لايكون السلوك المثالي أداءً وإنتاجا وتعاملا وسلوكا ومظهرا، سلوكا حاضرا باستمرار في المكاتب وعند الإشارات المرورية وفي الشوارع و كما نراه حاضرا في إفطار رمضان في المساجد وفي تقديم الصدقات والتبرعات ؟؟
لماذا لايكون الصدق والصراحة وحسن التعامل والابتسامة والهدوء والوعي من قبل الجميع ظاهرة طبيعية في الشارع وفي الميادين العامة وفي الأسواق وفي المكاتب ومماثلًا لما نراه في الدول المتقدمة ؟!

الثلاثاء، أغسطس 13، 2013

الطائفيه

لو رصدنا التمدد الطائفي حالياً في المنطقة سنجد أنه دخل على بلدانٍ لم تكن من ثقافتها أن تكون طائفية. المجتمع المصري متسامح طوال تاريخه، الشيعة أو الأقباط يتعايشون مع غيرهم، وأحسب أن التحولات بين الطوائف والأديان جاءت بعد صعود حركة الإخوان المسلمين وانتشار المد الصحوي. وبمشاهدة فيلم عادل إمام وعمر الشريف "حسن ومرقص" نجد التحولات في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين. العلاقة الآن تتوتر أكثر بين السنة والشيعة وهذا مؤشر خطير. الشعب المصري عاطفي ومحب للدين وعفوي في تعامله مع الدين، هذا التعصب هو طارئ حقيقةً ذلك أن بنية المجتمع المصري بنية متسامحة وترى التسامح في النكتة والخفة في الظل والمرح لدى السواد العريض منهم.
دخول الطائفية على المجتمع المصري أكبر مؤشر على التغلغل والتمدد.
قصة الطائفية في لبنان أو العراق أو حتى في الخليج قصة ليست جديدة ولا مفاجئة، بل لها ظروفها إذ تأثرت تلك المناطق بالثورة الإيرانية أكثر من غيرها. قبل الثورة الإيرانية لم يكن يعرف الجار أن جاره شيعي في الأحساء والمدينة النبوية، كان الناس يعبدون الله على مذاهبهم، قصارى ما هنالك أن يعرف البعض أن هذا جعفري مقابل الحنبلي والشافعي، لم يسيّس حينها المذهب الشيعي ولم يأخذ خط الأيديولوجيا لكن حين كان المذهب هو "منفيستو" الثورة أصبح الناس يتعصبون لمذاهبهم كردة فعلٍ إما ضد أو مع الثورة الإيرانية. ونذكر والآباء والأجداد يذكرون أن الانتماء الطائفي لم يكن مهماً ولا لافتاً.
على سبيل المثال لوالدي صديق عزيز من لبنان وابنه أصبح صديقي أيضاً تجمعهم الشراكة المالية والصداقة القديمة لم نعلم إلا صدفةً عن مذهبهم والذي لم يكن محل اهتمامٍ أو سؤال منذ أكثر من أربعين
الذي يحدث الآن أن الموضوع تغلغل وبات واضحاً أن الطائفية تدار ضمن مشروع في سوريا وفي لبنان والعراق أيضاً بات الرئيس هذا أو ذاك أقرب ما يكون لطائفته بدلاً من مواطنيه.
بآخر السطر، لننتبه إلى المشروع الطائفي، إذا كان قد حط رحاله بمصر فإن هذا إيذان بالتغلغل القوي، وقد يحمل التغلغل تفكيكاً، والويل لأمة تفككت بسبب انتماء طائفي ضيق.

الثلاثاء، يونيو 04، 2013

الشعوذه و الخرافات

ثمة علاقة عميقة بين الإيمان والعلم، بوصف أن العلم هو أحد جسور الإيمان، فكلما ازداد الإنسان علما، ازداد قدرة على معرفة واكتشاف حقائق الكون الربانية. كما أن قيم الإيمان تدعو إلى العلم وتحث على تعلمه، وبذل الجهود من أجله. ولكن لعوامل عديدة، حينما سادت في مجتمعاتنا قيم التخلف والانحطاط، سادت نزعات الخرافة والسحر والشعوذة، وغابت قيم العلم والأخذ بالأسباب. لذلك لا يمكن مواجهة هذه النزعات المقيتة والخطيرة، إلا بالعودة إلى قيم الإيمان التي تعلي من شأن العلم والأخذ بالسنن والنواميس الربانية.
وأصحاب الضمائر الميتة والنفوس المريضة والعقول الشيطانية، يتسع تأثيرهم في أي فضاء اجتماعي، يتخلى عن حقائق الإيمان ويستصغر شأن العلم والمعرفة. لذلك إذا أردنا قطع الطريق على أولئك النفر المريض، فلا سبيل لنا إلا تعميم الوعي الديني والاجتماعي المستند على حقائق العلم والفكر السنني.
وهذه الحقيقة الإسلامية، ثاوية في كل تشريعات الإسلام وأنظمته الشخصية والاجتماعية والعامة.. فلا مجال في هذا السياق للصدفة أو الحظ، وإنما هي مجموعة من القواعد والنواميس الربانية التي تدير حياة الإنسان فردا وجماعة.. لهذا فإن مجتمعاتنا الإسلامية، أحوج ما تكون إلى العودة إلى الفكر السنني وعالم الأسباب والمسببات.. فكل الظواهر المجتمعية، هي وليدة ونتاج عالم الأسباب والمسببات.. والخالق عز وجل يجري قدرته في الوجود الإنساني من خلال عالم الأسباب والمسببات.
وإن التغافل أو التحايل على الفكر السنني، باللجوء إلى الخرافة والشعوذة، فإنه لن يفضي على المستوى الواقعي، إلا البعد عن السماء وأنظمة الباري عز وجل في الوجود.
وفي سياق محاربة الخرافة والشعوذة في مجتمعاتنا نود ذكر النقاط التالية:
1- أهمية أن يتجه الخطاب الديني والثقافي في المجتمع، باتجاه تعزيز الفكر السنني وصياغة مقولات تحليلية متكاملة، انطلاقا من تشريعات الإسلام وأنظمته وقوانينه.. لأن الظواهر الاجتماعية، هي ظواهر مركبة، ولا يمكن معالجتها بخطاب وعظي – وصفي، وإنما بخطاب معرفي – تحليلي، يناقش كل الاحتمالات والعوامل، ويصل إلى نتائج معرفية من جراء الدراسة والتحليل وليس وليدة الانطباع والرغبة المجردة.
ونهيب في هذا السياق، بكل الأطراف التي تساهم في صياغة وصناعة الخطاب الديني والثقافي، للالتفات إلى هذه المسألة.. فالموعظة الأخلاقية ضرورية، لأنها حياة القلوب، ولكن الاكتفاء بها لا يساهم في معرفة نواميس وقوانين الباري عز وجل في الوجود الاجتماعي والإنساني. والانتقال بالخطاب الديني والثقافي من المستوى الوعظي إلى المستوى المعرفي, يتطلب الكثير من الجهود والإمكانات العلمية والمؤسسية, والمطلوب هو بناء إستراتيجية علمية متكاملة على هذا الصعيد.
2- العمل وبذل الجهد المتواصل، لتعميم الوعي الديني والثقافي على مساحات المجتمع المختلفة.. لأنه لا سبيل لمواجهة الخرافة وكل أشكال الشعوذة، إلا بغرس الوعي الديني والثقافي في نفوس وعقول أبناء المجتمع، حتى يتمكن أبناء المجتمع من إفشال ونبذ كل أشكال التحايل التي يستخدمها صانع الخرافة والمشعوذ.. فتعزيز الوعي المستند على عالم الأسباب والمسببات، هو الكفيل في مواجهة كل نزعات الخرافة في الفضاء الاجتماعي.
3 لعوامل وأسباب عديدة، لسنا في صدد بيانها وتوضيحها، يشكل المجتمع النسوي، هو الحاضن الأبرز للقبول أو التعاطي بنية حسنة مع المشعوذين وصناع الخرافة في المجتمع.
من هنا فإن النساء الواعيات والعالمات في المجتمع، يتحملن مسؤولية مضاعفة على هذا الصعيد.. فالمطلوب هو تطوير الخطاب الديني والثقافي النسوي، وتطوير المناشط الثقافية والاجتماعية النسوية، وتعزيز الفكر السنني في الفضاء النسوي، حتى تتمكن المرأة في مجتمعنا، من المساهمة الإيجابية في مواجهة نزعات الخرافة والشعوذة.. فوعي المرأة هو الذي يحدد إلى حد بعيد، قدرة مجتمعنا على مواجهة هذه المخاطر، التي تفتك بنا من الداخل، وتحول دون بناء حياة اجتماعية سليمة وقادرة على مواجهة التحديات.
فالإنسان الذي يعاني من مشكلة ما، أو المصاب بمرض نفسي أو جسمي ما، ينبغي أن يتبع الأساليب والطريقة العلمية في معالجة هذه المشكلة أو هذا المرض.. أما الهروب من هذه المعالجات العلمية الصحيحة، واللجوء إلى الخرافة والشعوذة، فإنه يفاقم من الأمراض ويزيد من المشكلات.. إضافة إلى أن هذا اللجوء لا ينسجم والتشريعات الإسلامية التي تستند في كل المراحل إلى العقل والأخذ بالأسباب بعيدا عن أي تواصل أو لجوء إلى وسائل لا يرضاها الباري عز وجل ولا يتقبلها العقل الإنساني السليم.. فالمطلوب دائما وفي كل الأحوال الالتزام بمقولة (اعقلها وتوكل) أي على الإنسان في كل أحواله، أن يأخذ بالأسباب والسنن ويتوكل على الله لنيل التوفيق.. فنحن إزاء أي مشكلة سواء كانت خاصة أو عامة، ينبغي أن ندرسها بعمق، ونبحث عن التفسير الدقيق لها، وعلى ضوء هذه الدراسة والتفسير نختار السبل الناجحة في مشروع المعالجة.
فالمطلوب دائما عقلا وشرعا هو الوقوف بحزم ووعي في آن ضد كل أشكال الخرافة واللجوء إلى الشعوذة والمشعوذين.. لأن هذه الأشكال والممارسات يرفضها ديننا الإسلامي الحنيف، وتزيد من الإخفاقات والمشاكل.. فتعالوا أيها الأحبة من مختلف مواقعنا ندعو إلى العقل والعقلانية والأخذ بالأسباب والسنن التي أودعها الباري عز وجل في الكون والحياة.. وإذا أصابتنا مشكلة أو مصيبة، نبحث عن معالجتها انطلاقا من مبدأ الأخذ بالأسباب.. فهذا هو طريق النجاة، وهذا هو سبيل إخراج أبناء مجتمعنا من كل الألاعيب والتحايلات التي تستهدف جيوبنا وسرقة أموالنا واطمئناننا النفسي والاجتماعي.
فلنقف جميعا ضد الخرافة، وكل من يسوّق للشعوذة والتلاعب بمشاعر الناس.

