الثلاثاء، يونيو 09، 2009

أول معركه بين الجن و الإنس

اسم الكتاب: ( الحقيقة الغائبة .. أسرار برمودا والتنين من القرآن والسنة ) د القرني
خلق الله عز وجل (سوميا) أبو الجن قبل خلق آدم عليه السلام بألفي عام .. وقالعز وجل لـ(سوميا): تمن .. فقال (سوميا): أتمنى أن نرى ولا نُرى، وأن نغيب فيالثرى، وأن يصير كهلنا شاباً .. ولبى الله عز وجل لـ(سوميا) أمنيته، وأسكنهالأرض له ما يشاء فيها .. وهكذا كان الجن أول من عبد الرب في الأرض. (المصدرقول ابن عباس رضي الله عنه).
لكن أتت أمة من الجن، بدلاً من أن يداوموا الشكر للرب على ما أنعم عليهم منالنعم، فسدوا في الأرض بسفكهم للدماء فيما بينهم .. وأمر الرب جنوده منالملائكة بغزو الأرض لاجتثاث الشرّ الذي عمها وعقاب بني الجن على إفسادهمفيها. وغزت الملائكة الأرض وقتلت من قتلت وشردت من شردت من الجن .. وفرّ من الجننفر قليل، اختبئوا بالجزر وأعالي الجبال .. وأسر الملائكة من الجن (إبليس)الذي كان حينذاك صغيراً، وأخذوه معهم للسماء. (المصدر تفسير ابن مسعود).
كبر (إبليس) بين الملائكة، واقتدى بهم بالاجتهاد في الطاعة للخالق سبحانه ..وأعطاه الرب منزلة عظيمة بتوليته سلطان السماء الدنيا. وخلق الرب أبو البشر (آدم) عليه السلام .. وأمر الملائكة بالسجود لـ(آدم)،وسجدوا جميعاً طاعةً لأمر الرب، لكن (إبليس) أبى السجود .. وبعد أن سأله الربعن سبب امتناعه قال: ((أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين)).
وطرد الرب (إبليس) من رحمته، عقاباً له على عصيانه وتكبره .. وبعد أن رأى(إبليس) ما آل إليه الحال، طلب من الرب أن يمد له بالحياة حتى يوم البعث،وأجاب الرب طلبه .. ثم أخذ (إبليس) يتوعد (آدم) وذريته من بعده بأنه سيكونسبب طردهم من رحمة الله. قال تعالى: {إذ قال ربُك للملائكة إني خالق بشراً من طين . فإذا سويتهُ ونفختفيه من روحي فقعوا له ساجدين . فسجد الملائكة كلهم أجمعون .
إلا إبليس استكبروكان من الكافرين . قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أمكنت من العالين . قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين . قال فاخرجمنها فإنك رجيم . وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين . قال رب فأنظرني إلى يوميبعثون . قال فإنك من المنظرين . إلى يوم الوقت المعلوم . قال فبعزتكلأغوينهم أجمعين .
إلا عبادك منهم المخلصين . قال فالحقُّ والحق أقول .لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين} آيات 71 ـ 85 سورة ص. وأسكن الرب (آدم) الجنة، وخلق له أم البشر (حواء) لتؤنسه في وحدته، وأعطاهمامطلق الحرية في الجنة، إلا شجرة نهاهما عن الأكل منها .. قال تعالى: {أسكنأنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا منالظالمين} آية 35 سورة البقرة. في حين بقيت النار في داخل (إبليس) موقدة، تبغي الانتقام من (آدم) الذي يراهالسبب في طرده من رحمة الرب .. وهو غير مدرك أن كبره وحسده لـ(آدم) همااللذان أضاعا منه منزلته التي تبوأها بين الملائكة، وضياع الأهم طرده من رحمةربه.
كانت الجنة محروسة من الملائكة الذين يُحرمون على (إبليس) دخولها كما أمرهمالرب بذلك .. وكان (إبليس) يُمني النفس بدخول الجنة حتى يتمكن من (آدم) الذيلم يكن يغادرها. فاهتدى لحيلة .. وهي أنه شاهد الحية يتسنى لها دخول الجنة والخروج منها، دونأن يمنعها الحراس الملائكة من الدخول أو الخروج .. فطلب من الحية مساعدتهللدخول للجنة، بأن يختبئ داخل جوفها حتى تمر من الحراس الملائكة .. ووافقتالحية، واختبئ (إبليس) داخلها حتى تمكنت من المرور من حراسة الملائكة لداخلالجنة دون أن تُكتشف الحيلة .. وذلك لحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه.(المصدر تفسير ابن كثير). وطلب (إبليس) من الحية أن تكمل مساعدتها له، ووافقت .. وعلم (إبليس) بأمرِالشجرة التي نهى الرب سبحانه (آدم) و(حواء) من الأكل منها، ووجد أنها المدخلالذي سيتسنى له منه إغواء (آدم) و(حواء) حتى يخرجهما عن طاعة الرب وخروجهمامن رحمته تماماً كحاله. ووجد (إبليس) والحية (آدم) و(حواء) داخل الجنة، فأغوى (إبليس) (آدم)، بينماأغوت الحية (حواء) حتى أكلا من الشجرة، بعد أن أوهماهما بأنهما من الناصحين،وأن من يأكل من هذه الشجرة يُصبح من الخالدين، ومن أصحاب مُلك لا يُبلى. وغضب الرب على (آدم) و(حواء) لأكلهما من الشجرة .. وذكرهما بتحذيره لهما:{ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدوٌ مبين} آية 22سورة الأعراف. لم يجدا (آدم) و(حواء) أي تبرير لفعلتهما سوى طلب المغفرة: {ربنا ظلمناأنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} آية 23 سورة الأعراف.
