الثلاثاء، فبراير 16، 2010

مرض كرون

مرض كرون يعتبر مرضا كرون والتهاب القولون التقرحي أبرز أشكال مرض الأمعاء الالتهابية، وهو تعبير يشمل جميع الحالات الالتهابية التي تتلف القناة الهضمية. وما من علاج ناجع لمرض كرون الذي أخذ اسمه عن بيريل كرون، وهو طبيب اكتشف المرض مع زملائه عام .1932أما العلاج الوحيد لالتهاب القولون التقرحي فيقوم على إزالة القولون والمستقيم جراحياً.
ولكن بالرغم من عدم إمكانية شفاء هذين المرضين في أغلب الحالات، إلا أنه من الممكن علاجهما، والواقع أنه ثمة علاجات عديدة من شأنها تخفيف العوارض جذرياً، حتى أنها قد تنجح بتوفير تحسن طويل الأمد.
قد تتشابه آثار مرض كرون والتهاب القولون التقرحي بحيث يخطئ المرء بينهما أحياناً. فللحالتين كثير من العوارض المشتركة . والحقيقة أن كليهما يؤديان إلى التهاب البطانة الداخلية للقناة الهضمية. وقد تستغرق الحالتان في عوارضهما مدة غير محددة، كفترات التهيج الطويلة تتبعها فترات من التحسن. أضف إلى أن كلا المرضين قد يستلزم برنامجاً معقداً من العلاج بالعقاقير. والواقع أن العقاقير المستعملة في علاجهما غالباً ما تكون متشابهة تقريباً.
ولكن بالرغم من هذا التشابه ثمة اختلافات أساسية بين الحالتين. فمرض كرون قد يصيب أي موضع من الجهاز الهضمي، بدءاً من الفم وحتى الشرج. ويمكن للالتهاب أن يطرأ في الوقت نفسه في أماكن مختلفة، وهو يمتد عموماً إلى جميع الطبقات النسيجية في المنطقة المصابة. أما التهاب القولون التقرحي فينحصر عادة في القولون والمستقيم. وغالباً ما يبدأ الالتهاب في المستقيم ويمتد ليشمل القولون. كما تختلف هذه الحالة عن مرض كرون بكون الالتهاب يتوقف على البطانة المخاطية الداخلية ولا يشمل عموماً الأنسجة العميقة.
ومع أن مرض كرون والتهاب القولون التقرحي قد يطرآن في أي سن، إلا أن ظهورهما يغلب بين سن الخامسة عشرة والخامسة والثلاثين. ويتساوى احتمال إصابة الجنسين بهما، بينما يعتبر البيض أكثر عرضة لمرض الأمعاء الالتهابية، بالرغم من كون المرض يصيب كثيراً من المجموعات العرقية.
أما فيما يختص بالأسباب ، فلم يتوصل الباحثون سوى إلى نظريات:
الجهاز المناعي: ثمة نظرية تقول بأن المرضين ينجمان عن فيروس أو بكتيريا غير معروفين، وينتج الالتهاب عن الجهاز المناعي في محاولته للتصدي للجسم الدخيل. وفي الواقع برهنت العقاقير التي تثبط الجهاز المناعي عن فاعليتها في السيطرة على العوارض لدى كثير من المصابين ويحتمل أيضاً أن يكون الالتهاب ناشئاً عن الفيروس أو البكتيريا نفسها.
الوراثة. تفيد الإحصاءات بأن 15إلى 20بالمئة من المصابين بمرض كرون أو بالتهاب القولون التقرحي لديهم قريب مباشر يعاني من مرض الأمعاء الالتهابية، أي أحد الوالدين أو شقيق أو شقيقة أو طفل. فكثيرة هي العوامل الجينية التي تجعل المرء عرضة لمرض الأمعاء الالتهابية، أما تفاصيل هذه العوامل فلا تزال موضوع بحث دقيق.