الثلاثاء، يناير 15، 2013

إستيراد التقنيات

في عصرنا الحديث استطاعت الصين أن تصبح ثاني قوة اقتصادية في العالم، وذلك لأنها قامت باستيراد التقنية وتوطينها، فهي مثلا عندما أرادت أن تدخل عصر السكك الحديدية لم تستورد القضبان والقطارات، بل استوردت المصانع ومعها التقنية (أو العقول) التي تشغلها وفي نفس الوقت تعلم أبناء الصين، والآن تقدمت الصين على اليابان في صناعة القطارات، ودشنت  أسرع قطار في العالم يسير على أطول طريق حديدي في العالم (2500 كلم)، وغير القطارات هناك مجالات كثيرة يمكن أن نوطن التقنية فيها وأقربها التحلية، وذلك بأن نشجع الشركات العالمية المتقدمة في التقنية بالاستثمار في بلادنا  بالعقول ونعتبرها جزءا من رأس مال الشراكة بيننا وبينها على أن يتعلم أبناؤنا منها، وبذلك ندخل في عصر الحداثة.

الاثنين، ديسمبر 17، 2012

هل الشاشه غشاشه فى بعض الأحيان؟

أن صورة الواقع "المتخيّلة" من خلال شبكات المعلومات وبرامج التواصل الاجتماعي تصور  مفاهيم الحياة مثاليّة في كل شيء في مفهوم الحب والعلاقات الإنسانية والعمل وحين يبدأ في التعامل مع الحياة الواقعية تصطدم بحقائق وصراعات البشر. والإشكال هنا ليس في الاعتراف له بأن ما يقرأ ويشاهد هو جزء من صورة الواقع البشري .
 إن تركيبة مسرح الحياة وحتمية التنافس والتشاحن بين الناس ليست نصاً على شاشة كمبيوتر يمكن تعديله وتزيينه بالألوان دون خسارة.إن النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بكل ما فيه تاريخ وتراكم، وليس نظام حاسوب متقن المدخلات والمخرجات كتلك الأجهزة التي تتعامل معها حتى يمكن في ساعات تغيير النظام وإعادة التشغيل.
 ليست صور الحب والزواج والنجاح في الحياة مثل قصة في فيلم كتلك التي تشاهدها حين يبدأ "البطل" "والبطلة" حياتهما بموقف مؤثر على شاطئ نهر ثم تتدافع الأحداث برومانسية حتى يأتي البطل بعد ساعتين من قصص الصراع الناعم لإنقاذ الحبيبة منتزعاً تصفيق المتفرجين في صالة السينما. الخصوم في صراعات الحياة ليسوا مثل خصومك في برامج ألعاب "الفيديو" الذين تطاردهم على الشاشة وبيدك جهاز التحكم الذي يقدم لك كل أنواع الأسلحة فتقتل جيوشا وتدمر قلاعا ومدنا، ثم يعطيك الجهاز الصامت خيارات التخلص من آثار الدمار وبناء مدينتك الفاضلة ثم تنهض بعدها لتناول طعام العشاء مرتاح البال منتصرا.  الحياة ليست شاشة كمبيوتر .. وتذكّر أن الشاشة غشّاشة في بعض الأحيان.

الثلاثاء، يونيو 19، 2012

ظاهرة التصنيف الإجتماعى

التنوع والتعدد في الآراء والقناعات والميول ، ظاهرة أصيلة وراسخة في حياة الإنسان الفرد والجماعة ، ولايمكن أن نتصور حياة إنسانية بدون هذه الحقيقة .. فإذا تشابه واتحد الناس في اللون ، فهم مختلفون ومتنوعون في القناعات الدينية والثقافية .. وإذا تشابه الناس في القناعات الدينية والثقافية ، فهم متعددون في القوميات والأثنيات .نحن مع احترام كل أشكال التنوع في الوجود الإنساني ، والذي نعتبره جزءاً من الناموس الرباني ، ولكننا في ذات الوقت لا نرى أن ظاهرة تصنيف الأفراد اجتماعياً بفعل انتماءاتهم التاريخية ظاهرة صحية ، بل نعتبرها من الظواهر التي تساهم في تمزيق مجتمعاتنا، وخلق الإحن والبغضاء بين أطرافه وأطيافه
وهكذا تصبح حالة التعدد والتنوع ، حالة طبيعية في الوجود الإنساني .. ولكن هذه الحالة الطبيعية ، قد تتحول إلى عبء على استقرار الناس وأمنهم .حينما لا يتم التعامل مع هذه الحالة الطبيعية بعقلية استيعابية ، تبحث عن سبل لإدارة هذه الحالة ، دون توسل أساليب عنفية وقسرية لاستئصالها .فالتعامل الإنساني الخاطئ مع هذه الحقيقة الإنسانية ، هو الذي يحولها ، من مصدر جمال وحيوية للوجود الإنساني ، إلى فضاء للتناحر والتقاتل .. ومن منبع للخير المعرفي والاجتماعي ، إلى مبرر للنبذ والاستئصال وتغييب المختلف .وبفعل هذه الممارسة الخاطئة والقاتلة في آن ، تجاه هذه الحقيقة الملازمة للوجود الإنساني ، تنشأ ظاهرة تصنيف البشر وتوزيعهم ضمن دوائر انتمائهم التقليدية .. وبفعل هذا التصنيف الاجتماعي ، تبرز الفروقات والتمايزات الحادة بين أبناء المجتمع الواحد ، وتزداد الحواجز النفسية بينهم ، وتتغذى الإحن والأحقاد فيصبح لدينا وتحت سماء الوطن الواحد والمجتمع الواحد ، مجموعة من المجتمعات ، لكل مجتمع عالمه الخاص ورموزه الخاصة وهمومه واهتمامه الخاص ، مع انعزال وقطيعة تامة مع المجتمع الخاص الآخر وهكذا تتحول التعددية الدينية والمذهبية والقومية ، من حالة طبيعية في الوجود الإنساني ، إلى مصدر للشقاء والتباغض والإحن المفتوحة على كل احتمالات الخصومة والنزاع
لهذا فإننا نفرق بين ظاهرة التنوع والتعدد في الوجود الإنساني ، التي نعتبرها ظاهرة صحية وحيوية وذات آفاق ثرية على أكثر من صعيد .. وبين خلق الحواجز بين الناس وتصنيفهم التصنيفات الحادة على أساس انتماءاتهم التاريخية والتقليدية ، والتي نعتبرها ظاهرة مرضية ، ومؤشراً على فشلنا في إدارة تنوعنا بطريقة سلمية وحضارية فنحن مع احترام كل أشكال التنوع في الوجود الإنساني ، والذي نعتبره جزءاً من الناموس الرباني ، ولكننا في ذات الوقت لا نرى أن ظاهرة تصنيف الأفراد اجتماعياً بفعل انتماءاتهم التاريخية ظاهرة صحية ، بل نعتبرها من الظواهر التي تساهم في تمزيق مجتمعاتنا، وخلق الإحن والبغضاء بين أطرافه وأطيافه .. ولن نتمكن من إنجاز هذه المعادلة التي تحترم التنوع الإنساني ومقتضياته ، دون عدم السماح بأن تبرز ظاهرة التصنيف الاجتماعي ، التي توزع الناس وتفصل بينهم شعورياً واجتماعياً ، على أساس انتماءات لا كسب حقيقياً للناس فيها .وعلى المستوى المعرفي من الطبيعي أن يلتزم الإنسان الفرد والجماعة بمنظومة عقدية وفكرية واجتماعية ، لأن الإنسان بطبعه يبحث عن من يشترك معه ويتشابه معه في فكرةٍ أو انتماء أو أي دائرة اجتماعية أو معرفية ، لكي يلتقي معه ، ويحوّل الاشتراك في الدوائر المعرفية والاجتماعية إلى شبكة مصالح تديم العلاقة وتطورها أفقيا وعموديا
لهذا فإننا ننظر من هذه الزاوية المعرفية إلى حقيقة الانتماء الفكري والاجتماعي نظرة طبيعية وصحية .. ولكن هذه الظاهرة الصحية والطبيعية ، قد تتحول إلى ظاهرة سلبية ومرضية .. وحينما يتحول الانتماء إلى مبرر للاعتداء على حقوق الآخرين المادية أو المعنوية ، تتحول هذه الظاهرة إلى ظاهرة سلبية .. وحينما أمارس التعصب بكل صنوفه ، بحيث أرى شرار قومي أفضل من خيار قوم آخرين ، يتحول الانتماء إلى ظاهرة مرضية .لهذا فإننا نعتقد أن التصنيف العقدي أو الفكري أو الاجتماعي في حدوده الطبيعية ظاهرة صحية ، ومستساغة معرفيا واجتماعيا .. ولكن هذه الظاهرة تتحول إلى ظاهرة سلبية حين يتصف أهل هذا الانتماء بالصفات والممارسات التالية :
1- الانغلاق والانكفاء والديماغوجية في النظر إلى الأمور والقضايا ، بحيث لا يتسع عقل الإنسان إلا لمحيطه الخاص ، ويمارس نرجسيته المرضية تجاه قناعات وانتماءات الذات.
2- التعصب الأعمى للانتماء الخاص ونبذ كل المساحات المشتركة التي تجمعه إلى أبناء المجتمع والوطن .
3- ممارسة الاعتداء على الحقوق المادية أو المعنوية للآخرين بدعوى خروجهم عن الانتماء الصحيح أو ما أشبه ذلك .
حين تتوفر هذه القيم والممارسات (الانغلاق المرضي - التعصب الأعمى- الاعتداء على الحقوق) تتحول هذه الظاهرة الإنسانية الطبيعية إلى ظاهرة سلبية ومرضية .وفق هذه الرؤية المعيارية ، نتعامل مع ظاهرة التصنيفات في المجتمع المصرىوهي ظاهرة تتوالد باستمرار ، بحيث ينتقل التصنيف من العنوان الكبير إلى العنوان الصغير ويستمر في سياق دوائر صغيرة عديدة ، بحيث يهدد هذا التصنيف المرضي نسيج المجتمع والوطن .
ولا خيار للعودة بهذه الانتماءات إلى حالتها المعرفية والطبيعية والمقبولة اجتماعيا ، إلا ببناء وعي اجتماعي وطني جديد ، لا يحارب الانتماءات التقليدية للإنسان وإنما يشبعها لدى كل إنسان دون أن ينحبس فيها ، يحترم خصوصياته دون أن يتحول هذا الاحترام إلى مبرر لبناء كانتونات اجتماعية مغلقة .
والطريق إلى ذلك هو بناء حقائق المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات.. بحيث يتحول هذا العنوان بحمولته الدستورية والقانونية والحقوقية إلى مرجعية عليا لكل مواطن.



