الثلاثاء، يونيو 15، 2010

عبد مستجاب الدعوة

 عن عبد الله بن المبارك قال: كنت بمكة فأصابهم قحط فخرجوا إلى المسجد الحرام يستسقون، فلم يسقوا وإلى جانبي أسود منهوك، فقال: اللهم إنهم قد دعوك فلم تجبهم وإني اقسم عليك أن تسقينا. قال: فوالله ما لبثنا أن سقينا. قال: فانصرف الأسود واتبعته حتى دخل دارا في الخياطين فعلمتها، فلما أصبحت أخذت دنانير وأتيت الدار فإذا رجل على باب الدار، فقلت: أردت رب هذه الدار. فقال: أنا. قلت: مملوك لك أردت شراءه. فقال لي: أربعة عشر مملوكاً أخرجهم إليك، فأخرجهم فلم يكن منهم. فقلت له: بقي شيء؟ فقال لي: غلام مريض فأخرجه، فإذا هو الأسود. فقلت: بِعنيه. قال: هو لك يا أبا عبد الرحمن، فأعطيته أربعة عشر دينارا وأخذت المملوك، فلما صرنا إلى بعض الطريق قال لي: يا مولاي .. أي شيء تصنع بي وأنا مريض؟ فقلت: لِمَا رأيتُ عَشيّة أمس، قال فاتّكأ على الحائط فقال: اللهم إذ شهرتني فاقبضني إليك. قال: فخرّ ميتا. قال: فانحشر عليه أهل مكة.