وحكم الرب على (آدم) و(حواء) و(إبليس) والحية بعد ما حدث: {اهبطوا بعضكم لبعضعدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} آية 36 سورة البقرة. وهبط (آدم) و(حواء) من السماء إلى الأرض وتحديداً في الهند كما ذهب أكثرالمفسرين .. في حين هبط (إبليس) في "دستميسان" على مقربة من البصرة .. وهبطتالحية في أصبهان. (المصدر البداية والنهاية لابن كثير).
وتاب الرب على (آدم) و(حواء)، ووعدهما بالفوز بالجنة إن اتبعا هداه، وبالنارإن ضلا السبيل: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . والذين كفرواوكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}. ((المواجهة في الأرض بين الإنس والجن .. وإبليس يبني مملكته)) كانت الأرض صحراء مقفرة، لكن الرب أعطى (آدم) من ثمار الجنة ليزرعها بعد أنعلمه صنعة كل شيء .. وزرع (آدم) ثمار الجنة على الأرض، وأنجب من (حواء)الأولاد، وبقي على طاعة ربه فيما أمر واجتناب ما نهى عنه. ولم يُخمد (إبليس) نار عداوته لـ(آدم) رغم ما فعل بطرد أبو البشر من الجنة ..فكان يُمني النفس أن يُحرم عليه الجنة للأبد تماماً كحاله .. لكن ما العمل؟فهو يرى أن عداوته قد انكشفت، ولم يعد بإمكانهِ مواجهة (آدم) الذي هو علىطاعة الرب قائم، غير أن (إبليس) بالأصلِ ضعيف كما أخبرنا سبحانه بذلك: {إنكيد الشيطان كان ضعيفاً} آية 76 سورة النساء، ولا قوة له إلا على الضالين:{فبعزتك لأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين}. لذا اختار أن يستخدم سلاحه "الوسوسة"، لكن ليس على (آدم) و(حواء) بل علىأبنهم (قابيل) الذي كان يُمني النفس بالزواج من توأمته التي شاء الرب أنيتزوجها أخيه (هابيل) .. فوسوس (إبليس) بـ(قابيل) قتل أخيه (هابيل) فحدث ماحدث من القتل ......... والقصة في ذلك مشهورة. ووجد (إبليس) بذلك أن ذرية (آدم) هدفه .. فتجنب (آدم) و(حواء) لإيمانهماالقوي وتوبتهما العظيمة، ووضع جلَّ أهدافه في ذريتهما التي رآها أضعف أمامالأهواء .. فبدأ شرّه يظهر للوجود وبلا حدود.