الخميس، مايو 10، 2012

مع تويتر وأشقاؤه أصبحت مهنة الصحافة مهنة مشاعة للجميع

بفضل وسائل الإعلام الحديث ووسائل التواصل الاجتماعي تويتر وأشقاؤه أصبحت مهنة الصحافة مهنة مشاعة للجميع، يمارسونها بكل الطرق والوسائل، فتويتر أتاح للمواطن أن يكتب الأخبار ويعبر عن آرائه دون الحاجة إلى أن يمر مقاله أو خبره على عشرات الرقباء بدءا من المدقق اللغوي في الصحيفة وانتهاء برئيس التحرير، وتحررت الصحافة من القيود جميعها، وأصبح المواطن هو الصحفي وهو الرقيب وهو رئيس التحرير الذي يجيز ويمنع.
إلا أن ثمة قيدا بقى عالقا.. بل وزادت أهميته.. وهو قيد المسؤولية الشخصية للمواطن الذي صار يمارس مهنة الصحافة عبر تويتر وأشقائه آخذا على عاتقه مسؤولية الأخبار والقضايا التي يطرحها، صدقها ودقتها وحقيقتها.. وهو ما جعل عدد من المغردين في تويتر يتميزون في تغريداتهم ويحضون بمتابعة كبيرة من قبل الجمهور، قد يصل متابعوهم إلى عشرات الآلاف، حتى وإن لم يكونوا يمارسون الصحافة من قبل.. وصار الجمهور لديه حرية في اختيار من يريد أن يقرأ دون أن تفرض عليه الصحيفة كتابا محددين.. لقد حرر تويتر الصحافة من كافة القيود.. إنه عالم فريد صار بين يديك، تمارس فيه التعبير بكل سهولة ويسر!!
وبالرغم من كل جماليات وسائل الاتصال الحديث وايجابياتها، إلا أن هناك استغلالات خاطئة ومشينة لهذه الوسائل، وهناك تعمد من البعض في سوء الاستخدام، لكنها ظاهرة منطقية وموجودة في كل الأدوات والوسائل بما فيها الصحافة التقليدية التي كانت تحتوي أيضا على ظواهر سلبية استغلت هذه المهنة بسوء.
إن الهجرة الجماعية للجمهور باتجاه وسائل الاتصال الحديث بعيدا عن الصحافة التقليدية، تعطينا مؤشرا أن المواطنين ملوا من الطرح التقليدي ووجدوا في تويتر البديل الناجح عن كل سنوات سيطرة تلك الصحف على مصدر الأخبار والآراء.

الجمعة، ديسمبر 30، 2011

الإأحتيال الدينى

الاحتيال هو الاحتيال عملية تورية وخداع واستخدام الحيل من أجل الحصول على منافع مادية، والمحتالون أنواع محتال سياسي، ومحتال ديني، وتجاري إلى آخر تصنيفات المهن والمنافع، الأكثر إنحطاطا بين هؤلاء هو المحتال الديني، يدعو عباد الله من أجل أن يخدع عباد الله، ويستخدم طهارة الإيمان لتدنيس النوايا السليمة وذبحها في أول الطريق ومنتصف الطريق ونهاية الطريق.. وهم مثل الدجال والساحر يستخدمون الدين لخداع أهل الدين، وإن كان حكم الساحر هو حكم المشرك بالله، فهل حكم من يستخدم الدين كذبا وخداعا هو الشرك ؟ الله أعلم !.
ولعل أفضل طريقة للتخلص من شراك المخادع بالدين هي أن تبيعه خدعته، كيف يكون ذلك ؟ استمع لهذه الحكاية: جلس الخليفة المهدي جلوسا عاما للناس، فدخل رجل وفي يده نعل في منديل، فقال: يا أمير هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك، فقال: هاتها، فقدمها إليه، فقبل المهدي باطنها ووضعها على عينه، وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم فلما أخذها وانصرف، قال المهدي لجلسائه: أترون أني لم أعلم أن رسول الله لم ير النعل هذه، فضلا عن أن يكون لبسها؟ غير أننا لو كذبناه قال للناس: أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله فردها علي، وكان من يصدقه أكثر ممن يكذب خبره، وإذ كان من شأن العامة نصرة الضعيف على القوي وإن كان الضعيف ظالما. فاشترينا لسانه، وقبلنا هديته، وصدقنا قوله، ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح.
الحكمة في هذه القصة وكل هذه القصة حكمة تقول إن التخلص من شر المحتال هو تحقيق أهدافه الشخصية ثم فضح نواياه بعد تحقيق غرضه المادي.
اليوم يتزاحم الكثير من المخادعين في كادر الحياة يدفع بعضهم بعضا، ويتحالف ضعيف الحيلة فيهم مع من هو أكثر خبثا ودهاء، في السابق كنا نعتقد أن بعض المخادعين مخلصون وأصحاب نوايا سليمة، هكذا خدعنا بضعفهم الماكر وأقبلنا عليهم طائعين، اعتقادا منا بأن هذا الداعية ورع وابتعد عن ملذات الدنيا من أجل دينه ومن أجلنا، وانكشف ظهر الإيام لنا وزال الغطاء عن وجه الدنيا التي سكنت وحدها في قلب الزاهد أو مدعي الزهد في السابق، ورأينا أن الدين عند هذا المخادع قصر فخم وحساب مالي يزيد بالجمع وليس بالإنفاق، وعلمنا أن هؤلاء المخادعين حققوا أهدافهم المادية، ألم يأت بعد الوقت المناسب لنحقق أهدافنا الأخلاقية ونفضح أصحاب الممارسات الكريهة، ونبيع للدجال خبثه، ويبقى الضعف صورة من صور الرحمة، وليس صورة من صور الظالم، يستغله المحتال كلما إحتاج إليه!

