الاثنين، يونيو 08، 2009

آباء يعقون آباءهم !!

أستغرب استسهال الناس في هذا الزمن أحاديثهم في المجالس عن عقوق الوالدين لدرجة أنها تروى وتتناقل كالقصص أو الحكاوى عن فلان عق والدته !! وفلانة عقت والدها!! بدون أن تقض لهم مضجعا أو ينتابهم الشعور بحرقة الألم تجاه من لا يزال يعانى من العقوق أو حتى تسمع احدا من الجالسين يحذر من عقوبة العقوق ويحاول ما استطاع السعي في ردم منفذ الشقاق إذا كان له صلة بتلك الأسر ، كما كنت أتوقع أن عقوق الوالدين لا تصدر إلا من المراهقين صغار السن من الشباب الذي انحرم من العيش مع أجداده ولم ير في طفولته كيف يعامل والداه أبويهما ناهيك عن الدروس الدينية في مختلف مراحل التعليم التي تنص في مناهجها على حقوق الوالدين صريحة من القرآن والسنة0ولكن فجعت بأن أغلب من يرتكب تلك العقوق في والديه آباء كبار ولديهم أبناء تجاوزوا العشرين عاماً وتدور نقطة العقوق إما حول الإرث وسيطرة الابن الأكبر بعد وفاة الأب على مجريات الأسرة ومن ضمنها الأم التي تكون ضحية منازعات أبنائها ، أو زوجة الابن التي تكون عوناً لهذا الزوج على هذا العقوق وترفض أن تكون الأم قريبة من ابنها فتحرضه على العقوق حتى تسعد أكثر بشق الخلاف بينهما وإنه من المؤلم حقاً أن يعق الأب أو الأم أبويهما وهما في هذه السن وقد جربا الأمومة والأبوة وجربا حرقة الوالدين على أبنائهما ومن الصعب تقبل تلك العقوق في مجتمعنا الذي جبل على الرحمة والعطف والتكافل ..
سئل شيخ عن كيفية البر بالوالدين في حياتهما وبرهما( فقال يكون بالنفقة عليهما إن كانا فقيرين ، وبالسمع والطاعة لهما بالمعروف، والاستجابة لكل متطلباتهما إذا طلباه في حاجة لهما وتنفيذ أوامرهما التي ليست معصية لله) واذكر بان إحدى النساء اتصلت بي تشتكي عقوق أبنائها وعند سؤالي عن أعدادهم وأعمارهم قالت انهم 14 ابنا وابنة جميعهم كبار ومتزوجون وأنها قد استصدرت صكا من المحكمة بإثبات عقوقهم لها وسبب العقوق خلافات عائلية بين الام والعمة أخت الزوج وقد دفعت هذه الأم الثمن غالياً لدرجة أنها حرمت من نصيبها من ميراث زوجها وتعرضت للضرب والطرد من المنزل واستيلاء الأبناء على كل ماتملكه من بعد وفاة زوجها لدرجة أنها تعيش على صدقات الناس وحيدة في غرفة فوق احد السطوح واعتقد أن هذه الحالة من أغرب ما سمعت من حالات العقوق وإنا لله وإنا إليه راجعون.