البيئة. تغلب الإصابة بالمرضين في البلدان والمدن المتطورة. وهذا ما قاد بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأن العوامل البيئية، كالغذاء، قد يكون لها دور في ذلك. فالأشخاص الذين يقطنون المدن، يميلون إلى تناول كمية من الأطعمة الدهنية تفوق ما يحصل عليه سكان المناطق الريفية، وثمة نظريات أخرى تقول بأن سكان البلدان التي تتمتع ببيئة أنظف، قد يقعون "ضحية" النظافة وتدبير الوقاية الصحية. وبالنتيجة يصبحون أكثر عرضة للإصابات لاحقاً في حياتهم، وهذا ما يدفع أجهزتهم المناعية إلى الاستجابة بشكل مفرط.
الأعراض
ولكل من المرضين عوارضه المتعددة، التي قد تتطور تدريجياً أو تظهر بصورة مفاجئة.
مرض كرون: يظهر واحد أو أكثر من العلامات والعوارض التالية ويكون خفيف إلى حاد:
إسهال. تستجيب الأمعاء الدقيقة والغليظة للالتهاب كما تفعل مع الالتهابات الجرثومية . إذ تفرز الخلايا المعوية كمية إضافية من الملح والماء. وتغلب هذه العملية على ضعف قدرة المعى الدقيق والقولون على امتصاص السائل. وقد تتقلص الأمعاء أكثر من العادة مما يؤدي إلى الإسهال.
تشنج وتقيؤ: من شأن الالتهاب المتواصل أن يؤدي إلى تورم الجدران المعوية وازدياد سماكتها نتيجة لتكون نسيج ندبي، وقد تضيق الأقنية المعوية وتمنع مرور الطعام. فينتج عن ذلك تشنج وتقيؤ.
نزف. مع مرور بقية الطعام في الجهاز الهضمي، يحتك بالنسيج الملتهب ويؤدي به إلى النزف. وفي بعض الأحيان ينزف النسيج من تلقاء نفسه من دون أن يحتك بالطعام. أما الدم فيطرد مع البراز.
نقصان الوزن والتعب. إن أصاب الالتهاب المعى الدقيق الذي يتم فيه امتصاص المغذيات، قد يعجز الجسم عن امتصاص ما يكفي من العناصر الغذائية للحفاظ على الوزن ومستوى الطاقة. فيبدأ الوزن بالنقصان ويشعر المصاب بالتعب بسهولة، ومن شأن فرط فقدان الدم أيضاً أن يسبب التعب.
وقد يكون سوء امتصاص المغذيات هو الذي يعيق نمو الأطفال المصابين بمرض كرون. فاستناداً إلى الإحصاءات فإن 30بالمئة من المصابين بمرض الأمعاء الالتهابية هم بين العاشرة والتاسعة عشرة من العمر، واثنان بالمئة من الحالات تشمل أطفالاً دون العاشرة.
قروح: قد تنشأ القروح نتيجة للالتهاب المزمن في أي موضع من الجهاز الهضمي، وحتى في الفم أو المريء أو الشرج. وتظهر لدى البعض سلسلة غير مترابطة من القروح المبعثرة في الجهاز الهضمي بأكمله. وعادة تتكون القروح الناجمة عن مرض كرون في أسفل المعى الدقيق (المعى اللفيفي النهائي) أو القولون أو المستقيم أو في جميعها معاً.
نواسير: قد تتوغل القروح العميقة تماماً في الجدار المعوي لتكون ناسوراً. والناسور هو عبارة عن رباط أنبوبي غير طبيعي يصل بين الأعضاء الداخلية أو بين أحد الأعضاء وسطح البشرة. وفي أغلب الحالات ترتط النواسير حلقات المعى الدقيق ببعضها. والملاحظ أنه حين تتكون النواسير بين المعى الدقيق والقولون، تختصر جزيئات الطعام الطريق وتتجه إلى الفتحة لتدخل القولون قبل أن يتم امتصاص المغذيات في المعى الدقيق.
