السبت، مايو 09، 2009

التكنولوجيا جعلت التليفون المحمول به كل شىء

من يصدق أنه جاء اليوم الذي نحمل فيه عشرة أجهزة أو أكثر ليلا ونهارا، هل تتخيل أنك تحمل في جيب ثوبك الأيمن مذياعا ومسجلا وكاميرا فيديو، وفي الأيسر تحمل آلة حاسبة وجهاز ملاحة به خريطة العالم، ومفكرة مواعيد الكترونية وكاميرا تصوير عادية، ومع الساعة التي كان يحملها أجدادنا جيوبهم الامامية، تجدك تحمل أيضا هاتفا وكمبيوترا صغيرا.
أظن ذلك أمرا صعبا، وكل الطرق التي تؤدي إلى ذلك لا تحتمل الا أن تكون عن طريق جهاز واحد وهو الهاتف المحمول. وليت الامر انتهى إلى ذلك، فمع ظهور تلفزيون الانترنت أصبح الهاتف المحمول بديلا لجهاز الاستقبال الفضائي، حيث يمكنك استقبال جميع القنوات غير ان الشاشة صغيرة، وللحصول على صورة أكبر فيمكنك توصيل هاتفك إلى شاشة كبيرة والاستمتاع بالمشاهدة، ومن خلال اتصالك بالانترنت يمكنك الاستفادة من خدمات تلفزيون الانترنت او مشاهدة مقاطع اليوتيوب، كما أن الالعاب التي تستطيع تحميلها في الهاتف قد تزاحم جهاز ألعاب سوني المحمول أو جهاز (قيم بوي) من شركة نتندو. بلغة استثمارية، فكل مصنعي هذه الاجهزة باتت حياتهم في خطر بسببه، اذ ان معظم الاجهزة بدأت تنصهر في الهواتف المحمولة، فالساعات التي كانت لمعرفة الوقت أصبحت اليوم للزينة وترصيع الالماس، أما صناعة الساعات المنبهة والرادو والوكمان فقل عليها السلام، وهكذا الحال في صناعة الكاميرات التي بدأت أسعارها تتنافس نزولا. واليوم أصبحت الهواتف المحمولة كأجهزة الكمبيوتر من حيث امكانية قراءة البريد الالكتروني ببروتوكلاته المختلفه، فالهاتف أصبح يستخدم في كتابة ملفات الوورد والاكسل والعروض التقديمية، فضلا عن قرائتها وتعديلها، وكذلك يمكنك تحميل اي برامج عليها، كبرنامج ادوب اكروبات لقراءة ملفات (بي دي اف)، فلم لا تقوم بتصوير جميع وثائقك الخاصة من بطاقة احوال ورخصه وغيرها والاحتفاظ بنسخ (بي دي اف) منها في جهازك المحمول لتكون معك حاضرة أينما كنت، إذ يمكنك طباعتها عبر ارسالها إلى أقرب طابعة بها تقنية البلوتوث. كذلك يحوي الهاتف برامج عديده ومفيدة مثل مواقيت الصلاة، وبرنامج المترجم الذي يساعد في السفر، فإذا كنت في رحلة إلى الصين، وتريد قراءة ما هو مكتوب في الفندق، فإنك تقوم بتصوير الكلام المكتوب من خلال عدسة هاتفك، ثم يقوم البرنامج بالتعرف على الاحرف الصينية المصورة وترجمتها، لتسمعها مترجمة بلغتك الاصلية، وغير ذلك من البرامج التي لاحد لها ولا حصر. كما يعمل الهاتف المحمول وظيفة المودم حيث يوصلنا بالانترنت لتصفحها مباشرة من خلاله أو من توصيله بجهاز حاسب الي، إذ يحوي أكثر من مودم في نفس الوقت، فلله دره، فهو مودم للشبكات اللاسلكية المحلية الموجود في المقاهي أو حتى للاتصال السريع عبر شبكة الجيل الثالث من أي مكان، وقريبا ستجد أنه يحوي مودما لشبكات واي ماكس أيضا.
ان مستقبل صناعة الهواتف المحمولة لايزال واعدا وهذا ما حدا بدخول شركات جديدة في هذا المضمار، كشركة أبل عندما طرحت جهازها اي فون، واليوم نسمع عن نظام تشغيل جديد للهواتف المحمولة من شركة قوقل واسمه اندرويد، حيث لاتزال الشركة في مراحل تصميم شكل هذا الجهاز. أتدرون .. لم أعد أحمل معي الا محفظة ومفتاحا وقلما وهاتفا محمولا، فالقلم تحول للزينة منذ زمن الانترنت الاول، والمحفظة ستنصهر قريبا في الهاتف المحمول بكل أموالها وبطاقاتها، ومع ظهور المفتاح الذكي قد لا نحتاج إلى مفاتيح أبدا، ويبقى السؤال هل سينصهر الهاتف المحمول في نفسه ويختفي، الجواب.. نعم، فمع تقنية النانو سيصبح الهاتف ملبوسا وليس محمولا، عندها سترتدي مشاعل بلوزة نوكيا، وسيشخص فهد بشماغ سوني - اريكسون.