الثلاثاء، مايو 17، 2011

طلاق حديثى الزواج


معدلات قياسية للطلاق أسرعها في محيط معارفي أسبوعين وعموما من السهل إحصاء فترة الزواج بالأيام ، قالت لي إحداهن : لقد صبرت عليه خمسين يوما !
قد تمتد الحياة الزوجية مصحوبة بمشاكل وخصام عام أو عامين أو ثلاثة ويأتي خلالها الأطفال الذين يزيدون المشكلة تعقيدا .
دليلي احتار في فهم هذه الظاهرة الكارثية ، ولا أدعي أنني أعلم بدقة إجابة أسئلة بحجم : أين الخطأ ؟ و ما العمل ؟
بداية كل المطلقات الصغيرات اللاتي أعرفهن يتميزن بتلك الصفات ، متدينة متربية بنت ناس طيبين متعلمة و معروفة بحسن الخلق وزوجها أيضا يشابهها ويقترب منها في تلك الصفات ، تم الزواج برضا وترحيب الطرفين ومباركة الأهل وظهرت بوادر الحب والتعلق بين الزوجين أثناء فترة الإعداد للزواج وفي أيامه الأولي فكيف استطاع الشيطان أن ينفذ من هذا البناء المحكم ؟
أم هي النفس الأمارة بالسوء والتي لم يستطع الزوجين ترويضها فأخذا يشدان الحبل الزوجي بينهما حتي انقطع ؟، تسير الأمور بعد انقضاء أيام العسل الأولي بوتيرة متشابهة ، تشكو الفتاة : زهقانة ، أشعر بالملل ، هو مشغول عني بعمله و أصدقائه و أهله ، وبعد فترة تشعر بالانقباض تجاه أهله أو أصدقائه أو كليهما معا لشعورها أنهم يسرقون منها زوجها ويحفزونه ضدها ، تلجأ هي لأمها أو أختها وترصد حركات زوجها مفسرة إياها دائما علي محمل سئ وتتصور نفسها مظلومة وشهيدة ، يقوم هو بنفس الفعل تقريبا ربما بتحفظ أكبر حتي لا تهتز صورته كرجل ، تزداد الفجوة ، تبدأ تتكلم هي عن حقوقها وحدها وهو يبتعد أكثر ، وصلنا لمرحلة الخطر فقد أصبحا اثنين ضد بعض وليسا روحا واحدة في جسدين كما كانا من قبل ، يزداد التباعد علي كل المستويات وتشك هي في وجود امرأة أخري في حياته .
يزداد معدل الخطورة وتبدأ الغيرة المدمرة ثم الشك القاتل غير المبني علي أساس وتتدهور الأمور وينقلب الحب لكراهية وانفلات أعصاب وحمم بركانية ينطق بها اللسان وتنتهي بسرعة قصة الحب كما بدأت عند المأذون .
من أسباب ظاهرة سوء التكيف بين حديثي الزواج والتي قد تصل للطلاق غزو قيم الحداثة التي تركز علي مفهوم السعادة الشخصية الفردية رغم أن السعادة الحقيقية مستمدة من الاندماج مع الناس و أولهم الزوج ، والمفاهيم النسوية التي تصف الاحتواء الناعم من المرأة لزوجها بأنه خضوع وجرح للكرامة ، وطريقة التربية المنغلقة للولد والبنت والتي تقلل قدراتهم الاجتماعية ومهاراتهم في الحصول علي السعادة ، طريقة التفكير الأحادي في اتجاه واحد بسبب أنظمة الاستبداد في الحكم وفي الدراسة ، دائما هناك فكرة واحدة مفروضة ورفض للتنوع وبعد الزواج تعتقد الفتاة أن حب زوجها لها معناه ألا يحب أو يهتم بسواها حتي الأهل والأصدقاء بينما يتصور الزوج أن طاعة زوجته له معناها إلغاء شخصيتها بالكامل وتحولها لتابع مطيع .
ماذا يمكن أن نقدم من إجابات للعروس الصغيرة لتتجنب عثرات الخطوات الأولي في الزواج ؟
سؤال : زوجي يبدي أحيانا إعجابه بنساء أخريات وأتصور أن هذا معناه أنني لا أعجبه ويثير هذا الكلام غضبي بشدة ويجرح أنوثتي ماذا أفعل ؟
شئ عادي وطبيعي أن يعجب زوجك إعجابا عابرا بغيرك ، فهذه جميلة وتلك ذكية والأخري مميزة وشخصية ، كل هذا لا يعني مطلقا أنه لا يحبك فأنت وحدك الحقيقة الثابتة في حياته والباقي خيالات عابرة ، ابتسمي عندما يعبر عن ذلك واستعيذي بالله من شيطان الغيرة ستكبرين في عينيه وإذا كان يستخدم تلك الطريقة لاستفزاز غيرتك سيكف عنها ويعلم كم أنت واثقة من نفسك ومن حبكما وتغلقين بذلك أوسع أبواب الشقاق .
سؤال : ألبس و أتزين من أجله و أتوقع اهتماما وإعجابا فإذا به يقترح الخروج لزيارة والدته أو استقبال صديقه وزوجته لأتعرف بها علي العشاء ، أقبل علي مضض وتنتهي الليلة بخناقة لماذا لا يفهمني ؟
إذا كنت تحبينه فعلا رحبي بالاندماج في عالمه والاقتراب ممن يحب ، زيارتك لوالدته أو حسن استقبالك لضيوفه وثناءك عليهم سيكون له أبلغ الأثر في نفسه أكثر من الزينة التي ربما تهتمين بها من أجل نفسك وليس من أجله .
سؤال : ماذا أفعل إزاء شعوري بالملل والوحدة بعد أن خرجت من حياة صاخبة مزدحمة في بيت أبي والآن غالبا وحيدة وهو في عمله ؟
لابد من أن تجدي مصرفا صحيا لفائض الطاقة والوقت لديك فكري وابتكري لكي تشغلي نفسك بما ينمي شخصيتك ويشغل وقتك وتفكيرك ويريحك من ملل الانتظار .
وللزوج الشاب أقول أفضل استثمار لوقتك وعاطفتك هو ما تنفقه مع زوجتك فسوف تحصده أضعافا مضاعفة ، وإثبات رجولتك الحقة معناه أن تغير نظامك بعد الزواج فهي ليست أمك التي تتحملك إلي مالانهاية ، تحمل مسئوليات الزواج وغير علاقتك مع الأصدقاء لتتناسب مع وضعك الجديد، وعاملها بحرص حتي لا تخدش رقة القوارير وعليك بالهدية والكلمة الحلوة ولين الجانب تكسبها سندا ورفيقة حياة وتجعلها تشطب كلمة الطلاق من قاموسها نهائيا .

الخميس، مايو 05، 2011

المطالعة لدى الطفل العربي: عزوف متوارث أم اهتمام متواضع؟


بقلم: حنين أبو الروس
دار الفكر 15/03/2011
ازدادت ظاهرة عزوف الطفل العربي عن القراءة في العقود الأخيرة، وبات هناك نوع من القطيعة بين الأطفال العرب وبين "خير جليس" لدرجة أن معدل قراءتهم السنوي لا يتجاوز الست دقائق، مما يؤثر على مستواهم المعرفي مستقبلاً.
تُشير آخر الإحصائيات أن معدل قراءة الطفل العربي للكتاب غير المدرسي حتى سن الثامنة عشر يقتصر على ست دقائق سنوياً، كما أوضحت دراسة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وهذه الدراسة تدل على أن الأجيال العربية تتوارث عزوفهم عن القراءة في العالم العربي، مما ينعكس على المستوى المعرفي لهذه الأجيال مستقبلاً. لكن ما هي أسباب هجر الطفل العربي للكتاب، الذي طالما وصفه العرب أنفسهم بأنه "خير جليس"!؟ فهل يعود العزوف عن القراءة إلى أسباب فطرية أم أن هناك سلوكيات أُسرية تقتل في الطفل العربي حبه للقراءة؟
ـ فاقد الشيء لا يُعطيه
فقدت روان السيطرة على أبنيها، يزن (11 عاماً) وزيد (9 أعوام) منذ التحاقهما بالمدرسة، فما عادت تستطيع كبح إهتمامهم بالقراءة بالإنصراف إلى الألعاب الإلكترونية وكرة القدم مجاراة لأقرانهم. وما يزيد الأمور تعقيداً أن زوجها "ينزعج إذا ما رأى أحد ولديه يقرأ في كتاب مدرسي، فكيف إن رآه يُطالع كتاباً غير مدرسي..!!؟؟"، كما تقول روان، التي تُضيف قائلة: "أنا نفسي لا أُحب القراءة لكنني أُدرك أهميتها". وتستثني روان ابنتها ذات الستة أعوام من "حساسية القراءة" التي تُعاني منها الأسرة، لأن خالتها مولعة بالقراءة وتُشجعها على ذلك، ما يدفع الصغيرة إلى تقليد خالتها المحبة للقراءة.
كاتبة الأطفال روضة الهدهد ترى انجذاب الطفل إلى الكتاب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بدور الأم وبالمدرسة، بما فيها من معلمين ورفاق. وفي حديث مع محطة (دويتشه فيله) أرجعت الهدهد أسباب عزوف الأطفال عن المطالعة إلى "خلل في علاقة الأسرة بأكملها بالكتاب"؛ فعزوف الوالدين عن القراءة ينتقل إلى أطفالهم، ويعمل على "عدم تنمية ملكة القراءة لديهم". وتُضيف الكاتبة الأردنية بالقول: "أنا أشعر أن الطفل العربي يحب مطالعة الكتب، ويحب أيضاً أن يُقرأ له. وإن تعلق الطفل بقصة ما، فإنه يُصر على أهله أن يرووها له مرات عِدة دون كلل".
وهنا يأتي دور الأسرة في إشباع الوالدين "لهذه الغريزة الكامنة في طفلهم"، كما ترى الهدهد.
ـ دور فاعل للصورة
مي، أم أردنية، اعتادت أن تروي كل ليلة لطفلتيها ملاك (6 أعوام) ونور (5 أعوام) قصة ما قبل النوم. كما أنها تصطحبهم إلى المكتبة بين الحين والآخر، ليختاروا الكتب التي تلفت إنتباههم، مع توجيهها لهم لاختيار الكتاب المفيد والمناسب. وانطلاقاً من قناعتها بأن للوالدين الدور الأكبر في تنمية إقبال الطفل على الكتاب ونظراً لصغر سنهم وعدم إتقانهم للقراءة، تقرأ مي القصة على مسامع أطفالها وتُكررها ذاتها على مدار أسبوع. وبعد الأسبوع تُمسك الطفلتان الكتاب ويُحاولن القراءة وغالباً ما ينجحن في ذلك، لا لأنهما تعلمن القراءة، بل لأنهما فعلياً حفظن القصة عن ظهر قلب. وذلك يُشعرهن بتحقيق نجاح ويزيد من رغبتهن في إقتناء كتاب آخر لقراءته، كما تقول مي، التي تؤكد أيضاً على دور الصورة الفاعل والمسيطر في استقطاب انتباه الطفل للكتاب.
وفي هذا الإطار تلفت روضة الهدهد الإنتباه إلى "أهمية الحرص على توفير الكتاب للطفل، لما له من تأثير إيجابي على الطفل". وتُضيف الهدهد بالقول: "إن الطفل الذي يقرأ أو يستمع إلى قصة، يرفع من حصيلة مفرداته اللغوية وإدراكه ومعرفته بالأمور الحسية وغير الحسية. كما أن للقراءة تأثير إيجابي على تحصيله الدراسي مستقبلاً."
وتجد هالة حمد، مستشارة الدول العربية في تنمية وتعليم الأطفال، أن "القراءة هي نظام يحتاج إلى أساسات تُبنى من الصغر، كتعريف الطفل على الأشياء واعتياد عيونه على القراءة، وذلك يتم من خلال تعريف الصور أمامه بكلمات، إضافة إلى تعليمه كيفية التعامل مع الكتاب".
وتُرجع حمد سبب عزوف الأطفال عن المطالعة إلى أن "معظم الكبار في البيت العربي لا يقرؤون" وتتساءل المستشارة العربية: "فكيف نطلب ذلك من الأطفال..!"
كما تعزو إهمال الطفل للكتاب إلى أن "الطفل العربي لا يتعرف على الكتاب إلا في المدرسة كدواء لا بد أن يأخذه، ويعتبر القراءة كمهارة صغيرة هامشية، ولا يعتبرها كمتعة أو وسيلة لإشباع فضوله وحب استطلاعه."
وبحسب حمد فإن "النمط التفكيري في العلاقـة مع الكتاب غير موجود لدى الأطفال العرب بشـكل عام، لأنهم لم يتعلموا كيفيـة التعامل مع الكتاب"، على عكس الحالة في الدول الغربية. وفي هذا الإطار تُضيف حمد قائلة: "في الغرب يقرأ الوالدان في معظم الأوقات، لذلك يكبر حب القراءة مع الطفل على عكـس الواقع في الأسـرة العربيـة."
ولا تبتعد الكاتبة سوزان الغاوي كثيراً عن هذا الطرح، إذ تجد أن "وجود الكتاب من الأمور المهمـة والضروريـة في البيت وتأثيره كبير جداً على الطفل، لأن الطفل يُقلد الأهل في تصرفاتهم". فعندما يرى الطفل والديه يقرئان الكتاب ويحترمانه، تنمو لديه عادة القراءة التي تنقص مجتمعنا، فتصرفات الأبوين تنعكس على تصرفات أبنائهما. "لذلك على الآباء التعامل مع الكتاب كأنه كنز أو شيء له قيمة كبيرة، مما سيعمل على زيادة إهتمام الطفل بالكتاب، وكلما زاد عدد الكتب في البيت كلما كبرت مكتبة الطفل وأثرت على تشكيل شخصيته من خلال كتبها"، كما تقول الغاوي.
أما في ما يتعلق بجذب إهتمام الطفل للكتاب فترى هالة حمد من جانبها أن "الجلسـة الحميمـة في حِضن الأب أو الأم والتفاعل مع الطفل في إحداث القصـة وإبداء الإهتمام، لـه دور كبير في تنميـة حب القراءة لدى الطفل."
ـ محاولات لتجنب العواقب
وفي إطار الجهود العربية لتغيير واقع العلاقة المتردية أو شبه المنعدمة بين الطفل العربي والكتاب ومن أجل تجنب العواقب الوخيمة لهذه الظاهرة، أُطلقت في الأردن مؤخراً مبادرة على مستوى المملكة. وتستهدف المبادرة، التي أُطلق عليها "حملة تنمية المجتمع"، لتشجيع القراءة في المناطق الفقيرة التي يلفها ظلام الأُمية في الأردن. الهدف من هذه الحملة هو هز الأُمية الفكرية التي يُعاني منها المجتمع، إذ تتبنى مبدأ القراءة لمدة 6 دقائق يومياً للأطفال والكبار، كما تقول حمد، مستشارة هذه الحملة.
وفي خطوة مشابهة تم تأسيس مؤسسة (آنا ليندت) للحوار بين الثقافات عام 2005، من أجل تشجيع الحوار الأورومتوسطي في إطار التعامل بين دول الإتحاد الأوروبي وبقية الدول المُطلة على البحر الأبيض المتوسط. وأقامت هذه المؤسسة مؤخراً مسابقة سنوية بعنوان "القراءة هنا وهناك وأينما تواجدنا"، بهدف تحقيق انتشار أوسع لأدب الطفل عالي الجودة. واقتسمت جائزة هذا العام مصر ولبنان. كما تقوم المؤسسة أيضاً بدعم عملية إصدار الكتب على المستوى الوطني والإقليمي.