وتتكون النواسير أحياناً في جيوب من الالتهابات البكتيرية (خُراجات) مما قد يهدد حياة المريض إن أهمل علاجها. ويتم العلاج بالأدوية أو الجراحة، وفقاً لخطورة الناسور وموضعه.
مضاعفات أخرى. قد يسبب مرض كرون العوارض أو الأمراض التالية:
التهاب تورم ، تصلب وألم في المفاصل.
طفح أو قروح جلدية.
زيادات جلدية شرجية تشبه البواسير.
التهاب العينين.
حصى في الكلى.
حصى في المرارة.
ومن غير الواضح ما الذي يسبب هذه المشاكل، ولكن بعض الباحثين يعتقدون بأنها مرتبطة باستجابة الجهاز المناعي الذي يحدث التهاباً في أجزاء من الجسم تتخطى القناة الهضمية. وعند علاج المرض، يختفي بعض من هذه العوارض.
درجات مرض كرون:
حالة طفيفة:
إسهال يسبب التبرز لأربع مرات أو أقل يومياً.
ألم بطن طفيف إن وُجد.
وزن صحي.
مضاعفات قليلة، إن وجدت.
نتائج طبيعية في فحص الحرارة والنبض وعدد الكريات الحمراء.
حالة معتدلة:
إسهال يسبب التبرز من أربع إلى ست مرات يومياً.
ألم بطن معتدل.
مضاعفات أخرى.
حالة حادة:
إسهال أكثر من ست مرات في اليوم.
ألم بطن حاد.
نقصان في الوزن.
مضاعفات إضافية.
حرارة مرتفعة، نبض سريع، أو انخفاض في عدد الكريات الحمراء.
التهاب القولون التقرحي:
على غرار مرض كرون، يسبب التهاب القولون التقرحي إسهالاً ونزفاً هذا بالإضافة إلى التشنج وألم البطن ومضاعفات أخرى مشابهة. ولكن غالباً ما يقترن التهاب القولون التقرحي باعتلال الكبد عوضاً عن حصى الكلى أو المرارة أو الزوائد الجلدية. وفي أكثر الأحيان، يكون البراز ممزوجاً بالدم إضافة إلى المادة المخاطية الآتية من بطانة القولون أو القيح الناجم عن القروح. وتضخم القولون السام هو من المضاعفات الخطيرة لالتهاب القولون التقرحي، ويطرأ لدى 2إلى 6بالمئة من الحالات، فتشل حركة القولون الملتهب الذي يعجز عن طرد البراز والغازات، فينتفخ ويتضخم. ومن عوارض هذه الحالة ألم بطن وتورم مصحوبين بارتفاع في الحرارة وضعف عام. وقد يشعر المصاب أيضاً بالارتباك أو عدم القدرة على التركيز. وفي حال تأخر العلاج، من شأن القولون أن ينفجر مؤدياً إلى انتقال البكتيريا من القولون إلى التجويف البطني. وتستلزم هذه الحالة جراحة طارئة.
درجات المرض:
التهاب تقرحي طفيف:
إسهال يسبب التبرز لأربع مرات أو أقل يومياً.
ظهور عرضي للدم في البراز.
نتائج طبيعية لفحوص الحرارة والنبض وعدد الكريات الحمراء.
مضاعفات أخرى قليلة، إن وجدت.
التهاب تقرحي معتدل:
إسهال يسبب التبرز من أربع إلى ست مرات يومياً.
ظهور دم في البراز بانتظام.
مضاعفات أخرى.
التهاب تقرحي حاد:
حالات إسهال لست مرات وما فوق في اليوم.
تكرر ظهور الدم في البراز.
\ألم في البطن.
مضاعفات أخرى.
حرارة مرتفعة، نبض سريع أو بطيء.