الاثنين، مايو 18، 2009

التدخين يفسد عمل هرمون الأنوثة (الاستروجين)

اضطرابات الدورة الشهرية و الوصول المبكّر لسن اليأس والإصابة بهشاشة العظام وأمراض القلب وزيادة نسبة الإصابة بسرطان الثدي مشكلات تصيب المرأة المدخنة مقارنة بغير المدخنة , ولكن كيف يتم ذلك؟
إن العامل المشترك بين كل هذه الحالات هو النقص الغير طبيعي لمستوى هرمون الأنوثة (الاستروجين ) في الدم والذي يسببه التدخين, فالتدخين يصنف بأنه كابح عمل الاستروجين Anti-Estrogenic Effect حيث يؤثر سلبا التدخين على العمليات الحيوية لهرمون الاستروجين في الكبد مما يودى إلى جملة من النتائج مثل تخليق استروجين غير فعال أو زيادة طرده من الجسم أو زيادة البروتين المرتبط مع الاستروجين , والمحصلة النهائية لكل هذا هو نقص في مستوى الاستروجين الفعال في الدم , وانه حتى لوكان فحص مستوى هرمون الاستروجين في المرأة المدخنة كان طبيعيا , إلا انه طبيعي من حيث الكمية وليس طبيعي من حيث الوظيفة.
ينتج عن هذا كله خلل في العديد من أعضاء ووظائف جسم المرأة المعتمدة على هرمون الاستروجين في تسيير وظائفها وحيويتها بشكل طبيعي وينتج عنه مثلا:
1- اضطرابات العادة الشهريةتعاني المرأة المدخنة مقارنة بغير المدخنة من اضطرابات عديدة في الدورة الشهرية مثل عدم انتظام الدورة أو تأخرها أو زيادة في فترة نزول دم الحيض وتشبه هذه الاضطرابات إلى حد ما حال الدورة الشهرية في البنت الصغيرة الحديثة البلوغ وتكون عادة هذه الدورة غير مصحوبة بنزول البويضات Anovulation Cycle
2- الوصول المبكّر لسن اليأسأثبتت العديد من الدراسات بان النساء المدخنات يصلن إلى سن اليأس وهو السن الذي تنقطع فيه الدورة الشهرية تماما في عمر اقل مقارنة بالنساء الغير مدخنات ويأتي السبب في ذلك إلى تأثير التدخين المباشر وغير المباشر على الهرمونات الجنسية والهرمونات المحفزة للمبايض وأيضا على المبايض نفسها.
3- عظام المدخنان اقل صلابةتقل كثافة وصلابة العظام في النساء المدخنات مقارنه بغير المدخنات وينتج عن ذلك إصابتهن بمرض هشاشة العظام ويعود السبب في ذلك لتأثير التدخين على فعالية هرمون الاستروجين حيث يعتبر هذا الهرمون من الهرمونات الضرورية للحفاظ على صحة العظام. علما إن التدخين أيضا يعرقل فعالية هرمون الاستروجين إذا أعطي لغرض الوقاية أو العلاج من مرض هشاشة العظام حيث يعمل التدخين على ضعف الاستجابة من هذا العلاج بسبب زيادة طرده من الجسم عبر الكبد.
4- سرطان الثدي التدخين احد العوامل المساعدة على الإصابة بسرطان الثدي , علاقة أثبتتها العديد من الدراسات العلمية حيث تبين أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تصل إلى 60% عند النساء المدخنات مقارنة بغير المدخنات.5- أمراض القلبتقل أمراض القلب عند النساء مقارنة بالرجال بسبب عوامل عديدة من ضمنها تأثير هرمون الأنوثة (الاستروجين) الحميد على القلب والأوعية الدموية. ولكن التدخين يفسد هذا التأثير الايجابي لهرمون الاستروجين وذلك بسبب ضرر التدخين على فعالية عمل هذا الهرمون فتزداد نسبة الإصابة بأمراض القلب عند المدخنات مقارنة بغير المدخنات.