ماتا (آدم) و(حواء)، وظن (إبليس) أن موتهما انتهاءً لهروبه من المواجهة، وأنبإمكانه الظهور علناً للبشر وشنّ حربه عليهم، لأنهم ضعفاء لا يقدرون علىالمواجهة .. فظهر للعلن ومعه خلق من شياطين الجن والمردة والغيلان ليبسطنفوذه على الحياة في الأرض. لكن الرب شاء أن ينصر بني الإنس على الجيش الإبليسي الذي أسسه (إبليس) منالجن والمردة والغيلان، حين نصرهم برجلٍ عظيم اسمه (مهلاييل) ونسبه هو:"مهلاييل بن قينن بن انوش بن شيث عليه السلام بن آدم عليه السلام" .. ويروىأنه ملك الأقاليم السبعة وأول من قطع الأشجار. قام (مهلاييل) بتأسيس مدينتين محصنتين هما: مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى،ليحتمي بها الإنس من أي خطرٍ يهددهم .. ثم أسس جيشه الإنسي الذي كان أول جيشفي حياة الإنس للدفاع عن بابل والسوس الأقصى، وقامت معركةٌ رهيبة بين جيش(مهلاييل) وجيش (إبليس)، وكتب الرب النصر بها للإنس، حيث قُتل بها المردةوالغيلان وعدد كبير من الجان، وفرّ (إبليس) من المواجهة. (المصدر البدايةوالنهاية لابن كثير). بعد هزيمة (إبليس) وفراره من الأراضي التي يحكمها (مهلاييل) .. ظل يبحث عنمأوى يحميه ومن معه من شياطين الجن الخاسرين في المعركة ضد (مهلاييل) ..واختار أن يكون هذا المأوى بعيداً عن مواطن الإنس، يبني به مملكة يحكمها وتلمشمل قومه شياطين الجن الفارين من غزو الملائكة آنذاك .. فأي مأوى اختار(إبليس) لبناء مملكته؟
طاف (إبليس) في الأرض بحثاً عن المنطقة الملائمة لبناء حلمه .. ووقع اختيارهعلى منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين .. وكان اختياره لهاتين المنطقتينلأسباب عدة هي:ــ تقع منطقتي برمودا والتنين على بُعد آلاف الأميال عن المناطق التييستوطنها البشر آنذاك. ــ أراد (إبليس) أن تكون مملكته في المواطن التي فرّ إليها معظم شياطين الجنإبان غزو الملائكة والتي كانت لجزر البحار التي يصل تعدادها عشرات الآلاف. استغل (إبليس) قدرات الجن الخارقة في بناء المملكة، والتي كان من أهم تلكالقدرات التي تلائم طبيعة البحر ما ذكرها القرآن الكريم: {والشياطين كل بناءوغواص} آية 37 سورة ص. وبعد ذلك وضع عرشه على الماء، وأسس جيشه من شياطين الجن الذين التفوا حوله فيمملكته، ينفذون كل ما يأمرهم به .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إنالشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، فأقربهم عنده منزلةأعظمهم عنده فتنة، يجيء أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذاوكذا، فيقول إبليس: لا والله ما صنعت شيئاً، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتىفرقت بينه وبين أهله، قال: فيقربه ويدنيه ويقول: نعم أنت)) رواه مسلم. ووضع (إبليس) للحيات مكانة خاصة عنده، جزاء ما فعلت له الحية في السماء من ووضع (إبليس) للحيات مكانة خاصة عنده، جزاء ما فعلت له الحية في السماء منمساعدة تسببت في خروج (آدم) و(حواء) من الجنة .. وذلك بأن جعلها من المقربينلعرشه .. في مسند أبي سعيد:
عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاللابن صائد: ((ما ترى))؟ قال: أرى عرشاً على البحر حوله الحيات، فقال رسولالله صلى الله عليه وسلم: ((صدق ذاك عرش إبليس)). وأسس (إبليس) مجلس وزرائه الذين سيقود مخططاته الشيطانية في عالم الإنس .. عنكتاب "آكام المرجان للشلبي" روي عن (زيد) عن (مجاهد) قوله: ((لإبليس خمسة منولده، قد جعل كل واحد منهم على شيء من أمره، ثم سماهم فذكر: ثبر، الأعور،سوط، داسم، زلنبور .. أما ثبر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بالثبور وشقالجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية .. وأما الأعور فهو صاحب الزنا الذي يأمربه ويزينه، وأما سوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقى الرجل فيُخبره بالخبرفيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم: قد رأيتُ رجلاً أعرف وجهه وما أدري أسمهحدثني بكذا وكذا .. أما داسم فهو الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يُريه العيبفيهم ويُغضبه عليهم .. أما زلنبور فهو صاحب السوق الذي يركز رايته في السوق.
ولم يكن (إبليس) وشياطين الجن فحسب من تسنى لهم بناء مملكة قوية، بل أيضاًالإنس بنوا حضارات عظيمة، حتى غدى العالم لبني الإنس قرية صغيرة، ولم يعدالمكانين المنعزلين عن العالم المسميين برمودا والتنين غائبتين عن عيونالإنس، ذلك أن بفضل التكنولوجيا المتطورة التي اخترعها الإنس من طائرات حلقتفي السماء، وسفن طافت البحار، وغواصات بلغت كل قاع، جعلت كل شيء تحت مرمىالأبصار وظلت مملكة شياطين الجن آمنة لعصور عدة .. لكن ما أن عرف الإنس ركوب البحرومرورهما بكلتا المنطقتين، إلا وأدرك شياطين الجن الخطر الذي يهددهم ..فاختطفوا أعداداً من السفن والقوارب والغواصات والطائرات التي ربما رأت سراًعن عالم شياطين الجن، فخشي الجن افتضاح أمرهم، وبالتالي خسارة مملكتهم، كماخسروا من قبل الأرض التي كانوا وحدهم يعيشون فيها، وخسروا معركتهم مع(مهلاييل) الذي شردهم عن الأراضي القريبة من مواطن الإنس .. فعمدوا إلىالاختطاف كل طائرة وسفينة ونحوهما مارة .. حتى حققوا بذلك نصراً عندما صدرقرار دولي بمنع الملاحة في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين.