الثلاثاء، يونيو 09، 2009

عالمان يردان على القول بتحريف واسقاط قرآن من مصحف عثمان

رد عالمان أزهريان على ما أثاره د. محمد عابد الجابري استاذ الفلسفة والفكر الاسلامي بجامعة محمد الخامس المغربية بخصوص سقوط سور وآيات في المصحف الموجود حاليا والذي يرجع نسخه لعهد خلافة عثمان بن عفان، وكذلك على ما اعتبره أوجها للتحريف متمثلا في التأويل والأحرف السبع والقراءات ومسألة البسملة، وعلى أن سورة الأحزاب "73 آية" كانت في البداية تعدل سورة البقرة في حجمها.
قال د. محمد المختار المهدي الأستاذ بجامعة الأزهر ورئيس الجمعية الشرعية في مصر إن المصحف الذي بين أيدينا منزه من أي نقص أو زيادة او تحريف، وأن ضوابط شديدة أحيطت بجمعه ونسخه، كما أنه وصل إلى هذه المرحلة مكتوبا من عهد النبي، موضحا ان كتاب الوحي كانوا يكتبونه فورا بمجرد النزول على الرسول، وان جبريل كان يراجعه في رمضان من كل عام، وراجعه مرتين في رمضان الأخير من حياته بحضور زيد بن ثابت.
من جهته أكد الداعية الاسلامي الشيخ خالد الجندي إن هناك فرقا بين التأويل والتحريف، مشيرا إلى أن القرآن نزل بسبع لهجات كانت سائدة في جزيرة العرب، وان القراءات السبع انتقلت الينا بالاسناد والتواتر عن الرسول.
وأوضح أن الرسول لم ينزل عليه من السماء القرآن فقط، بل الذكر المبين له والذي كان يشرحه ويفسر به الأيات وعرف بالسنة، ومن ذلك آية "الرجم" التي تقول {والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم} مؤكدا أنها ليست من النص القرآني حتى لو أطلق عليها بعض الذين نسبت إليهم من الرواة، لأن كلمة "آية" كان يطلقها الصحابة على الحديث النبوي باعتباره لا ينطق عن الهوى.
وعلق د. المهدي على ما جاء في مقال د. محمد عابد الجابري بقوله: هذه القضية قتلت بحثا في موضوع النسخ والأحرف السبعة التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن المعروف أن القرآن الكريم نفسه قال: "سنقرؤك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى". فحينما كانت تنزل بعض آيات من القرآن وفيها شدة في التكليف، ويريد الله عز وجل أن يخفف عن الأمة، فإنه ينسي النبي هذه الآيات ويحكم الله آياته، فالقرآن قال بنفسه "كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" وقال "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد".وسام حجة الوداع
وأضاف: عندنا الوسام العظيم الذي نزل على الأمة في حجة الوداع "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا". ثم ان القرآن أيضا قال "ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين" أليس هذا من تمام القرآن وتمام تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه؟.
وأوضح المهدي أنه كان عندما تنزل الآية، يستدعي النبي كتاب الوحي ويكتبون ما يمليه عليهم بعد أن يرتفع الوحي مباشرة، فقد كان يتعجل في كتابته أثناء تلقيه الوحي من سيدنا جبريل، لدرجة أن القرآن عاتبه على ذلك وقال "ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيك" وطمأنه "إن علينا جمعه وقرآنه فاذا قرآناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه"، وكذلك الآية "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
اعجاز حفظه في صدور الصحابةويستطرد د.المهدي: هذا يعني أن الله هو الذي حفظ القرآن، وكان باستمرار يحفظ في الصدور ويحفظ أيضا في السطور. لم يأت اطلاقا أي كتاب سماوي كتب ووثق كما وثق القرآن الكريم، فقد كان كل حرف ينزل، يكتب ويقرأ في الصلاة، ونقلت لنا السيرة أنه عندما كان المرء يتجول في شوارع المدينة المنورة، يسمع دويا كدوي النحل باعتبار أن كل صحابي يسمع آية، يظل يقرؤها لأبنائه ولأهل بيته طوال الليل.