الجمعة، أبريل 08، 2011

فصاحة سفير


* منذ شهر تقريبا، تابعت لقاءً صحافيا للسفير الفرنسي الجديد بتونس، بوريس بوالون، فكان حديثه بلغة عربية سليمة نقية، لاتشوبها شائبة.
* والسفير تبدو عليه ملامح صغر السّن، وقلّة التجربة، مما يعني أن تعلم اللّغة العربية لدى ساسة الغرب، جزء من تكوينهم، ولبنة في تركيبهم.
* ومنذ لحظات أنهيت مقالا للأستاذ: مالك التريكي، يتحدّث بإعجاب بالغ عن نائب وزير خارجية الصين دجاي جون، وهو يتحدّث بلغة عربية صافية، "من النادر أن تجد حاكما أو سياسيا عربيا يستطيع أن يأتي بمثلها ".
* وأتابع باستمرار القنوات العربية المختلفة، فأجد بعض ساسة الغرب يبذلون جهودا شاقّة للتحدّث باللّغة العربية الفصحى، حينما يخاطبون المشاهد العربي.
* وأتذكر جيدا، حينما كنت طالبا في جامعة الجزائر، 86-90، وكان من حين لآخر يحضر سفير من السفراء بالجزائر، ليلقي علينا محاضرة، في قضايا الساعة.
* كان أحسنهم على الإطلاق، السفير الأمريكي يومها، حينما ألقى علينا محاضرة عن معنى الإستراتيجية، بلغة عربية فصيحة بليغة، أجزم أنها كانت أفصح وأبلغ من جمع كبير من الأساتذة.
* ومحاضرة السفير الروسي، كانت كلّها باللّغة العربية الفصحى، ولولا اللّكنة الروسية، لأقسمت أنه من شعراء العرب.
* وكانت خيبة الأمل كبيرة، حينما فُتح المجال للمناقشة، فتدخل الأساتذة الجزائريون، بالّلغة الإنجليزية، وسفراء الغرب يجيبونهم بلغة عربية بليغة فصيحة.
* مع ذكر، أن الأساتذة الذين درست عندهم يومها، تلقوا علومهم، بالّلغة الانجليزية، في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا.
* الغريب عن اللّغة العربية، يتحدث ويجيب بلسان عربي مبين. والعربي يسأله ويستفسر عن قضاياه بلغة الغريب.
* ودائما مع محاضرات السفراء، حضر سفير إحدى الدول العربية بالجزائر يومها، لا أحب أن أذكر دولته، حتى لايساء الظن، ويعتبرها القرّاء العرب، مَساسا بدولتهم.
* ألقى علينا محاضرة، بلغة عربية ركيكة ضعيفة، كان يجد صعوبة شاقة في نطق الألفاظ والمعاني، وكأنّه يستخرجها من بئر سحيق، وكانت مصطلحاتها باللغة الانجليزية.
* فعرفت، وأنا يومها التلميذ الصغير، الذي رأى واستمع للسفراء لأول مرّة في حياته، سبب الفضائح والفظائع التي تميّز السياسة العربية جمعاء.
* ومنذ سنوات قليلة، قرأت على أعمدة الصحافة الجزائرية، أن أحد مسؤولي إحدى الهيئات الدولية،لا أتذكر اسمه، أثناء زيارته للجزائر.
* ألقى كلمته باللغة العربية الفصحى، وبعدما أنهى المحاضرة، ناقشه الساسة والأساتذة الجزائريين، باللغة الفرنسية، فَصُدِمَ المسؤول الغربي، عمّا رآه وسمعه، واستنكر ذلك، قائلا:
أحدّثكم باللغة العربية، وأنا الأجنبي وتحدّثونني باللّغة الأجنبية.
* فكان عتابه لأهل الضاد، في وطن الضاد، في مستوى نطقه باللّغة العربية الفصحى.
* هذه عيّنات عشت ماضيها وحاضرها، تدلّ بوضوح أن عظمة الدول في لسانها، واحترام لسان غيرها.

