الأربعاء، يوليو 15، 2009

حمى البحر المتوسط


حمى البحر الأبيض المتوسط FMF ) Familial Mediterranean Fever ) مرض وراثي يصيب أجهزة متعددة في الجسم ويتصف بآلام متكررة في البطن نتيجة التهاب فى نسيج المبطن للصدر والبطن والتهاب المفاصل وعادة ما يكون مصحوبا بالحمى بالإضافة لإصابات جلدية متعددة .
هذه الحمى تصيب أجناسا معينة من الناس وهم العرب واليهود والأرمن والأتراك ، ومعدل عمر الإصابة بالمرض هو 5 سنوات وهناك إصابات عائلية مشابهة في 50% من الحالات ينتقل على شكل صفة وراثية متنحية أى من الأبوين و لو كانوا ظاهريا لا يعانون من شىء و هناك سلالات توريث المرض هو سائد غير كامل النفاذ أى يكفى شخص واحد لتوريثه مع إختلاف فى شدة المرض .
هذا المرض نادر، أما العوامل المساعدة لحدوث المرض فهي: وجود سيرة مرضية لدى العائلة، أو ينحدر أصلاً من سلالة تسكن حوض البحر الأبيض المتوسط.عوامل وراثية أخرى لها علاقة بشدة المرض وسن الحدوث.
المورثة المسؤولة عن FMF:تسمى المورثة المسؤولة عن حمى البحر الأبيض المتوسط (MEFV) وتتوضع على الذراع القصير للصبغي 16 .
هذه المورثة عبارة عن شيفرة لبروتين مكون من 780 حمض أميني. هذا البروتين موجود حصرا في سيتوبلازما خلايا من النقي ( ضمن خلايا الدوران) ويمكن أن يوجد في سلالات خلوية مشتقة من الكولون أومن سرطان البروستات.
يسمى هذا البروتين بيرين ( PERIN ) أو مارينوستيرين(MARRINOSTERIN).
ويبدو أن هذا البروتين ينظم تركيب بروتينات داخل الخلية تكون مسؤولة عن العملية الالتهابية. فالبيرين يلعب حاليا دورا مهماً في الجملة المناعية والتي تشكل دفاعا أساسيا ضد العوامل الممرضة الخارجية و العوامل السمية الأخرى.يقوم البيرين بهذا الدور كونه مكون رئيسي في معقد الإنفلاماسوم(INFLAMASOM) وهو عبارة عن معقد من البروتينات عندما يتم تفعيله يؤدي إلى تحررIL-1 وعمليات النحر الخلوي, وهكذا فان الخلل في تركيب الـ INFLAMASOME بسبب مكونات طافرة يؤدي إلى حدوث FMF و أمراض التهابية ذاتية أخرى. ولقد بينت الدراسات الأولية أن80% من حالات FMF يظهر على صبغياتهم طفرات تتوضع على موقع من ثلاث مواقع معروفة على المورثة( MEFV) تؤدي الطفرة إلى تبدل صغيرفي تركيب المنتج البروتيني. وتبين أن اثنان من المواقع الثلاثة واسعا الانتشار وهما الموقع(694 )، والموقع(726 ) ثم قامت مجموعة من الباحثين عام 1998 بتسجيل وجود أربعة طفرات إضافية تتوضع على الـ EXON 10 و حالياً تم تحديد أكثر من 35 طفرة.
ثم تبين لهذه المجموعة الباحثة أن هناك نسبة غير قليلة من حالات FMF تبدي مقومات(CRITERIA ) تشخيصية كاملة ولم يتم تحديد مورثات FMF حيث لوحظ أن 47 فقط من أصل 86 شخص( 55% ) لديهم على الأقل طفرة واحدة معروفة.تأثير المورثات على النمط الظاهري: تدل الدراسات أن النمط الظاهري للطفرة(M694V يكون أكثر شدة من حالات الطفرة(V726A ) خاصة عندما يكون المريض متماثل الأمشاج من النمط( M694V/M694V).
فهؤلاء ميالون لحدوث: التهاب مفاصل, داء نشواني كلوي, آفات جلدية، آفات فموية ، حرارة عالية، ضخامة طحالية، هجمات ذات تواتر أكثر، ويحتاجون عالية من الكولشسين لمنع الهجمات أكثر مما تحتاجه باقي الأنماط الوراثية.إن العرب متماثلي الأمشاج من النمط(M694V) يصابون بمرض أكثر شدة من اللذين لديهم نسختان من الطفرة(M694I).
تصيب الطفرة(M694V) معظم اليهود من أصل شمال إفريقي وهؤلاء يصابون بهجمات أكثر شدة .
وبالمقابل فان بعض التجمعات العربية في إسرائيل لديهم تواتر قليل من الطفرة (V726A) ويصابون بشكل خفيف الشدة من FMF .عوامل وراثية أخرى: إن سيادة المرض غير الكاملة وتظاهراته المختلفة تدل على وجود عوامل أخرى لها تأثير في شكل المرض. فالمورثة الخاصة بالتوافق النسجي(MICA) لها تأثير في تحديد التظاهرات السريرية للمورثة(MEFV).
فمن خلال دراسة على 151 مريض مع أفراد أسرهم تبين وجود خمسة أشكال من MICA والمورثة A-9 تترافق مع ظهور باكر للمرض. في حين أن A-4 لها تأثير مفيد في تواتر هجمات المرض، ولكن حتى الآن لم نعرف الآلية التي تؤثر بها (MICA) على الشكل السريري لحمى بحر الأبيض المتوسط العائلية.يؤدي الإختلاف في بعض الأمراض الوراثية المعدلة للبروتينات إلى اختلاف في الأنماط الظاهرية لأنماط وراثية معينة من حملة MEFV .
ولقد تم توضيح ذلك في دراسة أجريت على 137 مريض أارمني من 127 عائلة حيث تم تصنيفهم بناء على وجود بعض المورثات لديهم وهي SAA1 ,SAA2 ,APOE , وهي تشفرالبروتينات النشوانية والأبوليبوبروتين.
ولوحظ أن النمط الوراثي SAA1 ألفا/ألفا يترافق مع زيادة خطورة الداء النشواني الكلوي سبعة أضعاف وتكون الزيادة أكثر عندما تكون الطفرةM694V) ) متماثلة الأمشاج ولقد وصفت نتائج مماثلة في شعوب أخرى.أهم أعراض المرض :ألم متكرر في البطن وهي الأكثر شيوعا تكون مفاجئة وشديدة مصحوبة بحمى وألم عند فحص البطن يستمر غالبا 24 ساعة وينتهي خلال 2-3 أيام .
ألم في الصدر غالبا يكون في جهة دون الأخرى ويكون ألأم شديدا يؤدي لصعوبة في التنفس أو سعال شديد يستمر الألم 12-24 ساعة وينتهي خلال 2-3 أيام . ألام المفاصل أو تورم حيث يحدث الالتهاب بمفصل واحد في 80% من الحالات التي تتحمل الوزن كالكاحل أو الركبة هي التي تصاب بالالتهاب يكون الأم شديد مصحوب بحمى في 24 ساعة الأولى ثم تقل حدته تدريجيا وينتهي خلال 2-3 أيام إلا أن الورم قد يستمر لمدة أيام أو أشهر .
الأعراض الجلدية على شكل احمرار في الجلد حول الركبة أو فوق مفصل الكاحل أهم المضاعفات التي تصيب المريض :يمكن أن يتضخم الكبد في 15% من الحالات أثناء المرض .يمكن أن يؤدي لحصول اعتلال كلوي والتهاب كلوي حاد وتقدر نسبة حدوث القصور الكلوي في العرب بحوالي 12% .التشخيص :الإصابة بالتهاب البروتون ( الغشاء المبطن لتجويف البطن ) والتهاب المفاصل مع التهاب الغشاء المحيط بالرئة لمدة 1-3 أيام وعلى 4 مرات على الأقل .
يكون المريض معافى بين الإصابات مع عدم وجود سبب مرضي آخر للأعراض .
الاستجابة للعلاج باستخدام دواء الكولشسين خلال شهر من العلاج .يمكن أن يساعد في عملية التشخيص تحليل الكروموزومات، وكذلك استبعاد الأمراض الأخرى المشابهة في الأعراض بعمل التحاليل الخاصة لتلك الأمراض بالتحاليل المخبرية والأشعات الخاصة.المصاب بحمى البحر الأبيض المتوسط العائلية من الممكن أن تظهر عنده العلامات التالية خلال الدورة المرضية:ارتفاع كريات الدم البيضاءارتفاع تريب كريات الدم الحمراء (ESR)ارتفاع الفايبرونيجين في البلازما.بالإضافة إلى ارتفاع في بعض محتويات الدم من البروتينات الخاصة والمحتويات الأخرى.
عينة دم من وريد المريض السيرم يتم عمل مايسمى بفحص Familial mediterenean fever (FMFولكنه فحص مكلف جدا لذلك يتم تدعيمه بفحوصات اخرى مثا التي ذكرناها في البدايةالعلاج :
1- يستخدم دواء الكولشسين وهو علاج فعال يقلل من تكرار الإصابة وحدة الألم الجرعة اليومية هي من واحد إلى اثنين ملجم يومياً وطوال الحياة موزعة على جرعتين أو ثلاث مرات
2- يمكن استخدام المسكنات البسيطة والخفيفة مثل الباراسيتامول أو الأدوية المضادة للالتهاب الغير ستيرويدية مثل الدكلوفيناك ( NSAID ) خلال الهجمات مع المراقبة الطبية.
والمرضى الذين لا يستجيبون للكولتشسين يمكن إعطاؤهم انترفيرون ألفا حيث لوحظ أن الانترفيرون قد يستجيب له تلك المجموعة من المرضى.
دواء الكولشيسين يمكن أن يحدث آثاراً جانبية من بينها: غثيان, إسهال, تقلصات في البطن وكذلك يمكن أن يحدث ضررا في بعض الكروموسومات وقد يؤدي إلى العقم وعدم الإنجابتأقير المرض على الكليتين على عدة مراحل:
(1)المرحلة الأولى: قبل ظهور الأعراض ويكون التشخيص بأخذ عينات من الكلى التي تبين وجود ترسبات الأميلويد في العينة المذكورة. (2)المرحلة الثانية: عندما نجد بروتين في البول والذي قد يكون معتدلا ومتناوبا أو متقطعا ولا نجده في كل عينات البول, ولكنه يتحول مستقبلاً ومع الوقت إلى دائم الوجود في البول, وأحيانا يرافقه وجود دم في البول, ومن المعروف أن المرحلة الثانية تستمر لفترة ما بين سنتين وعشر سنوات.
(3)المرحلة الثالثة: الفشل الكلوي Nephrotic fase. (4)المرحلة الرابعة: المرحلة اليوريمية أو حدوث الأوريميا و هو بولينية الدم Uremia.