وأشار إلى أن القرآن نزل مفرقا وليس مرة واحدة "وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا" حتى يتيسر للبشر أن يعوه ويحفظوه. أما مسألة النسخ فقد أثارها اليهود بحجة أن كتابهم آخر الكتب ونبيهم آخر الأنبياء، ولذلك لم يؤمنوا بعيسي ولا بمحمد ولا بالانجيل أو القرآن، وقالوا إن هذا يستلزم عملية (البداء) وهي التي يتكلم عنها الفلاسفة في شبهاتهم، والبداء معناه ان الله بعد أن أنزل كتابا بدا له أن ينزل كتابا آخر، فنسخ هذا وجاء بذاك.ويفرق بين هذه النظرية وبين ما حصل في القرآن بقوله: كان يأتي بالحكم فيكون ثقيلا ليبين أن هذا هو المطلوب منك، يعني مثلا فرضت خمسين صلاة في البداية ثم خففت إلى خمس صلوات، وهذا معناه نعمة وفضل من الله ورحمة بك فلا تفرط في الخمس التي كانت خمسينا. مثلا كانت عدة المتوفى عنها زوجها سنة كاملة وبعد ذلك خففت إلى أربعة أشهر وعشرة أيام. أليس ذلك تخفيفا؟. كان يجب على الرجل أن يقف أمام عشرة من أعدائه "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين" وبعد ذلك يقول الله "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين..
"راجعه جبريل مرتين مع الرسولويشرح المهدي ذلك موضحا: هذا يعني أن النسخ الذي يتكلمون عنه ويعتبرونه شبهة هو عملية لطف من الله وتخفيف حصل بوحي من الله على نبيه، مؤكدا أن جبريل كان يراجع القرآن مع الرسول في شهر رمضان سنويا وهو ما يسمى "العارضة"، وفي رمضان الأخير قبل وفاته راجعه معه مرتين وهو القرآن الذي بين أيدينا حاليا، وقد حضر هذه العارضة زيد بن ثابت – احد كتاب الوحي وكان شابا وأثنى عليه الرسول كثيرا، وعند جمع المصحف انتدبه أبو بكر الصديق ثم انتدبه عثمان بن عفان في كتابة القرآن على الورق.
12 ألف صحابي راجعوا القرآن12 ألف صحابي راجعوا القرآن
وردا على القول بأن مصحف عثمان سقطت منه أو رفعت آيات وسور عند كتابته يوضح د. محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية بمصر إن عثمان رضي الله عنه كان ينتدب أربعة صحابة من حفظة القرآن، ثلاثة من قريش وواحد من المدينة وهو زيد بن ثابت، وأتى بالمكتوبات التي تمت في حياة الرسول وكانت موجودة لدى السيدة حفصة، وبدأ الأربعة يراجعون ما في هذه المكتوبات ويعرضونها على الصحابة الذين كانوا موجودين وعددهم 12 ألف صحابي، فيعرض الأربعة الآية عليهم فاذا اقروها وقالوا انهم سمعوها من الرسول كتبت.. فهل يوجد توثيق أكثر من ذلك؟
وحول الروايات التي يتم الاستدلال بها على أن سورة الأحزاب المكونة من 73 آية كانت في حجم سورة البقرة، أو كانت مائتي آية في رواية منسوبة للسيدة عايشة، يؤكد د. المهدي أن كل هذه روايات يجري الاستدلال بها لعمل بلبلة وفتنة، لكننا نقول إنه ممكن جدا أن آيات نزلت ثم نسخت، بدليل أن الرسول كان ينسى الآية التي لا يريدها الله في النص القرآني الأخير، اما بخصوص آية الرجم، فهناك كلام كثير عنها، ومع فرض ثبوتها فان ذلك يقدح في نص القرآن، فأسلوبها لا يتفق أو ينسجم مع أسلوبه كالقول "والشيخ والشيخة إذا زنيا" فماذا مثلا عن "الشاب والشابة إذا زنيا" والاقتصار على الشيخ والشيخة؟
التأويل لا يعني التحريف
وبدوره يوضح الشيخ خالد الجندي: التأويل هو رد الأمر إلى أصله وايضاح الدلالة من النص بما يتناسب مع الاستقرار اللغوي، وعلى هذا فهناك فارق بين التأويل والتحريف. واللغة العربية تعرف هذا المنحى، لأنه لا توجد لغة أصيلة، فكل اللغات تأثرت ببعضها، فقد أخذت اللغة العربية من الفارسية ومن الرومية ومن الحبشية، وكذلك هذه اللغات أخذت من العربية. ومن ثم عندما نفسر القرآن بأصل المدلول اللغوي فاننا بذلك نضيع الرسالة التي أراد القرآن توصيلها إلى الناس.ويستطرد خالد الجندي: هناك أوجه كثيرة جدا تؤيد قضية حفظ القرآن والعناية به من التحريف وهي المعجزات العلمية المذكورة فيه واعجازه البلاغي وسمو تشريعه والشواهد التاريخية والحقائق العلمية والكونية واعجاز اعداده وتناسق آياته وسوره واعجازه الاجتماعي والأثري والتاريخي والنفسي.
الأحرف السبعة هي لهجات العربوقال: هناك جهل شديد عند بعض الناس بمعنى الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، فالحرف في أصل اللغة معناه الطرف والجانب، وهي سبعة أوجه فصيحة من اللغات أنزل عليها القرآن، والذي يعرفه الناس أن القرآن نزل بسبع لهجات ولم ينزل بلهجة واحدة، وهي اللهجات التي كانت في البطون والقبائل بالجزيرة العربية وذلك ثابت في السنة، ويمكن ان نقول إنها سبع لغات من لسان العرب.
ويضيف الجندي: هناك فارق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع. الأحرف السبعة تظهر في وجه الخلاف في قراءات القرآن، وهذه الأوجه الخلافية كانت في سبعة أمور، الأول: اختلاف أوزان الأسماء مثل قوله تعالى "والذين هم لأماناتهم". فطبقا لاختلاف أوزان الأسماء والتسمية والجمع والتذكير والمبالغة تقرأ أيضا "لأمانتهم". الثاني: اختلاف تصريف الأفعال نحو الماضي والمستقبل والأمر والاسناد، والثالث: وجوه الاعراب مثل "ذو العرش المجيد" فتقرأ "ذو العرش المجيد" بضم الشين والدال في العرش والمجيد، وتقرأ أيضا بكسر الشين والدال. والرابع: الزيادة والنقص "وماخلق الذكر والأنثى" فالأنثى تقرأ هنا أيضا بتحويل الثاء إلى تاء. والخامس: التقديم والتأخير "وجاءت سكرة الموت بالحق" تقرأ "وجاءت سكرة الحق بالموت". السادس: القلب والابدال: "وانظر إلى العظام كيف ننشرها" وقد قرأت "كيف ننشئها". السابع: اختلاف اللغة ذاتها مثل الترقيق والفتح والتفخيم، وهذا كله وارد في لسان العرب، ولا يقدح أبدا في قضية حفظ القرآن من التحريف.
وأشار خالد الجندي إلى أن هناك مذهبين للعلماء بخصوص الأحرف السبعة، الأول يعتمد على استقراء أوجه الخلاف في لغات العرب نفسها، والمذهب الثاني يقول إن المراد بهذه الأحرف سبعا من لغات العرب الفصيحة، وهذا يعني أن الله انزل القرآن على سبع لغات مراعيا ما بينها من فوارق لم يألفها بعض العرب.
القراءات السبع متواترة عن الرسولويشير إلى أن القراءات السبع عرفت بالتواتر، أي النقل بالاسناد المتواتر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الظاهرة التسجيلية للنصوص لم تتوفر لأمة أخرى. ويقول الجندي موضحا ذلك: القراءة المقبولة هي التي اتفق عليها كل علماء القراءات، وشروطها أن تكون متوافقة مع اللغة العربية ولو بوجه من الوجوه، ومع رسم المصحف الذي كتب في عهد أبو بكر ونسخ في عهد عثمان ولو على سبيل الاحتمال.
ورد خالد الجندي على القول بان هناك ما سقط من القرآن في مصحف عثمان متسائلا: ليأتوا بهذا الذي يدعون سقوطه ثم نزنه بموازين القرآن، فان انطبقت عليه تلك الموازين قبلناه، وبالتالي لا يجب أن يجهد أحد نفسه في نفي شبهة مدع، إنما على الأخير أن يثبت شبهته حتى نقبل ما يقول به.وأفاض الحديث حول القول بسقوط آيات استدلالا بروايات منسوبة لبعض الصحابة، موضحا أن هؤلاء لا يفهمون اطلاقات كلمة "آية"، فهي تقال عن السنة الكونية وعن الآية القرآنية وعن الحديث النبوي أيضا. وكان الصحابة يطلقون كلمة "آية" قاصدين بها ما قاله النبي لأنهم يعتقدون اعتقادا جازما ونحن كذلك أنه لا ينطق عن الهوى.
وأضاف الجندي: البعض يحاول عن طريق الاستدلال بتلك الروايات اثبات أن هناك كلمات ساقطة، فمثلا في قوله تعالى "لا يؤاخذكم الله باللغو في أعمالكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من أوساط ما تطعمون أهليكم او كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام" وهذه هي الآية "89" من سورة المائدة. يقول البعض أنه في مصحف ابن مسعود هناك زيادة بكلمة "متتابعات".. أي أن الآية تستكمل كالتالي " فصيام ثلاثة أيام متتابعات" وادعى هؤلاء أنه في مصحف أبي بن كعب، جاءت كلمة متتابعات هكذا "فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر متتابعات".
ويعقب: هذا مخالف لما ثبت نقله بالتواتر، فكلمة "متتابعات" جاءت في مصحف ابن مسعود، لكنها غير متواترة، وهناك فرق بين المنقول بالشهرة والمنقول بالتواتر، وبالتالي فان ما نقل عن ابي بن كعب هو عن خبر أحاد، ونحن لا نقبل في القرآن أي خبر غير متواتر.
ووجود كلمة "متتابعات" في مصحف ابن مسعود كان من قبيل الايضاح، لأن الصحابة كانوا يكتبون تفسير بعض الكلمات من فم الرسول صلى الله عليه وسلم بجانب الكلمة القرآنية نفسها.ويشير إلى عدم صحة الروايات المنسوبة لهذين الصحابيين. فمثلا يقال إن أبي ابن كعب أسقط من المصحف دعاء كان يتلى (دعاء القنوت في ما سمي بسورتي الخلع والحفد) وهذا غير صحيح ولم يثبت أن هذا موجود في مصحف أبي بن كعب. وحتى لو افترضنا وجوده فهذا لا يعني أنه قرآن، لأن أي صحابي كان عنده مصحف كان يكتب بجانب الآيات بعض الكلمات والتفسيرات التي ليست من النص القرآني وذلك للايضاح، اضافة إلى ان كلام القنوت المروي عن أبي بن كعب يفتقد الحجة على أنه قرآن منزل، بل هو ضرب من ضروب الدعاء، لأنه لو كان قرآنا لنقل إلينا نقل القرآن.ويواصل الجندي: يمكن القول أيضا باحتمال كون دعاء القنوت كلاما منزلا ثم نسخ تلاوة ونصا، فما المانع أن يكون من باب المنسوخ، وحكمة هذا الشئ هو التدرج في التشريع وفي الرأفة والرحمة من الله ونقل العباد من حالة إلى حالة أخرى، فمن حق الله أن يغير ويبدل ما أنزل وليس ملزما بأن يظل أول تشريع له ساريا على الخلق، وهنا تتجلى حكمة الناسخ والمنسوخ الذي تم في حياة الرسول بوحي من الله.
مصحف عثمان وآية الرجمويؤكد خالد الجندي أن مصحف عثمان الذين بين أيدينا الآن هو المصحف الكامل بغير تحريف أو نقص أو زيادة أو تغيير، وليس فيه كلمة ولا رمز مختلف عن الحالة الأولى التي جمع فيها القرآن ولو كان هذا ممكنا لبطل اعجاز القرآن الكريم، وبطلت المزية التي يتميز بها.
وقال: آية الرجم لم تنزل في القرآن الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم. مفرقا بين "ذكر مبين" بفتح الباء نزل على الرسول والمعني به القرآن الكريم، و"ذكرمبين" بكسرها والمعني به "السنة"، فلماذا لا تكون هذه الآية من الذكر المبين "بالكسر" وهذا الأخير لم ينتبه إليه أحد ونريد أن نؤلف فيه كتابا، والصحابة كانوا يعلمون هذا وبالتالي لم يتحرجوا أن يطلقوا كلمة "آية" على الحديث النبوي.
وأضاف الجندي: البسملة وردت مرتين في القرآن، الأولى في سورة الفاتحة، والثانية في سورة النمل "انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم" لكنها ليست من القرآن عندما تقرأ قبل كل سورة، فلم يقل أحد بذلك، وعدم قراءتها قبل سورة التوبة سنة عن الرسول، لأننا نقرأ القرآن بالتواتر، فالصحابة قلدوا الرسول في ذلك، ثم التابعون فالأئمة القراء.
ما اعتمد عليه جمع القرآنوأوضح ان العبرة عند الصحابة كانت بالمحفوظ لا بالمكتوب، والقرآن الكريم حفظ صدرا قبل أن يحفظ سطرا، وقد حفظ في صدر الرسول وهو لا يقرأ ولا يكتب، وهذه اشارة إلى أن المعتمد في جمع القرآن هو ما في الصدر وليس ما في السطر. وكان الشرط ان يأتي الصحابي الحافظ الذي يريد أن يثبت آية من القرآن باثنين من الصحابة يشهدان على صحة ما قاله.
جبريل راجع القرآن المكتوب 24 مرة
وقد كتب القرآن في عهد الرسول، وظلت تلك المكتوبات موجودة بدون تحريف إلى أن تم جمعه في عهد أبي بكر ولكن تلك المكتوبات لم تكن حجة على ما في الصدر. وقال الجندي إن جبريل عندما كان ينزل على الرسول راجع القرآن مكتوبا أربعا، وكان يطلب منه أن يرسل إلى ابن مسعود – أحد كتاب الوحي - بأن يضع آية معينة في سورة معينة وهكذا، وقد أعيد جمع هذه المكتوبات في عهد أبي بكر على نفس الحالة التي كانت في عهد الرسول ثم كتبت في مصحف عثمان.
ويفرق خالد الجندي بين كتابة وجمع القرآن. فالكتابة حصلت في عهد الرسول، وجمع محفوظا ومكتوبا في سور في عهد أبي بكر، حيث كان يطلب شاهدين من حفظة القرآن على كل كلمة مكتوبة، ليشهدا أنهما سمعاها من فم الرسول.
أراء د. الجابريوكان د. محمد عابد الجابري قد قال في مقال والذي نشرته "العربية.نت" نقلا عن صحيفة " الاتحاد" الاماراتية إن موضوع الزيادة والنقصان في القرآن موضوع قديم كثر فيه القيل والقال، متناولا التأويل والنقص والزيادة في الحروف أو الحركات كاختلاف القراءات، والزيادة والنقص في الآية والسورة، والاختلاف حول البسملة، هل هي من القرآن أم لا.
وأضاف الجابري: هذه الأنواع من التحريف واقعة في القرآن ومعترف بها بصورة أو أخرى من طرف علماء الإسلام تحت العناوين التالية: التأويل، الأحرف السبع، القراءات، مسألة البسملة... الخ.
وأشار إلى أن جميع علماء الاسلام من مفسرين ورواة حديث وغيرهم يعترفون بأن ثمة آيات وربما سورا قد "سقطت" أو "رفعت" ولم تدرج في نص المصحف. مواصلا بأن " ما يهمنا هنا هو ما يتصل بمسألة "جمع القرآن"، أعني ما يدخل في نطاق
السؤال التالي: هل "المصحف الإمام" -الذي جمع زمن عثمان والذي بين أيدينا الآن- يضم جميع ما نزل من آيات وسور، أم أنه رفعت (أو سقطت) منه أشياء أثناء الجمع