الجمعة، مارس 18، 2011

التقنيه و الشغوب

عندما يحسب المفكر الغربي التكاليف التي تحملتها دولته وحلفاؤها لاسقاط الانظمه السياسية المعادية (العراق مثالا) فإنه ينبهر من الحجم الهائل للجهود المبذولة في تخطيط وتمويل وتنفيذ هذه العمليات وما رافقها من خسائر في الاموال والارواح وما تعلق بها من انهيار الاخلاقيات مثل تهم انتهاك القانون الدولي والحقوق الانسانية ما انعكس سلبا على سمعة هذه الدول وسبب ضغوطا ضدها من المجتمع الدولي مساوية او متفوقة على حجم هذه الخسائر.
وعندما يتم مقارنة ذلك بتكلفة سقوط بعض الانظمة السياسية في الشرق الاوسط في مطلع عام 2011، فإن المفكر الغربي يجد ان التكلفة التي تحملتها دولته وحلفاؤها في ذلك لا تكاد تذكر وتقترب في حقيقتها من الصفر، ويعزى ذلك - من الجانب التقني على الاقل - لتأثير منتجات التقنية على سلوك الافراد والجماعات وجعلها هي اللاعب الاساسي في هذه الاحداث لرخص ثمنها وسهولة استخدامها وتوفر اداواتها وفعالية نتائجها، وهنا انفتح الافق لاستخدام جديد للتقنية بما يتوافق مع التوجهات السياسية والاستثمارية للدول العظمى التي ندور نحن في فلكها سياسيا وماليا واجتماعيا، شئنا أم أبينا.
لقد عقدت المؤتمرات ودارت المناقشات بكثافة في نهاية التسعينات الميلادية حول رسم خريطة طريق لتطوير تقنية اتصالات المعلومات، وكان السؤال الدائر: ما الافضل للاستثمار (تطوير تقنية الشبكات الارضية للهواتف ونقل المعلومات) أو (تطوير تقنية الشبكات اللاسلكية وما يتعلق بها من الاتصالات النقالة)؟ وبعد مداولات سياسية واجتماعية وعسكرية ومالية وتقنية، تم الاتفاق على ان الافضل هو الاستثمار في الاتجاه اللاسلكي وما يتعلق به من ادوات نقل المعلومات وتشفيرها وامنها وسرعتها وغيرها.
وبعد ازمة 11 سبتمبر، تغير مسار التقنية لخدمة الاجراءات الامنية لمكافحة الارهاب وكان الدعم السياسي هائلا للاستثمار في هذا المسار ما أدى الى ظهور وتطور تقنيات كانت حبيسة ادراج المكتبات منذ عقود لاعتراضها - في ذلك الوقت - بالعوائق السياسية والقانونية. فمثلا كان في الماظي يعتبر وجود طلب البصمة في متطلبات تأشيرة السفر للسائح نوعا من انتهاك الخصوصية وحقوق الانسان. لكن السياسي (عندما احتاج لذلك) استطاع ازالة جميع العوائق وسمح بوضع التشريعات اللازمة لاستخدام وتطوير هذه التقنية. وكان ضوءا أخضرا لرسم وجها حديثا للتقنية الامنية لتشمل طفرة تقنية هائلة في بصمة العين والوجه وتصوير الجسم كاملا وكذلك تطور التقنيات التابعة لذلك كتقنية المراقبة والتتبع وغيرها.
وبما أن الحاجة أم الاختراع، فحين تم قطع وأيقاف وسائل الاتصال المحموله والانترنت في مصر خلال الاحداث الاخيرة لمنع عمل مجموعات التواصل الاجتماعي، قاد ذلك - الى ابتكارا هائلا وفتحا تقنيا عظيما وذلك بتحويل الهواتف الارضية بطريقة ذكية لدعم شبكات التواصل الاجتماعي، حيث اوجدت شركة تويتر وشركائها رقما ارضيا خاصا يمكن الاتصال به وتسجيل الرساله الصوتية ليسمعها العالم عبر صفحات التواصل الاجتماعي من دون الحاجة الى الدخول التقليدي للانترنت.ومن متابعة الاخبار فان هذا الاتجاه التقني الجديد استخدم خلال كارثة تسونامي اليابان في تحقيق التواصل الاجتماعي الصوتي للتحذير او لتوجيه الخدمات والتجمعات.
ان هذا الاتجاه الذي رسمته الحاجة وبدأ كعلاجا تقنيا للطوارئ، قد ظهرت بوادر التسويق له - بدعم السياسي والمستثمر العالمي - لنقل هذه التقنيه الى مستوى أعلى من التطور والفاعلية وسهولة الاستخدام بما يخدم الاهداف الاستراتيجية لهذا التوجه. وهذا قد يزيد تعقيد محاولة التحكم في تقنية التواصل الاجتماعي، سواء من الآباء او المجتمعات او الحكومات.
لقد نبه علماء الاجتماع ان الانغماس في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي قد يؤثر انفعاليا في ذهن المستخدم او القارئ وبالتالي التشويش على ادراكه الشخصي، لذلك فهم ينصحون - وبشدة - بعدم اتخاذ اي قرار الا بعد الابتعاد عن الانترنت والتأكد من زوال تأثيرات هذا الانفعال.
وبمعنى آخر، فان القارئ لبعض مواقع الانترنت اشبه مايكون في حرب نفسيه مع اللاعبين الاساسين المتمكنين في هذه المواقع. فيتم شحن القارئ بالاستفزازات لمحاولة التأثير على ادراكه وبالتالي تصرفه تلقائيا بصبغ العالم حوله بتلك الصبغة الانفعالية البعيدة تماما عن الواقع الذي يعيش فيه. ففي الواقع - مثلا - هناك صوت لكل شخص، بينما في الانترنت بأمكان شخص واحد ان يتقمص عشرات الشخصيات وينادي بعشرات الاصوات عبر عشرات المعرفات وبالتالي يعطي انطباعا خاطئا للقارئ بان هذا هو صوت الاغلبية وهو في الحقيقة رأي خادع لشخص واحد فقط. لذا فإن اتخاذه لاي قرار بناء على هذا الانطباع سيكون كارثيا على المستوى الشخصي والاجتماعي.
وارغب في الاشارة الى نقطة مهمة وهي متغير العمر للقارئ، فالشباب هم اسرع شريحة للانفعال والاكثر استجابة للضغوط والتوجهات التي تدغدغ احتياجاتهم، فبأمكان اي شخص حماية ابنه بعزله عن رفاق السوء في الحي، لكنه قد تفشل في عزله عن مواقع السوء والتحريض في الانترنت.
لذلك يجب التكاتف في ايجاد حلول لهذه الازمة وعلى متخذي القرار الاستثماري والاجتماعي والسياسي الاهتمام بمتابعة هذه التغيرات التقنية والاجتماعية والنفسية، وتحصين الشباب بتأهيلهم (ايجابيا) لهذه المتغيرات حتى لا نكون في اخر قائمة التقدم ونحن نملك جميع المتطلبات والمقومات لتبوؤ مكان أفضل في تلك القائمة، فالشباب سيكون بين خيارين: اما ان يتبنى تشعبات التقنية (ايجابيا) كسلاح فعال للتطور والتنمية او سيتبناها (تلقائيا) كسلاح سهل للدمار الشامل. والخيار مفتوح للجميع.

الخميس، فبراير 03، 2011

أزمة إعلام

أزمة إعلام وأزمة مهنية حقيقية حتى للقنوات المعتدلة، فالمتابع يجد أن هذه القنوات تسمح بالرأي الأحادي، وكأن الأزمة مسيّسة في اتجاه واحد فقط أو كما يقول العقلاء إن مصر ٨٢ مليوناً وليسوا مليوناً واحداً!
تختار كل قناة محللا سياسيا، أو معلقا يتناسب مع سياستها أولاً، ويقول ما يفترض أن تسمح به القناة ولذلك هناك بعض المحللين لا يظهرون في قنوات، ويظهرون في أخرى عكس آخرين، لأن السياسة في النهاية أو سياسة القناة هي التي تحكم من يظهر ومن لا يظهر.
المذهل أن المذيعات والمذيعين تدربوا على طريقة مقاطعة الضيف الذي لا تتفق آراؤه مع خط القناة حتى وإن كان منطقياً، مقاطعة قوية ومحاولة متواصلة تم إجادتها لوضع حديثه، أو تسييره إلى الخط الذي تنطلق منه القناة وليس توجهه هو أو قناعاته، وأحياناً يفاجأ بمفردات ونقل إلى طريق لم يكن مستعداً لها وإن لم يتجاوب يغلق الخط في وجهه، أو يهمش إن كان في الاستديو وتسفه آراؤه!
نحن أمام إعلام مبالغ فيه، ومدعٍ، ويحاول أن يفتح الآفاق التي يريدها فقط، ويلهم مشاهديه بما يريد من تفاصيل الصورة المفترضة وليس الصورة الحقيقية.
إعلام يتمحور حول الصورة وليس خلفها. يحاول أن لا يكترث بجماعية المشاهد لأنه يعتقد أنه الأكثر فهماً لما يجري، وأن هذه المواجهات على الهواء هي الأمور المطلوبة وبالتالي لابد أن تتقيد بمرئيات القناة، والوقت المتاح والمطلوب أيضاً، لتصل إلى المشاهد العادي بوعيه البسيط وميوله الثأرية أحياناً من كل ما يجري حوله!
لستُ ضد أي قناة، ولا يتراءى لي إعلام دون قنوات ناقلة للحدث لكن لابد أن تكون ضمن أطر مهنية حقيقية، تتجاوز الصوت العالي وتكريس ملامح ايدلوجية واحدة، وتجاهل الصوت الآخر، والمتشبثة بالحرية المزيفة التي تفتح قفصاً للطيور لتغادر، وتقفل الآخر، مهنية تحترم الطرف الآخر مثلها مثل القنوات الأجنبية BBC- CNN وغيرهما والتي تكرست من خلال أخذ المزيد من قواعد الإعلام ومعاييره، واستنطاق مفهوم احترام كل الآراء، ونقل الصورة دون محاولة الهيمنة على ملامحها، أو إعادة تدويرها بعد عرضها بواقع مرئي فقط من القناة.
نحن بحاجة ماسة إلى إعلام ناهض ومحايد لا يستنهض فقط الغرائز والكراهية، ومحاولة تجاوز الحقائق ، إعلام يسعى إلى تحديد العلامة الفاصلة بين التنوير والمعرفة، وبين نقطة دخول التاريخ عن طريق مواجهات مفتوحة ومسمومة!

الأربعاء، يناير 19، 2011

عقوق الوالدين

 
  تطالعنا وسائل الإعلام –بين الحين والآخر- بأخبار لجرائم لا يستوعبها العقل .جرائم غريبة  بكل المقاييس. غريبة على الإسلام و على جميع الديانات السماوية ..غريبة على كل القوانين الوضعية وعلى العقل والمنطق وعلى العاطفة وعلى كل القيم الإنسانية ..تلك هي جرائم امتهان كرامة الوالدين من قبل الأبناء الجاحدين  بوسائل لا تنم إلا عن دمار الأبناء وسوء  مصيرهم في الدنيا والآخرة..
   أصبح كثير من الآباء والأمهات يشكون من عصيان أبنائهم وعدم الامتثال لأية نصيحة تُوجه إليهم من الوالدين والخروج عن طاعتهم بممارسة سلوكيات تؤذي الآباء وتصرف رضا الله عن الأبناء.. بدءا من الإهمال والتطنيش للوالدين وعدم رعايتهم في كبرهم ..وصولا إلى إلغاء مكانة الوالدين والسخرية منهم والتطاول عليهم باللسان وكأن الأبوين – في نظر بعض الأبناء - عدوان لدودان لا يحبان الخير لأبنائهم، بل صار الأبناء العاقون يستعجلون  التخلص من الوالدين إن لم ينصاعا لقرارتهم غير السوية وينفذا رغباتهم الدنيوية،..حتى وصل الحال المزري إلى ارتكاب جرائم في حق الوالدين تقشعر منها الأبدان كالإهانة  والضرب وصولا إلى قتل الآباء والأمهات بدم بارد... ما الذي يحدث يا إلهي؟!!
  هل يعقل أن يحدث هذا الجحود في مجتمع بشري يتمتع فيه الإنسان بالعقل؟!!  أو حتى في مجتمع لديه عاهات عقلية؟!  
   مهما كانت الأسباب؛ فإن عقوق الأبناء صار ظاهرة عامة  ينبغي التوقف عندها من قبل جميع منظمات المجتمع الحكومية والمدنية، فلم يعد محدودا بحالات معدودة، صرنا محتاجين إلى حملة شاملة : دينية –تربوية- قانونية.وطنية. إعلامية. مجتمعية .. تسلط الضوء على ظاهرة عقوق الأبناء في هذا الزمن، وتوضح للأبناء خطر العقوق على مستقبلهم هم في  الدنيا قبل الآخرة، وتعمل على إعادة الأبناء إلى صوابهم، و على التقريب بين الآباء والأبناء في هذا الزمن الذي سيطر فيه  أقران السوء  على قلوب الأبناء وعقولهم وأخذوا يزينون لهم عقوق الوالدين، ويبررونه للأبناء بمفاهيم مغلوطة عن الحرية وحقوق الإنسان..
لا يمكن أن نرجع عقوق الأبناء إلى سوء التربية الأسرية فقط، فقد أصبحت التربية السوية في نظر بعض الأبناء قيودا على رغباتهم وحرياتهم يحاولون مقاومتها بكل الوسائل المتاحة حتى وإن كان الثمن تدمير أنفسهم عنادا في آبائهم وأمهاتهم..
 تربية الأبناء لم تعد من اختصاص الأسرة فقط، بل صارت تربية الأبناء مرتهنة بالعولمة والفضاءات المفتوحة  على كل سيء في هذا العالم.
   ولذلك صار السيئ هو المثال النموذج للأبناء، الذي ينقادون له بلا تفكير، وصار الحق والخير وطاعة الوالدين  هو التخلف والتحكم في نظرهم الذي يعملون على التحرر منه بدون تفكير أيضا..
   لا بد أن تؤخذ ظاهرة عقوق الأبناء بصورة جدية، وأن يقف المجتمع بكل مؤسساته عند هذه الظاهرة، فهي مؤشر خطير لانهيار الأسرة، وضياع المجتمع كله،  وصدق الله العظيم القائل   " إن من أولادكم عدوا لكم فاحذروهم"

