الخميس، فبراير 18، 2010

لماذا؟



لم تمر لحظة علي وأنا أقلب في القنوات الفضائية والبرامج الإخبارية التي تبث مشاهد وأخباراً مختلفة ومتنوعة عن المآسي والمجازر والحروب والخلافات التي يعاني منها العرب والمسلمين إلا وسألت نفسي فيها لماذا؟
لماذا نحن دوناً عن الشعوب الأخرى الذين لا نزال نعاني وتراق دماؤنا ونقتل بأيدي غيرنا أو بأيدينا، ولم نصل بعد إلى حل أو نصر؟
مشاكلنا وصراعاتنا بيننا وبين الآخرين تتفاقم أو تتغير من حال لحال دون أن نتفق عليها أو حتى نفترق!
سنون مضت ومعاهدات أبرمت ومؤتمرات وقمم انقضت وأموال وتبرعات صرفت وشهداء قتلوا وأبرياء شردوا وحرموا نعمة الحياة، وقضايانا وصراعاتنا العربية لم تتغير ولم تتحسن.
في فلسطين في العراق في لبنان تتكرر المجازر ومعها يتكرر الشجب والاستنكار والمطالبات بالتوقف وحقن الدماء لكن الصور تتكرر لا يتغير فيها سوى أرقام تحدد الأعوام وأسماء تشير للأشهر والأيام.
هذا التكرار المرير للآلام والأحزان لماذا لم يحفز فينا القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة؟
لماذا لم يفعّل رغبة حقيقية في الاتفاق. لماذا نلقي باللائمة على المعتدي ونطالب بالإنصاف؟
ولماذا يختلف معنا الآخرون فيرون المعتدي محقاً ونحمل نحن أسباب وتبعات الاعتداء؟
لماذا يهاجم الإسرائيليون غزة وتقصف طائراتهم مبانيها وبناها التحتية وتجتاح قواتها أراضيها ونندد نحن باعتدائها وندلل على ذلك بجثث الأطفال والنساء ويقابل صراخنا واستنجادنا بأشكال مختلفة من التسويف والأعذار والتبرير فيصنف الهجوم الجائر وغير المتكافئ على أنه وسيلة من وسائل الدفاع وطريقة فعالة للسيطرة على بؤرة من بؤر الإرهاب!؟
لماذا لا يرى الآخرون دولة وحكومة إسرائيل معتدية ومجرمة مثلما نراها نحن؟
لماذا ينجح الإسرائيليون في إيجاد المبررات وتغيير الحقائق وترويج الدعايات في كل اعتداء يقومون به ونفشل نحن في تفنيدها ومجاراتها في دعاياتها وفي إقناع الآخرين بأي ظلم حل بنا؟
ولماذا رخصت أرواحنا واستمرأ المعتدون قتلنا ولم يعد لنا من حيلة بعد كل تلك القمم والمطالبات إلا الدعاء