الأحد، يناير 09، 2011

حظك اليوم

ي اواخر كل سنة يبدأ رواج سوق المنجمين والعرافين ومن يسمون أنفسهم زورا بعلماء الفلك او خبراء النجوم وما إلى ذلك من التسميات ويبدأ كل منهم بوضع التنبؤات والتصورات للعام القادم ويطبعون الكتب التي تباع بكميات خيالية وتستضيفهم القنوات الفضائية كأبطال وعلماء ونجوم , لا بل وأن بعضهم لديه مكانة خاصة في القصور الرئاسية والملكية على حد سواء وتدفع لهم مبالغ خيالية مقابل قرائتهم لطالع ذاك الحاكم .
لست في صدد مناقشة حرمة هذا العمل ففيه نص صريح (كذب المنجمون ولو صدقوا ) اي ان المنجم حتى وإن صدقت بعض توقعاته فهو يبقى في المجمل كذاب ودجال  يبيع الناس الوهم على جميع الاصعدة ويوهمهم بأشياء لاتمت للواقع بأي صلة وقد تدمر حياتهم بالكامل .
عندما يراجع شخص ما الى منجم ويخبره بأنه مثلا سيتزوج من فتاة شقراء فإن قناعة هذا الشخص بهذه المعلومة ستجعله يعزف عن الزواج من اي فتاة يقابلها ولاتكون شقراء واخر المطاف سيندم على كل الفرص التي اضاعها للزواج من فتاة جيدة , ونفس الشيئ يصدق بالنسبة للفتيات فإن قالت العرافة لها مثلا انها ستتزوج بسعادة من رجل طويل فسترفض اي شخص قصير بانتظار طويل القامة الموعود .
لا بل وان دجل هؤلاء يتجاوز الصعيد الشخصي ليصل الى المستوي الاقليمي والعالمي فيتنبؤون بالحروب وسقوط الحكومات  ووفاة الزعماء والازمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية وطبعا كلها دجل في دجل .
ولمن يقول ان بعض هذه التوقعات تصدق اقول ان العملية بسيطة جدا فهؤلاء لديهم نظام للاحصاء او الاستقراء يعطيهم افضل الاحتمالات في كل موضوع وهم في الغالب مرتبطين مع مؤسسات مختصة في هذا المجال في الغرب يدفعون لها مبالغ مقابل هذه الاستقرائات .
فالعملية اذا ليست معرفة بالغيب بقدر ماهي دراسة احصائية لامكانيات موجودة بالفعل فمثلا يدرسون الحالة الصحية للحاكم الفلاني مع سنه ويقولون ان هناك احتمالا بأن يتوفى هذه السنة او ان الشخصية الفلانية ستتعرض للاغتيال وهو احتمال قائم على اساس الوضعية الامنية لتلك الشخصية وبالتالي فإن المنجم مثل الساحر يخدع الناس عبر خدع بصرية مستفيدا من حقائق علمية ليوهمهم بأنه يفعل اشياء خارقة للطبيعة او سحر .
ولا ننسى الدور الذي تلعبه الوكالات الاستخبارية في تغذية هؤلاء بمعلومات مقصودة الهدف منها توجيه الرأي العام نحو وجهة معينة او تهيئتها لتقبل حدث معين نفسيا ثم القيام او مجرد دراسة ردة فعل المجتمع تجاه هذا الحادث ان وقع فعلا .
اذا يجب ان ندرك ان توقعات العام 2011التي يقوم بها فلان او فلانة  ليست علما بالغيب ولا نجوم ولا فلك بل هي مجرد دجل مبني على بعض المساعدة من العلم الحديث, ويبقى السؤال الاهم ماهي الفائدة التي يجنيها الانسان من معرفة المستقبل حتى لو افترضنا جدلا بصحة هذه التوقعات  ؟ فأن كان هذا المستقبل جيدا فقد افسد على نفسه الفرحة والمفاجئة, وإن كان سيئا فقد اصابه الغم حتى قبل وقوع المصيبة نفسها وفي الحالتين يكون خاسرا .
نصيحة لوجه الله دعكم من هؤلاء الدجالين الذين لايبغون سوى افراغ جيوبكم واللعب بعقولكم والسيطرة على مقدراتكم وتوكلوا على الله ثم على انفسكم وليسعى كل عبد في رزقه وحياته وليؤمن بأن الله يقدر وما يشاء يفعل وهو الوحيد الذي لديه علم الغيب ولو ان هؤلاء الدجالين يمتلكون حقا علم الغيب لاصبح واحدهم مليارديرا وهو جالس في بيته ولاحاجة له لطباعة كتب او تقديم برامج تلفزيونية .

الجمعة، ديسمبر 31، 2010

تخزين القات

لتخزين القات تأثير اجتماعي لا يُستهان به ، فالرجال مثلاً يتجمّعون بعد الظهر في مكان التخزين ، مُبتعدين بذلك عن زوجاتهم وأبنائهم لساعات ثم يعودون إلى منازلهم وهم في حالةٍ نفسية سيئة. وقد قال لي أحد الأخوة من دولة اليمن الشقيق بأن صديقا له كان يُخزّن القات ، وبعد نصائح من اصدقائه وزملائه توقف عن تعاطي القات ، وأصبح يذهب ليجلس مع أفراد عائلته ، وخاصةً ابناءه الصغار الذين فرحوا بمشاركة والدهم لهم في أوقات فراغه ، بعد أن كان يذهب معظم وقته في جلسات التخزين. استمر هذا الرجل بعيداً عن القات ، ولكن بعد ثلاثة أشهر عاد مرةً آخرى لتخزين القات وجلسات التخزين ، وحين عاد إلى منزله في أول يومٍ بعد أن عاد للتخزين ، قابله أحد أطفاله ، وحينما لاحظ أن أباه تبدو عليه اثار تخزين القات بكى الطفل الصغير ، فسأله الوالد عن سبب بُكائه ، فأجاب الطفل بأن الثلاثة أشهر الماضية شعروا بمعنى الأبوة معه ! فقد كان قبل تلك الشهور الثلاثة يأتي إلى المنزل متذمراً لا يرغب في سماع أي شيء من أولاده ، ويصرخ في وجه أيّ منهم حين يُحدثه! . عندما سمع الأب تلك الكلمات مع بكاء ابنه الصغير ، قرر أن يتوقف عن التخزين تماماً وهذا ما فعله.
القات مادة مُخدرة ، حرمها العلماء في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز وكذلك حرمها علماء الأزهر الشريف واعتبروها مادة مخدرة محرم شرعاً تعاطيها أو استخدامها بأي شكلٍ من الأشكال.
القات مادة تجلب القلق ، نظراً لاحتوائها على مواد كيميائية تُثير موادَّ تجلب القلق لمتعاطي القات. ويمر الشخص الذي يتعاطى القات بمراحل متعددة ،كالتالي:
1- الانتعاش المؤقت: حيث يشعر الشخص الذي يُخزن القات بانتعاش لفترة زمنية قد تطول وتقصر حسباً لكمية القات التي يُخزنها وكذلك استجابة الشخص لهذه المادة المخدرة ولكن هذا الانتعاش لا يدوم طويلاً ، إذ ينتهي خلال ساعات قليلة من تخزين القات.
2- زيادة اليقظة: يشعر متعاطي القات بأنه مُتيقظ أكثر من الوضع الطبيعي وهذا تأثير فعلي للقات لأنه مادة مُنشطة ، فالمتعاطي يشعر بيقظة مُصطنعة لفترة من الوقت ، حيث تستمر فاعلية المادة المنشطة في القات لبضع ساعات وتخلق مع هذه اليقظة إحساساً بالانتشاء كما ذكرنا في النقطة السابقة.
3- زيادة النشاط: يشعر الشخص الذي يتعاطى القات بأنه شخص نشيط أكثر من المعتاد وهذا كما نكرر دائماً بأن تأثير المادة المنشطة التي يحتوي عليها القات هي التي تجعل الشخص يشعر بهذه المشاعر غير الحقيقية والتي يزول تأثيرها سريعاً بعد أن يذهب مفعول المادة النشطة في القات. في هذه المرحلة يشعر الشخص بأنه يستطيع أن يفعل أشياء كثيرة وهو مُضطجع ولكن في واقع الأمر هو لا يقوم بأي شيء سوى الجلوس ومضغ القات والبصق حوله !.
4- الهيجان : وهذا يحدث بعد وقتٍ من مضغ القات وتخزينه ، وهذا الذي يجعل الشخص بعد أن يتناول القات بفترة يشعر بهيجان ، كما حدث مع الشخص الذي كان يُخزّن القات ثم توقف وشكوى أبنائه منه بأنه يُصبح شخصا لا يُطاق عند تخزينه القات.
5- الأرق : أكثر الذين يُخزنون القات يشكون كثيراً من اضطرابات في النوم ، خاصة الأرق في بداية ذهابهم إلى الفراش حيث لا يستطيعون النوم بسهولة إذ قد يبقون ساعاتٍ يحاولون النوم ولكن النوم يُجافيهم ولا يستطيعون النوم بسهولة.
6- حب الاعتداء : هذه الصفة كثيراً ما تأتي في وقتٍ متأخر من تخزين القات ، حيث يُصبح الشخص عدوانياً ، لا يستطيع تحمل أي كلام حتى من أقرب الناس إليه مثل الأبناء و الزوجة وبقية الأقارب.
7- شبه الجنون في التصرفات: وهذه صفة من صفات المواد المنشطة حيث أن أغلبها يشتغل على الموصلات العصبية في الدماغ لمادة الدوبامين مثل مادة الإمفيتامين والتي تجعل الشخص يتصرف ويقوم بسلوكيات تُشبه الجنون ، مثلما يفعل مرضى الفُصام أو مرضى الهوس.
8- الشعور بالتراخي والرغبة في النوم: بعد أن يزول مفعول النشاط الذي يُعاني من متعاطي القات ، يشعر بالخدر والتراخي والرغبة في النوم ، برغم هذ الشعور فإن القات يُسبب الأرق كما ذكرنا في نقطة سابقة ، لذلك برغم الشعور بالرغبة في النوم إلا أن الشخص المتعاطي للقات يُعاني من صعوبةٍ في النوم والأرق واضطراب النوم.
هذه أبرز مضار القات والذي هو – للآسف الشديد – مسموح تعاطيه في بلاد كثيرة رغم تحريمه من معظم علماء المسلمين وبرغم أن منظمة الصحة العالمية وضعته من ضمن المواد المخدرة والتي يُدمن عليها والممنوعة دولياً ، وكذلك اضراره الاقتصادية والاجتماعية والطبية العضوية والنفسية. إن تعاطي المخدرات مشكلة اجتماعية حقيقية في بعض الدول العربية والأفريقية ونتمنى ألا تنتقل لبعض مناطقنا المُتاخمة لبعض الدول العربية والتي ينتشر فيها القات وتخزينه بشكل كبير جداً.


الخميس، ديسمبر 30، 2010

النفايات الإلكترونيه

هل تتحول نعمة التكنولوجيا الحديثة إلى نقمة بفضل النفايات الالكترونية التي أصبحت تشكل تهديدا جديدا وخطيرا للبشر على كوكب الأرض بسبب الملايين من أطنان النفايات الالكترونية التي تتولد كل يوم في كل أنحاء المعمورة بحسب تقديرات الأمم المتحدة؟ ومن المعروف أن النفايات الالكترونية هي المواد الموجودة في الأجهزة الالكترونية مثل الكمبيوترات والهواتف المحموله والتلفزيونات وغيرها من الأجهزة التي انتهى عمرها الافتراضي وسبب خطورة هذه النفايات هو احتوائها على عناصر مثل الرصاص والزئبق والزرنيخ والكادميوم والسيلينيوم والكروم السداسي التكافؤ ومعوقات اللهب بكميات تفوق الحد المسموح به وترى الأمم المتحدة أن خطر النفايات الالكترونية يتزايد يوما بعد يوم لأن الأجهزة الالكترونية الجديدة يقل عمرها الافتراضي عن تلك القديمة وفي نفس الوقت تزداد مبيعاتها ما يؤدي إلى زيادة النفايات الالكترونية وتراكمها مع مرور الأيام.
والتخلص غير السليم من المكونات الكيميائية للنفايات الالكترونية التي ذكرنها سابقا يؤدي إلى تسرب تلك الكيميائيات إلى التربة وإلى المياه الجوفية ما يؤدي إلى تلوثها كما أن الغازات المنبعثة من تلك الأجهزة تزيد من مشاكل التغير المناخي.
* أين تكمن خطورة النفايات الالكترونية
- تكمن خطورة النفايات الالكترونية في كيفية التخلص منها حيث تحظر القوانين الصارمة في أوروبا وأمريكا التخلص العشوائي من هذه النفايات ولذا تعمل هذه الدول تحت دواعي مثل المساعدات الإنسانية إلى إرسال هذه النفايات إلى الدول الفقيرة في آسيا وإفريقيا مضيفة المزيد من المشكلات إلى عاتق هذه الدول التي لديها ما يكفي منها.
ونتيجة لذلك أضحت الدول الفقيرة في آسيا وإفريقيا وحتى بعض الدول العربية الوجهة النهائية للمخلفات الالكترونية حيث تستغل المناطق الفقيرة في هذه الدول كمواقع للتخلص من هذه النفايات بذرائع مختلفة ما يعرض قاطني هذه المناطق وبالأخص من الأطفال لمخاطر صحية كبيرة.
وإضافة إلى الكيماويات الخطرة التي تتسرب إلى باطن الأرض، يصدر قطاع تكنولوجيا المعلومات حول العالم 2% من مجمل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي وذلك بحسب تقرير أصدره البنك الدولي. وهذا يعني ببساطة أن خطر النفايات الالكترونية خطر شامل لن تفلت منه الأجيال القادمة هذا إذا سلمت منه الأجيال الحالية.
* تضاعف المخلفات الالكترونية عام 2020
- ما يزيد الأمر سوءا أن تقارير الأمم المتحدة أكدت أن المخلفات الالكترونية ستتضاعف بشكل كبير بحلول عام 2020 ستصل في الهند وحدها مثلا إلى 5 أضعاف ما هي عليه الآن وفي الصين وجنوب إفريقيا إلى أربعة أضعاف وما لم تتخذ خطوات جادة لتدارك هذه المشكلة فان العالم سيغرق في فوضى النفايات الالكترونية.
وعلى الرغم من إن كثير من دول العالم تقوم بإعادة تدوير النفايات الالكترونية كأحد وسائل المعالجة المهمة إلا أن الدول الغربية أصبحت تتحايل على القيام بعمليات إعادة تدوير النفايات الالكترونية في بلدانها بشتى السبل لأنها تفضل تصدير هذه النفايات الالكترونية الدول الفقيرة بدلا من إعادة تدويرها وذلك لقلة تكلفة التصدير من وجهة نظرها.
وهذه الدول تقدم مغريات كثيرة للدول النامية في سبيل التخلص من هذه النفايات منها على سبيل المثال بأن هذه العملية توفر المزيد من فرص العمل وأن هناك العديد من المزايا الأخرى المصاحبة لعملية إعادة التدوير منها الحصول على بعض المعادن النفيسة وغيرها من المغريات المقدمة التي تغفل بعمد المخاطر الداهمة التي تشكلها النفايات الالكترونية على البيئة في الدول النامية وعلى صحة العاملين فيها وصحة القاطنين في جوار مقالب النفايات هذه.

الاثنين، ديسمبر 27، 2010

قمار العصر الحديث


أنتشرت وبشدة في جميع القنوات الفضائية المسابقات التي يشارك فيها الناس عن طريق المكالمات التليفونية أو الرسائل النصية عبر الهاتف المحمول وفكرة المسابقات هي نفس فكرة لعب الميسر في الزمن الماضى كما في تذاكر سحب اليانصيب واللوترية ولكن بطريقة تكنولوجية حديثة وخبيثة حيث انه كان في الماضي يقوم المتسابق بشراء تذكرة يانصيب بمبلغ زهيد وينتظر السحب لكي يكسب مبلغ كبير (الجائزة الكبرى) والتي تأتي من مجموع أموال المتسابقين الآخرين الذين لم يسعدهم الحظ بالمكسب
أما الآن فيتم طرح سؤال في منتهي التفاهة يجيبه الطفل الصغير قبل الكبير علي المشاهد (كل حسب اهتمامة سواء في الكرة أو الفن أو الدين أو الغناء) ثم يقوم المشاهد المسكين بدفع ثمن تذكرة اليانصيب عن طريق الاتصال الهاتفي أو الرسالة النصية وهو مايمثل نواة مبلغ الجائزة التي يتم جمعها من جميع المشتركين حيث يتم توزيع المبلغ كالتالي
جزء لشركة الاتصالات في مقابل الخدمة
الجزء الأكبر للشركة المنظمة للمسابقة
الجزء الثالث وهو مبلغ الجائزة للمتسابق الفائز
يالها من فكرة يهودية خبيثة انتشرت في العالم الاسلامى كافة جعلت الناس مقامرين دون أن يدرواوالأدهي من ذلك والأمر أن الفكرة بدأت تختلط وبشدة مع الدين حيث يثم طرح أسئلة دينية وجوائز عمرة مما يغوي الناس بزعم أن الموضوع ديني وجائزته عمرة فيصبح التقرب الي الله بما حرم وهو القمارولا يقول قائل أن هناك جهد من المشاهد فى الرد علي الأسئلة او تجعله يبحث في الدين فهو من خلط السم بالعسل فلا يقنعتى أحد أن سؤال مثل من النبي الذي انزل عليه الانجيل (محمد - موسى - عيسي) هو سؤال يستحق مجيبه جائزة بآلاف الجنيهات إلا إذا كانت من حرام وتدر الأرباح الطائلة على الشركات المنظمة للمسابقات
قال تعالي (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل))فاتقوا الله ايها المسلمون وانتبهوا فإن الفتن شديدة تمس الجميع إلا مارحم ربي